المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتعبتني يا محمد أمين


مجرد داعية
23-01-09, 06:33 pm
اتعبتني يا محمد أمين



يا زين صاحبك يا صالح .. لولا إنه كذاب

كيف كذاب

كلامه ما يعجبني .. وما يصير يكذب .. خاصة انه في الحج ولابس إحرامه .. أما يستحي من الله .. مسوي فيها مليونير .. وكلامه مبالغ فيه لأقصى درجة

فرد علي صالح قائلاً .. والله لو قال لك إنه مليونير .. يبقى كذاب

ثم ضحك ضحكة قوية .. فاجأتني بمعنى الكلمة


البداية

الاسم .. محمد أمين الدخميسي

الجنسية .. مصري

الوظيفة .. محجوبة مؤقتاً

الحالة الاجتماعية .. متزوج وله عدد من الأبناء

الحالة المادية .. محجوبة مؤقتا

العمر .. ثمانية وأربعين سنة



كنت مترددا كثيراً في الحج ... خاصة أنني ابحث دائماً عن الصحبة الطيبة .. وقد كنت طمعت في أن تحج والدتي فأحملها وأطوف بها حول البيت العتيق وأخذ أجرها .. أو يحج عمي .. وأنال أجر بره

كنت أمني نفسي بأحدهما أمي أو عمي .. وأتخيل نفسي أدفعهما في السعي .. أو اغسل لهما أقدامهما .. بل أخذتني الأماني بأن أخذ الاثنين معاً .. ولكن ...

ما كل يتمنى المرء يدركه


أمي اعتذرت فقد اشتد الألم في ساقها ... وعمي ذهب مع أبنائه للحج .. وقلت لنفسي .. سأجلس بخفي حنين هذا العام .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
اتصل بي أخي الأصغر .. واخبرني أنه أعطى أمي بعض المال كهدية ... فأعطته إياه ليحج به


بذلك تحصل على اجر الحج دون أن تحج .. لأنها جهزت حاجاً .. وقد قبل أخي بذلك براً بها .. ثم طلب مني أن أحج معه .. خاصة أن هناك شقة متوفرة في مكه المكرمة .. وسنحصل على التصاريح طاعة لولي الأمر .. ولكن صعب أن نجد حملة من الحملات التي نعرفها أو نتعامل معها .. خاصة أنه لم يبقى أمامنا إلا يوماً واحداً فقط على يوم عرفة .. فقررت الذهاب معه حاجاً عن والدي رحمه الله .. وكأنها حملة لبر الوالدين


ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم


حين دخلنا مكه ليلة عرفة .. أخبرني أخي بأنه سيصحب صديق له (مصري الجنسية ) وصل إلى المملكة .. وعرض أخي عليه أن يحج معه فوافق

بداية .. سألت الله أن يكون هذا الرجل على خير .. فالصحبة الصالحة هي كنز الحج .. فشخص واحد لاهي أو عابث .. قادر على أن يفسد عليك الكثير


كان الموعد أمام فندق أبراج مكه .. وهو أغلى فنادق مكه والمملكة على الإطلاق

سألت نفسي .. هل هو نزيل هذا الفندق ... إن كان كذلك .. فمثله قادر على الحج في أغلى الحملات ... أم أنه مجرد مكان ينتظرنا فيه على اعتبار أنه من معالم مكة المكرمة ؟

عموما .. ليس هذا من شأني .. فمن حسن إسلام المرء .. تركه ما لا يعنيه

عمره ثمانية وأربعين سنة .. راقٍ جدا في تعامله .. لديه حس فكاهة عالي جدا .. كسائر الأحبة المصريين .. وتعليقاته لاذعة .. ولكن في أدب جم .. صعب أن تجده إلا قي القليل

يبدو أيضا أنه متدين .. وأنه متعلق بأبنائه لأقصى درجة .. فالاتصالات لا تنتهي .. حتى أصبحت هماً مزعجاً بالنسبة لي

