المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجاني على نفسه


&عــــزة كبرياء&
10-07-02, 04:05 am
ما أغرب الحكايات التي نسمع بها بين حين وآخر ، لكن أغرب هذه الحكاية سنسمع بها لو توجهنا إلى أحد أقسام الشرطة ، فالجرائم التي تحدث غالبا ما يكون لها أسباب ودوافع منها النفسية والاجتماعية ، وقد يحتار المحقق أو ضابط الشرطة في الوصول إلى الجاني نظرا لقلة الأدلة الموجودة أمامه ، وهنا لابد للضابط المتميز أن يرسم دائرة للمجموعة من الناس كان لها تعامل مباشر أو غير مباشر مع المجني عليه وبالطبع يفضل أن تكون هذه الدائرة صغيرة ، ولكن في حالة غريبة من نوعها مثل التي بين يدينا الآن يصعب على الضابط رسم دائرة صغيرة حيث أن المجني عليه – الذي وجد مقتولا – تعامل مع العديد من الناس وبالذات الجنس الناعم حيث سبق له أن تزوج سبع نساء في السابق بعد أن طلق بعضهن ، لذا كان على الضابط أن يستمع إلى جميع هؤلاء النسوة بالإضافة لمن لهم علاقة بالمجني عليه.

لم تكن هناك أدلة كافية حيث عثر في مكان الحادث على السكين التي طعن بها المجني عليه من الأمام كما أن هناك بعض الأوراق التي كان نصفها محترق تقريبا ، كان لا بد من التأكد من البصمات الموجودة في مكان الحادث وعلى السكين التي أرسلت للطبيب الشرعي .

وكان الضابط محتارا بمن يبدأ ولكنه أخيرا قرر البدء بالزوجة الأخيرة للمجني عليه، وبعد استدعاء الزوجة إلى القسم كان عليها أن تذكر كل ما تعرفه عن زوجها فحكت للضابط حكايتها وكيف تزوجت من المجني عليه وتتلخص حكايتها حسبما ذكرت للضابط كالأتي : ( اسمي كوثر ، كنت بنت فقيرة تنظر للحياة ببساطة شديدة جدا ، لم يكن يهمني في هذه الحياة أي شيء فرغم فقر الحال وقلة المصروف لم أكن أبالي بما قد يحدث لي حيث كنت أصرف المال على لباسي وزينتي فقط ، ولم أفكر يوما بمساعدة أهلي ، وفي يوم من الأيام تعرف أسعد – زوجي – على والدي وجاء لمنزلنا زائرا وحين شاهدني تحول من زائر عادي إلى فارس يطلب يدي من والدي لم أتردد في الموافقة على طلبه المفاجئ فلقد أخبرني أبي عنه الكثير والكثير فوافقت واشترطت عليه مهرا كبيرا وبيتا جميلا وحصلت على ما أريده ولكن بعد أن أصبحت زوجته لم يعد يهتم بي ، ومنعني من العمل أو الخروج وحتى الاتصال بأهلي و أقاربي ، تمنيت لو أعود لمنزلي ،تمنيت لو أشتري منه حريتي .. لقد ندمت على الزواج بشخص معقد مثله .. ولكن صبرت على أمل أن يطلقني كما فعل مع زوجاته السابقات أو يتغير ويصبح ذاك الفارس الذي حلمت به ، بقيت أحلم بذلك ولكن لم يحدث أي تغيير حتى سمعت هذا الخبر ، لا أنكر أنني فرحت به لأنني سأنال حريتي أخيرا ، ولكنه بالرغم من ذلك يظل زوجي الذي اخترته ليشاركني حياتي ) وذكرت في حديثها بعض المواقف التي تعرضت لها من زوجها والمعاملة التي كانت تلقاها منه كالضرب والشتم …إلخ.

وبعد أن أنهت كوثر حديثها أخذ الضابط يوجه لها العديد من الأسئلة ليتحقق مما قالته وليصل إلى درجة من الاقتناع بما قالته ، وفجأة وجه الضابط تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد؛ اندهشت كوثر وأخذت تدافع عن نفسها بشدة ، ولكن الضابط لم يرد أن يظلمها حيث أن الأدلة غير كافية لإثبات التهمة لذلك ترك كوثر تعود لمنزلها ولكنه أمر بعض عيونه بالتقصي والتحقق مما قالته وأمر بمراقبة تحركاتها واتصالاتها لحين ظهور الحقيقة.

