عبدالله الصريح
28-11-08, 08:54 pm
طالعنا أحد كتاب موقع إلكتروني بمقال أثار معشاعر متابعيه وتفاوتت أساليب تفاعلهم وردودهم . وكأحد من وقف على المقال . صرت في حيرة من ذلك . ماذا يريد الكاتب الوصول إليه ؟
هنا أقول للكاتب كتعقيب على المقال أنت متقمص في إطلالتك ثوب المؤهل الأكاديمي ( دكتور) وذلك الأمر له تبعاته . وتطل من خلال زاوية ثابتة وخاصة بك يفترض أن تناقش من خلالها مواضيع سامية وتساهم في حل قضايا مشرفة . .
إن مقالك المرسوم بعنوان ( بركة حسين أوباما رئيس لأمريكا ) يفتقد في عرضه ومحتواه حسب رؤيتي المتواضعة للمنهجية وللتسلسل المنطقي للأفكار .
فلم نعرف ما تريد: هل تريد تمجيد المجتمع الغربي عامة والأمريكي خاصة ؟ من خلال اختياره لقيادته بالصورة الجديدة ؟ !! إن كان هذا هو المنطلق والمثل فتلك رؤية ساذجة تفتقر للعمق والتحليل . فانتخاب أوباما ليس كما رسمه الكاتب ولكنه منطق المصالح العامة وظل يخفي رؤية جمعا كاملا من الخبراء الذين يرسمون مصالحهم أولا ثم مسار المجتمع الأمريكي . فانظر لما خلف الزجاج المظلل ولا تبهرك الصورة التي يعكسها الوجه الخاجي للزجاج. ثم إن في قول الكاتب ( وهذه الملحوظات الدقيقة من الداهية عمرو بن العاص خاصة قوله ( أسرع الناس إفاقة بعد المصيبة ) تبين عن ديناميكية كامنة في الثقافة الغربية) .. يمثل هذا الرأي نظرة قريبة المدى من الكاتب لأن التحولات السياسية الدولية تحكمها المصالح العليا والوعي السامي . ولعل أقرب صورة لمخالفة رؤيته للصواب . قصر الأمر على الغرب دون سواهم من الأمم . فحال اليابان التي خرجت مهزومة بعد الحرب العالمية الثانية بكل صور الهزيمة فأفاقت بعد المصيبة وهي محسوبة من المجتمع الشرقي .
أما إقحام الكاتب صورالتفاوت الاجتماعي وتصنيفه الطبقي الساذج للمجتمع السعودي وهي بيت القصيد ومحور الحديث فتلك مصيبة عظمى إذ جسمت رؤيته ومعالجته للموضوع صور بعض مثقفينا ممن يفترض أنهم ناضجون ومدركون لرسالتهم الاجتماعية .
إن الأمر لا يخلو تجاه طرحه من وجوه :
- إما أنه دخل في الموضوع فلم يحسن عرضه وهذا يقتضي من الكاتب الاستفادة مستقبلا من هذا الدرس الذي فتح بابه ولم يستطع صد الرياح التي عبثت بمحتوى المجتمع المحلي وترابطه جراء ذلك .
- أو أنه قصد إثارة العصبية – ونربأ به إن شاء الله عن ذلك _ فتلك حالة فئة خاصة من مرضى المجتمع الذين يزينون لبضاعة فاسدة نتنة علها تسد بعض جوانب النقص لديهم .