هناك أيضا مكالمات مقتضبة .. لا أفهم منها شئ .. ويبدو أنها متعلقة كلها بالعمل والمعايدات والاطمئنان على صحة كل فرد في الأسرة .. ولكنها فعلاً وصلت حد الإزعاج


وصلنا لعرفة قبل أذان الفجر بخمسة ساعات تقريباً وقررنا أن نقف في نهاية عرفة .. حتى نكون في أول الناس في النفرة إلى مزدلفة .. وقمنا بنصب الخيام وتمديد أسلاك الكهرباء وترتيب كل شئ .. وقررنا النوم مبكراً .. فغداً يوم عبادة .. وليس كأي يوم .. بل هو أفضل أيام السنة على الإطلاق .. وكل المسلمين يتمنوا أن يكونوا هنا معنا


يوم عرفه


استيقظت عند الفجر .. فوجدت الأخ أبو احمد .. يقوم بتنظيف المكان .. فقلت لنفسي .. شئ طيب .. فلا أعتقد أن من يقوم بذلك في قلبه شئ من الكبر أو الغرور .. وهذا أكثر ما أعجبني فيه

سألته .. فين ساكن في مصر يا أبو احمد .. فرد علي رداً غريباً

في جزيرة خاصة

فقلت .. نعم ... فين ؟؟

فقال .. في جزيرة خاصة

رددت عليه مازحاً رداً على مزحته

وليه في جزيرة خاصة .. شكل الناس يكرهوك جداً .. لجل كذا ساكن لحالك ... هههه .. هههه


انشغلنا بقراءة القرآن والدعاء .. وكلا يبكي منطرحاً على الله يساله العفو والمغفرة لجميع المسلمين .. فمثل هذا اليوم لا يعوض أبداً والخاسر من انشغل بالناس

أذن المغرب فانطلقنا إلى مزدلفة .. وهناك اتخذنا مكاناً على أول رصيف من ناحية منى .. أسوة بباقي الناس .. وخلفنا كان أخواننا الأحبة حجاج السودان .. وبجانبنا .. يبدو أنهم حجاج من الكويت ومن القصيم .. وأمامنا في الجهة الأخرى حجاج باكستان والهند .. ولكن في مخيمات خاصة لهم


جلسنا نذكر الله ونذكر قصص السلف الصالح رضوان الله عليهم .. ثم تطرق بنا الحديث عن الزهد في الحياة وفي الملبس .. فإذا بصاحبنا محمد أمين يقول

ما أجمل الزهد في كل شئ .. ولكن للأسف .. ففي مجال عملي مستحيل أن تقل قيمة البدلة الواحدة بالقميص عن ثلاثين ألف جنية ... وإلا سأصبح اقل من غيري ... وقد تفشل الصفقة كلها بسبب المظاهر ... فلابد من المظاهر في العمل ... والله يعلم أنني لا البس غالي الملابس .. إلا للعمل فقط ... فما أجمل البساطة في كل شئ


هنا ارتفع ضغطي .. وقلت لنفسي .. ما بال هذا الرجل يتفاخر ويكذب علينا .. مرة يقول إنه ساكن في جزيرة خاصة والآن يقول بدلة بثلاثين ألف جنية !!!

لابس إحرام عادي .. (وكأن الأثرياء لهم احرامات خاصة ) .. وبعد ما خلعنا الإحرام .. لبس مثلنا سروال طويل ابيض وفنيله داخليه عادية .. ويجي يقول .. بدلة بثلاثين ألف !!!


هذه الثانية لك يا محمد ... يا خسارة .. صحيح .. الحلو ما يكمل

اشتدت البرودة ليلا .. فقلت لنفسي .. لو قمت واشتريت كم كرتون برتقال ووزعته على الحجاج .. حتى لا يصاب احدهم بأمراض البرد .. خاصة أن باعة الفواكه خلفنا مباشرة .. فقمت سريعاً حتى لا يثبطني الشيطان .. وطالما الحج كله عن أبي رحمه الله .. فلن اقصر معه إن شاء الله
بعد أن انتهيت .. إذ بالأخ محمد يقول لي