ولكي لا يثير شك كوثر وليأخذ أقوال جميع من وضعهم في دائرة شكه كان عليه التحقيق مع زوجة أخرى ، وحين حضرت بدأت حديثها بصراحة شديدة أخبرت الضابط بكل صغيرة وكبيرة بدون أن تتردد ؛ فلقد أخبرته بالأتي ( اسمي أميرة .. أسماني أبي بهذا الاسم لأنه أرادني أن أغدو أميرة بطبعي وعزة نفسي ولكني لم أكن أميرة بالغنى والمال ، تعرفت على أسعد من خلال العمل حيث كنت أعمل في شركته موظفة علاقات عامة ، أعجب بي وحاول إغرائي بالمال ليتزوجني ولكنني رغم فقري رفضت ذلك بشدة ، ولكنه أصر ومع إصراري أخذ يعاملني معاملة سيئة في العمل وكان علي أن أصبر لأنني بحاجة ماسة للعمل ، ولم يكن بيدي غير الصبر فهو صاحب الشركة أخذ يخصم من راتبي تارة وبالإنذار تارة أخرى‎، لكنني لم آبه له ، وفي يوم من الأيام لعب علي لعبة حقيرة ليصل إلى مراده، في البداية نقلني إلى قسم الحسابات والشئون المالية بالشركة كانت مفاجأة مذهلة بالنسبة لي لم أكتشف سر هذا التغيير إلا في ساعة لا ينفع فيها الندم حيث جعلني أوقع على وصل أمانة بمبلغ مليون ريال - بدون أن أدري – حينها اتضح لي أسعد على صورته التي كرهته بها أشد الكره ، لم يترك لي أي مجال للمناقشة فهددني بأنني إن لم أوافقه على ما يريد فإنه سوف يسجنني ، أخيرا استسلمت له ووافقت على الزوج منه .. وعلى عكس ما توقعت منه فبعد الزواج تغيرت معاملته وحاول إسعادي ولكنني لم أنسى تلك الطريقة التي تزوجني بها لذلك أخذت أثير له المشاكل ليطلقني ولكنه لم يفعل بل أراد أن يهينني بالزواج من امرأة أخرى –كوثر – ولكنني على عكس ما توقع حيث أنني لم أبالي .. أراد أن يثير الغيرة لدي بأن أخذ يبيت خارج البيت وأعتقد أنه كان يبيت مع زوجتيه السابقتين سميرة أو زليخة .. ولكنه لم ينجح في التأثير عليّ ، حينها تغيرت تصرفاته معي فصار يضربني بسبب وبلا سبب .. وفي أخر ليلة جاءني سكران فمنعته من دخول المنزل فعاد أدراجه، بعدها وبالتحديد في اليوم الثاني علمت أنه قد قتل ، لقد انتهى أسعد ولكنني لم أكن سعيدة بذلك الخبر حيث أنني لم أتعود الشماتة على أي أحد )

وبعد أن انتهت أميرة من ذكر أقوالها أخذ الضابط يسألها العديد من الأسئلة منها الأسئلة الاستفزازية نوعا ما مثلا : إن من مصلحتك القضاء على أسعد لأنه لم يعاملك المعاملة الحسنة .. ألم تتمنين أن تكون أنت من قتله ؟ أجابت أميرة على هذا السؤال بالإيجاب ولكنها ذكرت أنها حاولت ولكنها لم تستطع لأنها تخاف أن تفعل ذلك، لقد أخطأت أميرة بهذا الرد ولكن الصراحة التي تعودت عليها دفعتها لقول الحقيقة بدون تردد، ولكن هذا الرد دفع الضابط إلى الأمر بإجراء الكشف النفسي على أميرة بالإضافة إلى الحبس على ذمة التحقيق ، ولكن هل ممكن أن تكون أميرة هي الجاني هذا السؤال وجهه الضابط إلى مساعده أثناء نقاش دار بينهما حول هذه القضية أم أن لكوثر دور في القضية أما هنالك أشخاص آخرون ، ولكن لما العجلة فالتحقيق لم ينتهي بعد ولابد تكملة مسيرة التحقيق للنهاية.

