الاشـهــب
21-02-09, 04:50 pm
وصف الصديق لأبن المقفع
(( وإني مخبرك عن صاحب لي، كان من اعظم الناس في عيني، وكان رأس ما أعظمه
في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا
يكثر إذا وجد .
وكان خارجاً من سلطان لسانه، فلا يقول ما لا يعلم، ولا ينازع فيما يعلم . وكان خارجاً
من سلطان الجهالة، فلا يقدم أبداً إلا على ثقة بمنفعة .
كان أكثر دهره صامتاً، فإذا نطق بذ الناطقين . كان يرى متضاعفاً مستضعفاً، فإذا
جاء الجد فهو الليث عادياً كان لا يدخل في دعوى، ولا يشرك في مراءٍ، ولا يدلي بحجة
حتى يرى قاضياً عدلاً وشهود عدولاً. وكان لايلوم أحداً على ما قد يكون العذر في مثله
حتى يعلم ما اعتذاره. وكان لا يشكو يسخط، ولا يشتهي ولا يشتكي . وكان لا ينقم على
الولي، ولا يغفل عن العدو، ولا يخص نفسه دون إخوانه بشيءٍ من اهتمامه وحيلته و قوته .
فعليك بهذه الاخلاق إن اطقت-ولن تطيق-ولكن أخذ القليل خير من ترك الجميع ))
(( وإني مخبرك عن صاحب لي، كان من اعظم الناس في عيني، وكان رأس ما أعظمه
في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا
يكثر إذا وجد .
وكان خارجاً من سلطان لسانه، فلا يقول ما لا يعلم، ولا ينازع فيما يعلم . وكان خارجاً
من سلطان الجهالة، فلا يقدم أبداً إلا على ثقة بمنفعة .
كان أكثر دهره صامتاً، فإذا نطق بذ الناطقين . كان يرى متضاعفاً مستضعفاً، فإذا
جاء الجد فهو الليث عادياً كان لا يدخل في دعوى، ولا يشرك في مراءٍ، ولا يدلي بحجة
حتى يرى قاضياً عدلاً وشهود عدولاً. وكان لايلوم أحداً على ما قد يكون العذر في مثله
حتى يعلم ما اعتذاره. وكان لا يشكو يسخط، ولا يشتهي ولا يشتكي . وكان لا ينقم على
الولي، ولا يغفل عن العدو، ولا يخص نفسه دون إخوانه بشيءٍ من اهتمامه وحيلته و قوته .
فعليك بهذه الاخلاق إن اطقت-ولن تطيق-ولكن أخذ القليل خير من ترك الجميع ))