Max Eastwood
20-11-08, 08:02 pm
أنا مدين لأمريكا بالكثير, وأحب الشعب الأمريكي, فقد كانوا جيراني في كل مكان في أمريكا ولم يعتبروني غير (جارنا العزيز) إلا مرة واحده شاء القدر أن يكون جاري عربي يحمل الجنسية الكندية و متزوج من أمريكية من أصل مكسيكي .
كان هذا العربي شريكا في مصنع في إحدى الولايات الجنوبية , أشاهده في كثيراً من الأحيان ولم يحدث مرة أن دار حوار بيني وبينه ليس لشيء إنما في الحقيقة كان هو من يتحاشى أن يتواجه معي, وللأمانة كان هذا السلوك يروق لي كثيراً .
قبل فترة من سلوكه الذي كان يروق لي ,في يوم من الأيام تحديداً كان يوم جمعة اتفقت أنا وصديقي (الأمريكي) أن يأتي من ولاية أخرى ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معي, وبالفعل جاء صباح يوم الجمعة واتفقنا أن نعد وجبة عشاء في بيتي وفي الساعة السابعة مساءً تقريبا كنا قد بدائنا في إعداد وجبة العشاء وأثناء التحضير كان يدور حوار بيني وبينه حول المدينة التي انتقلت إليها حديثاً, فلم تكن المدينة بالمدينة الهادئة التي أفضلها بل كانت مدينة كبيرة صاخبة يغلب عليها طابع العواصم .
سئلني صديقي أسئلة كثيرة عن المدينة وعن مدى أريحية سكان المدينة وعن مدى ترحيب الجيران, فقلت له: أن سلة الفاكهة التي أمامك هي من جاري المقابل, أما جاري الملاصق لا أعرفه ولم يكن بيني وبينه أي حوار فكل ما أذكره أني حينما انتقلت إلى هنا وأثناء أنزال الأثاث شاهدته واقفاً أمام منزله فذهبت إليه لألقي التحية وأعرفه بنفسي وما أن شاهدني قادماً إليه حتى دخل إلى منزله و أوصد الباب !!
فقال لي: تصرف غريب !! فقلت له: نعم بالفعل تصرف غريب . في تلك اللحظة لم أكن أعلم إن كان عربياً أو غير ذلك .
فأقترح صديقي أن نزيد من كمية التحضير للعشاء فسألته لماذا؟ بالطبع لن تدعوه للعشاء معنا ! فقال: لا لن أدعوه بل بمجرد أن ننتهي من تحضير العشاء سنأخذ لهم بعض منه تعبيراً عن الترحيب وأعلم أن هذا الترحيب من واجبه هو ولكن دعنا نحاول فلا يجدر بك أن تأخذ هذه الفكرة بمجرد أنه أوصد الباب دونك, ربما كان شارد الذهن عندما كنت في طريقك إليه, فأنت يا عزيزي في مدينة كبيرة ويجب أن تكون لك علاقات جيدة مع الكثير فكيف بجارك الملاصق . فقط أسدي لي خدمة وأذهب وتحقق إن كانت سيارته متوقفة عند بيته !
وافقت وذهبت وتحققت من وجود سيارته وسيارة زوجته وما أن انتهينا حتى وضعنا الطعام في إناءين (محترمين) وذهبنا أمام منزل الجار قرعنا جرس الباب , فطل علينا من النافذة وجاء وفتح الباب ألقى التحية صديقي وقال له نحن جيرانك الملاصقين لقد انتقلنا قريبا من ولاية أخرى ونتمنى أن تقبل هذه الوجبة كعربون محبه .
فرد جاري العزيز: شكرا لكما ولكن نحن عادة نتناول العشاء في السادسة مساء ولم يعد هناك متسع من الوقت فنحن على وشك النوم الآن شكرا لكما مرة أخرى وتصبحان على خير .. وأقفل الباب !! كان صديقي مصدوما ......... وأنا كنت قد بدأت بضحكة عميقة جداً وكدت أنفجر من الضحك لأنه الرجل كان يتكلم كبرنامج في جهاز كمبيوتر, كان كالمبرمج على هذا الرد .