ممكن يا أبوعبدالمجيد .. تشتري لي كم كرتون برتقال وموز .. وتوزع عني لوجه الله ؟

رغم أن قيامي بالأمر يجعلني شريكاً معه في الأجر .. هو بالمال وأنا بالعمل .. إلا أنني أردت الخير له .. والله يعلم أنني أثرته على نفسي .. فقلت له

قوم بنفسك .. واحمل صناديق الفواكه بنفسك .. ووزع بنفسك .. حتى تجد حلاوة الإنفاق .. ثم دع العرق ينزل على وجهك .. لعل الله يحرم وجهك على النار

والله ما قلت ذلك .. حتى انتفض صاحبنا من مكانه .. ووجدته أشد مني رغبة في الخير .. ورأيت فقراء الحجاج يتزاحمون عليه حتى اختفى بينهم .. وكلما وزع كرتوناً .. يهتف لي بأن أناوله غيره .. والله يعلم أنه تعبت يدي من كثرة ما أناوله .. وأنا أفكر في هذا الشخص وكيف يتفق .. انه يشتري البدلة الواحدة بثلاثين ألف .. ثم يقف هذا الموقف وفي هذا البرد .. لساعات حتى لا يقوى على رفع يديه

بعد أن انتهى .. سألته هل اكتفيت .. فقال لا .. ولكني ما عدت اشعر بيدي .. ثم أشار للفقراء من حولنا أن يأخذوا من البائع مباشرة .. وكلاً يأخذ ما يريد

توضأنا لصلاة الوتر .. وبعد أذان الفجر غادرنا مزدلفة و انطلقنا للشقة
كالعادة .. بدأت اتصالات صاحبنا منذ الساعات الأولى من الفجر .. وأكاد أحلف أنه لم يترك طفلا أو شيخاً إلا وعايده ويسأله عمن حوله .. فكان من الصعب أن أنام وسط هذا الرنين الذي لا ينقطع .. ولكن في الأخير .. ذهبت في سبات عميق وقد الفت صوته .. وصوت رنين جواله في أذني

عند الظهر استيقظنا ونحن في أوج نشاطنا .. وحمدنا الله بأنه لم يمسنا تعب أو حتى أياً من أمراض البرد أو حتى عدوى خفيفة .. وعند الغداء ألقى صاحبنا قنبلته الثالثة قائلا

رغم أنني أحج كل سنة .. وكل مرة يكلفني الحج على الأقل مائة وخمسين ألف .. إلا أن هذه الحجة هي أجمل حجة على الإطلاق من كل النواحي .. وما ذلك إلا لبساطتها وحسن الصحبة لوجه الله

هنا ضاق صدري لأقصى حد .. فصعب جداً أن أتحمل هذا الكلام وهذه المبالغات .. خاصة أننا في الحج .. حتى ولو كان مزاحاً .. فما أسمجه من مزاح


انتحيت بأخي بعد صلاة العصر .. وقلت له

يا زين صاحبك يا صالح .. لولا إنه كذاب

كيف كذاب

كلامه ما يعجبني .. وما يصير يكذب .. خاصة أننا في الحج ولابس إحرامه .. أما يستحي من الله .. مسوي فيها مليونير .. يا أخي انصحه .. خليه يبطل كذب

والله لو قال لك إنه مليونير يبقى كذاب

ثم ضحك ضحكة قوية فاجأتني بمعنى الكلمة

لا تغرك بساطته وتعامله ومزحه .. نعم هو ليس مليونيرا

هذا الشخص الله يسلمك .. كلمة مليونير قليلة في حقه .. فهو المهندس محمد أمين الدخميسي صاحب شركة الندى للاستثمار السياحي والعقاري .. وليس مجرد مليونير .. فقد تعدى ذلك بكثير .. ويسكن فعلا في جزيرة خاصة به .. وهذه السنة كان في زيارة للمملكة للاستثمار .. ودعوته للحج فلم يرفض طلبي .. فليس من طبعه أن يرفض دعوة أخيه المسلم .. وسبحان من كتب له الحج ولم يكن حجه على البال


