قايم قاعد
14-10-08, 10:34 pm
.... بعد أن فهمت من والدي أن الزواج ( لي ) لم أستطع الحديث بأي كلمة ، وكنت على وشك الانفجار والانهيار ، وأصبحت الساعات تسير كالثواني وإن كنت لم أحمل ساعة بعد ! ، كنت أفكر وأنا في السيارة ما الذي سيحدث ؟ فأنا لم أستوعب الموضوع تماما ..! لم أجلس في حياتي كجلستي تلك ، متسمر ، ( طايرتن عيوني ) وظهري لم أسنده إلى مرتبة السيارة إطلاقا ، وكان مستقيما ، ولا أتذكر هل غرقت عيناي في الدموع أم لا ساعتها ..!
سأتزوج .. و غدا .. ألقيت نظرة سريعة على ( عصاقيلي ) كانت ( شهب ٍ لهب وكله شطوب ) ولا يكسو عظمي غير جلدي المسمر ، ونظرت إلى ملابسي ، وتلمست طاقيتي ذات الألوان الثلاثة ( الأبيض والأحمر والأخضر ) ، وأدخلت يدي إلى صدري ( كني ودي احكه ) ولكني كنت أتفقد هل كنت لابسا ( فنيلة أم بقرة ) أم لا ، وبالتأكيد لم أكن !
الساعة العاشرة تقريبا صباحا ، وأنا في السيارة ، يقف والدي بسيارته الفارهة ( ددسن 56 ) عند أحد أصدقائه ، ويتبادلون حديثا سريعا ، لم ألتفت إليهم إطلاقا ، ولم أحاول ، وماهي إلا دقائق حتى جاءا إلى السيارة من جهتي وأنا ( مطير عيوني على مكان الدرج ) ، نهرني والدي وطلب مني النزول والسلام ، فنزلت مسرعا كآلة تستجيب للأوامر ، قبلت رأس صاحبه ، ثم بارك لي وعلق ( ماشاء الله عليك ياقايم أثرك عقرب تبن ) ! كانت كالصاعقة فوق رأسي ، استسلمت لأشعر به يأخذ يدي اليمنى ويضع فيها ساعة ذات ( مينة ) سوداء و أرقام خضراء ، قال والدي ( مهب وسيعتن عليه شوي ) قال الساعاتي بخبرته ( لا مامثله بعد العرس تتصير هي الزينه ) ! ليضرب ( فيوز ) رأسي ! لماذا بعد الزواج ؟ هل سيتغير حال جسمي ؟ اللهم لطفك ..
انطلقنا بعده إلى المنزل ، لأرتمي هناك بين أحضان والدتي ، وأنام على فخذها الطاهر كما اعتدت ، إلا أن والدي نهرني بشدة وقال ( باكر عرسك وتنام على رجل امك !! هها .. قم ) ، وقمت بخفة المطيع ، وبتثاقل المحب لأمه ، و اعتدلت في جلوسي لأسمع حديثا معتادا بين والدي ، وكأن شيئا لن يحدث ..
انطلق والدي للمسجد قبيل الآذان ، ووجدتها فرصة لأعرض على والدتي المشكلة التي قالت لي بحزم ( افا ..ياقايم .. تبي ابوك يعرس علي ؟ تراوه حالفن اذا هونت ان ياخذه هو وتعرف ابوك لا قال شي تم ) ، في تلك اللحظة أقسم أن عيني غرقت ! لأنني ( عرفت ان الدعوى صدق ولا به مجال ) ، أذن المؤذن ، لتقول والدتي ( قم صل والله يبي ييسر الامور ) فاستسلمت وقمت اجر كل القلق والحزن ..
صليت الظهر ، ثم خرجت مع أخي الذي يكبرني مباشرة ، كان يقول ( اخس .. اوريك .. والله ينت جني اثرك تقدر تعرس ) !! لم أعلق لأني مازلت أكمل سلسلة الأفكار التي بدأتها منذ كبر الإمام للصلاة ! فسرت بصمت مطبق ، وفجأة ظهر بجانبي ( خالي ) ... يا الله .. كنت أود أن أخنقه حتى الموت ، ولكنه خالي ، مسكني بحنانه الذي ( كنت ) احبه ، وقال لي : ( هالحين وراك ما تلبس شماغ .. انت ما تدري انك صرت رجل ؟ ) لم أتحدث إطلاقا إليه فقد أتبع كلامه بضحكته التي صدحت في أذناي فلم أسمع سواها ..
دخلنا البيت ..
جلس والدي وخالي وأنا وأخواني ، وهنا بدأ خالي بالحديث متوجها الى والدي ( تراي بعد الغدا ابروح انا وقايم نبي ننام تحت المقطر الشرقي ) رد عليه والدي بابتسامة رضى تام ( خل عنك هالهرج بس .. بعد الغدا يحله حلال ) ، مالذي يريده خالي مني ؟ جاءت أختي بالغداء وتغدينا ، ثم قام خالي و طلب مني مرافقته ، وكم كنت أتمنى أن يرفض والدي ، ولكنه كان في عجلة من أمره يريد النوم كعادته ...
جلست مع خالي في موقع اختاره ، وبدأ يتحدث عن نفسه وكيف تزوج وكيف أن والدي تزوج ، وكان حديثه بحق جميلا هادئا ، ركز فيه على الرجولة والشهامة وأن المرأة لا يهينها إلا الرجال السيئون ، ثم قال لي ( تصدق عاد ياقايم اني يوم عرسي ما ادري وش يسوي الواحد لا اعرس ؟ ) كان السؤال إنذارا باللون الأحمر أن ثمت أشياء يجب أن يفعلها العريس ! قلت له ( اجل وشلون اعرست ؟ ) رد بهدوء المستحث ( سألت خالي ) .. فانبهرت فأنا أعرف أن خالي ليس له أخوال إطلاقا ، فجدتي ليس له سوى ثلاث أخوات !! قلت له ( بس انت مالك خال !!) قال بابتسامة المتورط ( بس انت لك خال ) قلت له ( طيب انت وش سويت يوم عرسك ) .... وبدأ بسرد قصته ..
كانت لا تخلو من أدب ، ولا تفارقها الصراحة ، وكان يركز على أن الأمور تسير بقدرة الله بطريقة عادية ويكرر بين الكلمة والأخرى ( الماء يدل المطامن ) ( وهو مثل يضرب للأمور الفطرية كونيا و انسانيا ) ..
ثم بدأ خالي يوصيني ، ( لا تنس وانا خالك تلبس ثوبين ) وانا اقول في ذهني ( ثوبين ؟ وشوله ؟ عسانا نلبس ثوب واحد علشان نلبس ثوبين !!!!) ثم يكمل الوصايا ( واللي تعجز عنه بيدك فكه بسنونك ) ، وانا افكر ( شكل الدعوى فيه تربيط !!!) ثم يكمل ( ولا تنس تحط الخرجية بثوبك التحتي ) وووو
لم أنس مواقف خالي المحرجة لي ، تذكرتها بتفاصيلها وهو يوصيني ، فكنت أقول في نفسي ( إيه هين هالمره ياخال والله ما تلعب علي ) .. وأكمل خالي وصاياه لي والتي ستأتي في الموضوع القادم ..!!
كان والدي قد بعث بدعوة لأحد أصدقائه يدعوه للزواج وهذا نصها :
( من عبدالرحمن العبدالله إلى اخيه سليمان الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ننشدكم عن احوالكم وعساكم طيبين ومن عندي الوالد الله يحفظه ينشد عن والدكم وحاله وعسى اموره اللي خابر خلصت ويعزمكم الاثنين على عرس ولده ( قايم قاعد) ويقول لا تاخرون علينا ترا اذا ماصليتو معنا العصر مهب ممديكم علينا وبخصوص وصيتك تراي لقيت بقرة طيبة بالحيل تصلح منيحة للي ذكرت لي وكانك تخبره بقرة عبدالعزيز المحمد واشور به وكانكم اخذتم رايي نعلم عبدالعزيز وبخصوص فلاحتكم اشور عليكم بالصبر وعندنا لكم اللي يصبركم نبي نحتريكم ولا يغيب منكم احد وان حصل تجيبون المطوع معكم تراه احب علينا تخبر الامور يسره عسى الله يحفظكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
يتبع .........
سأتزوج .. و غدا .. ألقيت نظرة سريعة على ( عصاقيلي ) كانت ( شهب ٍ لهب وكله شطوب ) ولا يكسو عظمي غير جلدي المسمر ، ونظرت إلى ملابسي ، وتلمست طاقيتي ذات الألوان الثلاثة ( الأبيض والأحمر والأخضر ) ، وأدخلت يدي إلى صدري ( كني ودي احكه ) ولكني كنت أتفقد هل كنت لابسا ( فنيلة أم بقرة ) أم لا ، وبالتأكيد لم أكن !
الساعة العاشرة تقريبا صباحا ، وأنا في السيارة ، يقف والدي بسيارته الفارهة ( ددسن 56 ) عند أحد أصدقائه ، ويتبادلون حديثا سريعا ، لم ألتفت إليهم إطلاقا ، ولم أحاول ، وماهي إلا دقائق حتى جاءا إلى السيارة من جهتي وأنا ( مطير عيوني على مكان الدرج ) ، نهرني والدي وطلب مني النزول والسلام ، فنزلت مسرعا كآلة تستجيب للأوامر ، قبلت رأس صاحبه ، ثم بارك لي وعلق ( ماشاء الله عليك ياقايم أثرك عقرب تبن ) ! كانت كالصاعقة فوق رأسي ، استسلمت لأشعر به يأخذ يدي اليمنى ويضع فيها ساعة ذات ( مينة ) سوداء و أرقام خضراء ، قال والدي ( مهب وسيعتن عليه شوي ) قال الساعاتي بخبرته ( لا مامثله بعد العرس تتصير هي الزينه ) ! ليضرب ( فيوز ) رأسي ! لماذا بعد الزواج ؟ هل سيتغير حال جسمي ؟ اللهم لطفك ..
انطلقنا بعده إلى المنزل ، لأرتمي هناك بين أحضان والدتي ، وأنام على فخذها الطاهر كما اعتدت ، إلا أن والدي نهرني بشدة وقال ( باكر عرسك وتنام على رجل امك !! هها .. قم ) ، وقمت بخفة المطيع ، وبتثاقل المحب لأمه ، و اعتدلت في جلوسي لأسمع حديثا معتادا بين والدي ، وكأن شيئا لن يحدث ..
انطلق والدي للمسجد قبيل الآذان ، ووجدتها فرصة لأعرض على والدتي المشكلة التي قالت لي بحزم ( افا ..ياقايم .. تبي ابوك يعرس علي ؟ تراوه حالفن اذا هونت ان ياخذه هو وتعرف ابوك لا قال شي تم ) ، في تلك اللحظة أقسم أن عيني غرقت ! لأنني ( عرفت ان الدعوى صدق ولا به مجال ) ، أذن المؤذن ، لتقول والدتي ( قم صل والله يبي ييسر الامور ) فاستسلمت وقمت اجر كل القلق والحزن ..
صليت الظهر ، ثم خرجت مع أخي الذي يكبرني مباشرة ، كان يقول ( اخس .. اوريك .. والله ينت جني اثرك تقدر تعرس ) !! لم أعلق لأني مازلت أكمل سلسلة الأفكار التي بدأتها منذ كبر الإمام للصلاة ! فسرت بصمت مطبق ، وفجأة ظهر بجانبي ( خالي ) ... يا الله .. كنت أود أن أخنقه حتى الموت ، ولكنه خالي ، مسكني بحنانه الذي ( كنت ) احبه ، وقال لي : ( هالحين وراك ما تلبس شماغ .. انت ما تدري انك صرت رجل ؟ ) لم أتحدث إطلاقا إليه فقد أتبع كلامه بضحكته التي صدحت في أذناي فلم أسمع سواها ..