عدنا إلى المنزل ومازلت أضحك من (صماصيم قلبي) وصديقي يكاد ينفجر من غضبه, وما أن دخلنا منزلي قال صديقي: لكن اللافت في الأمر (الهجة, لهجت جارك) فقلت وما بها لهجته (أنا غارق في ضحكتي) رد صديقي: بدت كأنها لهجة فرنسية, فقلت له: ربما وسكت ... وفي حقيقة الأمر لم تكن لهجة فرنسية بل كان جاري من أصل عربي تحديداً كان مصري . انتهت القصة
حقيقة يا أصدقائي لماذا الجيرة و التكاتف في مجتمعنا السعودي باتت ظاهرة نادرة .
أصدقائي أنا قصيمي وتحديدا من بريدة ويشرفني هذا ولكن لم أرى بريدة إلا ثلاث مرات في حياتي . ولدت في المنطقة الشرقية وتلقيت تعليمي الإبتدائي هناك وانتقلت مع عائلتي إلى الرياض وتلقيت تعليمي المتوسط والثانوي هناك, وسنوات الجامعة وخمس سنوات أخرى كانت خارج الوطن .
والسبب في كتابة هذه القصة هو جارنا الذي انتقل إلى حينا حديثا في الرياض وموقفه مع والدي لم يكن بالموقف المؤدب فقلت لوالدي هذه القصة وقلت له إن الأمريكان يدركون معنى الجيرة والعرب لا يفقهون الجيرة وسموها وجارنا هذا .... ويقاطعني والدي ويقول: (وراك يا وليدي أخذت ربعك بأول زلة أرفق, وأنا ابوك تراك مجنب الجادة, ياوليدي أهل بريدة الأولين كانوا يدن وحده والجيران جميع على كل شي, والله لو يمرض ولدن ببيت إن تلقى أم الجيران تشيل همه قبل أمه وإن ابو الجيران كل عقب صلاة يسأل أبوه – ها بشر وشلون ولدنا – هذا غير رمضان والأعياد والكشتات جميع) .
حقيقة يا أصدقائي الجيرة باتت غريبة في مجتمعي ومحزنه .
تحية للأصدقاء,
كان هذا العربي شريكا في مصنع في إحدى الولايات الجنوبية , أشاهده في كثيراً من الأحيان ولم يحدث مرة أن دار حوار بيني وبينه ليس لشيء إنما في الحقيقة كان هو من يتحاشى أن يتواجه معي, وللأمانة كان هذا السلوك يروق لي كثيراً .
قبل فترة من سلوكه الذي كان يروق لي ,في يوم من الأيام تحديداً كان يوم جمعة اتفقت أنا وصديقي (الأمريكي) أن يأتي من ولاية أخرى ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معي, وبالفعل جاء صباح يوم الجمعة واتفقنا أن نعد وجبة عشاء في بيتي وفي الساعة السابعة مساءً تقريبا كنا قد بدائنا في إعداد وجبة العشاء وأثناء التحضير كان يدور حوار بيني وبينه حول المدينة التي انتقلت إليها حديثاً, فلم تكن المدينة بالمدينة الهادئة التي أفضلها بل كانت مدينة كبيرة صاخبة يغلب عليها طابع العواصم .
سئلني صديقي أسئلة كثيرة عن المدينة وعن مدى أريحية سكان المدينة وعن مدى ترحيب الجيران, فقلت له: أن سلة الفاكهة التي أمامك هي من جاري المقابل, أما جاري الملاصق لا أعرفه ولم يكن بيني وبينه أي حوار فكل ما أذكره أني حينما انتقلت إلى هنا وأثناء أنزال الأثاث شاهدته واقفاً أمام منزله فذهبت إليه لألقي التحية وأعرفه بنفسي وما أن شاهدني قادماً إليه حتى دخل إلى منزله و أوصد الباب !!
فقال لي: تصرف غريب !! فقلت له: نعم بالفعل تصرف غريب . في تلك اللحظة لم أكن أعلم إن كان عربياً أو غير ذلك .
