الخل الوفي
14-11-08, 10:21 pm
هناك من روج انتصار اوباما بأنه إنتصاراً للقيم الاخلاقية بامريكا وأن بفوزه أسدل الستار على التمييز العرقي للسود, وفي الحقيقة لاعلاقة للعنصرية والعرقية بماجرى إطلاقاً بل لازالت العنصرية تضرب أطنابها في بلد الديمقراطية حيث وضع الناشطون ضد التمييز العنصري وخصوصاً السود أيديهم على قلوبهم خشية من أن انتصار أوباما سيجهض جهودهم للتخلص من التمييز العنصري !!... وخشية أن يقرر العدد الكبير من الناخبين والمشرعين البيض أن إلغاء التمييزالعنصري أمرٌ واقع فعلاً ودليلهم انتخاب رئيس أسود لأمريكا , حيث أن الناشطون يؤكدون بوجود مشاكل في امريكا وتمييز عنصري مقيت ضد السود وقد سبق لهؤلاء الناشطون محاولة دفع كولن باول وكونداليزا الأسودان إلى رفض مناصبهم القيادية احتجاجاً على اضطهاد السود في أمريكا..!!
بل في الواقع تم استغلال العنصرية والتمييز العرقي لانقاذ التمثال الامريكي الذي بدأ يتهادى بالسقوط بفعل سياسة امريكا الخارجية التي قامت بإشعال فتيل الحروب في أفغانستان والعراق اضافة إلى الأزمة المالية الخانقة التي دقت الازميل الاخير في التمثال الامريكي , ولكن بفضل الذكاء الغربي وبفضل تمتعهم بخصال يندر وجودها في أمم أخرى كما وصفهم الصحابي الجليل عمرو بن العاص بعدة خصال منها " أسرعهم إفاقة بعد مصيبة" فقد أعدوا سيناريو محبوكاً لأرجاع الصورة التي تمزقت برئاسة بوش والذي يضع بعض " البسطاء" اللوم عليه وحده متناسين أو جاهلين أن امريكا لايقودها فرد واحد وإنما حزب ومجلس شيوخ له الصلاحية في رفض ماسينوي فعله الرئيس ,وطبعاً تختلف السياسة الامريكية من حقبة زمنية إلى أخرى على حسب الظروف والمصالح وعلى حسب الجغرافيا , بيد أن هناك أملٌ كبير بأن تتغير سياسة العم سام في حقبة السيد باراك أوباما حيث ستلجأ إلى أسلوب تهدئة اللعب بعدم المبادرة بالهجوم كما فعلت في حقبة السيد بوش والتي سيعرف عرابو السياسة الأمريكية من خلالها حجم المكاسب والخسائر التي جنتها في عهد بوش , والتي يبدو أنها كسبت حقول النفط في العراق وتسعى في كسبها في بلاد القوقاز وخسرت شعبيتها ووهجها وقيمها التي تُصدرها للعالم فبادرت بانتخاب " الأسود" أوباما لعله يرجع شعبيتها ووهجها خارجيا وقد نجحت بذلك , فكان حتميا ومنطقيا من فوز اوباما ففوزه يعني فوز أمريكا وخسارته خسارة لأمريكا..!! وما الاحتفالات والافراح والليالي الملاح التي أحياها العالم بأجمعه إلا دليل على فوز أمريكا التي استخدمت باراك أوباما " حصان طروادة" لتعلن من خلاله أن أمريكا وطن الحرية والديمقراطية والمساواة والعدل وأنها مازالت هي زعيمة العالم عسكريا وثقافيا واجتماعيا وعلمياً بعد أن أجمع العالم على لعنها..!!
وكما كان متوقعاً تعاطى بعض المثقفون العرب وخصوصاً المحليين بعد فوز باراك أوباما مع الحدث تعاطياً سطحياً , حيث تغنوا بنبذ العم سام للعنصرية وقيامه بمساواة السود مع البيض.. واختزلوا قضاء العم سام على العنصرية بأربعين سنة وهي فترة الستينيات من القرن الماضي وهي الفترة التي أعطي فيها السود الحقوق المدنية بعد ماكانوا يباعون في سوق النخاسة بدولارات معدودة في القرن التاسع عشر 1838م !.
ولم يكتفي المثقفون العرب بالإعجاب بالنموذج الأمريكي الذي اختار رئيساً أسوداً بل حاولوا إسقاط ذلك النموذج على العرب!!... حتى أن هناك من بالغ من المثقفين المحليين بأنه آن الأوان بعدم التفريق بين القبيلي والخضيري .. ولا أدري هل يُحسب " الأسود" باراك أوباما من طبقة الخضيرية أم من الطبقة التي أقل منها وهم "العبيد" وهذا الوصف شائع في الثقافة الخضيرية!, لإني أخشى أن الخضيرين سيغضبون على أولئك المثقفون الذين نسبوا بحسن نية باراك أوباما لهم بحجة المساواة وعدم التفريق بين البشر ..!!
