المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِينَمَـــا تُـــــؤتَى الأمَّــــــةُ مِنْ أهلِــــهِــــا !!


الــبــاســل
08-10-08, 08:23 am
.
.


بسم الله الرحمن الرحيم


حِينَمَا تُؤتَى الأمَّةُ مِنْ أهلِهِا !!

إنَّ الأمَّةَ الإسلاَميَّةَ لا يَضُرُّهَا تَكَالُبِ الأعدَاءِ عَليهَا مَادَامتْ تَعرِِفُ نُفوسَهم وَقلوبَهمْ وأفكَارَهم ، ولا يُؤلِمُ الأمُّةَ ذَلِكـَ لأنَّهَا تَعرِفُ أنَّ العَدوَّ لَنْ يُرضيهِ إلا مَنْ يَسيرُ عَلى هَوى وشهواتٍ ، لَكنَّ الأمَّةَ رَكَّزَتْ دَربَهَا وَمهَّدَتْ طَريقِهَا عَلى أحَاديثَ وآيَات ، وأقوالِ الصَّحَابَةِ والتَّابعينَ وَسَلَفِ الأمَّةَ وَمنْ يَسيروا عَلى نَهجِهم .
والعَدوْ أخبَرنَا اللهُ جَلَّ في عُلاهـُ مَا يُريدوهـُ فَهوَ القَائِلُ : { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى } الآيَة

لَكنَّ الأمَّةَ -أعَادَ اللهُ إليهَا أمجَادَها – تَبَدأُ تَتَألَّمُ وَتَذبُلُ وَتَضعُفُ إنْ تَكَالبَ عَليهَا الأعدَاءُ وَمنْ هم محسوبينَ مِنْ عُلمَائِهَا وَأهلِهَا ، لأنَّ العُلمَاءَ هُم الحُصون المَنيعَةُ لِهَذهـِ الأمَّةِ بَعدَ اللهِ وَهم دُروعُهَا ، فإنْ سَقَطتِ القِلاعُ مَنْ يَحميْهَا .

وَليسَ خَذلُ العُلمَاءِ أوِ المحسوبينَ عَليهم لأمَّتِهم بإبَاحةِ الحَرَامِ فَقطْ ، بَلْ بِتَمييعِ الدِّينِ ، وإبَاحَةِ الشُّبُهَاتِ ، وفَتحُ الأبوابِ عَلى مَصرَاعيَهَا لُِكلِّ جَاهلٍ وَمُتََعلِّم .

كَثيرَاً مَا سَمعنَا مِنْ هَؤلاءِ يُردِّدونَ نَحنُ أمَّةً وَسَطيَّةٍ وَدينُنَا يُسرٍ وَكأنَّ القُرآنَ الذي عَلَّمَنا الوسَطيَّةَ وَيُسرِ الدِّينِ لَمْ يَظهَرُ إلا قبلَ عَامينِ ، لِمَ لَمْ يُمَيِّعُ الصَّحَابَةَ وَمنْ تَبِعَهمْ دينَهم بَلْ قَبلَ سنواتٍ بَسيطَةٍ التيْ كُنَّا نَعيشُ فيهَا بَين أكنَافِ شَيخينِ جَليلَينْ ، أمَّ أنَّ هَؤلاءِ لا يَعلموا بِوسَطيَّةِ الأمَّةِ ويُسرِ هَذا الدِّين !!

إنَّا وَجدَنَا الأمَّةَ بِمَرَكبٍ تَعصِفُ بِهِ الأموَاجُ بَعدَ مَا إجتَهدَ بَعضُهم في التَّيسيرِ وتَرديدِ الوَسَطيَّة واللهُ المُستَعان .

إنَّ الحَقَّ هوَ مَا يُسَيَّرُ النَّاسُ عَليهِ ، لا أنْ يُسَيَّرَ الحَقُّ مِنْ أجلِ النَّاس ، وَلو تَبِعَ أحدٌ البَشَرَ يُيُسِّرُ لَهمُ الدِّينَ بِدعوى الَوَسَطيَّةَ أو الأمَرَ فيهِ سِعَةٌ لَهَلَكَتِ الأمَّة ، لأنَّ النَّفسَ غَالِبَاً تَتبَعُ هَواهَا ، والحَقُّ يُسَلَّمُ لَهُ واللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقول : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ .. } الآية

سَمِعتُ أحَدُهم يَقول :
مَنْ يُحَرِّمُ قِيَادَةَ المَرأةِ للسَّيَّارَةِ فَقدْ أسَاءَ للإسلامْ ، وآخرُ قَالْ عَبَاءَةُ الكَتِفِ جَائِزَةٌ واللهُ المُستَعانِ .

إنَّ الأمَّةَ الإسلاَميَّةَ –حمَاهَا اللهُ – في صِرَاعٍ دَائِمٍ مَعْ أهلَ البَاطِلْ ، لَكنْ وَجدَنا صِرَاعَاً لَهَا مَعَ بَعضِ عُلَمَائِهَا وَأهلِهَا واللهُ المُستَعانْ .

