عسل كامل الدسم
09-03-09, 03:29 am
في ظهر يوم الإ ربعاء الموافق للسابع من شهر ربيع الأول من العام الثلاثين بعد الأربعمئة والألف، انتقل إلى رحمة الله ــ عميد الأسرة ــ
العم ( سليمان بن محمد العياف)
بعد صراع مع الحياة و آلام الدنيا التي لا تكاد تنتهي ولا تنقضي !
أبصرت عيناه على الدنيا قبل مئة عام فيا ترى على ماذا يبصر !؟
هل يبصر على النعيم والعيش الرغيد والمركب المريح والضلال الوارف والمسكن المنيف ؟
أم أبصر على الدنيا وهي مليئة بالمصاعب مهولة بالمشاق هم أصحابها لقمة عيش تسكن جوعهم وتؤمن روعهم !؟
لا أظن أن حال الناس في ذلك الزمن إلا الحال الأخيرة ؟
لقد نشأ هو ورفيق دربه أخوه صالح ـــ رحمهما الله ـــ على اليتم ويسر الحال لكنهم لم يرضوا يوم من الأيام عيشة الجبناء الأذلاء ؛ فعاشا حياة مليئة بالكفاح والعمل الجاد واستسهال الصعاب والمشاق
ولقد سارت بقصصهم وأخبارهم الركبان !؟
إتصل عليه أحد أبنائه بعد عشية يوماً من الأيام فقال ياأبي أنا الآن وصلت الأردن فقال ياولدي متي مشيت فقال بعد الفجر فقال ياإبني هذا الطريق كنت أقطعه في مدة اثنين وعشرين يوما في طريقي إلى الشام؟
لقد مات عمي قرير العين هادئ النفس صافي الفؤاد عارفا بحقيقة الدنيا
وتصا ريفها؛
من تأمل حاله في سنيه الأخيرة يجد العجب العجاب صمت طويل وتفكر كثير لا يتكلم فيما لايعنيه ، ماأن تقبل عليه تجد الترحيب الحار والحفاوة والتقدير؛
لاأنسي على صغر سني أني إذا سلمت عليه يقول هلا( ببونا)هذا حاله مع من يصادف ويرى .
أما في البيت ومع أبنائه فأمر أعجز عن وصفه وحده ولقد يروي أبناؤه وأحفاده شيئامن الخيال .
لاتصدق أن هذا الجبل قدوصل من العمر مئة عام وهذه حاله إنه الرضاإنه الرضا إنه الرضا بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى .
مع أنه الذي يبلغ مايقارب هذ ا العمر يحصل منه ما يحصل وتصير حاله إلى ما تصير (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر )
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولاً لاأبالك يسئم
وقال الآخر
قالوا أنينك طول الليل يشغلنا
فما الذي تشكو قلت الثمانينا
هذه حال الكثير الكثير من غيره لكن حاله غيرذلك
نعم لقد مات عمي ولم يسئم من حاله وضعف صحته ووهن جسمه .
نعم لقد مات عمي ولم يسئم من أهل عصره وتغير زمانه وطريقة حياته .
نعم لقد مات عمي ولاأبالغ إذا قلت لم يسئم من موت جميع أقرانه .
قبل موته بأيام وكنا في البر نظرت إليه وأكثرت التأمل فيه لتوقعي قرب موته ودنوأجله رحمك الله ياعم فلن ولن أنساك ولم أنساك وأنت مدرسة للأجيال والأحفاد.
لم أنساك ياعم وقد تعلمت منك العزة والطموح والأنفة وقوة الإيمان بربك وخالقك .
لم أنساك ياعم وقد تعلمت منك الرضا بماقدر الله وقضى .
لم أنساك ياعم وهذه خاتمتك، كبر في السن ، وشدة وطئة مرض ، والصلاة هي هاجسك ، وذكر الله أنيسك ؛ ماأن تفيق من الإغماء حتى توصي أقرب إبن إليك بأن ينبئك بدخول وقت الصلاة .
وداعا ياعم وداعا ياعم لكن ليس إلى الأبد فموعدنا جنات الخلد نعم موعدنا الجنة مع محمد وصحبه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تمت الكتابة ليلة وفاته في اليوم السابع من شهر ربيع الأول من العام الثلاثين بعد الأربعمئة والألف.
