محمد المعتق
02-02-09, 09:00 pm
سأكفيكم عناء التعب ..
لا تغادروا منازلكم ..
ولا تتركوا أعمالكم ..
ما عليكم فقط إلا أن تثقوا بأن بنك الدم في بريدة مليء بالمخزون ..
وأن كل الحملات الإعلامية لجمع التبرعات بالدم كلها .. وهم واستغفال .. !!
ليس شيئا قيل لي ..
بل دعوني أسوق لكم ما حدث لي شخصيا هذه اليوم .. الاثنين 2/2/2009م
( 1 )
أدخل عمي المستشفى ( وهو بمثابة والدي ) مساء السبت ..
و في العناية المركزة في المستشفى المركزي طلبوا هذا اليوم تأمين كمية من الدم وذلك لاحتياجه ولكون المستشفى قام بتغطية الحاجة مباشرة ..
شكرنا لهم جهدهم وطلبنا الكمية المحددة ..
الطبيب يستشير الممرض .. والممرض يستشير الطبيب ..
وانتهت ( الحسبة ) بينهما ( دون تدخل منا فنحن نتفرج فقط ) ..
أن يتم طلب عدد ( 30 ) وحدة دم ..!!
رغم أنهم بدؤوا الحسبة من عشر وحدات ثم رفعوها إلى خمسة عشرة ..
إلى أن وصل العدد إلى (30) وحدة ..
كان التعليل من قبلهم لهذه الزيادة الغريبة ( ما يجيكم إلا أجر ) ..!!
( 2 )
قمنا بالاتصال بكل المعارف والأصدقاء كون الكمية كبيرة فعلا ..
و حضرنا إلى بنك الدم في المستشفى التخصصي زرافات ٍ ووحدانا ..
لما حضرت بنفسي قلت لهم بأنني جئت للتبرع لصالح المريض فلان ..
قالوا ( لقد لاحظنا أن كمية الدم المطلوبة كبيرة جدا وأنه لا يحتاجها عادة
إلا مريض بداخل العمليات وبشكل خاص ، وقمنا بمخاطبة مدير البنك والذي اتصل بالاستشاري في المركزي وقد صححنا المعلومة والتي كانت عبارة عن ( 3 ) وحدات فقط تم تأمينها مباشرة وأرسلنا الورقة مع أقاربكم ) ..
شكرت لهم اهتمامهم وأبلغتهم بأننا لاحظنا هذه الزيادة ..
وأننا تناقشنا فيها وقيل أن حاجة المريض كما حددنا ..
قالوا لنا الموظفون في بنك الدم : ( احضروا غدا صباحا لنرى ما هو رد المستشفى ..!! ثم نأخذ منكم الدم اللازم .. )
حقيقة لم نفهم هذا التناقض الكبير بين قولهم ..
( اتصلنا و قدرت لنا الحاجة بـ(3) لتر ..)
وبين قولهم : ( احضروا غدا لنرى ماهو رد المستشفى ) .. ؟؟!!
كنا مجموعة ..
وكنت أثق تماما بأن هناك مجموعات أخرى ستأتي ..
فقلت لهم : إذن لعلكم تأخذون الدم تبرعا لوجه الله ..
رد المسؤول : لا يمكن أن نأخذ منك باسم شخص محدد حتى يأتي الرد ..
كررت عليه : نقول لوجه الله تعالى ليس لمريضنا ..
قال : ( طيب وإذا صار بكرا وصاروا فعلا يحتاجون 30 وحدة ؟ )
قلت له : ذلك عملنا وبإذن الله قادرون على إحضار الكمية وزيادة وأنت تلاحظ حجم الأعداد التي تصلك الآن ..
قال : طيب تعال بكرا الساعة السابعة صباحا .
قلت له : من الصعب أن أحدد متى سآتي مرة أخرى ولكني ومن معي سنتبرع الآن لوجه الله ..
قال : طيب جاوبني على الأسئلة التالية :
( كان هذا الحوار في تمام الساعة الخامسة ) ..
س : ( انت نايم الظهر ) ج : نعم
س : ( تشعر بأي إرهاق ) ج : لا
س : ( هل تناولت أي علاج خلال الأسبوع الماضي ) ج : لا
س : ( متى متغدي ) ج : الساعة 2.15 ظهرا .
