المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التكملة


مجد
15-08-02, 09:07 pm
ثم قال بلسان الساخر المتهكِّم ، من كلِّ خنفشاريٍّ تَزَبَّبَ وهو حِصْرِم :
أليسَ من عجائبِ الزَّمان ؛ أن بحرَ العلومِ لا يحفظُ القرآن , وأن صيرفيَّ الأحاديثِ النَّبويَّة ؛ لا يحفظُ حتى الأربعينَ النَّوويَّة .
ولكنَّه يظلُّ يقطعُ الليالي الطِّوال , في البحثِ عن زلَّةٍ مدفونةٍ في الرِّمال , حتى تورَّمَتْ عيناهُ من طُولِ هذا العَنَاء ، وهو مازالَ مُمْسِكاً بخيوطِ الأمَلِ السَّوداء
فإذا كانَ هذا حالُ ربيعِهم وهو أفضلُ الفُصُول ، فما الظنُّ بسواهُ وقد آذَنَتْ شمسُهُ بالأفُوْل ؟!
قال الراوي :
فسألناه أن يُبَيِّن لنا الآنَ حقيقةَ نِزَاعاتِهم ، بعدَ انفضاضِ الناسِ عنهم وكَسَادِ بضاعاتِهم ؟
فتبسَّم ابتسامةَ الشَّامتِ بهؤلاء ، وقال : إن إضاعةَ الزَّمانِ فيهم لعَيْنُ البَلاء !!
فلقد وقَعُوا في حُفرةِ النَّارِ التي أشعَلُوها ، وخُنِقُوا بالحِبَالِ التي طالما فَتَلُوها , فما بَكَت عليهم السَّماءُ والأرض ، فهم أسماكٌ ميِّتةٌ في مُستنقعِ البُغْض .
ما انتفاعُهم بعيونهم وقد عَمِيَت البَصَائر ؟! فبَغَوا ولكن على الباغي تدورُ الدوائر , ولئن عَلاَ نجمُهم في السنين الماضية , فقد كانوا كمَن يصعدُ إلى الهاوية ، فالحمدُ لله الذي هَتَكَ أستارَهم بفضلِه ، ولا يحيقُ المكرُ السَّئُ إلا بأهلِه .
فانظروا كيفَ ضلَّل بعضُهم بَعْضَا ، وامتلأتْ نفوسُهم غيظاً وفاضت بُغْضَا , فالسِّتَّةُ اختلفوا فَصَاروا عشرَ جمَاعات ، ونَسُوا أن صراطَ اللهِ واحدٌ لا بالعَشَرات !!!
فكم لَبِسُوا "عباءةَ السلفيةِ" ويا لها من عَبَاءَة , فلطَّخُوها بالجهلِ والكَيدِ والدَّنَاءَة . فكانت وكانوا ـ دونما تعيير ـ : " صَحْنَاً صينيناً فوقَه لحمُ خنزير " !!!
قال الراوي :
فحمدنا اللهَ أنْ عافانا ممَّا ابتلاهم ، وسألناهُ أن يَشْفيَ بفضلِه جميعَ مرضاهم .
وطَفِقْنا نَذْكُرُ ما يُروى عنهم مِن نوادِر ، تُضْحِكُ الثَّكالى وأربابَ الحظِّ العاثر ، مما فاتَ ابنَ الجوزيِّ في غابرِ السَّنين ، أن يذكَرَهُ في كتابِه " أخبارُ الحمقي والمغفَّلين " .
ثم التفتنا إليهِ وسألناهُ المَزيد , فهو إنسانُ عَيْنِ الظُّرْفِ وبيتُ القَصِيد .
فقال : أمَّا وقد أحفيتُم في السُّؤال ، فليسَ لي إلا رُكُوبُ مطيَّةِ الامتثال .
اسمعوا مني هذه القِصَصَ الغَرِيبة ، حدَّثني بها مَن لا يُخَالجني في صدقِهم رِيْبَهْ ، جمعتني بهم بعضُ المجالسِ الشَّريفة ، فلما ذُكِرَ الجاميَّةُ كنَّا كمَن قَعَدَ على جِيفة .
فحدَّثني أَحَدُ صالحي الإخوان ، وهو ممَّن ترتاح ُلرؤيتِهِ العيَنان :
رَجَعَ جامي ٌّ إلى العُوْدِ بعد هَجْرِهِ سنيَنَ معدودَة ، فلمَّا ناصحتُهُ قال لي ـ وهو يضرب عودَه ـ : لأنْ أكونَ عاصياً سَلَفيَّا ؛ خيرٌ لي مِن أنْ أكونَ ملتزماً خَلَفيَّا ، فتبَّاً لكَ من قُطبيٍّ تائهٍ في لُجَجِ الدَّيجور ، ومَنْ لم يجعلِ اللهُ له نَوْراً فما له من نُوْر !!
وحدثني ثانٍ ـ وهو من ذَوِي الصَّلاح ، ووجْهُهُ وضئٌ مثلُ غُرَّة الصَّباح ـ :
رأيتُ أَحَدَ منظِّري الجاميَّةِ بعدَ انحرافِه ، وقد كانَ مِن قبلُ حقيراً وهو الآنَ تافِه ، قد حَلَقَ لحيتَه وأسبلَ ثوبَه ، فدَعَاني دَاعِ الأخوَّةِ أنْ توجَّهتُ صَوبَه ، فكلَّمتُهُ بكلامٍ ليِّنٍ تَرِقُّ له صُمُّ الجِبَال ، فازورَّ عني مقطِّباً جبينَه وقال : قد نهَىَ السَّلَفُ عن الكَلامِ معَ أهلِ الأهواء , قُمْ عني فالجلوسُ مَعَكَ من أعظمِ الأدواء !!!
وحدثني ثالثٌ ـ وهو يُقْسِمُ أنه لم يزدْ حَرْفا ، وأماراتُ الصِّدقِ على وجهِهِ لا تَخْفى ـ :
دخَل علينا الدُّكتورُ ( فلانٌ ) القاعةَ دونَ سَلاَم ، فلمَّا استقبلنا بوجهِهِ سدَّدَ في صُدُورِنا سِهامَ الملام :
مالَكُمْ تَخْبِطُونَ في دُوُربِ التِّيهِ خبطَ عَشْواء ، وتُفْنُونَ الأعمارَ في قراءة كتبِ أهلِ الأهواء ؟!! ثم قال وهو يهزُّ عِطْفَيْهِ بزهو واختيال ، ويتباهى بعلمِهِ تباهي ربَّاتِ الحِجَال :
أتحدَّى أن تكونوا قد سمعتُم قبلَ الآن ، بالإمامِ سُليمانَ بنِ سَمْحَان ؟؟ فصحَّحَ لهُ اسمَ الشَّيخِ كلُّ مَن في القاعة ، ليتعرَّى جهلُهُ وينَكَشِفَ مُزْجَى البِضَاعة .
قال الرَّاوي :
فضحِكنَا حتى استلقى بعضُنا على ظَهْرِه ، وهو يتلُو " واللهُ غالبٌ على أمره " ، وما زلنا نُجَدِّف بين أمواجِ المَرَح ، بما يَرويهِ عن هؤلاءِ الحَمْقَى منَ المُلَح ، حتى أطلَّ علينا الفَجْرُ بثغرِهِ الوضَّاء ، ورحَلَ القَمَرُ وهو يجرُّ عَرَبةَ الظَّلْماء .
ولمَّا همَّ بالانصرافِ شيَّعْناهُ بإِجلال ، بعدما أحًطْنا بهِ إحاطةَ الهَالةِ بالهِلال .

