عاشق الخير
10-12-08, 09:27 pm
قاومي ليلى..
الكاتب: محمد الحضيف - يوم: 16 مارس, 2008
كان يزدريها وهي صامته ….
في البداية احتجت على أسلوبه ، ذكرته بأن ذلك لا يليق بإنسان متعلم ، بل لا يجوز أن يصدر من إنسان تجاه آخر . وحينما يكون ذلك (الآخر) زوجا أو زوجة ، يكون التعامل ، الذي يتعمد تجريح الذات الأخرى ، وإذلالها ، نوعا من القتل العمد ..
قتل الكبرياء .. قتل الكرامة .. وإغتيال الحب …
وعلى جدث الحب .. تنبت الكراهية .
مع الوقت كان يزداد قسوة ، وكلماته الجارحة تزداد ضراوة ، ويتوغل نصلها الحاد في أعماقها . ضميرها المجروح ، يصرخ بصمت :
” نصل قسوتك يوشك أن يجتث بقايا زهرة قلبي الذابلة ” .
ضربها فاشتعل الحقد في قلبها .. إحتقارا وإشمئزازا ورفضا . مات الحب ، فهوى مثخنا فوق جسد الكرامة الذبيحة .
ليلى صارت مطلقة …
- مطلقة أنت يا ليلى ..؟ والأطفال يا ليلى ..؟ ماذا يقول الناس يا ليلى ..؟
- أنا لم أطلقه هو الذي طلقني .. أنا لم أهنه هو الذي أهانني .. أنا لم أكرهه ، هو الذي كرهني .. هو الذي أغتال عصفور الحب الذي أطلقته من قلبي ، ليشقشق بيننا …
كيف يحب إنسان إنسانا يكرهه ..؟ كيف يعود إنسان لانسان يرفضه ..؟
الناس .. ماذا أفعل بالناس ..؟ لم لا يذهب الناس هم إليه ..؟
الأطفال .. آه من الأطفال ، تلك الورود التي لا تورق إلا بماء الحب .. ستموت إذا ما ظللتها غمامة الكراهية .. الكراهية التي نبتت يوم مات الحب بيننا .. يوم ذبح كرامتي ، وسار على جدث ذلك الشئ ، الذي كانوا يسمونه يوما .. حبا .
خير للأطفال أن يعيشوا على نصف حب ، من أن يكـدر صفـاء عيونهم وجه الكراهية القبيح .. من أن تلفح براءتهم سموم الحقد .
ليلى أفهمت الناس أنها مطلقة ، ولكنها أيضا ليست نصف أنثى . أنها مطلقة ، لكنها كذلك إنسان . أنها مطلقة ، ولكنها لم تكن خاطئة ولا مخطئة .
دوت في أوساط العائلة ، وفي أرجاء الحي ، وفي سمع المدينة :
- (ليلى مطلقة ولكنها لم تكن هي المخطئة) …
فغرت الأفواه ، واتسعت الأحداق :
- (مطلقة وليست مخطئة) ..؟
هاه … ألاف (هاه) تسللت من بين شفاة منقبضة ، وعيون تدور من الدهشة ، ورؤس تتحرك ذات اليمين وذات الشمال .. والصدى يتردد في الزوايا الصدئة …:
(مطلقة ليست مخطئة .. مطلقة ليست مخطئة) ….
وهز الصدى ألاف الحطام البشري ، الذي سحق ، وأخرج من إيقـاع الحيـاة ، ودورة العطاء ..
لأنه .. مطلقات ..
لم تتزوج ليلى في اليوم التالي ، بعد أن (اثبتت) أنها مطلقة، لكنها أنثى كاملة وإنسان ، وأنها لم تكن مخطئة وليست خاطئة …
ولن تتزوج ربما ، ولا في الشهر التالي ، أو حتى السنة التالية ، لأن القصة لن تكون نهايتها مثل نهاية (تمثيلية تلفزيونية) ، حيث ينتصر (البطل) ، ويموت (المجرم) ، أو الظالم، بسكتة أو جلطة .
ليلى ستنهض من بين الحطام ، وستعود إلى إيقاع الحياة ، وستنتظم في دورة العطاء ، إذا بقيت تقاوم ..
قاومي ليلى ..
بالحب والعطاء … فالصدى يتساقط .