الموظف : ( اها خلاص .. رح الآن وكل وجبة وتعال نأخذ منك دم ..)
قال شخص آخر l أنا جاهز و كل الأسئلة منطبقة تماما علي .. )
قال الموظف : ( حنا أبخص منكم بمصلحتكم تراكم تبي تدوخون وتتعبون )
وزاد موظف آخر ( أن نسبة الدم وتركيزها تخف بعد تناول الطعام بساعتين .. إلخ )
قام أحد الحضور وذهب إلى البقالة وأحضر ( مجموعة من البسكويتات وعصيرات لكل الحاضرين )
لما رآه الموظف قال : ( حنا قلنا وجبة أما هذا ما يسمى وجبة )
· طبعا لم يحاول أخذ إجابة الباقين لأنهم كانوا يرفضون قطعيا أخذ أي دم ..
قررنا الجلوس لنرى إلى ماذا سنصل وكلنا غرابة من هذا التصرف العجيب ..
أخذ أحد الموظفين من تحت الطاولة حقيبة الشاي والقهوة و دخلوا إلى الغرفة الداخلية ..وكانوا أربعة ..
بعد دخولهم بخمس دقائق خرج إلينا شخص آخر :
حياكم الله ..
رددنا عليه : الله يحييكم ..
قال : اللي يبي يتبرع للمريض فلان يحضر بكرا صباحا ..
قلنا جميعا : جئنا نتبرع لوجه الله ..
قال : احضروا إذا غدا صباحا لأن أكياس الوحدات غير متوفرة ولا يوجد إلا عشرة أكياس فقط ..!!! ولا بد أن نجعلها للمرضى الذين يطلب لهم دم من ذويهم ..!!!!!
قلت له : نحن دمنا لمن يطلب دم اعتبارا من هذه اللحظة فخذ منا الدم بقدر هذه العشر ..
قال : لا يمكن .. يجب الاحتفاظ بهذا العدد ..
قلت له : ( لا بأس سأذهب الآن وأشتري لكم من أحد المحلات المخصصة أكياس الدم وهي تبرعا مني للبنك ) ..
قال : لا .. المشكلة في أن الدولة تقوم بإعداد مناقصة كل عام لهذه الأكياس .. وهذا العام لم تعرض المناقصة ..!!!!!!
قلت له : هل من الممكن أن نفهم بالضبط ما المطلوب ..؟؟
قال : كل الأكياس التي لدينا أرسلناها إلى الرياض من أجل حملة غزة .. !!
و الثلاجات لدينا مليئة بالدم ..
قلت له في النهاية : يبدو أنكم لا ترغبون في أخذ شيء من الدم ..
في أمان الله ..
كل هذا النقاش كان بطريقة ودية واحترام متبادل بيننا وبينهم وابتسامات ..
أقسم بالله أننا كنا نستجديهم ليأخذوا الدم ..
( 3 )
بعد هذه القصة ..
أود أن أعرف ما الذي يحصل .. ؟؟ !!
هل البنك بحاجة إلى الدم كما نسمع في الإعلام وفي الحملات التي تقيمها وزارة الصحة ..؟؟!!
أم أن هؤلاء الموظفين لا يرغبون في العمل ..؟؟!!
أم أنه فعلا لا توجد أكياس حفظ الدم ..؟؟!!
أم أن الدماء لا تكون صحية إلا في الفترة الصباحية ..؟؟!!
أم أن المشكلة في امتلاء الثلاجات ..؟؟!!
بين كل هذه الأسئلة لا أعرف أين توجد الحقيقة ..
الحقيقة التائهة بين من يرغب في زيادة كميات الدم من أجل ( مايجيكم إلا الأجر ) ..
وبين من لا يرغب في أخذ الدم من أجل ( غدا صباحا .. )
؟؟!!
( 4 )
أخي القاريء ..
أضع الموضوع بين يديك ..
مقدما اعتذاري الشديد لكل من طلبت منه التبرع بالدم ..
و ترك عمله أو أهله أو نومه لأجل أن يتبرع ..
