المدعي العام م
21-09-08, 05:28 am
الأستاذ في جامعة الملك سعود ومذيع «المجد» قال إن القنوات المحافظة تفتقر إلى التجديد... السنيدي: الجماعات التي رغبت في إيقاف «طاش» فشلت لضعفها وسوء تنظيمها
http://ksa.daralhayat.com/oasis/09-2...3d4/story.html
قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود والمذيع في قناة المجد فهد السنيدي، إن عدم نجاح الراغبين في إيقاف مسلسل طاش ما طاش الذي تم بثه طوال الـ 15 عاماً الماضية، هو «لضعف قوتهم وسوء تنظيمهم».
وأضاف في حديث مع «الحياة»: «استطاعت مجموعات إيقاف مسلسلي للخطايا ثمن وفنجان الدم، لأنها قوية وتنظيمها قوي». وكان الحوار أُجري قبل ان يعلن رئيس دولة الإمارات إيقاف عرض مسلسل سعدون العواجي مطلع الأسبوع الجاري، بضغط من بعض القبائل في الجزيرة العربية.
ومعلوم أن «طاش» لقي هجوماً كبيراً من بعض رجال الدين، حتى ان هيئة كبار العلماء وهي أكبر مرجعية دينية في السعودية أصدرت فتوى قبل سنوات بتحريم مشاهدة المسلسل. وأقر السنيدي بان بعض القنوات الهادفة (المحافظة) تفتقر إلى التجديد في الطرح الإعلامي.
وانتقد بعض الخطباء الذين يهاجمون الناس بزعم أنهم يسرفون في شراء السلع الغذائية في رمضان. وقال: «يجب أن نترك الناس تفعل أي شي مباح، ولنجعل رمضان شهر فرح».
> من تكون؟
- فهد بن عبدالعزيز السنيدي من أبناء الوشم أصلاً والرياض منشأ، وأعمل عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود مع التعاون الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم وقناة المجد الفضائية. وعمري أرعبني قبل أيام اذ شاهدت ما أخافني في شعر رأسي.. فأنا استقبل الأربعين بعد سنة تامة.
> يومك في رمضان كيف يكون؟
- يوم رمضان يختلف بالطبع عن غيره، فالمسلم يخصص جزءاً من وقته لقراءة القرآن وصلاة التراويح أكثر من أيامه الأخرى في بقية الشهور، لكن يومي الرمضاني إذا حصل فيه ارتباط إعلامي فقد انهدم تماماً، أما إذا سلمت من أي ارتباط مع الإعلام فإنني أعيش أحلى لحظات رمضان.
أما تقدم الزمن فقد غير رمضان تماماً. وما زلت اذكر صيامنا ونحن صغار في مزارعنا في منطقة الوشم القريبة من شقراء، حيث كان لرمضان نكهته الخاصة في كل شيء، حتى الإفطار كنا نجد له لذة مختلفة، كنا نراقب غروب الشمس تحت سدرة كبيرة مليئة بالعصافير التي تطلق أصواتها المسائية بنغمات عجيبة كأنها تؤذن بالمغيب. كنا نجلس على المائدة مع كبار السن لنجد متعة الإفطار التي غابت عنا الآن، بل ان صلاة التراويح التي نقيمها في المزرعة على رغم قلتنا وضعف إمامنا كانت مختلفة.
> ما الوجبة التي لا تفارق سفرتك؟
- أولاً أنا أعارض بعض الخطباء الذين يشنون هجوماً على الناس في مقتبل رمضان ممن يحرصون على شراء حاجات خاصة في رمضان. لماذا نضيّق على الناس؟ وما الضير أن يكون لرمضان طعام خاص؟ اتركوا الناس يفرحون برمضان في كل شيء مباح.
لكنني لست أسير أي وجبة أو طعام سوى القهوة والتمر، وهما المحببان إليّ في رمضان وغيره "أنا من شيبان الأولين".
شهر رمضان شهر القرآن، ولذلك صوت مَن مِن القرّاء تتلذذ بسماعه؟
في الرياض أصوات كثيرة أحبها... لكنني أحرص على أن أصلي مع أحد اثنين، الشيخ ياسر الدوسري أو الشيخ محمد بن فهد الرشيد.