نظرت إلى أخي طويلا .. ولولا ثقتي في أخي لكذبته .. فما كنت أعتقد أبدا أن أجد شخصاً بهذا الثراء لديه هذا التواضع وهذه الروح .. إلا من رحم ربي .. بل .. ويقوم الصباح لينظف الخيمة لنا .. ويقدم لنا الشاهي من عمل يديه


سبحان من يقلب القلوب .. فما أعجب ما رأيت من حبه للإنفاق في سبيل الله .. فلا يكاد يترك فرصة للصدقة أو لعمل الخير .. إلا ويزاحمنا فيها ويغلبنا عليها .. بل ويقسم علينا أنه هو من يخدمنا ويشتري لنا طعامنا .. ذلك لأنه يعلم أننا لا نلين .. إلا بالقسم

حينها تقبلت كل كلامه .. وانشرح صدري .. وقد ذهب ما به من سوء الظن بهذا الرجل ورأيت فيه معنى


من تواضع لله رفعه


عند منتصف الليل .. كنا في منى جالسين .. فإذا به ينظر إلى السماء ثم ينظر إلى الأرض ويتبسم .. وكرر الأمر عدة مرات .. فسألته
خير يا أبو احمد .. فقال وما أجمل قوله

جلست أتخيل .. كأن الله عز وجل يقول لي .. أرأيت يا محمد أمين .. برغم كل أموالك وملايينك .. أتيت بك وأجلستك على الأرض كأفقر الناس .. كلكم سواسية .. لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى .. كلكم ترجون رحمتي وتخافون عذابي .. ولا يأمن مكري منكم أحد

ثم نظر ناحية أحد الحجاج وقال .. لعل هذا الرجل الذي لا يجد حتى بساطاً يجلس عليه يكون خيرا مني ألف مرة عند الله .. ثم فرت من عينه دمعة وأشاح بنظره حتى لا أراها قائلا .. هل تصدقني لو قلت لك أن اشد ما يؤرقني كل ليلة هو هذا الحديث الشريف


(لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع .. عن عمره فيم أفناه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه )


يكاد الخوف من السؤال أن يذهب عنه نومه كل ليلة .. فسبحان الله كيف أحيا قلبه وكيف أعلمه أن ماله ممكن أن يكون نقمة عليه .. إن لم ينفقه في طاعته


انتهت القصة .. وبقيت لنا العبرة

تمعنوا في أحوال أثرياء المسلمين إلا من رحم ربي .. فيما ينفقون أموالهم

حفلات .. سهرات .. سفريات ... دعم مباريات .. شراء كازينوهات
بينما فقراء المسلمين حولهم في كل مكان

كم منهم افتتح فنادق لا يعلم إلا الله ما بها من معاصي .. يحملون أوزار كل من عصى الله فيها

(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا )

كم منهم افتتح قنوات هابطة .. وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض .. قالوا إنما نحن مصلحون

(ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )

يا حسرة عليهم .. حتى من كفانا شره منهم .. أودع أمواله في بنوك أجنبيه يستعين بها الغرب علينا .. ألا يا حسرة عليهم

كم منهم يدفع زكاة ماله .. وكم منهم نسي أنها ركن من أركان الإسلام ؟؟

أم أنهم اسقطوا الزكاة عن أنفسهم .. وخوفهم الشيطان الفقر؟؟؟

كم منهم يسعى على الأيتام أويعين شباب المسلمين على العفاف ؟؟

أكنا في حاجة لنجمع لأهل غزة أو غيرهم .. لو كان كل تاجر من تجار المسلمين يخرج زكاة ماله ؟؟؟

فهل نسوا أن في أموالهم حق معلوم .. للسائل والمحروم .. حق .. وليس فضلا منهم ولا منة .. فهل لم يجدوا فقيرا بين المسلمين .. يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة !!!

