ليث نذير الكحاح
01-01-09, 06:06 pm
معاناة العكيلات في العراق....... في العراق يوجد اكبر تواجد للعكيلات بعد بلاد القصيم فقد استقر الكثير منهم فيه وتزوجوا وأسسوا عوائل وتجمع كبير في بغداد وجنوب العراق وكانت لهم مجالسهم وزعمائهم الذين يقومون بتنظيم القوافل وحمايتها وكانت القبائل البدوية معتادة على الغزو والسلب للقوافل والقرى والمدن الصغيرة . والقبائل البدوية ليس لها عمل تعتا ش عليه غير الغزو والسلب وجاءت الدولة العثمانية بمشروع لمعالجة هذه الحالة وهو المشروع العثماني لتوطين القبائل البدوية والعمل على تحظرهم وتحويلهم من مقاتلين إلى مزارعين وقامت بفتح مدرسة أبناء القبائل في اسطنبول وأدخلت فيها شيوخ القبائل وأبنائهم وألغت لقب الشيخ وأطلقت على كل فرد فيهم لقب باشا وكان الغرض منها هو أن يتأثروا بوسائل الحضارة الحديثة والتحضر وينقلوها إلى قبائلهم وقامت أيضا بتوزيع الأراضي الزراعية لهم ولأبناء القبائل وعاد الشيوخ أو الباشاوات وساهموا في توطين القبائل البدوية وكان من ضمن الذين أخذتهم الدولة العثمانية إلى مدرسة أبناء القبائل زعيم العكيلات في العراق الشيخ سليمان بن غنام وكانت الدولة العثمانية قد اعتبرت العكيلات قبيلة كبقية القبائل البدوية وكان مع الشيخ سليمان في اسطنبول الشيخ صفوك الجربا شيخ قبيلة شمر وبعد عودة الشيخ سليمان بن غنام من تركيا حدثت مشاكل وصراعات مع الوالي وقام الشيخ سليمان بن غنام والعكيلات بالهجوم على قصر والي بغداد واحرقوه وقامت الدولة العثمانية بإعدام الشيخ سليمان بن غنام وهذا ما يذكره كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث للمؤرخ ستيفن لونكريك والذي كان قنصل بريطانيا في بغداد آنذاك فضلا عن المصادر الأخرى . و شيخ العكيلات في العراق الآن هو فالح الغنام وكان هؤلاء قد جاءوا إلى العراق منذ ثلاثة قرون تقريبا وقد نشأ جيل جديد من العكيلات يتصور أن العكيلات هي قبيلة هاجرت من نجد إلى العراق ولا يصدقون أنه تجمع لرجال من قبائل متعددة جاءت من نجد إلى العراق . ولهم العذر في هذا الرأي فهم يعيشون في تجمع قبلي ولهم شيوخهم من أمراء العكيلات القدماء وبعظهم اعتنق المذهب الشيعي بفعل تأثرهم بالبيئة التي سكنوها وهناك نوع ثاني من العكيلات وهم عوائل متفرقة في مناطق عديدة من العراق وهؤلاء كان أجدادهم قد جاءوا منذ قرن أو أكثر بقليل وكان العكيلات يتزوجون في العراق وينجبون ويستمروا في رحلاتهم الطويلة وبعضهم يموت في السفر وبعضهم لا يعود فتنشأ عائلة جديدة لا تعرف شي عن نسبها وأجدادها وتكون ضحية تلك الرحلات الطويلة ومنهم عائلة كاتب هذه السطور. وأثناء الدراسة في الجامعة وحين علم احد الطلاب أني من العكيلات جاء وصافحني بحرارة وقال أنا من العكيلات من مدينة سامراء ولا اعرف شي عن أهلي فقلت له ليس المسئول بأعلم من السائل فقال أريد أن أقابل والدك وأعمامك لأسألهم . وحين قابل والدي عانقه ومسح دمعة سالت على خده وقال ياعم أنا لا اعرف عن جدي وعائلتي شي غير الاسم واللقب وقد رحل جدنا وانقطعت أخباره عنا فقال له والدي هذه مشكلة كل عوائل العكيلات في العراق ولا بد أن يكون أجدادك وأجدادنا قد سافروا في يوم ما في قافلة واحدة وأكلوا من زاد واحد وبينهما مواقف وربما متصاهرين فأنت منا يا ولدي ونحن أعمامك . وكان في ضيافتنا الشيخ فيصل العاصي الجربا من شيوخ قبيلة شمر وحين سمع لقب عائلة هذا الشاب قال له يا ولدي أنت من اعرق العوائل في القصيم . وفي فترة الحرب العراقية الإيرانية وفي معركة الفاو أصبت بشظايا ونقلوني إلى الوحدات الخلفية للعلاج وكان الطبيب المعالج يحمل على صدره لوحة فيها اسمه ولقب العكيلي وبعد تحسن حالتي ذهبت إلى ذلك الطبيب وسألته عن نسبه وكان جواب الطبيب لا اعلم شي عن عائلتي غير الاسم واللقب و ليتك تدلني عليها وكان جده أيضا قد رحل وانقطعت أخباره عنهم . ولم نجد عكيلي واحد يعرف شي عن تاريخ أجداده وشجرة عائلته. هذه هي معاناة العكيلات في العراق والعكيلي حين يبحث عن أهله يريد أن يعرف أسماء أجداده وأين استقر جده وفي أي ارض مات وأين دفن وهل تزوج وأنجب ومن هم عياله ومن هم إخوانه ومن هم عيالهم وحسبهم ونسبهم ويطمئن على عيال عمه ولا يوجد عكيلي من أهل القصيم إلا وله أقرباء في العراق وبلاد الشام ومن ينكر هذا فهو مخطئ . وهل يستطيع أن يجزم أن جده لم يتزوج وينجب في تلك البلاد .....؟ لأاعتقد ....... والسلام على كل عكيلى يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا .......