تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفيضانات والأمطار.. لا تفرق بين غني وفقير


إبداعات
05-11-08, 01:41 pm
د. عبدالله مرعي بن محفوظ

اسأل الله أن يحفظ هذا البلد المبارك ، المملكة العربية السعودية وولاة أمرنا آل سعود ، وأن يزيدها توفيقاً وسداداً وأمناً ورشاداً ، ومن مثلك يا وطن في جهود الإغاثة الإنسانية.
نعم ... (السعودية) ليس محل تمجيد او مقارنة في مجال الإغاثة ، فهي منبر العمل الخيري والإنساني لجميع دول العالم ، ولكن النقاش والحوار حول الجهد الذي يبذل في الإعلام العربي خاصة اذا كان الامر يتعلق بـ (الإغاثة) ، والتقييم الاعلامي ينبع من آخر كارثة إنسانية وقعت فيها أضرار بشرية ومادية أصابت كلاً من محافظتي حضرموت والمهرة ، فيضانات وأمطار غزيرة والتي تبعها كارثة أخرى وهي الزلزال الكبير في باكستان ، والتي تسببت بوفاة المئات وتشريد آلاف من الأسر وتدمير المباني والبنى التحتية ، وامتدت الكارثة في محافظة حضرموت الى (الآثار) بوادي دوعن التاريخي والذي يعود مخزونه التراثي لآلاف السنين ، والتي منها ازدهرت مملكة البخور واللبان ومنها انطلقت قوانين التجارة التي حكمت اقتصاديات العالم القديم.
وبمتابعة دور الإعلام وسط هذا الكارثة، نجد ان الجهود الإعلامية العربية مثلت حدودها الدنيا مقارنة بالتغطية إلاعلامية والمتميزة للأغنياء في الزلزال والفيضان والانهيار المالي الأخير في العالم ، وهنا وجب على عهدنا القديم ان يبقى الباب مفتوحاً للإغاثة مع الجمعيات الخيرية ومع الدور الجديد والمتميز لمجلس الغرف السعودية والذي برز دوره الكبير في أحداث لبنان الاخيرة ، الغرف التجارية نجحت في جمع التبرعات البسيطة من المجتمع المدني ، والذي ترك اكبر اثر إنساني لدى الجميع متلقين ومتبرعين، وهذا هي الإغاثة التفاعلية حين يتعلق بالمجتمع الإنساني الذي نحن جزء منه .
لقد بينت الفيضانات والأعاصير التي فاجأت الجميع وروعتهم في جنوب الجزيرة العربية ، ابتداء من إعصار (جونو) في سلطنة عُمان الى ما حصل في محافظة حضرموت والمهرة أن الكوارث الطبيعية حين تحل ، فإنها لا تفرق بين غني أو فقير او بين عماني او يمني ، إذ أمامها يصبح الجميع (ضعفاء) .
نعم ... ان الإعصار والفيضانات الاخيرة التي أكلت اليابس حيث لا اخضر في محافظة حضرموت والمهرة ، وأصابت نسبياً منطقة نجران وجيزان ، ومع ان حجم الكارثة مفجع الا ان هناك رحمة من الله وموعظة حسنة ، فالرحمة ان حجم المياه (العذبة) التي أغنت السدود والمخزون المائي لا يعادلها ثمن في الدنيا ، وهذا الامر يجعلنا نحتسب عند الله الخسائر ونحمد الله على الماء العذب ، اما الموعظة الحسنة ، انها جمعت تاريخياً بين قلوب المنطقتين المجاورتين نجران وحضرموت ، ومع انها تقع ضمن دائرتين سياسيتين هي المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية ، الا ان تميز العلاقة الاجتماعية والإنسانية الراسخة الذي يمثل العينين في الرأس الواحد يجعلني أتكلم تاريخياً عما يجمع هاتين المنطقتين ، وهي دولة (معين) وعاصمتها منطقة (الجوف) وكانت سابقاً تقع ما بين نجران وحضرموت ، وهي ارض خصبة منبسطة تسقيها مياه وادي (الخارد) ومياه الأمطار ، والعيشة بين أفراد المنطقة كانت في ظل نظام القبيلة وفي نطاق الترابط الجماعي البدائي ، ومع ذلك تجد الترابط بينهم حتى يومنا هذا كما أوصانا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا).
ان الترابط الإنساني في جنوب الجزيرة العربية مهم ، لان ثورة البحر والتي من المتوقع ان تعود مرة أخرى، حتى وان سبقه تحذير وكالة الأرصاد والبيئة العمانية او اليمنية ولكن أمر الله تعالى حاصل ، وهو ما يعني أن الإنذار المبكر ليس ضماناً كافياً لتجنب تكرار الكارثة لا قدر الله ، ولكن يظل التكاتف الاغاثي والتعاون الإنساني هو المحور والهدف.
وهنا مهما حاولت الابتعاد في مقالي عن السياسة ، ولكنها تظل حاضرة، ولعل المفارقة العجيبة حين اعتمدت أمريكا مبلغ تريليون دولار لمواجهة تكاليف احتلال العراق، اما حجم المساعدات التي وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بتقديمها إلى ضحايا الكارثة في اليمن فكانت (خمسين الف دولار) ومليون دولار لضحايا الزلزال في باكستان ، وإذا تتبعنا الأرقام المختلفة في هذا الاتجاه، سوف تصدمنا حقيقة أن الدول الكبرى بوجه الخصوص ، تدفع في صناعة السلاح وإشاعة الموت والدمار، أكثر مما تدفعه في الدفاع عن الحياة والنماء.
وبعيداً عن التعمق في المقارنات اسأل إلى أي مدى يتفاعل المسلمون مع الكوارث التي تحل بإخوانهم ؟ مع علمي أن أحزان المسلمين وفواجعهم من أفغانستان الى العراق والصومال والسودان اعلى من قدراتهم وجهودهم ، ولكن يجب ان تظل جهود المسلمين في مجالات الإغاثة الإنسانية حاضرة وألا تغيب بأي حال ، واقصد هنا جمعيات الإغاثة الخليجية التي تلقت ضربات قاصمة بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث اتهمت بأنها تمول الإرهاب، مع أنه لم يثبت ذلك بحقها على الأقل في الوقت الراهن ، ولكن المشهد الحالي يدعو إلى إعادة النظر في هذه الجمعيات تحديداً ، ليس فقط لرد الاعتبار إلى الجمعيات التي ظلمت وأغلقت أبوابها، وانما أيضاً لأنها قدمت خيراً كثيراً لفقراء المسلمين وضعفائهم في أفريقيا وآسيا.
ختاماً لعل ما حصل في سلطنة عمان وحضرموت والمهرة ، يجعلنا نفكر جدياً في الاستثمارات العقارية المبالغ فيها وسط البحر في دول الخليج ، ونقول بانها مغامرة غير مأمونة العواقب ، وهذا ما أكدته على الأقل تجربة عاصفة جونو وفيضانات المكلا والمهرة.

