بستان الورد
21-11-08, 03:19 pm
زيارة إلى منـزل أبي أحمد ( التويجري ) . . .
معادن الأصاحب تظهر في الحياة الدنيا بشكل مصغّر لما ستكون عليه في الآخرة , فالأخلاء ينشقون على بعضهم أو يبقون على صحبة حسنة , ولا يحول دون وصل الصحبة الحسنة إلا الموت .
حين تزور رجلاً قياديًّا تحسب أنك لن تجد موطئ قدم لك من بين أقدام الزائرين , فبعد صلاة كل جمعة يجتمع عنده الأخلاء , وقد ترى الرجل صاحب المعدن زائرًا بلا خُلّة , ولكن الحب قد ساق قدميه إلى حبيبه , وتلك مشاعر تتملّك القلب , ولا أعتقد أن للمحاباة وجود يذكر بعد تقاعد المرء .
باب منزله مفتوح على مصراعيه بعد تلك الصلاة , يستقبل فيها من كان يزوره عادة حين كان على رأس العمل , فترى منسوبي الإدارة أفواجًا من بعد أفواج , وتلك عادة أجمل بها من عادة .
لكن ما يؤسف عليه رؤية تلك الوجوه تقل فلا تزوره , فترى المجلس شبه خالٍ من العائدين بعد تقاعده , فتشعر بأن بعض الناس معنيون بالمصالح فحسب , ويخيّل إليّ أنهم منتفعون , فلما زال السبب راحوا يقصرون شأن الزيارة , ومن لي بزائر لا يرجي شيئًا سوى الحب والتقدير , ورد شيء من المعروف , فمعرفة الرجال تجارة , وكسب الأخيار طريقة مسلوكة , وسجية مطروقة .
راح الناس ينسونه إلا قليلاً , وبقي مع ثلة من الأصاحب يترددون عليه بعد تلك الصلاة مباشرة , وظهر من كان يأتي تملّقًا وبهرجة , وليت شعري كيف ستكون عليه أنفسهم لو علم بهم قبل تقاعده !
إن مما يثلج الصدر إحساسي بأنه غير لائم أولئك المعرضين عن زيارته , فكأني به يقول : الغائب حجته معه .
معادن الأصاحب تظهر في الحياة الدنيا بشكل مصغّر لما ستكون عليه في الآخرة , فالأخلاء ينشقون على بعضهم أو يبقون على صحبة حسنة , ولا يحول دون وصل الصحبة الحسنة إلا الموت .
حين تزور رجلاً قياديًّا تحسب أنك لن تجد موطئ قدم لك من بين أقدام الزائرين , فبعد صلاة كل جمعة يجتمع عنده الأخلاء , وقد ترى الرجل صاحب المعدن زائرًا بلا خُلّة , ولكن الحب قد ساق قدميه إلى حبيبه , وتلك مشاعر تتملّك القلب , ولا أعتقد أن للمحاباة وجود يذكر بعد تقاعد المرء .
باب منزله مفتوح على مصراعيه بعد تلك الصلاة , يستقبل فيها من كان يزوره عادة حين كان على رأس العمل , فترى منسوبي الإدارة أفواجًا من بعد أفواج , وتلك عادة أجمل بها من عادة .
لكن ما يؤسف عليه رؤية تلك الوجوه تقل فلا تزوره , فترى المجلس شبه خالٍ من العائدين بعد تقاعده , فتشعر بأن بعض الناس معنيون بالمصالح فحسب , ويخيّل إليّ أنهم منتفعون , فلما زال السبب راحوا يقصرون شأن الزيارة , ومن لي بزائر لا يرجي شيئًا سوى الحب والتقدير , ورد شيء من المعروف , فمعرفة الرجال تجارة , وكسب الأخيار طريقة مسلوكة , وسجية مطروقة .
راح الناس ينسونه إلا قليلاً , وبقي مع ثلة من الأصاحب يترددون عليه بعد تلك الصلاة مباشرة , وظهر من كان يأتي تملّقًا وبهرجة , وليت شعري كيف ستكون عليه أنفسهم لو علم بهم قبل تقاعده !
إن مما يثلج الصدر إحساسي بأنه غير لائم أولئك المعرضين عن زيارته , فكأني به يقول : الغائب حجته معه .