خالدي نجد
19-08-08, 12:41 pm
بصراحة متناهية علي بن عبدالله الراشد:
أمانة القصيم تتحمل مسؤولية قتل جمال بريدة
حمل الشيخ علي بن عبدالله الراشد المستشار في مكتب وزير الدفاع والطيران وأحد أعيان ورجال مدينة بريدة، أمانة منطقة القصيم كامل مسؤولية قتل جمال مدينة بريدة التي تعد ثاني أكبر مدينة في المنطقة الوسطى بعد العاصمة الرياض.
وقال في حديث خاص ل(الجزيرة): إن الأمانة ارتكبت أخطاءً فادحة جداً في حق هذه المدينة وسكانها، ففي الوقت الذي شهدت فيه المدن الرئيسة في المملكة حتى محافظات منطقة القصيم نمواً مطرداً وتطوراً ملحوظاً وعناية فائقة بجماليات المدن والمحافظات والعناية بالمظاهر العامة لها وتحسينها، فإن بريدة وبكل أسف لم تواكب على الإطلاق هذه القفزات حيث ظلت خلال العقدين الماضيين تراوح مكانها بل تتراجع أحياناً!!
وبدأ الراشد حديثه عن مدينة الأنعام الجديدة أو سوق الماشية الذي اختارت له الأمانة موقعاً على الضلع الشرقي من دائري مدينة بريدة، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل خطأً كبيراً وجريرة لا تغتفر متسائلاً: كيف يتم اختيار موقع لسوق الماشية بمرافقه ومكوناته وطبيعته بجوار أحياء سكنية قائمة؟ فأين صحة البيئة؟ وكيف ينظر إلى حياة الإنسان؟!! بل إن أغلب المنازل تقع جنوب السوق الأمر الذي يؤكد حتمية انتقال الروائح الكريهة والهواء الملوث والأجواء غير النقية إلى داخل غرف هذه المنازل؛ نظراً لوقوعها باتجاه الرياح القادمة من الشمال...
وأضاف الشيخ على الراشد لماذا اختارت البلدية سابقاً - الأمانة حالياً- هذا الموقع الذي يعد متنفساً لأهالي شرق بريدة فوجود الماشية سيلغي تماماً هذه المتنفسات والمتنزهات الطبيعية على الدائري الشرقي ويقضي عليها جملة وتفصيلاً فلا أحد أبداً سيتنزه بجوار روائح الماشية وغبارها ومخلفاتها وأعلافها... ثم أيضا أين الذوقيات والبحث عن الجماليات فكيف ستكون الماشية وتبعاتها على أحد أهم مداخل المدينة والطرق الرئيسية الدولية التي تربط شمال المملكة بجنوبها، وشرقها بغربها مرورا بمدينة بريدة.
فمن المؤكد أننا بهذا الوضع وبهذه الصورة سنستقبل الزوار والضيوف وعابري الطريق الدولي بمناظر ترتبط ببهيمة الأنعام؟ في وقت كان من المفترض فيه على الأمانة أن تعمل على أن يستقبل أحفاد العقيلات ضيوفهم بما يعبر عن تاريخ بريدة وجمالها وحسنها وخضرتها وتمورها وحفاوة إنسانها، وليس مخلفات وروائح ماشيتها؟ كما أن من الذوق احترام وتقدير المسافر والعابر وإجلاله بما يليق به.
واستطرد الراشد في حديثه قائلاً أين إستراتيجيات المدن الصحية؟ بل أين النظرة الاستشرافية فنحن في مدينة فيها البدائل المتاحة لكل المواقع ناهيك عن موقع يرتبط بالحيوانات ومذابحها ومسالخها وأعلافها ومخلفاتها؟
وإنني إذ أتحدث هنا عن الفشل الذريع للبلدية سابقاً والأمانة حالياً في اختيار هذا الموقع فإنني في ذات الوقت لن أنسى أبداً عبارة قالها معالي الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات سابقاً فعندما علم باختيار البلدية لهذا المكان كسوق للماشية وكذلك اختيار موقع محطة تنقية مياه الصرف الصحي على المدخل الشرقي للمدينة عارض وبشدة وأكد معاليه أن هذه المواقع ستكون واجهة لمدينة بريدة بل وأحد عناوينها المهمة باعتبارها تقع على الدائري الشرقي وفي المدخل الرئيسي للمدينة.