> تتسابق القنوات في شهر رمضان لتقديم ما لديها، فما البرنامج الذي تحرص على متابعته؟
في رمضان وفي غير رمضان أنا من أضعف الناس متابعة للبرامج، لكني حريص على نشرات الأخبار أو التحليلات السياسية حول أحداث معينة، فمتى ما وجدت نشرة الأخبار الجيدة، تجدني أمامها بكل جوارحي.
> ظاهرة تعجبك في رمضان وأخرى تؤذيك؟
تعجبني وتأسرني ظاهرة مشاريع تفطير الصائمين، وأقول هنيئاً لنا بهم... هنيئاً لبلادنا بهذه الظاهرة... وأما ما يؤذيني فهذا التسابق المحموم من القنوات الفضائية على ملء رمضان بغير المفيد .
يوم صمته في حياتك ولا يزال عالقاً ببالك لموقف حدث فيه؟
أذكر أنني في مكة المكرمة مع شباب المدرسة في الصف الثانوي، فطلب منا المشرف الاعتكاف في الحرم، فدخلنا الاعتكاف، فلم أستطع النوم... وتقطعت بي سبل الهواء، وما أقبل العصر إلا والتعب يداهمني من الأبواب والنوافذ، فعمدت إلى مقر السكن دون علمه، فتناولت الماء من دون شعور، وأفطرت ورفضت الاستمرار في الاعتكاف، وقلت لهم: أنا متعود أنام في مكان مظلم هادئ حرام عليكم!
> كيف كانت بدايتك مع الإعلام؟
بدايتي من المدرسة، فهي خطوات متدرجة من الابتدائي، إذ شاركت في الإذاعة المدرسية بسطر واحد، ولكن كانت القاصمة، إذ طلب مني المشرف أن أقدم أحد زملائي لقراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقمت لأقول: الآن مع أقوال الزميل يقدمها الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم انهالت الضحكات، حتى قال أحد الطلاب: "أحلى الرسول معنا في الطابور"، وبعد ذلك استمرت مشاركتي في الإذاعة المدرسية والمراكز الطلابية الصيفية، ثم التحقت مطلع عام 1414هـ بإذاعة القرآن الكريم صاحبة الفضل عليّ في مسيرتي الإعلامية... وقبل بدء قناة "المجد الفضائية" بسنة التحقت بإعداد وتقديم بعض البرامج في القناة.
> يعلم الجميع أنكم قدمتم برامج خلال شهر رمضان... لو حدثتنا عن أبرز المواقف التي مرت بك خلال تقديمك؟
في 1408 هـ كنت أنفذ الفترات في إذاعة القرآن الكريم خلال فترة المغرب، فأقوم بنقل المايكروفون إلى جامع الإمام تركي بن عبد الله لنقل الأذان، وفي هذه الأثناء يحضر لي أحد الزملاء تمرة للإفطار، ثم بعد الأذان أقوم بتلاوة الذكر، ثم مادة طويلة لمدة 20 دقيقة لنتمكن من الإفطار والصلاة...
وفي مرة من المرات كانت التمرة من النوع الذي به "حشفة"، ولم يكن طريقها جيداً، فشرقت بها شرقة شديدة وانتهى المؤذن، فلم استطع أن أكمل الدعاء أو التعريف بالمادة التالية، ولاحظ الناس هذا بشكل كبير، وبعدها قلت لا إفطار إلا بعد الانتهاء.
> كيف ترى القنوات الفضائية في رمضان؟
- هناك قنوات تقدم المفيد، وتسير على خطها الإعلامي المحترف في برامج الأخبار والتقارير والتحليلات، وهذه على منهجها الدائم في رمضان أو غيره، وبعضها لا تقدم السيئ من البرامج إلا في رمضان، فيزداد عندها التفسخ وتقديم الفكرة السيئة والبرامج الرديئة، وكأن الإعلام لا يصلح إلا بهذا، وقسم ثالث حافظ على هيبته ووقاره، لكن من دون الغوص في المضمون الإعلامي المتقن، فهي محافظة سليمة المنهج لكنها ضعيفة البنية والتركيبة الإعلامية.