وفعلا تم استدعاء زليخة إحدى زوجات أسعد لأخذ أقوالها، وبدأت حديثها بذكر كل ما تعرفه بنوع من التردد فكانت تجيب على قدر السؤال فقط ، وكان الضابط هو من يسعى للوصول إلى الكنز الذي تحاول زليخة إخفاؤه وذلك من خلال حوار طويل بين الطرفين :

الضابط : كيف تزوجت من المجني عليه ؟

زليخة : أسعد .. إنسان كل فتاة تتمناه زوجا لها .. وحين تقدم لخطبتي لم أخفي إعجابي به فوافقت .

الضابط : ولكن كيف تعرفتما على بعضكما ؟

زليخة : نحن لم نتعارف على بعضنا فكما تعرف أنني من أسرة عريقة محافظة على عاداتها وتقاليدها وترفض هذا الأسلوب الذي يتبعه الكثيرون .

الضابط : ولكن كيف عرفت من يكون هذا الشخص الذي جاء لخطبتك ؟

زليخة : هذا سهل جدا فأسعد معروف من قبل أهلي بالإضافة إلى أنه مشهور.

الضابط : إذا هذا هو السبب الذي دفعك للزواج منه؟

زليخة : قد يكون هو ولكن هناك أشياء كثيرة ميزت أسعد عن غيره.

الضابط : وهل من الممكن أن أعرف ماهي هذه المميزات؟

زليخة : حسنا .. أسعد يختلف عن الناس الذين صادفتهم بأنه إنسان ذكي يعتمد على نفسه وله خبرة كبيرة في هذه الحياة على عكس باقي الشباب.

الضابط : منذ بدأنا التحقيق معك وأنت تعطينا جمل متقطعة ، أريدك أن تتعاوني معنا أكثر من ذلك وأن تذكري لنا أدق التفاصيل في حياتكما حتى يمكنني أن أشكل فكرة وانطباع حسنا عنك .

زليخة : (حسنا إليك القصة كما تريد .. بعد أن تزوجنا .. اتضح لي أن أسعد ليس ذاك الإنسان الذي حلمت به، لقد خدعني وخدع أهلي حين لم يخبرني بأنه كان متزوج من امرأة أخرى، ولعل هذا السبب الذي جعلني لا أثق به بتاتا ولكنني في نفس الوقت سعيت من أجل أن أزين نفسي وأظهر بالمنظر الحسن أمامه .. أردت منه أن يطلق سميرة لكنه كان يرفض لم أكن أدري ما هو السبب الذي يجعله يرفض؟ وحين أذكر له هذا الموضوع كان يضربني ، كنت أسأل نفسي إذا كان يحبها لهذه الدرجة لماذا تزوج عليها؟ أردت أن أعرف الجواب لكنه كان يضربني حين أسأله هذا السؤال كان يخفي شيئا حسبما أعتقد لكنه ليبعد عني وليروضني – كما قال – تزوج من أميرة ثم من كوثر .. لا أعرف كيف يفكر ولكنني علمت أنه قد طلق في السابق ثلاث غيرنا .. كنت أسأل نفسي هل هو يلهو بنا أم ماذا ؟، ولكنني لم أجد جواب على أسئلتي هذه .. فهلا أخبرتني ما الجواب ؟ )

الضابط : حين عرفت أسعد على حقيقته ألم تتمنين أن تتخلصي منه .. يطلقك مثلا أو … يموت مثلا ؟

زليخة : لو كنت أريده أن يطلقني لفعلت ولكنني خفت إن طلقني أن ينبذني أهلي بسبب العادات والتقاليد ...

الضابط ( مقاطعا ) : إذا فضلت الخلاص منه بموته؟

زليخة :لا .. أنا لم أقتله .. لأنني لو كنت قد قتلته فسيعايرني هذا الطفل الذي في بطني وسيسألني عن أباه حينها ماذا سأقول له ؟ لن أستطيع أن أكذب عليه وبالتالي سيكرهني أكثر من كرهي لأباه .. بل وقد ينتقم مني .. هذا الطفل هو من منعني من فعل ذلك .

