dordm
11-01-09, 08:42 pm
مقال الاسبوع لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبدالله الدويش بعنوان
الإسلام منهج حياة
إن السر في تأكيد عقيدة الإسلام على التفاؤل أنه يغرس في النفوس الإيجابيةَ، وتحملَ المسؤولية، وحبَّ العمل والصبر والمصابرة مهما كانت المصاعب، وحقيقة الإسلام ليس متوناً تُردد، ولا مناسبات أو مواسم فقط، بل هو دين حياة في كل شئونها صغيرها وكبيرها، )قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ(، هذا هو التحدي الحقيقي الذي نواجهه اليوم نحن المسلمين، والذي يجب أن نعيَه ونتواصى به في مثل هذه الظروف، فهل نستطيع أن نثبت لأهل الأرض، ولكل الأديان، أن دين الإسلام منهج حياة شامل؟ هل نحن -مسلمي هذا الزمان- قادرون حقاً أن نترجم الإسلام إلى سلوك وأفعال في كل شئون الحياة؟ لقد كنت أتألم أشد الألم وأنا أسمع ممن كان مع بعض الحجاج من المسلمين الجدد من إحدى الدول الأوربية، وهو يقول لي: لقد أحرجت أشد الحرج وأنا أحاول جاهداً أن أدفع بعض الشبهات، وأُبرر لهم حال فوضى المسلمين في الحج؟ فقد كان أحدهم يردد بانفعال شديد، وهو يرى أكوام الأوساخ والقاذورات وتسرب المياه والبيارات في طرق وشوارع المشاعر، وافتراش الحجاج وتزاحمهم، وسوء أخلاق البعض وتدافعهم؟ كان يردد فيقول: أهذا هو الإسلام؟ أيعقل أن الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة لم يؤثر في المسلمين؟ ولم يستطع أن يغرس في نفوسهم الآداب والأخلاق من نظافة وتنظيم؟ كان صاحبي يحدثني وعيناه تدمعان، وهو يقول: أخاف عليهم الانتكاسة والردة؟! لقد بذلت جهداً كبيراً لبيان الفرق لهم بين الإسلام وتصرفات المسلمين؟! إن ديننا عظيم ولا شك في هذا، فإن كانت دول الحضارة تفرض غرامات على من يرمي الأذى في الطريق، فإن دين الإسلام يكافئ من أماط الأذى عن الطريق كما قالe: ((وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة))، فإن الإسلام يربي في المسلم أن يرفع الأذى الذي رماه الغير عن الطريق لا أن يرميه هو!! آهٍ ما أعظمه من دين، فأين المسلمون؟ إذاً فنحن بأمس الحاجة لمراجعة النفس وتحقيق الإسلام حقاً في نفوسنا وأخلاقنا، وبيوتنا ووظائفنا؟ فأين من يدعوا لهذا؟ أين من يغرس هذه المعاني بفعله قبل قوله؟ إن باستطاعتنا أن نقدم لأهل الأرض قاطبةً صورة الإسلام العظيم، فهل نبدأ بأنفسنا وبني قومنا أولاً؟ إننا قادرون والحمد لله، فالنفوس مليئة بحب الخير، وسرعة الاستجابة، والمسابقة على الخيرات، كما رأيتم خلال هذا الشهر (ذي الحجة)؟ لكن يبقى أن يتضح للمسلم أن العمل الصالح ليس محصوراً على العبادات والفرائض، بل هو كل عمل يحبه الله ويرضاه فيه نفع وبناء، أياً كان اقتصاديًّا أو إعلاميًّا، أو سياسيًّا أو صحيًّا، أو في أي مجال من المجالات، بل كلما كانت الحاجة أشد، كان الأجر أعظم، والعمل المتعدي نفعه للآخرين أعظم أجراً من العمل القاصر على النفس، ومعلوم أن بلاد المسلمين كلها بلاد فتية نسب الشباب من الجنسين فيها أكثر من ستين بالمائة، فكيف لو تحركت هذه السواعد؟ ماذا لو تسابقت على التفكير والتخطيط؟ ماذا لو تهافت الشباب على تقديم المشاريع والبرامج والأطروحات في كل مناحي الحياة، كلٌ في تخصصه وحسب قدرته واستطاعته؟.