وأكد معاليه آنذاك أن على البلدية أن تستثمر هذه الأماكن بما يضمن جمال المدينة وحضاريتها وهي فرصة كبيرة لها في اختيار البصمة المناسبة لها وأن تعمل في هذا الاتجاه... وقال معاليه عليكم كمسؤولين اختيار مواقع أخرى لهذين المشروعين وأنا على استعداد لإيصال الطريق لها مهما كلف الأمر.
وأمام إصرار البلدية وعنادها وتعنتها وتمسكها بموقفها الارتجالي قال معاليه عبارته:
(لقد قتلتم بريدة) وبالفعل الآن المدينة وسكانها يدفعون ثمن هذه الأخطاء الفادحة وسيدفعون ما هو أكثر مستقبلاً لأن الدكتور ناصر السلوم كان يعي تماماً ما يقول فيما يواصل المسؤولون في الأمانة وحتى اليوم تفكيرهم الأحادي.
وعما إذا كان هذا الطرح متأخراً أكد الراشد أن الاعتراضات والمطالبات بتغيير الموقع بدأت منذ اختيار المكان والإعلان عنه حيث قدم استدعاء ضم أكثر من 600 معارض كلهم يرون عدم مناسبة سوق الماشية في هذا المكان وأن هناك متضررين لا حصر لهم وأن مدينة بريدة ستعاني الأمرين من هذه السوق وقال: إن الأصوات بحت وهي تناشد بالتغيير والتصحيح والعلاج قبل استفحال الداء.
مشيراً إلى أنه يعلم كغيره أن الأمانة قطعت شوطاً في تجهيز سوق الماشية الجديدة ولكن لا يعني هذا أن تغييره أمر مستحيل حيث من الممكن والممكن جداً تحويله إلى متنزه عام أو مدينة ألعاب أو مقر لمعارض دولية وعرضه على شركات استثمارية متخصصة في صناعة الترفيه أو إقامة المشروعات التي تحتاجها مدينة بريدة فعلاً في هذا المكان تحديداً كمدينة للتمور فإن نخسر شيئاً محدوداً من المال أيسر من خسارتنا لصحة الإنسان وتشويه مدينة يفترض أن تكون من أجمل وأرقى مدن المملكة وأكثرها إشراقاً عطفاً على بيئتها ومناخها ومقومات الجمال فيها... فبدء العمل بالمشروع الحالي ليس مبرراً كافياً لإبقائه فالمواطنون ببريدة عارضوا ويعارضون بشدة اختيار هذا المكان للمشروع هذا، وقال الشيخ الراشد إنني باسمي شخصياً وباسم كل غيور بمدينة بريدة أناشد سمو وزير الشؤون البلدية والقروية وسمو أمير المنطقة وسمو نائبه للتدخل في هذا الموضوع ونقل السوق الجديدة إلى خارج دائري المدينة وفي موقع يراعى فيه اتجاه الرياح وسهولة وصول الماشية إليه سيرا على الأقدام.. فالموقع الحالي لا يمكن أصحاب وملاك الماشية من الوصول إليه بمواشيهم إلا عن طريق الشحن والتحميل.