فنقول لأولئك المثقفون بأن هناك بون شاسع بين تركيبة ونسيج الشعوب العربية القائمة على القبائل وعلم الأنساب وبين التركيب والنسيج الاجتماعي في أمريكا , فإذا نظرنا لتركيبة الشعب الأمريكي نراه خليطاً من الجنسيات والقوميات ( الهنود الحمر , الأوربيين , الآسيويين ,السود , العرب, وغيرهم ) وباراك اوباما نموذج حي على ذلك فأبوه أسود كيني وأمه أمريكية من أصل أوروبي وأخته وزوج أمه اندونيسي ! , فعلى أي أساس ومبرر يكون لديهم عنصرية من ناحية الأصل والأنساب وهم خليط من جميع الجنسيات الموجودة على الأرض ؟! بل في الواقع وإذا حكمنا المنطق نجد أن أمريكا تأخرت كثيراً في تحرير السود أولاً, وثانياً تأخرت في أعطاهم الحقوق المدنية وثالثاً تأخرت في انتخاب رجل أسود ! .
بعكس نسيج وتركيبة الشعوب العربية القائمة منذ قرون عديدة على علم الانساب والتفاخر فيها, حيث التفاخر والتباهي بالانساب يجري في عروق العرب عند صغيرهم قبل كبيرهم حتى نظم الشعراء الأبيات في الفخر بالانساب , ومن الصعوبة الانفكاك من هذا الشيء وتركه لإنه باقي إلى يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالأحساب, والطعن بالأنساب, والاستسقاء بالنجوم, و النياحة على الميت)). فبدلاً من محاولات القضاء على هذه العادات التي عجزت أمريكا " المهجنة" من كل الأعراق والقوميات أن تنفك من أسرها بشكل كامل فلازالت هناك عنصرية ضد السود كما أسلفنا وعنصرية ضد العرب وضد المسلمين, نحاول أن نكيف هذه القبلية بطريقة سليمة بحيث نغرس في قلوب الناس التي ترى الفخر بالقبيلة حق مشروع لها بأنه لا يوجد تعارض مع التعددية والتكافؤ في الفرص في نيل المراتب والمناصب وأن الفيصل بتلك المراتب و المناصب هو العلم والجدارة فيها لا بالنسب أو بالقبيلة, إضافة إلى القضاء على ما يهيّج ويثير النعرات بين أطياف المجتمع كبرامج الشعر أو كمسابقات "مزايين الإبل" فهذه تكرس العنصرية وتشوّه مفهوم القبلية !.
سيف الخالدي
منقول وانتظر ردود الاخوان !!!!
http://www.qassimnews.com/articles-action-show-id-225.htm
بل في الواقع تم استغلال العنصرية والتمييز العرقي لانقاذ التمثال الامريكي الذي بدأ يتهادى بالسقوط بفعل سياسة امريكا الخارجية التي قامت بإشعال فتيل الحروب في أفغانستان والعراق اضافة إلى الأزمة المالية الخانقة التي دقت الازميل الاخير في التمثال الامريكي , ولكن بفضل الذكاء الغربي وبفضل تمتعهم بخصال يندر وجودها في أمم أخرى كما وصفهم الصحابي الجليل عمرو بن العاص بعدة خصال منها " أسرعهم إفاقة بعد مصيبة" فقد أعدوا سيناريو محبوكاً لأرجاع الصورة التي تمزقت برئاسة بوش والذي يضع بعض " البسطاء" اللوم عليه وحده متناسين أو جاهلين أن امريكا لايقودها فرد واحد وإنما حزب ومجلس شيوخ له الصلاحية في رفض ماسينوي فعله الرئيس ,وطبعاً تختلف السياسة الامريكية من حقبة زمنية إلى أخرى على حسب الظروف والمصالح وعلى حسب الجغرافيا , بيد أن هناك أملٌ كبير بأن تتغير سياسة العم سام في حقبة السيد باراك أوباما حيث ستلجأ إلى أسلوب تهدئة اللعب بعدم المبادرة بالهجوم كما فعلت في حقبة السيد بوش والتي سيعرف عرابو السياسة الأمريكية من خلالها حجم المكاسب والخسائر التي جنتها في عهد بوش , والتي يبدو أنها كسبت حقول النفط في العراق وتسعى في كسبها في بلاد القوقاز وخسرت شعبيتها ووهجها وقيمها التي تُصدرها للعالم فبادرت بانتخاب " الأسود" أوباما لعله يرجع شعبيتها ووهجها خارجيا وقد نجحت بذلك , فكان حتميا ومنطقيا من فوز اوباما ففوزه يعني فوز أمريكا وخسارته خسارة لأمريكا..!! وما الاحتفالات والافراح والليالي الملاح التي أحياها العالم بأجمعه إلا دليل على فوز أمريكا التي استخدمت باراك أوباما " حصان طروادة" لتعلن من خلاله أن أمريكا وطن الحرية والديمقراطية والمساواة والعدل وأنها مازالت هي زعيمة العالم عسكريا وثقافيا واجتماعيا وعلمياً بعد أن أجمع العالم على لعنها..!!