وكتبه أبو الفضل الهلالي في 4/6/1423 من الهجرة النبوية الشريفة

الداحوس العمى
16-08-02, 11:59 am
السلام عليكم:1:

مشكور اخوي مجد:)

اللهم افضحهم :4: :4: :4:

حمّاد
16-08-02, 05:09 pm
أخي الكاتب المبدع / مجد .....


صدقني أنني لا أبالغ أذا قلت لك أنه من واجبنا تجاه هذه المقامة هو

حفظها ونشرها في جميع المنتديات ... لأنني وبكل واقعيه .. أنا كنت من


المتابعين لهذه الفئة المأجورة .. ولم أقرأ خلال سنوات بزوغ وأفول نجم هذه

الجماعة مثل هذا الكلام المفحم المقنع لمن أراد الحق .......






فلقد وقَعُوا في حُفرةِ النَّارِ التي أشعَلُوها ، وخُنِقُوا بالحِبَالِ التي طالما فَتَلُوها , فما بَكَت عليهم السَّماءُ والأرض ، فهم أسماكٌ ميِّتةٌ في مُستنقعِ البُغْض .




فكم لَبِسُوا "عباءةَ السلفيةِ" ويا لها من عَبَاءَة , فلطَّخُوها بالجهلِ والكَيدِ والدَّنَاءَة . فكانت وكانوا ـ دونما تعيير ـ : " صَحْنَاً صينيناً فوقَه لحمُ خنزير " !!!






لله درك ....... وسلمت يمينك ..... ومتى نرى جديدك القادم ..؟؟