كما تطرق إلى مداخل مدينة بريدة، وقال المداخل جعلت من بريدة الآن أشبه ما تكون بمحطة القوافل فماذا قدمت البلدية سابقاً والأمانة حالياً لمداخل ثاني أهم مدينة في المنطقة الوسطى وقاعدة المنطقة القصيم الإدارية التي يقطنها 65 % من سكان القصيم ويدخلها يومياً عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات والموظفين والتجار والزوار والمتسوقين الذين يتردون عليها... مشاهد مؤسفة، وأشكال مقززة ومناظر سيئة يباشرها الداخل إلى بريدة من جهاتها الأربع.. نعم البلدية سابقاً والأمانة حالياً تستخف بعقول الناس فلا تزال أشجار الهرم ومخلفات البناء والإنشاءات العشوائية تستقبل الزوار والقادمين إلى بريدة وكأن الأمر لا يعني الأمانة لا من قريب ولا من بعيد..
وشدد الراشد في معرض حديثه عن المداخل أنه لا عذر على الإطلاق لأمانة المنطقة إزاء هذا التهاون واللا مبالاة فإذا سلمنا بأن المدخل الجنوبي يحتاج إلى عمليات معقدة كما تقول الأمانة فماذا فعلت الأمانة بالمداخل الثلاثة الأخرى غرباً وشمالاً وشرقاً وهي مداخل حديثة؟ وماذا قدمت فيها من تحسينات وجماليات؟ ولماذا لم تهتم بتصحيح الإنشاءات العشوائية الواقعة عليها؟ فأين توحيد الأنماط الهندسية، ولمَ لم تعتمد الأمانة لكل مدخل شكلا هندسيا أو نمطا معماريا يعبر عن ثقافة المدينة وموروثها وتاريخها؟ نحن - المواطنين- نستغرب تماماً تثاؤب الأمانة وسكوتها إزاء هذه المداخل التي لا تليق أبداً أبداً بمدينة بريدة.
فوزارة النقل قامت بعمل المدخلين شرقاً وغرباً باختراق المدينة ومن الشمال حتى الدائري فالمنتظر من الأمانة أن تقوم بالدور المنوط بها وتعمل على تصحيح الوضع عاجلاً وتستثمر كل جزئية متاحة في هذه المداخل تحسيناً وتهذيباً وجمالاً.
وتطرق الشيخ على الراشد إلى المنطقة المركزية التي تحدثت الأمانة عن تطويرها وتحسينها وإعادة صياغتها من جديد وقال إن كلام الليل يمحوه النهار فقد سمعنا عن ذلك منذ سنوات ولكننا لم نر شيئاً على الأرض ألبتة.
بل إن الأمانة أقامت العام المنصرم وهذا العام ما أسمته (يوم الأمانة) للتعريف بمشروعاتها الجديدة التي لم نر منها سوى النزر اليسير من مراكز الأحياء التي جهزت بأقل الإمكانات المتاحة ما عدا ذلك فلا شيء يذكر.
كما ألقى الراشد باللائمة على الأمانة لضعف الاعتمادات المالية الخاصة بها، وقال أعلم أن الموافقة على الميزانيات لدى جهات أخرى بيد أن ذلك لا يعفي الأمانة من بذل جهود أكثر جدية وإقناعاً انطلاقاً من دراسات ميدانية تعتمد على الإحصاءات والأرقام التي تؤكد حاجة بريدة وأنها بالفعل مقبلة على مسغبة كبيرة في مجال التخطيط والطرق والمشروعات الملحة.... مؤكداً أن الدولة تمر ولله الحمد بمرحلة استثنائية من حيث توافر الموارد المالية التي أكدتها الميزانية العامة للدولة وما تضمنته من أرقام فلكية لدعم البنية التحتية وتوسيع دائرة المشروعات الخدمية والحضارية ولكن بكل أسف يبدو أن الأمانة لم تستثمر هذه الطفرة وظلت طلباتها خجولة وعلى استحياء فإذا لم تحل مشاكل بريدة المزمنة في هذا الوقت فإنني أجزم أنها لن تحل أبداً.
وأشار الراشد إلى أن الحركة الاقتصادية الهائلة التي تعيشها بريدة في الوقت الراهن تتطلب جهداً مضاعفاً من الأمانة لمواكبة ذلك من خلال المشروعات البلدية الجديدة... لافتاً إلى أن الاستثمار والقوة الشرائية في بريدة هو وحده من أعطاها هذا الوهج الحضاري فالمراكز التجارية الحديثة ومواقع الشركات وما تضمه من مرافق وأشكال ونماذج هندسية حديثة ساهم وإلى حدٍ ما في تعزيز الجوانب الجمالية ببريدة في حين ظلت الجهة المعنية تغط في سبات عميق.. وعن سوق التمور ببريدة تحدث الشيخ على الراشد حديثاً مفعماً بالأسى وقال: من الظلم أن تكون السوق الحالية هي سوق عاصمة التمور العالمية التي تستعد لاستقبال منتجات ما يقارب خمسة ملايين نخلة ستكون ضعفها بعد نصف عقد من الزمن... مؤكداً أن الأمانة كان يجب عليها أن تعالج الوضع قبل سنوات فسوق التمور ببريدة حالياً لا تستطيع بأي حال من الأحوال استقبال أكثر من 15 % فقط من منتجات نخيلها ونحن قد طالبنا بتصحيح الأوضاع قبل ما يزيد على ست سنوات تقريباً لأننا نستحضر الصورة المستقبلية للتمور التي نشاهدها اليوم.
وتحدث الراشد عن مدينة التمور الجديدة التي تزمع الأمانة تنفيذها قائلاً:
أولاً: هذه الأسطوانة سمعناها منذ عامين وحتى اليوم لا جديد في هذا الموضوع.
ثانياً: الأمانة لن تغير شيئاً في موضوع السوق فالموقع الجديد لا يتناسب أبداً ومستقبل التمور بمدينة بريدة لا من حيث المساحة ولا المخصص المالي ولا الموقع والمرافق.
بريدة بحاجة ماسة إلى مدينة متكاملة للتمور على غرار المدن الاقتصادية الجديدة تتوفر فيها كل المقومات والإمكانيات التي نحتاجها خلال الخمسين عاماً المقبلة لتكون مصدراً لأمننا الغذائي ورافداً لاقتصادنا الوطني ومجالاً رحباً لإيجاد فرص عمل للشباب السعودي بحيث تضم هذه المدينة مراكز لأبحاث ودراسات النخيل ومواقع للمؤتمرات ومعاهد للتدريب في مجالات الزراعة والصناعات التحويلة المتعلقة بالتمور والنخيل إضافة إلى المصانع والمخازن وساحات العرض والمزادات الدولية وغيرها من المرافق الأخرى التي تجعل من الموقع مشهداً وإضافة وطنية ترتبط بأغلى وأنفس ثرواتنا التي نعتز بها (النخلة) مؤكداً أن مدينة التمور الحالية التي أعلنت عنها الأمانة ستبدأً ضعيفة نظراً لمخصصاتها المالية المتدنية جداً... كما أنها ستكون حلاً آنياً محدوداً إذا ما أردنا أن نستشرف المستقبل بصورة أكثر طموحاً وتطلعاً منوهاً إلى أنه بمجرد انتهاء السوق التي تتحدث عنها الأمانة مستقبلاً يكون الزمن قد تجاوزها بمسافات بعيدة عندها تكون مرحلة البحث من جديد عن حلول ومواقع أخرى وهنا نكرر أخطاءنا ونعيد سيناريو الإخفاق والمتضرر بريدة بالطبع وحركتها الاقتصادية والزراعية.