> يصفكم البعض بأنكم أحد وجوه الإعلام المحافظ، ألا ترى أن الإعلام المحافظ لم يصل بعد إلى درجة استقطاب المشاهدين كمل يفعل غيره؟
- ليست المشكلة في نظري في المحافظة، بل في المضمون والبنية والهيكل والقالب، المشكلة أن القنوات الجادة أو الهادفة في غالبها لا تقوم على أسس إعلامية سليمة، ما يجعلها تغرد خارج السرب، مع أنني أرى بعض القنوات الإخبارية القوية تدخل في محيط الإعلام المحافظ، ومع ذلك فهي تستقطب شهرة وجماهيرية عاليتين جداً.
> يوغل الكثير من الإسلاميين في النقد للمسلسلات والبرامج التي لا توافق توجهاته، برأيك ألا يعد ذلك سبباً في تأخرهم؟
- إذا كان يوغل في سبها لأنها لا توافق توجهاته الخاصة فهذا خطأ، لكن إذا كان النقد مبنياً على أسس علمية سليمة، أولها وأهمها المنهج الشرعي، فهذا هو السياج الذي لا يمكن لعاقل أن يقفزه، وكذلك الأمر بالنسبة لنقد البرامج. أقول النقد ظاهرة صحية، لكن إذا كانت في مكانها السليم، صحيح أن غالبية المنتقدين لا يملكون آلية التصحيح، فهم ينتقدون من أجل النقد، لكن لا يعني ذلك ألا نستفيد من النقد، فالرأي السليم قد تجده مع راعي الغنم في الصحراء المجدبة، وأؤيدك تماماً في أن التجديد في الطرح الإعلامي مما تفتقر إليه بعض القنوات الهادفة مع الأسف، لذا يعمد المتابعون لها في ظل نقص المفيد والجديد إلى مجرد النقد من دون تقديم البديل، لكن لا بد من أن نعترف بأن آلية النقد يملكها أقوام من دون آخرين، فمن أوقف مسلسلي "للخطايا ثمن" و "فنجان الدم" هم قوم أقوى في تنظيمهم وقوتهم من أقوام عجزوا عن توجيه، فضلاً عن توقيف «طاش ما طاش».
إذاً المشكلة هي في التنظيم والموقف والقوة.
> ما الذي تتوقعه للإعلام في شهر رمضان خلال الأعوام المقبلة؟
- أتوقع أن المنافسة ستشتد وأتوقع أشواطاً إضافية. لكن لا أدري عن النتيجة... والله المستعان.
جريدة الحياة
http://ksa.daralhayat.com/oasis/09-2...3d4/story.html
قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود والمذيع في قناة المجد فهد السنيدي، إن عدم نجاح الراغبين في إيقاف مسلسل طاش ما طاش الذي تم بثه طوال الـ 15 عاماً الماضية، هو «لضعف قوتهم وسوء تنظيمهم».
وأضاف في حديث مع «الحياة»: «استطاعت مجموعات إيقاف مسلسلي للخطايا ثمن وفنجان الدم، لأنها قوية وتنظيمها قوي». وكان الحوار أُجري قبل ان يعلن رئيس دولة الإمارات إيقاف عرض مسلسل سعدون العواجي مطلع الأسبوع الجاري، بضغط من بعض القبائل في الجزيرة العربية.
ومعلوم أن «طاش» لقي هجوماً كبيراً من بعض رجال الدين، حتى ان هيئة كبار العلماء وهي أكبر مرجعية دينية في السعودية أصدرت فتوى قبل سنوات بتحريم مشاهدة المسلسل. وأقر السنيدي بان بعض القنوات الهادفة (المحافظة) تفتقر إلى التجديد في الطرح الإعلامي.
وانتقد بعض الخطباء الذين يهاجمون الناس بزعم أنهم يسرفون في شراء السلع الغذائية في رمضان. وقال: «يجب أن نترك الناس تفعل أي شي مباح، ولنجعل رمضان شهر فرح».
> من تكون؟
- فهد بن عبدالعزيز السنيدي من أبناء الوشم أصلاً والرياض منشأ، وأعمل عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود مع التعاون الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم وقناة المجد الفضائية. وعمري أرعبني قبل أيام اذ شاهدت ما أخافني في شعر رأسي.. فأنا استقبل الأربعين بعد سنة تامة.
