ع البواردي
10-04-09, 04:30 am
في حياة أي كائن حي لا بد من المرور ببعض الأحداث التي قد تغير مجرى حياته, والحياة فرص وبقدر اغتنامنا لهذه الفرص نصيب النجاح أو يتخطانا وقد يتجاوزنا النجاح إلى غير رجعة؛ لأنه ليست الفرصة مقيمة بأبوابنا تنتظرنا, بل هي بطيئة في الوصول سريعة جدا في مغادرتنا معذورة, وكما يقول الإخوة المصريون (الحظ بيدق على بابك مرة وحدة بس), ولابد أن نعي تماما ما معنى مرة واحدة فقط, لأنه باقتناصك الفرصة الأولى ستنتقل إلى مرحلة صناعة الفرص, أو صناعة المستقبل, ولك أن تتخيل مدى نجاحك حينما يكون مستقبلك من صنعك أنت تصيره كيف تشاء, وكل هذا بإذن الله طبعا.
ما أريد قوله هو أنه من خلال تجربة طرية جدا في الشاشة لاتتجاوز الست سنوات تقريبا في بعض القنوات, ومن ثم التقائي بوالدي وأستاذي الأستاذ/سعد الجريس الذي كان التقائي به قبل مايقارب السنتين قد يكون من باب المصادفة في أحد الأندية الأدبية, حيث قال لي كلاما ربما لم أستوعبه تماما لقلة تجربتي إلا بعد دخولي للإذاعة ظننته في البدء تسويقا للسلعة, ولكنني أدركت فيما بعد صحة كلام الأب الموجه أ/سعد الجريس. وكنت أذكره بتوجيهه لي قبل أمس في أحد الاجتماعات.
الإذاعة مدرسة بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى, ولك أن نستعرض قائمة كبار المذيعين في الإعلام العربي تجد ميلادهم الحقيقي في مدرسة الإذاعة, الإذاعة مصنع, تميز المعادن النفسية من المعادن الكاسدة.
المذيع في الشاشة يستطيع أن يوصل فكرته للمشاهد بأكثر من طريقة بصوته وبتعابير وجهه وبتحريك يديه أو مايسمى بـ(لغة الجسد), فتستطيع بذلك أن تخاطب أذن المشاهد وعينه وقلبه, أما في الإذاعة فالأمر مختلف تماما, فأنت لا تمتلك إلا منفذا واحدا للمستمع وهو الأذن فحسب, فمن خلال أذنه قد تستطيع أن تدخل إلى عينه وعقله, فحينما يبتسم المذيع في الشاشة الجميع يراه يبتسم, لكنه حينما يبتسم في الإذاعة كيف سيوصل للمستمع أنه يبتسم؟! هنا تأتي احترافية المذيع وذكاؤه. في الشاشة قد يكون المشاهد يشارك المقدم في الصورة, لكنه كيف سيشارك مذيع الإذاعة؟؟! هنا أيضا تأتي احترافية المذيع, وليست العبرة فقط بخامة الصوت, الكثير من المذيعين يمتلكون خامة صوت مميزة لكنهم لم يستطيعوا أن يتميزوا, ولك أن تقيم نشرات الأخبار, تجد مذيعين كلاهما يمتلك خامة صوت رائعة إلا إن أحدهما يفوق الآخر بكثير وذلك لما يمتلكه من مهارة التلوين الصوتي.
برنامج (الأعمدة الصحافية) وبرنامج (حديث الصحافة) كلاهما من الصحافة إلا إن أداء (الأعمدة الصحفية) يختلف تماما عن أداء (حديث الصحافة) وذلك أن الأعمدة الصحفية مقالات تعالج بعض المشكلات الاجتماعية, أما حديث الصحافة فهو برنامج يعنى بالمقالات السياسية على الصعيد العربي, فهما وإن كان مصدرهما واحدا إلا إن الأداء مختلف تماما.
وأما قضية الإذاعة (المدرسة) وكيف تكون الإذاعة مدرسة لمقدمي الشاشة؟! فالأمر في غاية السهولة, فالمقدم التلفزيوني يحمل أكثر من همّ, هم التواجد في الاستوديو, هم الظهور أمام المشاهد من ناحية المظهر أو طريقة الجلوس أو طاقم العمل المتواجد معه داخل الاستوديو, وهم الكاميرا, والهم الأكبر هو الإعداد والضيف وطريقة الحوار الذي يأخذ الحيز الأكبر من المقدم, لكن حينما يصقل موهبته في الإذاعة فسيدرك تماما أسس الحوار مع الضيوف ومن يخاطب؟ وكيف يخاطب؟ وبماذا يخاطب؟ وكذا قراءة النصوص, وبالتالي تبقى مسألة المظهر سهلة ويسيرة, ولذلك نجد كثيرا من المقدمين التلفزيونيين حتى وإن أمضوا سنين طويلة في الشاشة إلا إنهم يعودون للإذاعة للتعلم من جديد لمن أراد أن يطور نفسه ويصنعها صنعة إعلامية محترفة.