الضابط : أنا لم أقل أنك قتلته .. لكنك تخلصت منه بعد أن قتل .

زليخة : نعم ولكن سيبقى اسمه معلقا بي ..

وهنا ينهي الضابط تحقيقه مع زليخة ولكنه لم يبعد تفكيره عنها بل جعلها من ضمن – دائرة الشك –حيث أرسل من يتقصى عن صحة المعلومات التي أدلت بها في التحقيق ، ولكن من خلال التحقيق مع زليخة كان عليه التحقيق مع سميرة أيضا فأرسل بطلبها ، وكالعادة بدأت سميرة حديثها بذكر أسمها وبعض التفاصيل عن حياتها قبل الزواج وبعده حيث ذكرت الأتي اسمي سميرة .. متزوجة من أسعد منذ حوالي 14 عام .. كنت أعرف بأنه كان متزوج مرتين ، ولكن رغم ذلك وافقت عليه ، لأنني أحسست أنه يحبني بالفعل ، في ذلك الوقت كنت ابنة رجل ثري جدا وحين توفي أبي بعد سنوات أصبحت وريثته الوحيدة ، حينها اكتشفت حقيقة أسعد حين طلب مني أن أعطيه توكيلا شرعيا لتسيير ممتلكاتي ، ولكنني كنت أذكى مما كان يعتقد حيث أعطيته التوكيل بشروط معينة منها شرط أساسي هو توقيعي على أي عقد يراد به بيع أي عقار لأي طرف آخر ، وبهذا الشرط تمكنت من الحفاظ على ممتلكاتي حاول أسعد إقناعي بإلغاء هذا الشرط خصوصا حينما كنت حامل بولده الوحيد مني وذلك بحجة الخوف علي من التعب ولكني رفضت بشدة ، لم يكن يستطيع إيذائي لأنني كنت أملك ما يريده ولهذا السبب لم أبالي كثيرا حين تزوج علي لأنني كنت أعلم بأنه لن يستغني عني أبدا ، ولكن لأعطيه وميضا من الأمل كان علي التنازل بشيء بسيط فأصبح له نصيب في الشركة يقدر بالخمس تقريبا وكان من المفروض أن يصل نصيبه بعد أيام للربع ولكن الأقدار جاءت فمنعته مما يريد ، صحيح أنه مات ولكن تعلمت من الحياة معه أنه من الصعوبة علينا العيش مع شخص طامع في ما نملكه .. ولكنني صبرت إلى أن جاء الفرج أخيرا )

أنهت سميرة حديثها ثم وجه لها الضابط بعض الأسئلة وبذلك انتهى التحقيق مع سميرة ، وبعد أن خرجت سأل الضابط مساعده عن رأيه في هذه القضية فأجاب

بالأتي : ( قضية معقدة .. كل الزوجات يكرهن المجني عليه ، هناك من سلبها حريتها وهناك من أجبرتها العادات والتقاليد على الزواج منه وهناك من خدعها ليتزوجها وهناك من تزوجها طامعا في مالها .. ولكن أرى أن سميرة كانت واثقة من نفسها أما أميرة فكانت صريحة جدا أما زليخة فاعتقد بأنها ما زالت تخفي أشياء عنا .. ولكن دعنا لا نتعجل الأمور ونكمل التحقيق مع النساء اللواتي طلقهن).
























: :