وكما كان متوقعاً تعاطى بعض المثقفون العرب وخصوصاً المحليين بعد فوز باراك أوباما مع الحدث تعاطياً سطحياً , حيث تغنوا بنبذ العم سام للعنصرية وقيامه بمساواة السود مع البيض.. واختزلوا قضاء العم سام على العنصرية بأربعين سنة وهي فترة الستينيات من القرن الماضي وهي الفترة التي أعطي فيها السود الحقوق المدنية بعد ماكانوا يباعون في سوق النخاسة بدولارات معدودة في القرن التاسع عشر 1838م !.
ولم يكتفي المثقفون العرب بالإعجاب بالنموذج الأمريكي الذي اختار رئيساً أسوداً بل حاولوا إسقاط ذلك النموذج على العرب!!... حتى أن هناك من بالغ من المثقفين المحليين بأنه آن الأوان بعدم التفريق بين القبيلي والخضيري .. ولا أدري هل يُحسب " الأسود" باراك أوباما من طبقة الخضيرية أم من الطبقة التي أقل منها وهم "العبيد" وهذا الوصف شائع في الثقافة الخضيرية!, لإني أخشى أن الخضيرين سيغضبون على أولئك المثقفون الذين نسبوا بحسن نية باراك أوباما لهم بحجة المساواة وعدم التفريق بين البشر ..!!
فنقول لأولئك المثقفون بأن هناك بون شاسع بين تركيبة ونسيج الشعوب العربية القائمة على القبائل وعلم الأنساب وبين التركيب والنسيج الاجتماعي في أمريكا , فإذا نظرنا لتركيبة الشعب الأمريكي نراه خليطاً من الجنسيات والقوميات ( الهنود الحمر , الأوربيين , الآسيويين ,السود , العرب, وغيرهم ) وباراك اوباما نموذج حي على ذلك فأبوه أسود كيني وأمه أمريكية من أصل أوروبي وأخته وزوج أمه اندونيسي ! , فعلى أي أساس ومبرر يكون لديهم عنصرية من ناحية الأصل والأنساب وهم خليط من جميع الجنسيات الموجودة على الأرض ؟! بل في الواقع وإذا حكمنا المنطق نجد أن أمريكا تأخرت كثيراً في تحرير السود أولاً, وثانياً تأخرت في أعطاهم الحقوق المدنية وثالثاً تأخرت في انتخاب رجل أسود ! .
بعكس نسيج وتركيبة الشعوب العربية القائمة منذ قرون عديدة على علم الانساب والتفاخر فيها, حيث التفاخر والتباهي بالانساب يجري في عروق العرب عند صغيرهم قبل كبيرهم حتى نظم الشعراء الأبيات في الفخر بالانساب , ومن الصعوبة الانفكاك من هذا الشيء وتركه لإنه باقي إلى يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالأحساب, والطعن بالأنساب, والاستسقاء بالنجوم, و النياحة على الميت)). فبدلاً من محاولات القضاء على هذه العادات التي عجزت أمريكا " المهجنة" من كل الأعراق والقوميات أن تنفك من أسرها بشكل كامل فلازالت هناك عنصرية ضد السود كما أسلفنا وعنصرية ضد العرب وضد المسلمين, نحاول أن نكيف هذه القبلية بطريقة سليمة بحيث نغرس في قلوب الناس التي ترى الفخر بالقبيلة حق مشروع لها بأنه لا يوجد تعارض مع التعددية والتكافؤ في الفرص في نيل المراتب والمناصب وأن الفيصل بتلك المراتب و المناصب هو العلم والجدارة فيها لا بالنسب أو بالقبيلة, إضافة إلى القضاء على ما يهيّج ويثير النعرات بين أطياف المجتمع كبرامج الشعر أو كمسابقات "مزايين الإبل" فهذه تكرس العنصرية وتشوّه مفهوم القبلية !.
سيف الخالدي
منقول وانتظر ردود الاخوان !!!!
http://www.qassimnews.com/articles-action-show-id-225.htm