إنَّ الفِتَنَ التي تَعصِفُ بِنَا ، حَذَّرنَا مِنْهَا النَّبيُ صلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ وأصحَابَهُ ومَنْ تَبِعَهُم ، فَهَا هوَ عَليهِ الصِّلاةُ والسَّلامُ يَقول : [ كيف بكم بزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى فيه حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قالوا‏:‏ كيف بنا يا رسول الله، إذا كان ذلك‏؟‏ قال‏:‏ تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم‏.‏ ]

وَعنِ ابنِ عُمَرَ : [ إذا رأيت الناس قد مرجت ‏(‏مرجت‏:‏ في الحديث ‏(‏كيف أنتم إذا مرج الدين‏)‏ أي فسد وقلقت أسبابه والمرج‏:‏ الخلط‏.‏ ومنه حديث ابن عمر ‏(‏قد مرجت عهودهم‏)‏ أي اختلطت‏.‏ النهاية ‏(‏4/314‏)‏ ب‏)‏ عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - فالزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع عنك ما تنكر وعليك بخاصة أمر نفسك ودع عنك أمر العامة‏ ] .‏

وَقَالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام : [إذا اختلف الزمان واختلفت الأهواء فعليك بدين الأعرابي‏‏ ]
وَعَنْ حُذَيفَةَ أنَّهُ قَال : [ خير الناس في الفتن رجل أخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه أو رجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه ] .
إنَّ الديَنَ لا يَختَلِفُ بِإختِلافِ الأزمَانْ ومَهمَا طَالْ وَسلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته‏ ، والحَقُّ يَعلوا ولا يُعلا عَليهِ ، والعَاقِبَةُ للمُتَّقينَ

اللهم إن أردتَ بِعِبَادِكـَ فتنَةً فاقبضنا إليكـَ غَيرَ مَفتونين
اللهمَّ أرِنَا الحَقَّ حَقَّاً وارزُقنَا اتِّبَاعَهُ ، وأرِنَا البَاطِلَ بَاطِلاً وارزُقنَا اجتِنَابَه ولا تَجعلُه مُلتَبِسَاً علينَا فَنَظِلَّ

أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب
دُمتُم بِحِفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتِهِ


.
.

خالد القحطاني
08-10-08, 08:32 am
أخي الفاضل / باسل ...


تحية من قلمي المتواضع لشواهق فكرك السامي .. تحية عطرة مباركة يكسوها الإيمان والمحبة الخالصة لشخصـــك الكريم ..


بارك الله فيك ....


مابعد هذا الحق من حق ..إلا أن اقول (( الأمـــة ولادة )) جعلك الله من أهل الفردوس .

الــبــاســل
08-10-08, 05:33 pm
.
.



أهلاً بِكـَ أخي الغالي

نُؤمِنُ أنَّ الأمَّةَ وَلاَّدَةَ ، لَكِنْ هَلْ سَيَخرُجُ المولودُ كَمَا يَرَاهـُ في جِيلِ عَصرِهـِ أمْ أنَّهُ سَيُراجِعُ مَنْ رَحلَ وَسَبَقَه ؟!!

مَهمَا لاَحَ الشَّرُ ، وَغَابَ الحَقُّ بَلْ وَغُيِّبَ ، وَسَاقَ بَعضُ الرِّجَالُ علمُهم مِنْ أجلِ النَّاسِ واللهُ المُستَعانْ ، هُنَاكـَ مَنْ تَنبِضُ قُلوبَهم بالحَقِّ ، وَيدعونَ ويُجَاهِدونَ أنفُسَهم والنَّاسُ مِنْ أجلِه .

{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا }


وَكَمَا يَقولُ النَّبيُّ صَلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ : [ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ] أو كَمَا قال عَليهِ السَّلام .

جَعلنَا اللهُ مِن هَذهـِ الطَّائفَة ، وَممنْ يَلقونَهُ لَمْ يُبَدلوا وَلمْ يُغَيِّروا


شُكرَاً لَكـَ عَلى ثَنَائِكـَ جَعلنَا اللهُ عِندَ حُسنِ ظَنِّكُم بِنَا


.
.

الــبــاســل
09-10-08, 05:00 pm
.
.






لنَتَذَكَّرَ أنَّ العُلمَاءَ لَيسوا فَقطْ قَومٌ أوتوا العِلمَ وَتَكَفَّلوا بِشَرعَ اللهِ أي أنَّهمْ في غِنَاً عنَّا ، بَلْ بِحَاجَةٍ شَديدَةٍ لِمنْ يَقِفُ في صَفِّهم وإلى جَانِبِهم ، ويَصُدُّ عَنهم مَنْ يُعَادِيهمْ .

العُلَمَاءُ الذينَ هُم وَرَثَةُ الأنبيَاءِ ، وَهم قوَّادُ هَذهـِ الأمَّةَ والدَّاعينَ إلى هُدى اللهِ سُبحَانَهْ ، نِعمَةٌ كَبيرَةٌ بَينَنَا ، ولا نَعرِفُ قَدرَ أحدٍ إلا في فَقدِهـِ ، فَهمُ الجِبَالُ الأوتَادَ لِهَذا الدِّينِ بَعدَ اللهِ .