محبكم / إبراهيم بن عبدالله الدويش
الإسلام منهج حياة
إن السر في تأكيد عقيدة الإسلام على التفاؤل أنه يغرس في النفوس الإيجابيةَ، وتحملَ المسؤولية، وحبَّ العمل والصبر والمصابرة مهما كانت المصاعب، وحقيقة الإسلام ليس متوناً تُردد، ولا مناسبات أو مواسم فقط، بل هو دين حياة في كل شئونها صغيرها وكبيرها، )قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ(، هذا هو التحدي الحقيقي الذي نواجهه اليوم نحن المسلمين، والذي يجب أن نعيَه ونتواصى به في مثل هذه الظروف، فهل نستطيع أن نثبت لأهل الأرض، ولكل الأديان، أن دين الإسلام منهج حياة شامل؟ هل نحن -مسلمي هذا الزمان- قادرون حقاً أن نترجم الإسلام إلى سلوك وأفعال في كل شئون الحياة؟ لقد كنت أتألم أشد الألم وأنا أسمع ممن كان مع بعض الحجاج من المسلمين الجدد من إحدى الدول الأوربية، وهو يقول لي: لقد أحرجت أشد الحرج وأنا أحاول جاهداً أن أدفع بعض الشبهات، وأُبرر لهم حال فوضى المسلمين في الحج؟ فقد كان أحدهم يردد بانفعال شديد، وهو يرى أكوام الأوساخ والقاذورات وتسرب المياه والبيارات في طرق وشوارع المشاعر، وافتراش الحجاج وتزاحمهم، وسوء أخلاق البعض وتدافعهم؟ كان يردد فيقول: أهذا هو الإسلام؟ أيعقل أن الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة لم يؤثر في المسلمين؟ ولم يستطع أن يغرس في نفوسهم الآداب والأخلاق من نظافة وتنظيم؟ كان صاحبي يحدثني وعيناه تدمعان، وهو يقول: أخاف عليهم الانتكاسة والردة؟! لقد بذلت جهداً كبيراً لبيان الفرق لهم بين الإسلام وتصرفات المسلمين؟! إن ديننا عظيم ولا شك في هذا، فإن كانت دول الحضارة تفرض غرامات على من يرمي الأذى في الطريق، فإن دين الإسلام يكافئ من أماط الأذى عن الطريق كما قالe: ((وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة))، فإن الإسلام يربي في المسلم أن يرفع الأذى الذي رماه الغير عن الطريق لا أن يرميه هو!! آهٍ ما أعظمه من دين، فأين المسلمون؟ إذاً فنحن بأمس الحاجة لمراجعة النفس وتحقيق الإسلام حقاً في نفوسنا وأخلاقنا، وبيوتنا ووظائفنا؟ فأين من يدعوا لهذا؟ أين من يغرس هذه المعاني بفعله قبل قوله؟ إن باستطاعتنا أن نقدم لأهل الأرض قاطبةً صورة الإسلام العظيم، فهل نبدأ بأنفسنا وبني قومنا أولاً؟ إننا قادرون والحمد لله، فالنفوس مليئة بحب الخير، وسرعة الاستجابة، والمسابقة على الخيرات، كما رأيتم خلال هذا الشهر (ذي الحجة)؟ لكن يبقى أن يتضح للمسلم أن العمل الصالح ليس محصوراً على العبادات والفرائض، بل هو كل عمل يحبه الله ويرضاه فيه نفع وبناء، أياً كان اقتصاديًّا أو إعلاميًّا، أو سياسيًّا أو صحيًّا، أو في أي مجال من المجالات، بل كلما كانت الحاجة أشد، كان الأجر أعظم، والعمل المتعدي نفعه للآخرين أعظم أجراً من العمل القاصر على النفس، ومعلوم أن بلاد المسلمين كلها بلاد فتية نسب الشباب من الجنسين فيها أكثر من ستين بالمائة، فكيف لو تحركت هذه السواعد؟ ماذا لو تسابقت على التفكير والتخطيط؟ ماذا لو تهافت الشباب على تقديم المشاريع والبرامج والأطروحات في كل مناحي الحياة، كلٌ في تخصصه وحسب قدرته واستطاعته؟.
محبكم / إبراهيم بن عبدالله الدويش