&عــــزة كبرياء&
10-07-02, 04:08 am
وفعلا تم استدعاء إحدى المطلقات واسمها زوينة للحضور للقسم للتحقيق معها حول ما تعرفه عن المجني عليه ، بدأت زوينة حديثها بالبكاء على طليقها السابق ثم بدأت بذكر ما تعرفه عن أسعد ( أسعد هو الشخص الذي جعلني أحس بأني امرأة محترمة .. لقد تزوجت سابقا قبل أن أتزوج بأسعد وخرجت من تلك التجربة كارهة الرجال كارهة الزواج ، إلا أن أسعد استطاع إقناعي بضرورة المحاولة ، وزرع في روح الأمل من جديد بعد أن كنت قد يئست من الحياة ، لم يكن يريد أن يتزوجني ولكنه فعل ذلك ليبث فيّ الأمل وليثبت أن ليس كل الرجال كما تصورت ، لم أنتبه لذلك إلا بعد فترة علمني فيها أن أحاول ولا أيئس ، ولكن يا للخسارة لم تكتمل فرحتي كثيرا حيث ضاع حلمي حين عرفت أنه متزوج أكثر من امرأة حينها بدأت الغيرة تتولد بداخلي، وبدأت أجن وأقلق عليه إن تأخر عني وفي كثير من الأحيان أحاول أن أمنعه من الذهاب لباقي الزوجات ، أردته أن يكون لي فقط ولكنني كنت بذلك أقيده وأمنع حريته وبدون أن أدري أخذ يبتعد عني حتى فقدته نهائيا لقد طلقني ورفض أن يردني ، حينها أيقنت أنني أنا السبب فيما حدث ، لقد ندمت ولكن تعلمت درسا لن أنساه ما حييت )

وبعد أن أنهت زوينة حديثها كان الضابط مندهشا مما قالت حيث أن هذه هي المرة الأولى التي تذكر فيها محاسن المجني عليه من إحدى النساء اللواتي ارتبط بهن ، أيعقل أن يكون حديث زوينة هو الصحيح ؟ أراد الضابط التأكد من ذلك بتوجيه عدة أسئلة إليها منها : لماذا كان يعاملك هكذا على عكس باقي زوجاته يعاملهن بقسوة ؟

.. أجابت زوينة : (هذا السؤال الذي لم أتمكن من الإجابة عليه حتى الآن حيث ظهر فجأة بعد أن طلقت وكأنه كان يعلم بذلك وبدأت علاقته معي تكبر وتتوسع إلى أن تم الزواج ولكنه كان إنسانا غامضا بدرجة كبيرة وأعتقد أن لديه عقدة نفسية من النساء ) سأل الضابط عن قصد زوينة بعقدة نفسية فأجابت : ( عقدة نفسية كعدم التزامه بعلاقة واحدة حيث أنه يتزوج النساء لغرض معين ما أن ينتهي من هذا الغرض حتى يطلقها هذا ما أعتقده ولكن ما هو الغرض الذي جعله يتزوجني .. إنني لا أعرف وأتمنى أن أعرف) .

انتهت زوينة بذلك من الإدلاء بأقوالها ، ولكنها تركت الضابط ومساعده في حيرة كبيرة فما قالته – عن العقدة النفسية - يمكن أن يكون صحيحا فكل واحدة تزوجها لغرض معين ، ولكن ليس هذا هو الأمر المهم فالقضية قضية قتل وليست قضية طلاق وزواج ولابد للوصول للجاني وإتمام التحقيق للأخر وذلك باستدعـاء المشتبه بهـا "رقم 5 " في القضية وهي شيخة إحدى زوجات المجني عليه سابقا .

لم تكن شيخة تدري ما هي القضية بالتحديد لذلك سألت الضابط عن سبب حضورها للتحقيق فأخبرها الضابط بالقضية .. لم تصدق شيخة ما سمعت فوقعت على الأرض فاقدة الوعي ، انتظر الضابط دقائق حتى استعادت شيخة وعيها حينها بدأ بتوجيه الأسئلة إليها ، فذكرت له الأتي : ( تريدني أن أعود لتلك الذكريات الجميلة ..إلى أحلى أيام عمري إلى ذاك الحب الذي جمعني بأسعد .. من الصعب أن أذكر كل شيء لأنني مهما ذكرت لن أوفيه حقه .. أسعد هو الشخص الذي أعطاني الحب والأمان الذي بحثت عنه .. صحيح أنه طلقني لكنها كانت لعبة قذرة دبرتها سميرة لتفرق بيننا ، لقد كانت كل لحظة عشت فيها معه عبارة عن حلم جميل للغاية ولكنني استفقت من هذا الحلم وتزوجت من شخص آخر ولكم تمنيت العودة لتلك الأيام لتلك اللحظات ولكن لا ينفع الندم الآن ولكنني أتهم سميرة بأنها هي من قتلته كما قتلت حبنا بأنها هي من دبرت موته كما دبرت تلك الحيلة .. لقد أوهمت أسعد بأنني أخونه لذلك طلقني ولم يصدقني رغم أنني لم أكذب عليه لقد ضربني حين حاولت أن أدافع عن نفسي .. لقد سحرته ليطلقني .. أنها هي سأقتلها يجب أن تدفع الثمن غاليا..)