وصحيح أنه ربما أكون أصغر مذيع في الإذاعة وأقلهم تجربة, إلا إنني أفدت من هذه المدرسة العريقة, والتي وإن كان عمري فيها قصيرا جدا لم يتجاوز السنتين إلا إنها ستظل مدرستي, وسأظل أتعلم منها أبد الدهر, فتحية تقدير وإجلال أقدمها لأستاذي سعد الجريس الذي انتقل بالإذاعة من إذاعة حكومية إلى إذاعة خاصة من خلال استقطاب المذيعين الشباب, وصقل موهبتهم, والوقوف على مواهبهم الدقيقة, وتربيتهم التربية الإعلامية الفذة التي علمتنا أن المذيع تصنعه أخلاقه وأدبه واحترامه للمستمعين قبل الموهبة والثقافة.
_ عبدالرحمن البواردي _
ما أريد قوله هو أنه من خلال تجربة طرية جدا في الشاشة لاتتجاوز الست سنوات تقريبا في بعض القنوات, ومن ثم التقائي بوالدي وأستاذي الأستاذ/سعد الجريس الذي كان التقائي به قبل مايقارب السنتين قد يكون من باب المصادفة في أحد الأندية الأدبية, حيث قال لي كلاما ربما لم أستوعبه تماما لقلة تجربتي إلا بعد دخولي للإذاعة ظننته في البدء تسويقا للسلعة, ولكنني أدركت فيما بعد صحة كلام الأب الموجه أ/سعد الجريس. وكنت أذكره بتوجيهه لي قبل أمس في أحد الاجتماعات.
الإذاعة مدرسة بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى, ولك أن نستعرض قائمة كبار المذيعين في الإعلام العربي تجد ميلادهم الحقيقي في مدرسة الإذاعة, الإذاعة مصنع, تميز المعادن النفسية من المعادن الكاسدة.
المذيع في الشاشة يستطيع أن يوصل فكرته للمشاهد بأكثر من طريقة بصوته وبتعابير وجهه وبتحريك يديه أو مايسمى بـ(لغة الجسد), فتستطيع بذلك أن تخاطب أذن المشاهد وعينه وقلبه, أما في الإذاعة فالأمر مختلف تماما, فأنت لا تمتلك إلا منفذا واحدا للمستمع وهو الأذن فحسب, فمن خلال أذنه قد تستطيع أن تدخل إلى عينه وعقله, فحينما يبتسم المذيع في الشاشة الجميع يراه يبتسم, لكنه حينما يبتسم في الإذاعة كيف سيوصل للمستمع أنه يبتسم؟! هنا تأتي احترافية المذيع وذكاؤه. في الشاشة قد يكون المشاهد يشارك المقدم في الصورة, لكنه كيف سيشارك مذيع الإذاعة؟؟! هنا أيضا تأتي احترافية المذيع, وليست العبرة فقط بخامة الصوت, الكثير من المذيعين يمتلكون خامة صوت مميزة لكنهم لم يستطيعوا أن يتميزوا, ولك أن تقيم نشرات الأخبار, تجد مذيعين كلاهما يمتلك خامة صوت رائعة إلا إن أحدهما يفوق الآخر بكثير وذلك لما يمتلكه من مهارة التلوين الصوتي.
برنامج (الأعمدة الصحافية) وبرنامج (حديث الصحافة) كلاهما من الصحافة إلا إن أداء (الأعمدة الصحفية) يختلف تماما عن أداء (حديث الصحافة) وذلك أن الأعمدة الصحفية مقالات تعالج بعض المشكلات الاجتماعية, أما حديث الصحافة فهو برنامج يعنى بالمقالات السياسية على الصعيد العربي, فهما وإن كان مصدرهما واحدا إلا إن الأداء مختلف تماما.
وأما قضية الإذاعة (المدرسة) وكيف تكون الإذاعة مدرسة لمقدمي الشاشة؟! فالأمر في غاية السهولة, فالمقدم التلفزيوني يحمل أكثر من همّ, هم التواجد في الاستوديو, هم الظهور أمام المشاهد من ناحية المظهر أو طريقة الجلوس أو طاقم العمل المتواجد معه داخل الاستوديو, وهم الكاميرا, والهم الأكبر هو الإعداد والضيف وطريقة الحوار الذي يأخذ الحيز الأكبر من المقدم, لكن حينما يصقل موهبته في الإذاعة فسيدرك تماما أسس الحوار مع الضيوف ومن يخاطب؟ وكيف يخاطب؟ وبماذا يخاطب؟ وكذا قراءة النصوص, وبالتالي تبقى مسألة المظهر سهلة ويسيرة, ولذلك نجد كثيرا من المقدمين التلفزيونيين حتى وإن أمضوا سنين طويلة في الشاشة إلا إنهم يعودون للإذاعة للتعلم من جديد لمن أراد أن يطور نفسه ويصنعها صنعة إعلامية محترفة.
وصحيح أنه ربما أكون أصغر مذيع في الإذاعة وأقلهم تجربة, إلا إنني أفدت من هذه المدرسة العريقة, والتي وإن كان عمري فيها قصيرا جدا لم يتجاوز السنتين إلا إنها ستظل مدرستي, وسأظل أتعلم منها أبد الدهر, فتحية تقدير وإجلال أقدمها لأستاذي سعد الجريس الذي انتقل بالإذاعة من إذاعة حكومية إلى إذاعة خاصة من خلال استقطاب المذيعين الشباب, وصقل موهبتهم, والوقوف على مواهبهم الدقيقة, وتربيتهم التربية الإعلامية الفذة التي علمتنا أن المذيع تصنعه أخلاقه وأدبه واحترامه للمستمعين قبل الموهبة والثقافة.
_ عبدالرحمن البواردي _