وأشار إلى أنه يطمح وكغيره من الغيورين إلى أن تقوم الأمانة بدور أكثر جدية في هذا الاتجاه وأن تتبنى فكرة مدينة عملاقة للتمور تكون في إحدى ضواحي بريدة القريبة لتحقق بذلك تطلعات القيادة التي تستحضر دوماً معنى التنويع والتنوع في مصادر الدخل والاعتماد على النفس وتعزيز العمل في إطار مفهوم الأمن الغذائي فما بين أيدينا الآن من النخيل ثروة بالغة الأهمية يجب أن نعمل على المضي قدماً في الاستفادة منها بشكل أكبر وبطرق ومجالات أوسع.
وفي مجالات الطرق الداخلية لمدينة بريدة أكد الراشد أن هذا الموضوع يحتاج إلى وقفة جادة وصادقة من قبل الأمانة لإقناع الجهات الرسمية ذات العلاقة بالجوانب المالية فإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن فإن بريدة ستكون أمام أزمة خانقة مستقبلاً نظراً للزيادة المطردة جداً في عدد السكان وما يترتب عليه من زيادة في الحركة ستفضي بالنهاية إلى اختناقات مرورية... مشيراً إلى أن هناك مجالات أخرى يجب على الأمانة الاهتمام بها كالتوسع في زراعة فسائل النخيل وزيادة المسطحات الخضراء وتحسين مستوى التصاميم للمنشآت الجديدة واستثمار المنتزهات الطبيعية والاهتمام بالطرق الهيكلية وغيرها.
مطالباً بتحسين صورة عمل الأمانة من خلال تدريب الكوادر البشرية فيها وزيادة فاعليتها.
واختتم الراشد حديثه داعياً إلى إنشاء هيئة عليا لتطوير وتحسين مدينة بريدة ذات استقلالية تامة فيما تملك قدراً كافياً من الصلاحيات الرسمية النظامية، والقيمة الاعتبارية التي تخولها اقتراح البرامج والمشروعات وإجازتها، وإعداد الدراسات الميدانية، ورصد الاحتياجات، واستعراض المشاريع البلدية وإقرارها في إطار تنظيمي بالتعاون والتنسيق بين هذه الجهات وأمانة المنطقة..
مؤكداً أنَّ الهيئات واللجان الأهلية حققت نجاحات كبيرة على المستويين المحلي والدولي فالتجارب المشجعة تعزز هذا الاتجاه في ظل حتمية تضافر الجهود نحو تحقيق مكتسب وطني متألق لواقع أكثر إشراقاً ونماءً.
أمانة القصيم تتحمل مسؤولية قتل جمال بريدة
حمل الشيخ علي بن عبدالله الراشد المستشار في مكتب وزير الدفاع والطيران وأحد أعيان ورجال مدينة بريدة، أمانة منطقة القصيم كامل مسؤولية قتل جمال مدينة بريدة التي تعد ثاني أكبر مدينة في المنطقة الوسطى بعد العاصمة الرياض.
وقال في حديث خاص ل(الجزيرة): إن الأمانة ارتكبت أخطاءً فادحة جداً في حق هذه المدينة وسكانها، ففي الوقت الذي شهدت فيه المدن الرئيسة في المملكة حتى محافظات منطقة القصيم نمواً مطرداً وتطوراً ملحوظاً وعناية فائقة بجماليات المدن والمحافظات والعناية بالمظاهر العامة لها وتحسينها، فإن بريدة وبكل أسف لم تواكب على الإطلاق هذه القفزات حيث ظلت خلال العقدين الماضيين تراوح مكانها بل تتراجع أحياناً!!
وبدأ الراشد حديثه عن مدينة الأنعام الجديدة أو سوق الماشية الذي اختارت له الأمانة موقعاً على الضلع الشرقي من دائري مدينة بريدة، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل خطأً كبيراً وجريرة لا تغتفر متسائلاً: كيف يتم اختيار موقع لسوق الماشية بمرافقه ومكوناته وطبيعته بجوار أحياء سكنية قائمة؟ فأين صحة البيئة؟ وكيف ينظر إلى حياة الإنسان؟!! بل إن أغلب المنازل تقع جنوب السوق الأمر الذي يؤكد حتمية انتقال الروائح الكريهة والهواء الملوث والأجواء غير النقية إلى داخل غرف هذه المنازل؛ نظراً لوقوعها باتجاه الرياح القادمة من الشمال...