- أو أنه حاول بحسن نية وسلامة قصد أن يعالج قضية تبادر لذهنه أنها ملحة دون أن يزن واقعيتها ومستوى ضرورتها والأخطار المترتبة على طرحها . فخفي عنه حديث عن رسول الله صلى الله علية وسلم كما جاء في صحيح البخاري ونصه { أن رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَار وَقَالَ الْمُهَاجِرِىّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ }
- لقد قال في نهاية حديثه (والله المستعان ) صدق في ذلك فالله هو المستعان في حل كافة قضايانا ومناقبنا لكن بشرط المصداقية لا لمجرد الإثارة .. ذلك أنه عقب بعبارات تحتاج لوقفات منها قوله : ( وليس مطلوبا أن يكون الكاتب كبش فداء في قضية خاسرة لم يتهيأ لها المجتمع ويكفى الكاتب أن يساهم مساهمة صغيرة في نشر الوعي . وكثير من الأخوة ممن يسمون بـ( الخضيري ) يمارسون العنصرية ضد الطبقة الثالثة وهي طبقة ذوي البشرة السوداء فهم لا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم )
أولا من أين جاء الكاتب بهذا التقسيم الطبقي الدنيء برتبه الثلاث . ثم هل نظر أو حلل أو اقترح حلا عمليا لتلك القضية التي طرحها أم هي أسطر للإثارة والإشادة .
ولنستمع لتلك القصة التي حدثت في تاريخنا الإسلامي علها تفيد كل من خاض في قضايا المجتمع . { كان هناك خطيبا للجمعة في أحد المساجد وكان موفقا في طرحه لدرجة أن الناس يصادقون على قوله بل ويعملون على تنفيذ توجيهاته التي يطرحها في خطبه .. في أحد الأيام جاءه رجل فقال : أيها الشيخ المسدد يدرك الجميع تأثيرك في المجتمع .. رجائي تخصيص أحد خطبك القادمة لحث المصلين على المبادرة في تسديد الديون التي عليهم للغير وفضل ذلك في الشرع .. فقال الخطيب . أسأل الله الإعانة في ذلك .
لكن مرت جمعة وأخرى والخطيب لم يتناول الموضوع حتى كاد أن ينفذ صبر هذا الرجل . حتى جاءت الجمعة التي تناول فيها الخطيب الموضوع بكل تكامل وتأثير . وفي الجمعة التالية جاءه الرجل يشكره على جودة الموضوع حتى قام خصمه بتسديد الدين الذي له عليه والذي يئس من قبضه . لكنه سأل الخطيب لم تأخرت في تناول الموضوع ؟ فقال الخطيب إنه كان علي دين لشخص فنبهتني للمبادرة في تسديده . وكرهت أن أطرح الموضوع دون أن أقوم بسداد هذا الدين الذي علي لأني أكره أن أنصح بأمر لا أعمل به . يقول أحدهم ( كن موقناً بالفكرة التي تدعو إليها ممتلئ النفس والعقل بها قبل أن تتسرع في بثها وإقناع الناس بها، فاقتناعك يجب أن يسبق إقناعك، وإخلاصك قبل عملك، وإذا تحدثت فتحدث بقلبك قبل لسانك .. تحدث بكلّك .. حديث الموقن الواثق مما يقول، المنفعل المتحرق لما يدعو إليه، واعلم أن عوامل نجاح فكرتك تكمن في "الإيمان والإخلاص والحماس والتضحية") . نعم كم هي كلمات رائعة تنبئ عن العقلية الواعية الملتزمة بالمبادئ قبل الشعارات ويقول ( ليس نجاح الطبيب في تشخيص الداء فحسب بل في وصف الدواء الناجع، فلا تذهب جهدك في وصف الواقع وتوزيع .. مآسي الناس بل اجتهد في تغييره إلى الأفضل .. " واعلم أن مطيتك للتغيير هو مجال النفس "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وهذه سنة الله تعالى .. وكلما كان حديثك من القلب إلى القلب وصل وأحدث التغيير بإذن الله وما كان من اللسان فحسب لا يتجاوز الآذان .. )
أخيرا نسمع بكاتب نجح وصار له جمهور من المتابعين وعندما نبحث عن السبب نجد أن النية الصادقة تقوم مقام حب الشهرة . يقول الشاعر :
فإن لم تجد طرق المقال حميدة تجمل بحسن الصمت تحمد وتسلم
فكم صامت يلقى المحامد دائما وكم ناطق يجني ثمار التندم
عبد الله - بريده
هنا أقول للكاتب كتعقيب على المقال أنت متقمص في إطلالتك ثوب المؤهل الأكاديمي ( دكتور) وذلك الأمر له تبعاته . وتطل من خلال زاوية ثابتة وخاصة بك يفترض أن تناقش من خلالها مواضيع سامية وتساهم في حل قضايا مشرفة . .
