بدر بن عبدالله الدخيل
06-10-08, 02:52 am
:::
::
:
1/
إلَيكَ ..
أيها اللاهثْ خَلْفَ ما تبقى منّي ..
كُلَّما رأيتُ لِسَانكَ متدلياً مِنْ فاكْ يلعقُ الارضْ ..
أعلمُ أنكَ لستَ ضمئآناً بقدرِ ما بِكَ من غِلْ !
وأنَّ ما تخفيهِ تِلكَ العينان ..
عَكْسَ ما تُظْهِرُه تِلكَ الشَفَتانْ ..
أعرفُ أنكَ جباناً !
ولكن لم يتبادر لذهني أن تكونَ جَبيْناً ذو أبعادٍ ثُلاثية ..
بُعدٌ ليّ وبُعدٌ لهمْ وبُعدٌ لنا ..
لَنْ أُجْهِدَ نفسي بَعْدَ الآنْ !!
لِذا سارحلْ بِصَمتْ ولَنْ أُحَرِّكَ ساكناً ..
فلمْ يَعُدْ صدري قادراً على احتمالِ المزيدْ من الغبارِ النَتِنْ ..
2/
إليكِ ..
أيتها القابعه خَلْفَ ملامِحُكِ المزيَّفة ..
أتعلمين !!
في كلِّ مرة أقرئُكِ أُحِسُ بالشفقة ..
وانتِ تغتابينَ أمْسَكِ بِتلكَ الأحْرُفْ المَمسُوخة ..
لكنَّني ألْتَمِسْ لكِ العُذرْ ..
فعندما تتشابهُ الأفعالْ، تتشابهْ ردودُ أفْعَالِها !
هذا ما لَمَحْتهُ صدْفَه ..
مَعَ يقيني التامْ، أنَّ ما خَفيَ لَنْ يختلِفَ كثيراً ..
لأنَّ ما يؤذي قليلهْ، فكثيرهُ مُهْلِكْ !
تبقى الصناديقُ السوداء شاهداً على العَصرْ ..
وَسَـ ..
تبدي لكَ الأيامُ ما كُنتَ جاهلاً=ويأتيكَ بالاخبارِ من لم تزوِّدِ (1)
3/
اليكمْ ..
تمرُ الأيامْ والسنون وتتعاقبْ ..
قَدْ نرى بعضاً منكمْ وقَدْ ترونَ بعضاً منّا ..
وسنتذكرْ تلكَ الصَفَعات على جبينِ الرحيل !
وما آتى منها أُكُُلهْ ومن لمْ يؤتي ..
لَمْ أكُنْ قاسياً بقدرِ لينهم ..
ولَمْ أكُنْ ليِّناً بقدرِ قسوتهم !
كَان هُـنا / بدر الدخيل بُرهة ..
وربما يكونُ هُـناكَ بُرهة .!
وما بينَ الكينونتينِ تقاسيمٌ تعتلجُ القلب ..
تتقاذفُها الآذان قبلَ أنْ ينطقها اللسانْ ..
منها ما وَصَلْ، ومنها ما طُويَّ في طيِّ النسيان !
4/
أليّها ..
حبيبتي التي أرهقها طولُ السَهَرْ ..
وبَقيَتْ تقاسِمُني رَغِفَ القَهَرْ ..
وما السبيلُ و " انتِ " لستِ كباقي البَشَرْ !
عَشَقتُكِ عِشقاً طاهراً كأنفاسِ الصَباحْ ..
وتمتمتُكِ خِفْيةُ لكي لا اوقِضَ الجِراحْ ..
أيتها الغربةُ الطويلة !
لَقَدِ عِشتكِ مقلةً وصَفَقتكِ ألفَ راحْ ..
بكِ صبٌّ حتى العويل ..
وهلْ بَعْدَ المستحيلِ / مستحيل !!!
وهلْ لمغْرمكِ بَعْدَ الهوى مِنْ مَفرْ ؟؟
5/
إليَّ ..
ستبقى سِهامُ الغدرِ فيكَ شواهدُ=لتحكيكَ شِعْراً والجروحُ قصائدُ
ستبقى ولو حانَ الرحيلُ كعسجدٍ=لتلهو على بيضِ النحورِ القلائدُ
ستبقى وميضاً في السماءِ مؤرخاً=إذا ما أُهِلَ الشهرُ إذْ بِكَ عائدُ
ستبقى وعينُ العزِ فيكَ قريرةٌ=تؤججُ أحْداقاً جَفتـْها الوسائدُ
ستبقى ويبقى الأنفُ ما دُمتَ شامخاً=لأنكَ رأسٌ والرجالُ زوائدُ
بـ قلم / بدر الدخيل
(1) - للشاعر الجاهلي / لبيد ابن ربيعه
::
:
1/
إلَيكَ ..
