ابوفــــــــارس
07-09-08, 11:41 am
بقلم :
لم يكن من قبيل الدعاية او التخويف ما كانت تذكره دوائر الانتلجنسيا الاميركية بخصوص السيناريوهات المرسومة للمنطقة. فعندما كانت الازمة العراقية على اشدها قبل الاحتلال، كنا نقرأ ونسمع تداولا حول ترتيب دوري موضوع للدول العربية التي تتمتع فعلا بالمقومات التي تجعلها صالحة لان تسمى دولة بالفعل، وذلك بصرف النظر عن سياساتها ازاء الولايات المتحدة الاميركية او غيرها.
وعندما خرجت احدى الصحف الاسرائيلية بعنوان عريض: « اليوم العراق وغدا السعودية، اما مصر فهديتنا الكبرى!» لم يكن ذلك من باب التهويل الصحفي او استعراض العضلات .من هنا يكون اعلان كونداليزا رايس عن ان الولايات المتحدة قررت تأجيل انزال عقوبات بحق السعودية لعدم احترامها الحريات الدينية، نقطة مركزة ومرسومة في الاستراتيجية التي جاء فيها دور السعودية.
وعندما نقول جاء الدور، فان ذلك لا يعني ان النتائج ستظهر غدا، او انها ستترجم عملا عسكريا اشبه باحتلال العراق.
ويكفينا لتبيين ذلك ان نتذكر مسار قانون معاقبة سوريا والتعرجات التي قطعها منذ حوالي عشر سنوات، وما وصلت اليه الضغوط على سوريا الان، وما يمكن ان تصل اليه في المستقبل.
فمن اسلحة الدمار الشامل العراقية، الى دعم سوريا للارهاب الى دور ليبيا في الارهاب نفسه، الى... عدم احترام السعودية للحريات الدينية....
والمطلوب؟
ثمن قدمته ليبيا بسخاء، سخاء مالي وسخاء في التعامل مع «اسرائيل» والولايات المتحدة نفسها، انتهى بتصريح القذافي بان زمن العداء للولايات المتحدة الاميركية قد ولى، وحل محله زمن البحث عن صداقتها، ولا يحتاج الامر الى كبير تحليل لنفهم المتطلبات التي تقتضيها صداقة الولايات المتحدة، حيث يدفع المهر مقدما ومؤخرا في «اسرائيل».
وثمن تحاول سوريا ان تتملص من دفعه كاملا بان تدفع بنودا منه، او تدفع رشاوى ذات اليمين وذات اليسار لتفاديه.
واخيرا نلحظ كيف تلجا السعودية، وبذات الاسلوب السوري الى تفكيكه: فبالامس تعلن المملكة انها اذا ما دخلت اتفاقية الغات لن تكون لديها تحفظات على التعامل الاقتصادي مع كافة الدول الاعضاء في الاتفاقية، وقبلها جاءت الانتخابات البلدية، واليوم نقرا في جريدة «الشرق الاوسط» حديثا لابنة الملك عبد الله بن سعود حول قوانين جديدة للحريات في عهد ابيها. ولا يخفى ما يشكله ذلك من سابقة، سواء من حيث حديث اميرة ابنة ملك الى الصحافة، ام من حيث مضمون حديثها.
من جهة اخرى يكفي ان نلحظ التزامن بين تصريح بيان جبر الذي يحمل تهديدا مبطنا وقاسيا للسعودية، وتصريح كونداليزا رايس، تزامن لا يمكن ان يكون من قبيل الصدف. فالوزير العراقي في حكومة الاحتلال يهدد السعودية بشيعتها، الذين قد يسيرون الى الانفصال اذا ما انفصل شيعة العراق. والوزيرة الاميركية تهدد المملكة بقانون معاقبة خارجي، وهكذا يتضافر الضغط الداخلي والضغط الخارجي ليرقص على ايقاع واحد، مكملين فكي الكماشة.
واذا كان هناك من يقول بأن تصريح سعود الفيصل حول خطر الانفصالية الشيعية، والنفس الطائفي الذي يمكن ان يؤدي اليها، هو ما اثار الوزير العراقي فان ثمة تعليقين يفرضان نفسهما منطقيا نتيجة ذلك:
الاول هو ان الفيصل لم يكن ليدلي بما ادلى به من باب الاستفزاز البحت، او حتى من باب التعصب الطائفي البحت، بل انه انما كان يتحدث بفعل وقائع اصبحت قائمة، وبفعل اطلاعه الكلي على السيناريو المرسوم للمنطقة انطلاقا من العراق، وبدءا من تكريس الدستور الاميركي الجديد لبلاد ما بين النهرين. وذلك ما يؤكده ارتفاع حمى التصريحات مع اقتراب موعد التصويت على الدستور.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما الثاني فهو ان كل المبررات والمسوغات، لا تجيز انتهاج الخطاب الطائفي، سواء للتحليل او للانتقاد او لدق ناقوس خطر. لا يجوز ان يتحدث احد بتوصيف سني او شيعي، او غيره، بل بصفة المواطنة التي تنجم عنها دستوريا وشرعيا جميع الحقوق وجميع الواجبات، وما لم نصل الى ذلك فلن نجد سبيلا الى نزع فتيل التفجير الذي سيقضي على الوجود العربي كله. واذا كان من الطبيعي ان ينتهج العملاء والمرضى ومن يريدون هذا التفجير، هذا الخطاب لانه يخدمهم فالطبيعي ايضا ان يبحث الاخرون عن الخطاب البديل ويفعلوا كل ما في وسعهم لخنق الاول.