إن مقالك المرسوم بعنوان ( بركة حسين أوباما رئيس لأمريكا ) يفتقد في عرضه ومحتواه حسب رؤيتي المتواضعة للمنهجية وللتسلسل المنطقي للأفكار .
فلم نعرف ما تريد: هل تريد تمجيد المجتمع الغربي عامة والأمريكي خاصة ؟ من خلال اختياره لقيادته بالصورة الجديدة ؟ !! إن كان هذا هو المنطلق والمثل فتلك رؤية ساذجة تفتقر للعمق والتحليل . فانتخاب أوباما ليس كما رسمه الكاتب ولكنه منطق المصالح العامة وظل يخفي رؤية جمعا كاملا من الخبراء الذين يرسمون مصالحهم أولا ثم مسار المجتمع الأمريكي . فانظر لما خلف الزجاج المظلل ولا تبهرك الصورة التي يعكسها الوجه الخاجي للزجاج. ثم إن في قول الكاتب ( وهذه الملحوظات الدقيقة من الداهية عمرو بن العاص خاصة قوله ( أسرع الناس إفاقة بعد المصيبة ) تبين عن ديناميكية كامنة في الثقافة الغربية) .. يمثل هذا الرأي نظرة قريبة المدى من الكاتب لأن التحولات السياسية الدولية تحكمها المصالح العليا والوعي السامي . ولعل أقرب صورة لمخالفة رؤيته للصواب . قصر الأمر على الغرب دون سواهم من الأمم . فحال اليابان التي خرجت مهزومة بعد الحرب العالمية الثانية بكل صور الهزيمة فأفاقت بعد المصيبة وهي محسوبة من المجتمع الشرقي .
أما إقحام الكاتب صورالتفاوت الاجتماعي وتصنيفه الطبقي الساذج للمجتمع السعودي وهي بيت القصيد ومحور الحديث فتلك مصيبة عظمى إذ جسمت رؤيته ومعالجته للموضوع صور بعض مثقفينا ممن يفترض أنهم ناضجون ومدركون لرسالتهم الاجتماعية .
إن الأمر لا يخلو تجاه طرحه من وجوه :
- إما أنه دخل في الموضوع فلم يحسن عرضه وهذا يقتضي من الكاتب الاستفادة مستقبلا من هذا الدرس الذي فتح بابه ولم يستطع صد الرياح التي عبثت بمحتوى المجتمع المحلي وترابطه جراء ذلك .
- أو أنه قصد إثارة العصبية – ونربأ به إن شاء الله عن ذلك _ فتلك حالة فئة خاصة من مرضى المجتمع الذين يزينون لبضاعة فاسدة نتنة علها تسد بعض جوانب النقص لديهم .