أيها اللاهثْ خَلْفَ ما تبقى منّي ..
كُلَّما رأيتُ لِسَانكَ متدلياً مِنْ فاكْ يلعقُ الارضْ ..
أعلمُ أنكَ لستَ ضمئآناً بقدرِ ما بِكَ من غِلْ !
وأنَّ ما تخفيهِ تِلكَ العينان ..
عَكْسَ ما تُظْهِرُه تِلكَ الشَفَتانْ ..
أعرفُ أنكَ جباناً !
ولكن لم يتبادر لذهني أن تكونَ جَبيْناً ذو أبعادٍ ثُلاثية ..
بُعدٌ ليّ وبُعدٌ لهمْ وبُعدٌ لنا ..
لَنْ أُجْهِدَ نفسي بَعْدَ الآنْ !!
لِذا سارحلْ بِصَمتْ ولَنْ أُحَرِّكَ ساكناً ..
فلمْ يَعُدْ صدري قادراً على احتمالِ المزيدْ من الغبارِ النَتِنْ ..
2/
إليكِ ..
أيتها القابعه خَلْفَ ملامِحُكِ المزيَّفة ..
أتعلمين !!
في كلِّ مرة أقرئُكِ أُحِسُ بالشفقة ..
وانتِ تغتابينَ أمْسَكِ بِتلكَ الأحْرُفْ المَمسُوخة ..
لكنَّني ألْتَمِسْ لكِ العُذرْ ..
فعندما تتشابهُ الأفعالْ، تتشابهْ ردودُ أفْعَالِها !
هذا ما لَمَحْتهُ صدْفَه ..
مَعَ يقيني التامْ، أنَّ ما خَفيَ لَنْ يختلِفَ كثيراً ..
لأنَّ ما يؤذي قليلهْ، فكثيرهُ مُهْلِكْ !
تبقى الصناديقُ السوداء شاهداً على العَصرْ ..
وَسَـ ..
تبدي لكَ الأيامُ ما كُنتَ جاهلاً=ويأتيكَ بالاخبارِ من لم تزوِّدِ (1)
3/
اليكمْ ..
تمرُ الأيامْ والسنون وتتعاقبْ ..
قَدْ نرى بعضاً منكمْ وقَدْ ترونَ بعضاً منّا ..
وسنتذكرْ تلكَ الصَفَعات على جبينِ الرحيل !
وما آتى منها أُكُُلهْ ومن لمْ يؤتي ..
لَمْ أكُنْ قاسياً بقدرِ لينهم ..
ولَمْ أكُنْ ليِّناً بقدرِ قسوتهم !
كَان هُـنا / بدر الدخيل بُرهة ..
وربما يكونُ هُـناكَ بُرهة .!
وما بينَ الكينونتينِ تقاسيمٌ تعتلجُ القلب ..
تتقاذفُها الآذان قبلَ أنْ ينطقها اللسانْ ..
منها ما وَصَلْ، ومنها ما طُويَّ في طيِّ النسيان !
4/
أليّها ..
حبيبتي التي أرهقها طولُ السَهَرْ ..
وبَقيَتْ تقاسِمُني رَغِفَ القَهَرْ ..
وما السبيلُ و " انتِ " لستِ كباقي البَشَرْ !
عَشَقتُكِ عِشقاً طاهراً كأنفاسِ الصَباحْ ..
وتمتمتُكِ خِفْيةُ لكي لا اوقِضَ الجِراحْ ..
أيتها الغربةُ الطويلة !
لَقَدِ عِشتكِ مقلةً وصَفَقتكِ ألفَ راحْ ..
بكِ صبٌّ حتى العويل ..
وهلْ بَعْدَ المستحيلِ / مستحيل !!!
وهلْ لمغْرمكِ بَعْدَ الهوى مِنْ مَفرْ ؟؟
5/
إليَّ ..
ستبقى سِهامُ الغدرِ فيكَ شواهدُ=لتحكيكَ شِعْراً والجروحُ قصائدُ
ستبقى ولو حانَ الرحيلُ كعسجدٍ=لتلهو على بيضِ النحورِ القلائدُ
ستبقى وميضاً في السماءِ مؤرخاً=إذا ما أُهِلَ الشهرُ إذْ بِكَ عائدُ
ستبقى وعينُ العزِ فيكَ قريرةٌ=تؤججُ أحْداقاً جَفتـْها الوسائدُ
ستبقى ويبقى الأنفُ ما دُمتَ شامخاً=لأنكَ رأسٌ والرجالُ زوائدُ
بـ قلم / بدر الدخيل
(1) - للشاعر الجاهلي / لبيد ابن ربيعه