* نقلاً عن صحيفة "المدينة" السعودية، الأربعاء، 5 نوفمبر 2008م.

أم وليد
05-11-08, 03:15 pm
شكرا على الموضوع الحلووو

صـاحي و رايـق
05-11-08, 06:18 pm
شكرآ أخي
مثل ما ذكرت بأن الفيضانات لها مردود إيحابي بحصولنا على مياة عذبه
من حيث الجمعيات الخيريه
الكل يعلم بأن التهم التي وجهت لهم هم براءه منها
لكن هي من أوامر خارجيه عليهم لعنه الله والناس أجمعين
لكي لا يقوم للأسلام والمسلمين قائمه بهذا العمل الجبار (( موتو بغيضكم أيها المسلمون ))
هذا هو حالهم .......... شاكر لك

حنيش الملز
06-11-08, 08:09 am
الموضوع ممتاز من حيث العرض
بدأ بعنوان ونقطة معينه ثم تشعب وتفرق
لكنه موضوع أثرى معرفتنا جغرافيا وتاريخيا
شكرا لك اخي الكريم

لكن الكاتب ( اقصد المنقول منه ) لم يتطرق الى ماحدث في ابها كمثال ( قرأت أنه توفي ثلاثه من حصار السيول هناك ) ، وليت الكاتب اشار لماشاهدناه في شاشات التلفزيون ( مايهمنا اولا بلدنا )

ربما يكون الموضوع قديم قبل نزول الأمطار ألأخيره وسيستكمله الكاتب ( ربمــا )
ولكنه مترخ في 05 / نوفمبر !! هذا يعني أنه طــازه

بكل حال المملكة مشهود لها بمجال الآغاثة ومد أيادي العون بفضل الله ومنته وشيئا نفتخر به حكومة وشعبا