> يومك في رمضان كيف يكون؟
- يوم رمضان يختلف بالطبع عن غيره، فالمسلم يخصص جزءاً من وقته لقراءة القرآن وصلاة التراويح أكثر من أيامه الأخرى في بقية الشهور، لكن يومي الرمضاني إذا حصل فيه ارتباط إعلامي فقد انهدم تماماً، أما إذا سلمت من أي ارتباط مع الإعلام فإنني أعيش أحلى لحظات رمضان.
أما تقدم الزمن فقد غير رمضان تماماً. وما زلت اذكر صيامنا ونحن صغار في مزارعنا في منطقة الوشم القريبة من شقراء، حيث كان لرمضان نكهته الخاصة في كل شيء، حتى الإفطار كنا نجد له لذة مختلفة، كنا نراقب غروب الشمس تحت سدرة كبيرة مليئة بالعصافير التي تطلق أصواتها المسائية بنغمات عجيبة كأنها تؤذن بالمغيب. كنا نجلس على المائدة مع كبار السن لنجد متعة الإفطار التي غابت عنا الآن، بل ان صلاة التراويح التي نقيمها في المزرعة على رغم قلتنا وضعف إمامنا كانت مختلفة.
> ما الوجبة التي لا تفارق سفرتك؟
- أولاً أنا أعارض بعض الخطباء الذين يشنون هجوماً على الناس في مقتبل رمضان ممن يحرصون على شراء حاجات خاصة في رمضان. لماذا نضيّق على الناس؟ وما الضير أن يكون لرمضان طعام خاص؟ اتركوا الناس يفرحون برمضان في كل شيء مباح.
لكنني لست أسير أي وجبة أو طعام سوى القهوة والتمر، وهما المحببان إليّ في رمضان وغيره "أنا من شيبان الأولين".
شهر رمضان شهر القرآن، ولذلك صوت مَن مِن القرّاء تتلذذ بسماعه؟
في الرياض أصوات كثيرة أحبها... لكنني أحرص على أن أصلي مع أحد اثنين، الشيخ ياسر الدوسري أو الشيخ محمد بن فهد الرشيد.
> تتسابق القنوات في شهر رمضان لتقديم ما لديها، فما البرنامج الذي تحرص على متابعته؟
في رمضان وفي غير رمضان أنا من أضعف الناس متابعة للبرامج، لكني حريص على نشرات الأخبار أو التحليلات السياسية حول أحداث معينة، فمتى ما وجدت نشرة الأخبار الجيدة، تجدني أمامها بكل جوارحي.
> ظاهرة تعجبك في رمضان وأخرى تؤذيك؟
تعجبني وتأسرني ظاهرة مشاريع تفطير الصائمين، وأقول هنيئاً لنا بهم... هنيئاً لبلادنا بهذه الظاهرة... وأما ما يؤذيني فهذا التسابق المحموم من القنوات الفضائية على ملء رمضان بغير المفيد .
يوم صمته في حياتك ولا يزال عالقاً ببالك لموقف حدث فيه؟
أذكر أنني في مكة المكرمة مع شباب المدرسة في الصف الثانوي، فطلب منا المشرف الاعتكاف في الحرم، فدخلنا الاعتكاف، فلم أستطع النوم... وتقطعت بي سبل الهواء، وما أقبل العصر إلا والتعب يداهمني من الأبواب والنوافذ، فعمدت إلى مقر السكن دون علمه، فتناولت الماء من دون شعور، وأفطرت ورفضت الاستمرار في الاعتكاف، وقلت لهم: أنا متعود أنام في مكان مظلم هادئ حرام عليكم!
> كيف كانت بدايتك مع الإعلام؟
بدايتي من المدرسة، فهي خطوات متدرجة من الابتدائي، إذ شاركت في الإذاعة المدرسية بسطر واحد، ولكن كانت القاصمة، إذ طلب مني المشرف أن أقدم أحد زملائي لقراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقمت لأقول: الآن مع أقوال الزميل يقدمها الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم انهالت الضحكات، حتى قال أحد الطلاب: "أحلى الرسول معنا في الطابور"، وبعد ذلك استمرت مشاركتي في الإذاعة المدرسية والمراكز الطلابية الصيفية، ثم التحقت مطلع عام 1414هـ بإذاعة القرآن الكريم صاحبة الفضل عليّ في مسيرتي الإعلامية... وقبل بدء قناة "المجد الفضائية" بسنة التحقت بإعداد وتقديم بعض البرامج في القناة.