وما أن أنهت حديثها حتى سقطت على الأرض مجددا وعلى ما يبدو أنها أصيبت بانهيار عصبي شديد بسماعها هذا الخبر ، وبذلك تم نقلها إلى لمستشفى .. وبهذا أصبحت القضية الآن أكثر تعقيدا عما قبل فالخيوط مشتبكة والإبرة في كومة قش وهذا ما يبدو من خلال التحقيق مع زوجات المجني عليه ولكن يبقى التحقيق مستمرا ليتم استدعاء إحدى النساء اللواتي ارتبط بهن المجني عليه وهي أول امرأة تزوجها حسب المعلومات التي تم جمعها .

حضرت موزة وبدأت تدلي بأقوالها للضابط وذكرت له الأتي ( أسعد ابن عمي وزوجي سابقا كان صريحا معي منذ أول ليلة حيث أخبرني بأنه لا يحبني ولكنه أجبر على الزوج مني لأن والده كان يريد ذلك لذلك طلب مني أن أسامحه ولكن مع مرور أيام من الزواج أحسست بتحسن وتغير منه وفعلا انكسر الحاجز الذي كان يسد بيننا ولم أكن ادري بأن السبب في ذلك هو زواجه الذي كان يخفيه عني وحين انكشف الأمر خيرّه والده بين أن يطلق زوجته الثانية – شيخة – أو العيش معه في المنزل ، فاختار شيخة وطلقني بعدها انقطعت علاقتي به حتى أنني سمعت بخبر وفاته مصادفة).

انتهت موزة من حديثها ويبدو أن الضابط كان مقتنعا بما قالته موزة لذلك لم يسألها سوى بعض الأسئلة، كان الوقت متأخرا ولكن كان على الضابط أن ينتظر تقرير الطبيب الشرعي وخبير البصمات على السكين التي قتل بها المجني عليه، وما هي إلا لحظات حتى جاء تقرير الطبيب الشرعي حيث أوضح التقرير أن المجني عليه كان مخمور وأن والبصمات الموجودة في السكين هي نفس بصمات المجني عليه أما عن الأوراق التي وجد نصفها محترق فهي أوراق طلاق وشهادة ميلاد ، لقد كان التقرير محيرا فكيف جاءت بصمات المجني عليه على السكين هل من الممكن أن يكون قد انتحر ، ولكن لماذا ؟ هذا ما تردد على لسان مساعد الضابط ولكنه طلب من مساعده أن لا يتعجل الأمور لأنه حسب اعتقاده أن القاتل قد يكون افتعل ذلك كنوع من التمويه، ولكن ليس هنالك وقت للتفكير فالوقت متأخر إلا أن الضابط فضل قبل ذهابه اطلاق سراح أميرة لعدم كفاية الأدلة .

وفي صباح اليوم التالي كان الضابط ومساعده في مكتبهما يتناقشان حول القضية ، فجأة طرق الحارس الباب واستأذن الضابط ثم أخبره بأن هنالك فتاة تريد مقابلته تقول أن لديه ما يفيد التحقيق في القضية ، فأمر الضابط بإدخال الفتاة ، وبعد أن دخلت الفتاة أخبرت الضابط بقصتها العجيبة : ( اسمي حنان ، قصتي قد تكون عجيبة بالنسبة لكما ولكن أرجو أن تسمعني وتصدقني …)

المساعد : قبل أن تقولي قصتك ماذا تكونين بالنسبة للمجني عليه؟

حنان : المجني عليه يا حضرة الضابط هو أبي الذي اعتقدت أنه ميت قبل أن يموت فلقد يتمت منذ عشرون عاما تقريبا لم أراه حتى في الصور فقط قيل لي أنه مات وصدقت ذلك لم أكن أعلم بأنه حي يرزق .