ا - هـــ
شكرا لك يا عاشق الخيرٍ
الكاتب: محمد الحضيف - يوم: 16 مارس, 2008
كان يزدريها وهي صامته ….
في البداية احتجت على أسلوبه ، ذكرته بأن ذلك لا يليق بإنسان متعلم ، بل لا يجوز أن يصدر من إنسان تجاه آخر . وحينما يكون ذلك (الآخر) زوجا أو زوجة ، يكون التعامل ، الذي يتعمد تجريح الذات الأخرى ، وإذلالها ، نوعا من القتل العمد ..
قتل الكبرياء .. قتل الكرامة .. وإغتيال الحب …
وعلى جدث الحب .. تنبت الكراهية .
مع الوقت كان يزداد قسوة ، وكلماته الجارحة تزداد ضراوة ، ويتوغل نصلها الحاد في أعماقها . ضميرها المجروح ، يصرخ بصمت :
” نصل قسوتك يوشك أن يجتث بقايا زهرة قلبي الذابلة ” .
ضربها فاشتعل الحقد في قلبها .. إحتقارا وإشمئزازا ورفضا . مات الحب ، فهوى مثخنا فوق جسد الكرامة الذبيحة .
ليلى صارت مطلقة …
- مطلقة أنت يا ليلى ..؟ والأطفال يا ليلى ..؟ ماذا يقول الناس يا ليلى ..؟
- أنا لم أطلقه هو الذي طلقني .. أنا لم أهنه هو الذي أهانني .. أنا لم أكرهه ، هو الذي كرهني .. هو الذي أغتال عصفور الحب الذي أطلقته من قلبي ، ليشقشق بيننا …
كيف يحب إنسان إنسانا يكرهه ..؟ كيف يعود إنسان لانسان يرفضه ..؟
الناس .. ماذا أفعل بالناس ..؟ لم لا يذهب الناس هم إليه ..؟
الأطفال .. آه من الأطفال ، تلك الورود التي لا تورق إلا بماء الحب .. ستموت إذا ما ظللتها غمامة الكراهية .. الكراهية التي نبتت يوم مات الحب بيننا .. يوم ذبح كرامتي ، وسار على جدث ذلك الشئ ، الذي كانوا يسمونه يوما .. حبا .
خير للأطفال أن يعيشوا على نصف حب ، من أن يكـدر صفـاء عيونهم وجه الكراهية القبيح .. من أن تلفح براءتهم سموم الحقد .
ليلى أفهمت الناس أنها مطلقة ، ولكنها أيضا ليست نصف أنثى . أنها مطلقة ، لكنها كذلك إنسان . أنها مطلقة ، ولكنها لم تكن خاطئة ولا مخطئة .
دوت في أوساط العائلة ، وفي أرجاء الحي ، وفي سمع المدينة :
- (ليلى مطلقة ولكنها لم تكن هي المخطئة) …
فغرت الأفواه ، واتسعت الأحداق :
- (مطلقة وليست مخطئة) ..؟
هاه … ألاف (هاه) تسللت من بين شفاة منقبضة ، وعيون تدور من الدهشة ، ورؤس تتحرك ذات اليمين وذات الشمال .. والصدى يتردد في الزوايا الصدئة …:
(مطلقة ليست مخطئة .. مطلقة ليست مخطئة) ….
وهز الصدى ألاف الحطام البشري ، الذي سحق ، وأخرج من إيقـاع الحيـاة ، ودورة العطاء ..
لأنه .. مطلقات ..
لم تتزوج ليلى في اليوم التالي ، بعد أن (اثبتت) أنها مطلقة، لكنها أنثى كاملة وإنسان ، وأنها لم تكن مخطئة وليست خاطئة …
ولن تتزوج ربما ، ولا في الشهر التالي ، أو حتى السنة التالية ، لأن القصة لن تكون نهايتها مثل نهاية (تمثيلية تلفزيونية) ، حيث ينتصر (البطل) ، ويموت (المجرم) ، أو الظالم، بسكتة أو جلطة .
ليلى ستنهض من بين الحطام ، وستعود إلى إيقاع الحياة ، وستنتظم في دورة العطاء ، إذا بقيت تقاوم ..
قاومي ليلى ..
بالحب والعطاء … فالصدى يتساقط .
ا - هـــ
شكرا لك يا عاشق الخيرٍ