فأقترح صديقي أن نزيد من كمية التحضير للعشاء فسألته لماذا؟ بالطبع لن تدعوه للعشاء معنا ! فقال: لا لن أدعوه بل بمجرد أن ننتهي من تحضير العشاء سنأخذ لهم بعض منه تعبيراً عن الترحيب وأعلم أن هذا الترحيب من واجبه هو ولكن دعنا نحاول فلا يجدر بك أن تأخذ هذه الفكرة بمجرد أنه أوصد الباب دونك, ربما كان شارد الذهن عندما كنت في طريقك إليه, فأنت يا عزيزي في مدينة كبيرة ويجب أن تكون لك علاقات جيدة مع الكثير فكيف بجارك الملاصق . فقط أسدي لي خدمة وأذهب وتحقق إن كانت سيارته متوقفة عند بيته !
وافقت وذهبت وتحققت من وجود سيارته وسيارة زوجته وما أن انتهينا حتى وضعنا الطعام في إناءين (محترمين) وذهبنا أمام منزل الجار قرعنا جرس الباب , فطل علينا من النافذة وجاء وفتح الباب ألقى التحية صديقي وقال له نحن جيرانك الملاصقين لقد انتقلنا قريبا من ولاية أخرى ونتمنى أن تقبل هذه الوجبة كعربون محبه .
فرد جاري العزيز: شكرا لكما ولكن نحن عادة نتناول العشاء في السادسة مساء ولم يعد هناك متسع من الوقت فنحن على وشك النوم الآن شكرا لكما مرة أخرى وتصبحان على خير .. وأقفل الباب !! كان صديقي مصدوما ......... وأنا كنت قد بدأت بضحكة عميقة جداً وكدت أنفجر من الضحك لأنه الرجل كان يتكلم كبرنامج في جهاز كمبيوتر, كان كالمبرمج على هذا الرد .
عدنا إلى المنزل ومازلت أضحك من (صماصيم قلبي) وصديقي يكاد ينفجر من غضبه, وما أن دخلنا منزلي قال صديقي: لكن اللافت في الأمر (الهجة, لهجت جارك) فقلت وما بها لهجته (أنا غارق في ضحكتي) رد صديقي: بدت كأنها لهجة فرنسية, فقلت له: ربما وسكت ... وفي حقيقة الأمر لم تكن لهجة فرنسية بل كان جاري من أصل عربي تحديداً كان مصري . انتهت القصة
حقيقة يا أصدقائي لماذا الجيرة و التكاتف في مجتمعنا السعودي باتت ظاهرة نادرة .
أصدقائي أنا قصيمي وتحديدا من بريدة ويشرفني هذا ولكن لم أرى بريدة إلا ثلاث مرات في حياتي . ولدت في المنطقة الشرقية وتلقيت تعليمي الإبتدائي هناك وانتقلت مع عائلتي إلى الرياض وتلقيت تعليمي المتوسط والثانوي هناك, وسنوات الجامعة وخمس سنوات أخرى كانت خارج الوطن .
والسبب في كتابة هذه القصة هو جارنا الذي انتقل إلى حينا حديثا في الرياض وموقفه مع والدي لم يكن بالموقف المؤدب فقلت لوالدي هذه القصة وقلت له إن الأمريكان يدركون معنى الجيرة والعرب لا يفقهون الجيرة وسموها وجارنا هذا .... ويقاطعني والدي ويقول: (وراك يا وليدي أخذت ربعك بأول زلة أرفق, وأنا ابوك تراك مجنب الجادة, ياوليدي أهل بريدة الأولين كانوا يدن وحده والجيران جميع على كل شي, والله لو يمرض ولدن ببيت إن تلقى أم الجيران تشيل همه قبل أمه وإن ابو الجيران كل عقب صلاة يسأل أبوه – ها بشر وشلون ولدنا – هذا غير رمضان والأعياد والكشتات جميع) .
حقيقة يا أصدقائي الجيرة باتت غريبة في مجتمعي ومحزنه .
تحية للأصدقاء,