الضابط : هل أنت ابنة أسعد فعلا؟ ولكن ممن من زوجاته ؟

حنان : نعم أنا ابنته التي لم يفكر يوما بالسؤال عني ، أمي المسكينة التي أهملها ورماها ماتت ولم يسأل عنها .

الضابط : ماتت ! كيف لقد كانت هنا البارحة ؟

&عــــزة كبرياء&
10-07-02, 04:12 am
حنان : أمي توفت قبل أن تراني لقد توفيت في العملية التي ولدت بها وليتني مت منذ ساعتها حتى لا أرى ما رأيت من أبي .

الضابط : يبدو أن هناك التباس في الأمر فهل من الممكن أن تخبريني بجميع التفاصيل التي تعرفينها ؟

حنان : ( ما أعرفه أن أبي تزوج أمي سرا ولم يستمر زوجهما أكثر من ثلاثة شهور ، بعدها ذهب كل واحد منهما في جهة حيث تم الطلاق ولم يكن أبي يعلم ساعتها أن أمي حاملا … وأثناء ولادتي توفت أمي ، وأصبحت يتيمة الأبوين وأخذني جدي ليربيني ولم يخبرني عن أبي أي شيء ومرت السنين وكبرت وأصبحت كما ترى عروسا .. وقبل أيام قليلة راني أبي ولم يعرفني ولم أعرفه لقد أعجب بي وقرر الزواج مني لم أكن موافقة، ولكنني اندهشت حين زارنا أبي في المنزل ، حيث أن جدي طرده بدون سبب ولم أعرف لماذا ؟ .. ولكنني ألححت على جدي لأعرف السبب فصعقت حين علمت بالحقيقة المرة : إنه أبي، احترت ماذا أفعل ؟ أخيرا قررت الذهاب لزيارته وكان ذلك صباح ليلة الحادث .. ذهبت إليه ويا ليتني لم أفعل، لقد ظن أنني معجبة به وجئت أخبره بأني موافقة على طلبه ،إلا أني فاجأته بالحقيقة المرة ولكنه لم يصدقني فواجهته بالأدلة أردته أن يعوضني عن تلك السنين .. ولكنه أنكر الأدلة .. وعلى ما يبدو أنه كان يعاتب نفسه ألف مرة ، لقد رأيت عيناه توشك أن تدمع لذلك تركته قليلا ليراجع نفسه .. إلا أنني فقدته نهائيا .. كنت أظنه سيفرح بي ولكنه أراد التخلي عني وكأنني لست ابنته لقد كان بخيلا معي لم يشاء أن يعوضني عن الحنان الذي فقدته …)

الضابط : إذا ما جاء بالتقرير هو الصحيح .

حنان : أي تقرير ؟

الضابط : (أباك لم يقتل بل مات منتحرا على ما يبدو لأنه كان متضايقا مما سمع غير مصدق نفسه والدليل هي البصمات التي وجدت على السكين والتحريات تدل على أن أسعد كان يعاني من عقدة نفسية مع النساء ، كما أثبتت التحقيقات أنه كان يتزوج كل امرأة لغاية معينة فزواجه من كوثر كان ليغيظ أميرة وزواجه من أميرة لأنها عنيدة ورفضته أما زوينة فكان ليغيظ طليقها السابق وعدوه في التجارة أما عن أمك فقد يكون تزوجها لسبب ما ولكنه على ما يبدو طلقها بعد أن تزوج من شيخة حيث أنه لا يستطيع أن يصرف على أكثر من زوجتين في ذلك الوقت ، ولكن يظل أباك لغزا محيرا جدا ، وقد تظهر في أي لحظة امرأة أخرى كان قد تزوجها أباك ولها قصة عجيبة مع أسعد أخيرا أقول أن أسعد هو الجاني على نفسه )

وبذلك انتهى التحقيق بهذه النتيجة - حسب اعتقاد الضابط - فجأة يطرق الباب ويدخل الحارس ويستأذن الضابط ثم أخبره بأن هناك امرأة تقول أن لديها معلومات تهم التحقيق وتدعي بأنها زوجة المجني عليه … أندهش الضابط ثم قال : ألن ننتهي من هذه القضية ؟



:confused:
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
مع تحيات مبتسموووووووووووووووووووووووووووووووووووو