> يعلم الجميع أنكم قدمتم برامج خلال شهر رمضان... لو حدثتنا عن أبرز المواقف التي مرت بك خلال تقديمك؟
في 1408 هـ كنت أنفذ الفترات في إذاعة القرآن الكريم خلال فترة المغرب، فأقوم بنقل المايكروفون إلى جامع الإمام تركي بن عبد الله لنقل الأذان، وفي هذه الأثناء يحضر لي أحد الزملاء تمرة للإفطار، ثم بعد الأذان أقوم بتلاوة الذكر، ثم مادة طويلة لمدة 20 دقيقة لنتمكن من الإفطار والصلاة...
وفي مرة من المرات كانت التمرة من النوع الذي به "حشفة"، ولم يكن طريقها جيداً، فشرقت بها شرقة شديدة وانتهى المؤذن، فلم استطع أن أكمل الدعاء أو التعريف بالمادة التالية، ولاحظ الناس هذا بشكل كبير، وبعدها قلت لا إفطار إلا بعد الانتهاء.
> كيف ترى القنوات الفضائية في رمضان؟
- هناك قنوات تقدم المفيد، وتسير على خطها الإعلامي المحترف في برامج الأخبار والتقارير والتحليلات، وهذه على منهجها الدائم في رمضان أو غيره، وبعضها لا تقدم السيئ من البرامج إلا في رمضان، فيزداد عندها التفسخ وتقديم الفكرة السيئة والبرامج الرديئة، وكأن الإعلام لا يصلح إلا بهذا، وقسم ثالث حافظ على هيبته ووقاره، لكن من دون الغوص في المضمون الإعلامي المتقن، فهي محافظة سليمة المنهج لكنها ضعيفة البنية والتركيبة الإعلامية.
> يصفكم البعض بأنكم أحد وجوه الإعلام المحافظ، ألا ترى أن الإعلام المحافظ لم يصل بعد إلى درجة استقطاب المشاهدين كمل يفعل غيره؟
- ليست المشكلة في نظري في المحافظة، بل في المضمون والبنية والهيكل والقالب، المشكلة أن القنوات الجادة أو الهادفة في غالبها لا تقوم على أسس إعلامية سليمة، ما يجعلها تغرد خارج السرب، مع أنني أرى بعض القنوات الإخبارية القوية تدخل في محيط الإعلام المحافظ، ومع ذلك فهي تستقطب شهرة وجماهيرية عاليتين جداً.
> يوغل الكثير من الإسلاميين في النقد للمسلسلات والبرامج التي لا توافق توجهاته، برأيك ألا يعد ذلك سبباً في تأخرهم؟
- إذا كان يوغل في سبها لأنها لا توافق توجهاته الخاصة فهذا خطأ، لكن إذا كان النقد مبنياً على أسس علمية سليمة، أولها وأهمها المنهج الشرعي، فهذا هو السياج الذي لا يمكن لعاقل أن يقفزه، وكذلك الأمر بالنسبة لنقد البرامج. أقول النقد ظاهرة صحية، لكن إذا كانت في مكانها السليم، صحيح أن غالبية المنتقدين لا يملكون آلية التصحيح، فهم ينتقدون من أجل النقد، لكن لا يعني ذلك ألا نستفيد من النقد، فالرأي السليم قد تجده مع راعي الغنم في الصحراء المجدبة، وأؤيدك تماماً في أن التجديد في الطرح الإعلامي مما تفتقر إليه بعض القنوات الهادفة مع الأسف، لذا يعمد المتابعون لها في ظل نقص المفيد والجديد إلى مجرد النقد من دون تقديم البديل، لكن لا بد من أن نعترف بأن آلية النقد يملكها أقوام من دون آخرين، فمن أوقف مسلسلي "للخطايا ثمن" و "فنجان الدم" هم قوم أقوى في تنظيمهم وقوتهم من أقوام عجزوا عن توجيه، فضلاً عن توقيف «طاش ما طاش».
إذاً المشكلة هي في التنظيم والموقف والقوة.
> ما الذي تتوقعه للإعلام في شهر رمضان خلال الأعوام المقبلة؟
- أتوقع أن المنافسة ستشتد وأتوقع أشواطاً إضافية. لكن لا أدري عن النتيجة... والله المستعان.
جريدة الحياة