moota7
26-08-08, 12:09 am
كانت هند بنت النعمان أحسن نساء زمانها فـوُصـِف حسنها للحجاج وجمالها فخطبها وبذل مالا كثيرا وتزوج بها وكتب علي نفسة بعد الصداق مائتي الف درهم، فلما دخل بها مكث معها مدة طويلة ثم دخل عليها في احد الايام وهي تنظر وجهها في المرآة وتقول:
وما هند إلا مـُهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغلُ
فأن ولدت فحلا فلله درها ... وان ولدت بغلا فجاء به البغلُ
فلما سمع الحجاج ذلك انصرف راجعا ولم يدخل عليها، ولم تكن علمت به فأراد الحجاج طلاقها، فبعث اليها عبدالله بن طاهر يطلقها، فدخل عبدالله بن طاهر عليها وقال لها: يقول لك الحجاج ابو محمد ان لك عليه باقي الصداق مائتي الف درهم وهي هذه حضرت معي وقد وكـّلني في الطلاق، فقالت: إعلم ابن طاهر اننا كنا معه والله ما فرحت به يوما قط ، وان تفرقنا والله لا اندم عليه ابدا وهذه المائتا الف درهم لك هدية بشارتك بخلاصي من كلب بني ثقيف، ثم بعد ذلك بلغ الخليفة عبدالملك بن مروان خبرها ووُصف له حسنها وجمالها وقدها واعتدالها وعذوبة الحظتها فارسل اليها يخطبها .
فأرسلت كتابا تقول فيه: ( الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد , فأعلم يا أمير المؤمنين ان الكلب ولغ في الاناء )، فلما قرأ كتابها الخليفة عبد الملك بن مروان ضحـك من قولها، وكتب اليها قوله صلي الله عليه وسلم: (( إذا ولغ الكلب في اناء احدكم فليغسله سبعا احداهن بالتراب ، وقال اغسلي القذي عن محل الاستعمال ))، فلما قرات كتابه لم يمكنها المخالفه وكتبت اليه تقول: (( بعد الثناء على الله والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اني لا أجري العقد الا بشرط ، فان قلت ما الشرط ؟ اقول ان يقود الحجاج محملي الي بلدك التي انت فيها ويكون حافيا بملبوسة الذي هو لابسه)) ، فلما قرأ عبد الملك بن مروان الرسالة وافق على ذلك، وارسل الى الحجاج يأمره بهذا، فلم يستطع الحجاج الرفض وذهب الي بيت هند بنت النعمان وطلب منها ان تتجهز ففعلت هذا، فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافي القدمين وأخذ بزمام البعير يقوده وسار بها!! فصارت تسخر منه وتضحك عليه مع جواريها، ثم قالت لإحداهن اكشفي لي ستارة المحمل، فكشفتها حتي قابل وجهها وجهه فضحكت عليه ، فأنشد هذا البيت:
فأن تضحكي يا هند رُبّ ليلةٍ ... تركتك فيها تسهرين نواحا
فاجابته بهذين البيتين :
وما نبالي اذا ارواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب!
المال مكتسب والعـزّ مرتجع ... اذا اشتفى المرء من داء ومن عطب
ولم تزل تضحك وتذهب وتلعب إلي ان قربت من بلد الخليفة، فلما وصلت الي البلد رمت من يدها دينارا علي الارض، وقالت له: يا جمـّال انه سقط مني درهم ! فنظر الحجاج الي الارض فلم يرى الا دينارا ، فقال لها: هذا دينار , فقالت بل هو درهم , فقال لها بل هو دينار . . .
فقالت: الحمد الله الذي عوضنا بالدرهم دينارا فناولنا إياه، فخجل الحجاج من ذلك , ثم انه اوصلها الي قصر عبد الملك بن مروان ودخلت عليه..
ويقال ان الحجاج من بعد هذه الحادثة مرض مرضا عظيم حتي قضى عليه هذا المرض
وما هند إلا مـُهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغلُ
فأن ولدت فحلا فلله درها ... وان ولدت بغلا فجاء به البغلُ
فلما سمع الحجاج ذلك انصرف راجعا ولم يدخل عليها، ولم تكن علمت به فأراد الحجاج طلاقها، فبعث اليها عبدالله بن طاهر يطلقها، فدخل عبدالله بن طاهر عليها وقال لها: يقول لك الحجاج ابو محمد ان لك عليه باقي الصداق مائتي الف درهم وهي هذه حضرت معي وقد وكـّلني في الطلاق، فقالت: إعلم ابن طاهر اننا كنا معه والله ما فرحت به يوما قط ، وان تفرقنا والله لا اندم عليه ابدا وهذه المائتا الف درهم لك هدية بشارتك بخلاصي من كلب بني ثقيف، ثم بعد ذلك بلغ الخليفة عبدالملك بن مروان خبرها ووُصف له حسنها وجمالها وقدها واعتدالها وعذوبة الحظتها فارسل اليها يخطبها .
فأرسلت كتابا تقول فيه: ( الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد , فأعلم يا أمير المؤمنين ان الكلب ولغ في الاناء )، فلما قرأ كتابها الخليفة عبد الملك بن مروان ضحـك من قولها، وكتب اليها قوله صلي الله عليه وسلم: (( إذا ولغ الكلب في اناء احدكم فليغسله سبعا احداهن بالتراب ، وقال اغسلي القذي عن محل الاستعمال ))، فلما قرات كتابه لم يمكنها المخالفه وكتبت اليه تقول: (( بعد الثناء على الله والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اني لا أجري العقد الا بشرط ، فان قلت ما الشرط ؟ اقول ان يقود الحجاج محملي الي بلدك التي انت فيها ويكون حافيا بملبوسة الذي هو لابسه)) ، فلما قرأ عبد الملك بن مروان الرسالة وافق على ذلك، وارسل الى الحجاج يأمره بهذا، فلم يستطع الحجاج الرفض وذهب الي بيت هند بنت النعمان وطلب منها ان تتجهز ففعلت هذا، فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافي القدمين وأخذ بزمام البعير يقوده وسار بها!! فصارت تسخر منه وتضحك عليه مع جواريها، ثم قالت لإحداهن اكشفي لي ستارة المحمل، فكشفتها حتي قابل وجهها وجهه فضحكت عليه ، فأنشد هذا البيت:
فأن تضحكي يا هند رُبّ ليلةٍ ... تركتك فيها تسهرين نواحا
فاجابته بهذين البيتين :
وما نبالي اذا ارواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب!
المال مكتسب والعـزّ مرتجع ... اذا اشتفى المرء من داء ومن عطب
ولم تزل تضحك وتذهب وتلعب إلي ان قربت من بلد الخليفة، فلما وصلت الي البلد رمت من يدها دينارا علي الارض، وقالت له: يا جمـّال انه سقط مني درهم ! فنظر الحجاج الي الارض فلم يرى الا دينارا ، فقال لها: هذا دينار , فقالت بل هو درهم , فقال لها بل هو دينار . . .
فقالت: الحمد الله الذي عوضنا بالدرهم دينارا فناولنا إياه، فخجل الحجاج من ذلك , ثم انه اوصلها الي قصر عبد الملك بن مروان ودخلت عليه..
ويقال ان الحجاج من بعد هذه الحادثة مرض مرضا عظيم حتي قضى عليه هذا المرض