فلم ننجح في ذلك ..
لا تغادروا منازلكم ..
ولا تتركوا أعمالكم ..
ما عليكم فقط إلا أن تثقوا بأن بنك الدم في بريدة مليء بالمخزون ..
وأن كل الحملات الإعلامية لجمع التبرعات بالدم كلها .. وهم واستغفال .. !!
ليس شيئا قيل لي ..
بل دعوني أسوق لكم ما حدث لي شخصيا هذه اليوم .. الاثنين 2/2/2009م
( 1 )
أدخل عمي المستشفى ( وهو بمثابة والدي ) مساء السبت ..
و في العناية المركزة في المستشفى المركزي طلبوا هذا اليوم تأمين كمية من الدم وذلك لاحتياجه ولكون المستشفى قام بتغطية الحاجة مباشرة ..
شكرنا لهم جهدهم وطلبنا الكمية المحددة ..
الطبيب يستشير الممرض .. والممرض يستشير الطبيب ..
وانتهت ( الحسبة ) بينهما ( دون تدخل منا فنحن نتفرج فقط ) ..
أن يتم طلب عدد ( 30 ) وحدة دم ..!!
رغم أنهم بدؤوا الحسبة من عشر وحدات ثم رفعوها إلى خمسة عشرة ..
إلى أن وصل العدد إلى (30) وحدة ..
كان التعليل من قبلهم لهذه الزيادة الغريبة ( ما يجيكم إلا أجر ) ..!!
( 2 )
قمنا بالاتصال بكل المعارف والأصدقاء كون الكمية كبيرة فعلا ..
و حضرنا إلى بنك الدم في المستشفى التخصصي زرافات ٍ ووحدانا ..
لما حضرت بنفسي قلت لهم بأنني جئت للتبرع لصالح المريض فلان ..
قالوا ( لقد لاحظنا أن كمية الدم المطلوبة كبيرة جدا وأنه لا يحتاجها عادة
إلا مريض بداخل العمليات وبشكل خاص ، وقمنا بمخاطبة مدير البنك والذي اتصل بالاستشاري في المركزي وقد صححنا المعلومة والتي كانت عبارة عن ( 3 ) وحدات فقط تم تأمينها مباشرة وأرسلنا الورقة مع أقاربكم ) ..
شكرت لهم اهتمامهم وأبلغتهم بأننا لاحظنا هذه الزيادة ..
وأننا تناقشنا فيها وقيل أن حاجة المريض كما حددنا ..
قالوا لنا الموظفون في بنك الدم : ( احضروا غدا صباحا لنرى ما هو رد المستشفى ..!! ثم نأخذ منكم الدم اللازم .. )
حقيقة لم نفهم هذا التناقض الكبير بين قولهم ..
( اتصلنا و قدرت لنا الحاجة بـ(3) لتر ..)
وبين قولهم : ( احضروا غدا لنرى ماهو رد المستشفى ) .. ؟؟!!
كنا مجموعة ..
وكنت أثق تماما بأن هناك مجموعات أخرى ستأتي ..
فقلت لهم : إذن لعلكم تأخذون الدم تبرعا لوجه الله ..
رد المسؤول : لا يمكن أن نأخذ منك باسم شخص محدد حتى يأتي الرد ..
كررت عليه : نقول لوجه الله تعالى ليس لمريضنا ..
قال : ( طيب وإذا صار بكرا وصاروا فعلا يحتاجون 30 وحدة ؟ )
قلت له : ذلك عملنا وبإذن الله قادرون على إحضار الكمية وزيادة وأنت تلاحظ حجم الأعداد التي تصلك الآن ..
قال : طيب تعال بكرا الساعة السابعة صباحا .
قلت له : من الصعب أن أحدد متى سآتي مرة أخرى ولكني ومن معي سنتبرع الآن لوجه الله ..
قال : طيب جاوبني على الأسئلة التالية :
( كان هذا الحوار في تمام الساعة الخامسة ) ..
س : ( انت نايم الظهر ) ج : نعم
س : ( تشعر بأي إرهاق ) ج : لا
س : ( هل تناولت أي علاج خلال الأسبوع الماضي ) ج : لا
س : ( متى متغدي ) ج : الساعة 2.15 ظهرا .