- أو أنه حاول بحسن نية وسلامة قصد أن يعالج قضية تبادر لذهنه أنها ملحة دون أن يزن واقعيتها ومستوى ضرورتها والأخطار المترتبة على طرحها . فخفي عنه حديث عن رسول الله صلى الله علية وسلم كما جاء في صحيح البخاري ونصه { أن رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَار وَقَالَ الْمُهَاجِرِىّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ }
- لقد قال في نهاية حديثه (والله المستعان ) صدق في ذلك فالله هو المستعان في حل كافة قضايانا ومناقبنا لكن بشرط المصداقية لا لمجرد الإثارة .. ذلك أنه عقب بعبارات تحتاج لوقفات منها قوله : ( وليس مطلوبا أن يكون الكاتب كبش فداء في قضية خاسرة لم يتهيأ لها المجتمع ويكفى الكاتب أن يساهم مساهمة صغيرة في نشر الوعي . وكثير من الأخوة ممن يسمون بـ( الخضيري ) يمارسون العنصرية ضد الطبقة الثالثة وهي طبقة ذوي البشرة السوداء فهم لا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم )
أولا من أين جاء الكاتب بهذا التقسيم الطبقي الدنيء برتبه الثلاث . ثم هل نظر أو حلل أو اقترح حلا عمليا لتلك القضية التي طرحها أم هي أسطر للإثارة والإشادة .
ولنستمع لتلك القصة التي حدثت في تاريخنا الإسلامي علها تفيد كل من خاض في قضايا المجتمع . { كان هناك خطيبا للجمعة في أحد المساجد وكان موفقا في طرحه لدرجة أن الناس يصادقون على قوله بل ويعملون على تنفيذ توجيهاته التي يطرحها في خطبه .. في أحد الأيام جاءه رجل فقال : أيها الشيخ المسدد يدرك الجميع تأثيرك في المجتمع .. رجائي تخصيص أحد خطبك القادمة لحث المصلين على المبادرة في تسديد الديون التي عليهم للغير وفضل ذلك في الشرع .. فقال الخطيب . أسأل الله الإعانة في ذلك .
لكن مرت جمعة وأخرى والخطيب لم يتناول الموضوع حتى كاد أن ينفذ صبر هذا الرجل . حتى جاءت الجمعة التي تناول فيها الخطيب الموضوع بكل تكامل وتأثير . وفي الجمعة التالية جاءه الرجل يشكره على جودة الموضوع حتى قام خصمه بتسديد الدين الذي له عليه والذي يئس من قبضه . لكنه سأل الخطيب لم تأخرت في تناول الموضوع ؟ فقال الخطيب إنه كان علي دين لشخص فنبهتني للمبادرة في تسديده . وكرهت أن أطرح الموضوع دون أن أقوم بسداد هذا الدين الذي علي لأني أكره أن أنصح بأمر لا أعمل به . يقول أحدهم ( كن موقناً بالفكرة التي تدعو إليها ممتلئ النفس والعقل بها قبل أن تتسرع في بثها وإقناع الناس بها، فاقتناعك يجب أن يسبق إقناعك، وإخلاصك قبل عملك، وإذا تحدثت فتحدث بقلبك قبل لسانك .. تحدث بكلّك .. حديث الموقن الواثق مما يقول، المنفعل المتحرق لما يدعو إليه، واعلم أن عوامل نجاح فكرتك تكمن في "الإيمان والإخلاص والحماس والتضحية") . نعم كم هي كلمات رائعة تنبئ عن العقلية الواعية الملتزمة بالمبادئ قبل الشعارات ويقول ( ليس نجاح الطبيب في تشخيص الداء فحسب بل في وصف الدواء الناجع، فلا تذهب جهدك في وصف الواقع وتوزيع .. مآسي الناس بل اجتهد في تغييره إلى الأفضل .. " واعلم أن مطيتك للتغيير هو مجال النفس "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وهذه سنة الله تعالى .. وكلما كان حديثك من القلب إلى القلب وصل وأحدث التغيير بإذن الله وما كان من اللسان فحسب لا يتجاوز الآذان .. )
أخيرا نسمع بكاتب نجح وصار له جمهور من المتابعين وعندما نبحث عن السبب نجد أن النية الصادقة تقوم مقام حب الشهرة . يقول الشاعر :
فإن لم تجد طرق المقال حميدة تجمل بحسن الصمت تحمد وتسلم
فكم صامت يلقى المحامد دائما وكم ناطق يجني ثمار التندم
عبد الله - بريده