لم يكن من قبيل الدعاية او التخويف ما كانت تذكره دوائر الانتلجنسيا الاميركية بخصوص السيناريوهات المرسومة للمنطقة. فعندما كانت الازمة العراقية على اشدها قبل الاحتلال، كنا نقرأ ونسمع تداولا حول ترتيب دوري موضوع للدول العربية التي تتمتع فعلا بالمقومات التي تجعلها صالحة لان تسمى دولة بالفعل، وذلك بصرف النظر عن سياساتها ازاء الولايات المتحدة الاميركية او غيرها.
وعندما خرجت احدى الصحف الاسرائيلية بعنوان عريض: « اليوم العراق وغدا السعودية، اما مصر فهديتنا الكبرى!» لم يكن ذلك من باب التهويل الصحفي او استعراض العضلات .من هنا يكون اعلان كونداليزا رايس عن ان الولايات المتحدة قررت تأجيل انزال عقوبات بحق السعودية لعدم احترامها الحريات الدينية، نقطة مركزة ومرسومة في الاستراتيجية التي جاء فيها دور السعودية.
وعندما نقول جاء الدور، فان ذلك لا يعني ان النتائج ستظهر غدا، او انها ستترجم عملا عسكريا اشبه باحتلال العراق.
ويكفينا لتبيين ذلك ان نتذكر مسار قانون معاقبة سوريا والتعرجات التي قطعها منذ حوالي عشر سنوات، وما وصلت اليه الضغوط على سوريا الان، وما يمكن ان تصل اليه في المستقبل.
فمن اسلحة الدمار الشامل العراقية، الى دعم سوريا للارهاب الى دور ليبيا في الارهاب نفسه، الى... عدم احترام السعودية للحريات الدينية....
والمطلوب؟
ثمن قدمته ليبيا بسخاء، سخاء مالي وسخاء في التعامل مع «اسرائيل» والولايات المتحدة نفسها، انتهى بتصريح القذافي بان زمن العداء للولايات المتحدة الاميركية قد ولى، وحل محله زمن البحث عن صداقتها، ولا يحتاج الامر الى كبير تحليل لنفهم المتطلبات التي تقتضيها صداقة الولايات المتحدة، حيث يدفع المهر مقدما ومؤخرا في «اسرائيل».
وثمن تحاول سوريا ان تتملص من دفعه كاملا بان تدفع بنودا منه، او تدفع رشاوى ذات اليمين وذات اليسار لتفاديه.
واخيرا نلحظ كيف تلجا السعودية، وبذات الاسلوب السوري الى تفكيكه: فبالامس تعلن المملكة انها اذا ما دخلت اتفاقية الغات لن تكون لديها تحفظات على التعامل الاقتصادي مع كافة الدول الاعضاء في الاتفاقية، وقبلها جاءت الانتخابات البلدية، واليوم نقرا في جريدة «الشرق الاوسط» حديثا لابنة الملك عبد الله بن سعود حول قوانين جديدة للحريات في عهد ابيها. ولا يخفى ما يشكله ذلك من سابقة، سواء من حيث حديث اميرة ابنة ملك الى الصحافة، ام من حيث مضمون حديثها.
من جهة اخرى يكفي ان نلحظ التزامن بين تصريح بيان جبر الذي يحمل تهديدا مبطنا وقاسيا للسعودية، وتصريح كونداليزا رايس، تزامن لا يمكن ان يكون من قبيل الصدف. فالوزير العراقي في حكومة الاحتلال يهدد السعودية بشيعتها، الذين قد يسيرون الى الانفصال اذا ما انفصل شيعة العراق. والوزيرة الاميركية تهدد المملكة بقانون معاقبة خارجي، وهكذا يتضافر الضغط الداخلي والضغط الخارجي ليرقص على ايقاع واحد، مكملين فكي الكماشة.
واذا كان هناك من يقول بأن تصريح سعود الفيصل حول خطر الانفصالية الشيعية، والنفس الطائفي الذي يمكن ان يؤدي اليها، هو ما اثار الوزير العراقي فان ثمة تعليقين يفرضان نفسهما منطقيا نتيجة ذلك:
الاول هو ان الفيصل لم يكن ليدلي بما ادلى به من باب الاستفزاز البحت، او حتى من باب التعصب الطائفي البحت، بل انه انما كان يتحدث بفعل وقائع اصبحت قائمة، وبفعل اطلاعه الكلي على السيناريو المرسوم للمنطقة انطلاقا من العراق، وبدءا من تكريس الدستور الاميركي الجديد لبلاد ما بين النهرين. وذلك ما يؤكده ارتفاع حمى التصريحات مع اقتراب موعد التصويت على الدستور.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما الثاني فهو ان كل المبررات والمسوغات، لا تجيز انتهاج الخطاب الطائفي، سواء للتحليل او للانتقاد او لدق ناقوس خطر. لا يجوز ان يتحدث احد بتوصيف سني او شيعي، او غيره، بل بصفة المواطنة التي تنجم عنها دستوريا وشرعيا جميع الحقوق وجميع الواجبات، وما لم نصل الى ذلك فلن نجد سبيلا الى نزع فتيل التفجير الذي سيقضي على الوجود العربي كله. واذا كان من الطبيعي ان ينتهج العملاء والمرضى ومن يريدون هذا التفجير، هذا الخطاب لانه يخدمهم فالطبيعي ايضا ان يبحث الاخرون عن الخطاب البديل ويفعلوا كل ما في وسعهم لخنق الاول.