كم منهم يرفع علينا أسعار السلع طمعاً منه في تحقيق المزيد .. غير مبالياً بأحوال المسلمين .. وأبى إلا أن يكون خصمه يوم القيامة كثيراً من المسلمين

يقول أحدهم.. التجارة شطارة .. أعلى فقراء المسلمين تكون الشطارة !!!

تخيلوا فتاة شريفة عفيفة ولها أهل كرام .. ولكنهم تغيروا .. فهذا يريد أن ينزع عنها ردائها .. وآخر يريد أن يبيعها .. وآخر يريد أن يفسد أخلاقها .. ورابع يجوعها حتى تستغيث بالغريب فتبيع الحرة عفافها


هذه الفتاة هي الأمة .. فمن الناس من يريد أن تنخلع من هويتها الإسلامية فيفسدها إما بقنواته الفضائية او بمواقع ساقطة .. وآخريريد أن يلبسها ثوب العلمانية .. ومن الناس من يمنع عنها رزقها وطعامها .. حتى تذوق ألم الفقر فتفسد اخلاقها أو تضعف قوتها .. وهذا أنتم يا معشر الأغنياء إلا من رحم ربي


كل فترة لنا مع الأمة جروح جديدة .. والمشكلة أن جروحنا كلها داخلية

أتعبتني يا محمد أمين وأنا أفكر .. لو نصف أثرياء المسلمين مثلك .. أو ربعهم ... أو حتى خمسهم .. فهل سيبقى في العالم الإسلامي فقراء .. أو شباب لا يملكون نفقة الزواج فليجأ بعضهم لما حرم الله .. أو أناس تبحث عن وظيفة

حين تصل النصيحة مكتوبة أو مسموعة إلى هؤلاء المستكبرين .. مروا بها منكرين أو مستهزئين ..ألا يخافون .. أن يقولوا يوما

(لو أن لنا كرةً فنكون من المحسنين)

الكل سيرحل عن الدنيا .. ولكن من منهم وضع قبره أمام عينيه ؟؟؟
ألا يخاف أحدهم أن يكون ممن جمع مالاً وعددهُ .. يحسب أن ماله أخلدهُ .. ألا يخاف أحدهم أن ينبذ في الحطمةِ .. وما أدراهم ما الحطمةُ .. نار الله الموقدةُ .. التي تطلع على الأفئدةِ .. إنها عليهم مؤصدةٌ .. في عمدٍ ممدة .. ثم يُعذب بأمواله


( ذق إنك أنت العزيز الكريم )


الجميع يعلم ذلك .. ولكنها قسوة القلوب .. قد مزجت مع ضعف اليقين .. ولو وقر في القلب أنه لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. لوجدناهم يسابقون في الخيرات

بعضهم .. لا تراه إلا في الصحف ولا يختلط بالعامة .. فالعامة من الناس اقل من أن يخالطوه .. وإن سأله فقيرا أمام الناس أعطاه .. وإن سأله سراً .. مر كأن لم يسأله أحد .. فسبحان من يعلم السر وأخفى

( يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون )

ألا إن في العين عَبرة .. وفي القلب حسرةٌ .. و في من سبقنا عِبرة .. فاعتبروا يا أولي الأبصار

حارب أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة .. فإن كنتم أمنتم ابا بكر .. فيا عجباً كيف أمنتم رب ابي بكر

( إعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير )


أخي محمد أمين .. جزآك الله عن الصحبة كل خير

كان لابد من ضرب مثل مصحوباً باسمك وعملك .. في وقت للأسف .. أصبحت قصص السلف الصالح عند البعض للتسلية فقط وليست للعبرة والسير على نهجهم .. فهي رسالة تذكير أولا وأخيراً
أينما كنت .. وكيفما كنت .. أشهد الله .. أنني أحبك في الله.. واسأل الله العظيم رب العرش الكريم .. أن يجعلك ممن قال عنهم

(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين )



كتبه

ابراهيم المرواني

التاسع عشر من شهر محرم من العام الثلاثين بعد المائة الرابعة عشرة من الهجرة النبوية الشريفة

منقول من كتاباته جزاه الله خير