عياف بن فهد إبراهيم العياف
العم ( سليمان بن محمد العياف)
بعد صراع مع الحياة و آلام الدنيا التي لا تكاد تنتهي ولا تنقضي !
أبصرت عيناه على الدنيا قبل مئة عام فيا ترى على ماذا يبصر !؟
هل يبصر على النعيم والعيش الرغيد والمركب المريح والضلال الوارف والمسكن المنيف ؟
أم أبصر على الدنيا وهي مليئة بالمصاعب مهولة بالمشاق هم أصحابها لقمة عيش تسكن جوعهم وتؤمن روعهم !؟
لا أظن أن حال الناس في ذلك الزمن إلا الحال الأخيرة ؟
لقد نشأ هو ورفيق دربه أخوه صالح ـــ رحمهما الله ـــ على اليتم ويسر الحال لكنهم لم يرضوا يوم من الأيام عيشة الجبناء الأذلاء ؛ فعاشا حياة مليئة بالكفاح والعمل الجاد واستسهال الصعاب والمشاق
ولقد سارت بقصصهم وأخبارهم الركبان !؟
إتصل عليه أحد أبنائه بعد عشية يوماً من الأيام فقال ياأبي أنا الآن وصلت الأردن فقال ياولدي متي مشيت فقال بعد الفجر فقال ياإبني هذا الطريق كنت أقطعه في مدة اثنين وعشرين يوما في طريقي إلى الشام؟
لقد مات عمي قرير العين هادئ النفس صافي الفؤاد عارفا بحقيقة الدنيا
وتصا ريفها؛
من تأمل حاله في سنيه الأخيرة يجد العجب العجاب صمت طويل وتفكر كثير لا يتكلم فيما لايعنيه ، ماأن تقبل عليه تجد الترحيب الحار والحفاوة والتقدير؛
لاأنسي على صغر سني أني إذا سلمت عليه يقول هلا( ببونا)هذا حاله مع من يصادف ويرى .
أما في البيت ومع أبنائه فأمر أعجز عن وصفه وحده ولقد يروي أبناؤه وأحفاده شيئامن الخيال .
لاتصدق أن هذا الجبل قدوصل من العمر مئة عام وهذه حاله إنه الرضاإنه الرضا إنه الرضا بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى .
مع أنه الذي يبلغ مايقارب هذ ا العمر يحصل منه ما يحصل وتصير حاله إلى ما تصير (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر )
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولاً لاأبالك يسئم
وقال الآخر
قالوا أنينك طول الليل يشغلنا
فما الذي تشكو قلت الثمانينا
هذه حال الكثير الكثير من غيره لكن حاله غيرذلك
نعم لقد مات عمي ولم يسئم من حاله وضعف صحته ووهن جسمه .
نعم لقد مات عمي ولم يسئم من أهل عصره وتغير زمانه وطريقة حياته .
نعم لقد مات عمي ولاأبالغ إذا قلت لم يسئم من موت جميع أقرانه .
قبل موته بأيام وكنا في البر نظرت إليه وأكثرت التأمل فيه لتوقعي قرب موته ودنوأجله رحمك الله ياعم فلن ولن أنساك ولم أنساك وأنت مدرسة للأجيال والأحفاد.
لم أنساك ياعم وقد تعلمت منك العزة والطموح والأنفة وقوة الإيمان بربك وخالقك .
لم أنساك ياعم وقد تعلمت منك الرضا بماقدر الله وقضى .
لم أنساك ياعم وهذه خاتمتك، كبر في السن ، وشدة وطئة مرض ، والصلاة هي هاجسك ، وذكر الله أنيسك ؛ ماأن تفيق من الإغماء حتى توصي أقرب إبن إليك بأن ينبئك بدخول وقت الصلاة .
وداعا ياعم وداعا ياعم لكن ليس إلى الأبد فموعدنا جنات الخلد نعم موعدنا الجنة مع محمد وصحبه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تمت الكتابة ليلة وفاته في اليوم السابع من شهر ربيع الأول من العام الثلاثين بعد الأربعمئة والألف.
عياف بن فهد إبراهيم العياف