حَفِظَ اللهُ عُلمَاءَ المُسلمينَ وَغَفرَ لِلأحيَاءِ منهم وَالمَيِّتينَ


.
.

ليلى..
09-10-08, 05:15 pm
بارك الله بقلمك

الطيور المهاجرة
09-10-08, 05:19 pm
الباسل

الخوف ممن يدعون الأسلام أكثر من النصارى واليهود

&&&&&&*&&&&&&

الــبــاســل
10-10-08, 11:10 am
.
.



إنَّ المُصِيبَةَ العُظمَى عَلى هَذهـِ الأمَّةِ أنْ نَرىَ أبنَائُهَا وأهلُهَا بَلْ مِمنْ يُحسَبونَ مِنْ عُلمَائِهَا أدَاةَ هَدمٍ وتَضييعٍ لَهَا .

وَلا خَيرَ فيمَنْ سكَتَ عَنِ الحَقِّ مَهمَا كَانَ صَاحِبُ البَاطِلِ [ والسَّاكِتُ عنِ الحَقِّ شَيطَانٌ أخرَسْ ] .

إنَّ الحَقَّ الذيْ يُبَيِّنُه اللهُ سُبحَانَهُ أونَبيِّه وَمنْ سَارَ عَلى نَهجِهِ لَيْسَ حَقَّاً لِفَترَةٍ مِنْ الزَّمَنِ وَينتَهيْ ، بَلْ هُوَ حَقٌّ للبَاحِثِ عَنِ الحَقِّ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ دونَ البَحثِ عنْ أقَلَّ تَمييَعاً أوْ أيسَرَ رُخَصَةً لِسَانُ حَالِهم يَقولُ : { سَمِعنَا وأطَعنَا } وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا .

وَليسَتِ الكَثرَةُ دَليلُ الحَقِّ لِمَا يَفعلُهُ النَّاسُ وَيُريدونَهُ { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } .

إنَّ المُؤمِنَ الذيْ يَبحَثُ عَنْ رضى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، هُو مَنْ يُسَلِّمُ للأمورِ والأحكَامِ والآياتِ والأحاديثَ ، لا الذيْ يَبحَثُ عمَّا تَشتَهيهِ وَتهواهـُ نَفسه فَاللهُ يَقول : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا }

قال جعفر الصادق : ( لِم ينشغل الناس بما أراد الله بهم وقد طواه عنهم ، ولا ينشغلوا بما أراده منهم وقد أظهره لهم ) أ.هـ


واللهُ أعلَم





.
.

الــبــاســل
11-10-08, 10:04 pm
.
.



.
.




مَهمَا تَلاطَمَتْ بِأمتِنَا الأموَاجَ ، بَلْ وَتَجرَّعتْ مَرَارَةَ الذُّلِّ والهَوانَ سَواءً منْْ أهلِهَا أو أعدَائِهَا العَاقِبَةُ بِإذنِ اللهِ لَها .

نَالَمُ ونَتَألَّمُ مِنْ جِرَاحٍ نَرَاهَا بِإمتِنَا ، وتُضعِفُ كَيَانَهَا الطَّاهِرُ ، لَكنَّ فَرَجَ اللهِ ونَصرِهـِ قَريبْ .


تَمييعُ الدِّينِ تَمَادَى بِهِ الكَثيرونَ مِنهُم جَهلاً وَبَعضُهم مُعَانَدَةً ومُكَابَرَةْ ، بدَعاوى زَائِفَةٍ كَالتَّيسيير عَلى النَّاسِ على حِسَابِ الدِّينْ ، وَمنْ أرضى النَّاسَ بِسَخطِ اللهِ سَخِطَ اللهُ عَليهِ وَأسخطَ عليهِ النَّاسْ ، وَمنْ أسخَطَ النَّاسَ بِرِضى اللهِ عَادَ السَّاخِطُ مِنْ الناسِ عَليهِ حَامِدَا في مَا معنى الحَديثِ .


ونَرى هَذا الكلامَ في وَقِعِنَا واللهُ المُستَعانْ

قَالَ أحدُ الأعضَاءِ في رَدِّهـِ


العلماء ـ كما قال العلماء ـ ثلاثة: عالمُ دَولَةٍ, وعَالمُ أمَّة (أو بالأصح عالمُ ثُلَّة), وعالمُ مِلَّةٍ.

فأمَّـا عالم الدولة؛ فهوَ تَبَعٌ لحُكَّامِهِ ـ والعياذ بالله ـ ؛ وأمَّـا عالم الثُّلَّةِ؛ فهُوَ تَبَعٌ لِجُمهوره ـ والعياذ بالله ـ ؛ وأمَّا عالم الملَّة فَهُوَ تَبَعٌ لأمرِ للهِ ورسُولِهِ ـ نسألُ الله ان يجعلَ علَماءنَا وقدواتنا منهم ـ .

والعلماء هُمُ الحصنُ الحَصينُ لهذه الأمَّة؛ فإذَا خَـارَتِ الحُصُونُ فمن يَحمي القِلاعَ ؟.


.
.

تلميذة الحياة
12-10-08, 01:30 am
جزيت خيراً وبورك فيك