الموظف : ( اها خلاص .. رح الآن وكل وجبة وتعال نأخذ منك دم ..)
قال شخص آخر l أنا جاهز و كل الأسئلة منطبقة تماما علي .. )
قال الموظف : ( حنا أبخص منكم بمصلحتكم تراكم تبي تدوخون وتتعبون )
وزاد موظف آخر ( أن نسبة الدم وتركيزها تخف بعد تناول الطعام بساعتين .. إلخ )
قام أحد الحضور وذهب إلى البقالة وأحضر ( مجموعة من البسكويتات وعصيرات لكل الحاضرين )
لما رآه الموظف قال : ( حنا قلنا وجبة أما هذا ما يسمى وجبة )
· طبعا لم يحاول أخذ إجابة الباقين لأنهم كانوا يرفضون قطعيا أخذ أي دم ..
قررنا الجلوس لنرى إلى ماذا سنصل وكلنا غرابة من هذا التصرف العجيب ..
أخذ أحد الموظفين من تحت الطاولة حقيبة الشاي والقهوة و دخلوا إلى الغرفة الداخلية ..وكانوا أربعة ..
بعد دخولهم بخمس دقائق خرج إلينا شخص آخر :
حياكم الله ..
رددنا عليه : الله يحييكم ..
قال : اللي يبي يتبرع للمريض فلان يحضر بكرا صباحا ..
قلنا جميعا : جئنا نتبرع لوجه الله ..
قال : احضروا إذا غدا صباحا لأن أكياس الوحدات غير متوفرة ولا يوجد إلا عشرة أكياس فقط ..!!! ولا بد أن نجعلها للمرضى الذين يطلب لهم دم من ذويهم ..!!!!!
قلت له : نحن دمنا لمن يطلب دم اعتبارا من هذه اللحظة فخذ منا الدم بقدر هذه العشر ..
قال : لا يمكن .. يجب الاحتفاظ بهذا العدد ..
قلت له : ( لا بأس سأذهب الآن وأشتري لكم من أحد المحلات المخصصة أكياس الدم وهي تبرعا مني للبنك ) ..
قال : لا .. المشكلة في أن الدولة تقوم بإعداد مناقصة كل عام لهذه الأكياس .. وهذا العام لم تعرض المناقصة ..!!!!!!
قلت له : هل من الممكن أن نفهم بالضبط ما المطلوب ..؟؟
قال : كل الأكياس التي لدينا أرسلناها إلى الرياض من أجل حملة غزة .. !!
و الثلاجات لدينا مليئة بالدم ..
قلت له في النهاية : يبدو أنكم لا ترغبون في أخذ شيء من الدم ..
في أمان الله ..
كل هذا النقاش كان بطريقة ودية واحترام متبادل بيننا وبينهم وابتسامات ..
أقسم بالله أننا كنا نستجديهم ليأخذوا الدم ..
( 3 )
بعد هذه القصة ..
أود أن أعرف ما الذي يحصل .. ؟؟ !!
هل البنك بحاجة إلى الدم كما نسمع في الإعلام وفي الحملات التي تقيمها وزارة الصحة ..؟؟!!
أم أن هؤلاء الموظفين لا يرغبون في العمل ..؟؟!!
أم أنه فعلا لا توجد أكياس حفظ الدم ..؟؟!!
أم أن الدماء لا تكون صحية إلا في الفترة الصباحية ..؟؟!!
أم أن المشكلة في امتلاء الثلاجات ..؟؟!!
بين كل هذه الأسئلة لا أعرف أين توجد الحقيقة ..
الحقيقة التائهة بين من يرغب في زيادة كميات الدم من أجل ( مايجيكم إلا الأجر ) ..
وبين من لا يرغب في أخذ الدم من أجل ( غدا صباحا .. )
؟؟!!
( 4 )
أخي القاريء ..
أضع الموضوع بين يديك ..
مقدما اعتذاري الشديد لكل من طلبت منه التبرع بالدم ..
و ترك عمله أو أهله أو نومه لأجل أن يتبرع ..
فلم ننجح في ذلك ..