دخلنا البيت ..
جلس والدي وخالي وأنا وأخواني ، وهنا بدأ خالي بالحديث متوجها الى والدي ( تراي بعد الغدا ابروح انا وقايم نبي ننام تحت المقطر الشرقي ) رد عليه والدي بابتسامة رضى تام ( خل عنك هالهرج بس .. بعد الغدا يحله حلال ) ، مالذي يريده خالي مني ؟ جاءت أختي بالغداء وتغدينا ، ثم قام خالي و طلب مني مرافقته ، وكم كنت أتمنى أن يرفض والدي ، ولكنه كان في عجلة من أمره يريد النوم كعادته ...
جلست مع خالي في موقع اختاره ، وبدأ يتحدث عن نفسه وكيف تزوج وكيف أن والدي تزوج ، وكان حديثه بحق جميلا هادئا ، ركز فيه على الرجولة والشهامة وأن المرأة لا يهينها إلا الرجال السيئون ، ثم قال لي ( تصدق عاد ياقايم اني يوم عرسي ما ادري وش يسوي الواحد لا اعرس ؟ ) كان السؤال إنذارا باللون الأحمر أن ثمت أشياء يجب أن يفعلها العريس ! قلت له ( اجل وشلون اعرست ؟ ) رد بهدوء المستحث ( سألت خالي ) .. فانبهرت فأنا أعرف أن خالي ليس له أخوال إطلاقا ، فجدتي ليس له سوى ثلاث أخوات !! قلت له ( بس انت مالك خال !!) قال بابتسامة المتورط ( بس انت لك خال ) قلت له ( طيب انت وش سويت يوم عرسك ) .... وبدأ بسرد قصته ..
كانت لا تخلو من أدب ، ولا تفارقها الصراحة ، وكان يركز على أن الأمور تسير بقدرة الله بطريقة عادية ويكرر بين الكلمة والأخرى ( الماء يدل المطامن ) ( وهو مثل يضرب للأمور الفطرية كونيا و انسانيا ) ..
ثم بدأ خالي يوصيني ، ( لا تنس وانا خالك تلبس ثوبين ) وانا اقول في ذهني ( ثوبين ؟ وشوله ؟ عسانا نلبس ثوب واحد علشان نلبس ثوبين !!!!) ثم يكمل الوصايا ( واللي تعجز عنه بيدك فكه بسنونك ) ، وانا افكر ( شكل الدعوى فيه تربيط !!!) ثم يكمل ( ولا تنس تحط الخرجية بثوبك التحتي ) وووو
لم أنس مواقف خالي المحرجة لي ، تذكرتها بتفاصيلها وهو يوصيني ، فكنت أقول في نفسي ( إيه هين هالمره ياخال والله ما تلعب علي ) .. وأكمل خالي وصاياه لي والتي ستأتي في الموضوع القادم ..!!
كان والدي قد بعث بدعوة لأحد أصدقائه يدعوه للزواج وهذا نصها :
( من عبدالرحمن العبدالله إلى اخيه سليمان الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ننشدكم عن احوالكم وعساكم طيبين ومن عندي الوالد الله يحفظه ينشد عن والدكم وحاله وعسى اموره اللي خابر خلصت ويعزمكم الاثنين على عرس ولده ( قايم قاعد) ويقول لا تاخرون علينا ترا اذا ماصليتو معنا العصر مهب ممديكم علينا وبخصوص وصيتك تراي لقيت بقرة طيبة بالحيل تصلح منيحة للي ذكرت لي وكانك تخبره بقرة عبدالعزيز المحمد واشور به وكانكم اخذتم رايي نعلم عبدالعزيز وبخصوص فلاحتكم اشور عليكم بالصبر وعندنا لكم اللي يصبركم نبي نحتريكم ولا يغيب منكم احد وان حصل تجيبون المطوع معكم تراه احب علينا تخبر الامور يسره عسى الله يحفظكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
يتبع .........