هايدن
26-03-09, 12:13 am
كانت مصادفة هي لقائه في مقهي نيويوركي, غير أنها لم تكن مصادفة صحيفة الشرق الأوسط بين يديه .
لم يبدوا للوهلة الأولى يجيد قراءة الاخبار العربية ولم يبدوا مهتما بالهرطقة العربية ولكن ملامحه كانت عربية, بل بدى كهل عربي هجرته خيبات الأمل, بدى عربي يتحدث بحزن مُهجر الى الشمال . لقد بدى لكبريائي كهل حل في يوم من الأيام ضيفا على بيت الفحولة, وبات اليوم مُضيفا للكهولة .
كنت سأفخر بجد عربي تحرر من حبال العرب وسلاسل العرب وحوافر الخيل العربية, كنت سأفخر بأب عربي يقراء السياسة ويفهم السياسة ويفهمني ما ساسه ساسة العرب . كنت سأفخر بعم عربي يحدثني عن العرب وكيف ماتت العروبة .
ذهبت إلى طاولته, وبادرته بالإنكليزية (صباح الخير ياسيدي) !
رفع عيناه من على أسطر الصحيفة وصوبها من بين نظارته وجبينة ورد صباح الخير بنبرة تسألني (ماذا تريد؟)
هل تتحدث العربية؟ ويجيب سؤالي: وأقراء العربية . كانت بنبرة تسألني (هل أنت أعمى؟)
بادرته بالعربية: أنا عربي ياعمو!!
ويرد بالعربية بعد ابتسامة عريضة: أهلين ياعمو (أهلين يا أبن العم) أعرف أنك عربي ..
تجبر كبريائي, فعيناي ثاقبتان وحدسي بوليسي وشجاعتي مدروسة, فأصبح كل الحق معي أن أسأله, فسألته: هل أنت من مصر الحبيبة؟ يرد: لا يابني! إذاً أنت من الشام العتيقة! يرد: لا ياصغيري , لا أخالك إلا بغدادي هجرته كثرة الجراح! يرد: لا لست عراقيا ..
علامات الإستفهام باتت تجوب شمال عقلي ويمينه, وجلست على طرفي كرسي طاولته, لا أخالك من خليج النفط! يرد: لا يابني لا !
من أي أبناء العمومة أنت؟ فأنا من خليج العرب ولم يتبقى غير جنوب بلادي وشمال أفريقيا, هل أنت من هناك !!
كانت ابتسامته تقول لن تحتمل جلوسك هنا, وستغادر هذا المقهى ياعربي . فلست تجيد إدارة هذه المواقف وستفقد كل أدواتك وتوازنك وحتى إبتسامتك . لستم جاهزين يا أبناء العرب لستم محنكين كأجدادكم, سأجيبك ايها الصغير: (أنا يهودي) أنا من أبناء اسحاق إن كنت أنت ابن لا اسماعيل, وعادت عيناه إلى أسطر الصحيفة .
عدت إلى طاولتي, دفعت ثمن قهوتي وغادرت المقهى .
لم يبدوا للوهلة الأولى يجيد قراءة الاخبار العربية ولم يبدوا مهتما بالهرطقة العربية ولكن ملامحه كانت عربية, بل بدى كهل عربي هجرته خيبات الأمل, بدى عربي يتحدث بحزن مُهجر الى الشمال . لقد بدى لكبريائي كهل حل في يوم من الأيام ضيفا على بيت الفحولة, وبات اليوم مُضيفا للكهولة .
كنت سأفخر بجد عربي تحرر من حبال العرب وسلاسل العرب وحوافر الخيل العربية, كنت سأفخر بأب عربي يقراء السياسة ويفهم السياسة ويفهمني ما ساسه ساسة العرب . كنت سأفخر بعم عربي يحدثني عن العرب وكيف ماتت العروبة .
ذهبت إلى طاولته, وبادرته بالإنكليزية (صباح الخير ياسيدي) !
رفع عيناه من على أسطر الصحيفة وصوبها من بين نظارته وجبينة ورد صباح الخير بنبرة تسألني (ماذا تريد؟)
هل تتحدث العربية؟ ويجيب سؤالي: وأقراء العربية . كانت بنبرة تسألني (هل أنت أعمى؟)
بادرته بالعربية: أنا عربي ياعمو!!
ويرد بالعربية بعد ابتسامة عريضة: أهلين ياعمو (أهلين يا أبن العم) أعرف أنك عربي ..
تجبر كبريائي, فعيناي ثاقبتان وحدسي بوليسي وشجاعتي مدروسة, فأصبح كل الحق معي أن أسأله, فسألته: هل أنت من مصر الحبيبة؟ يرد: لا يابني! إذاً أنت من الشام العتيقة! يرد: لا ياصغيري , لا أخالك إلا بغدادي هجرته كثرة الجراح! يرد: لا لست عراقيا ..
علامات الإستفهام باتت تجوب شمال عقلي ويمينه, وجلست على طرفي كرسي طاولته, لا أخالك من خليج النفط! يرد: لا يابني لا !
من أي أبناء العمومة أنت؟ فأنا من خليج العرب ولم يتبقى غير جنوب بلادي وشمال أفريقيا, هل أنت من هناك !!
كانت ابتسامته تقول لن تحتمل جلوسك هنا, وستغادر هذا المقهى ياعربي . فلست تجيد إدارة هذه المواقف وستفقد كل أدواتك وتوازنك وحتى إبتسامتك . لستم جاهزين يا أبناء العرب لستم محنكين كأجدادكم, سأجيبك ايها الصغير: (أنا يهودي) أنا من أبناء اسحاق إن كنت أنت ابن لا اسماعيل, وعادت عيناه إلى أسطر الصحيفة .
عدت إلى طاولتي, دفعت ثمن قهوتي وغادرت المقهى .