وأضاف الشيخ على الراشد لماذا اختارت البلدية سابقاً - الأمانة حالياً- هذا الموقع الذي يعد متنفساً لأهالي شرق بريدة فوجود الماشية سيلغي تماماً هذه المتنفسات والمتنزهات الطبيعية على الدائري الشرقي ويقضي عليها جملة وتفصيلاً فلا أحد أبداً سيتنزه بجوار روائح الماشية وغبارها ومخلفاتها وأعلافها... ثم أيضا أين الذوقيات والبحث عن الجماليات فكيف ستكون الماشية وتبعاتها على أحد أهم مداخل المدينة والطرق الرئيسية الدولية التي تربط شمال المملكة بجنوبها، وشرقها بغربها مرورا بمدينة بريدة.
فمن المؤكد أننا بهذا الوضع وبهذه الصورة سنستقبل الزوار والضيوف وعابري الطريق الدولي بمناظر ترتبط ببهيمة الأنعام؟ في وقت كان من المفترض فيه على الأمانة أن تعمل على أن يستقبل أحفاد العقيلات ضيوفهم بما يعبر عن تاريخ بريدة وجمالها وحسنها وخضرتها وتمورها وحفاوة إنسانها، وليس مخلفات وروائح ماشيتها؟ كما أن من الذوق احترام وتقدير المسافر والعابر وإجلاله بما يليق به.
واستطرد الراشد في حديثه قائلاً أين إستراتيجيات المدن الصحية؟ بل أين النظرة الاستشرافية فنحن في مدينة فيها البدائل المتاحة لكل المواقع ناهيك عن موقع يرتبط بالحيوانات ومذابحها ومسالخها وأعلافها ومخلفاتها؟
وإنني إذ أتحدث هنا عن الفشل الذريع للبلدية سابقاً والأمانة حالياً في اختيار هذا الموقع فإنني في ذات الوقت لن أنسى أبداً عبارة قالها معالي الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات سابقاً فعندما علم باختيار البلدية لهذا المكان كسوق للماشية وكذلك اختيار موقع محطة تنقية مياه الصرف الصحي على المدخل الشرقي للمدينة عارض وبشدة وأكد معاليه أن هذه المواقع ستكون واجهة لمدينة بريدة بل وأحد عناوينها المهمة باعتبارها تقع على الدائري الشرقي وفي المدخل الرئيسي للمدينة.
وأكد معاليه آنذاك أن على البلدية أن تستثمر هذه الأماكن بما يضمن جمال المدينة وحضاريتها وهي فرصة كبيرة لها في اختيار البصمة المناسبة لها وأن تعمل في هذا الاتجاه... وقال معاليه عليكم كمسؤولين اختيار مواقع أخرى لهذين المشروعين وأنا على استعداد لإيصال الطريق لها مهما كلف الأمر.
وأمام إصرار البلدية وعنادها وتعنتها وتمسكها بموقفها الارتجالي قال معاليه عبارته:
(لقد قتلتم بريدة) وبالفعل الآن المدينة وسكانها يدفعون ثمن هذه الأخطاء الفادحة وسيدفعون ما هو أكثر مستقبلاً لأن الدكتور ناصر السلوم كان يعي تماماً ما يقول فيما يواصل المسؤولون في الأمانة وحتى اليوم تفكيرهم الأحادي.
وعما إذا كان هذا الطرح متأخراً أكد الراشد أن الاعتراضات والمطالبات بتغيير الموقع بدأت منذ اختيار المكان والإعلان عنه حيث قدم استدعاء ضم أكثر من 600 معارض كلهم يرون عدم مناسبة سوق الماشية في هذا المكان وأن هناك متضررين لا حصر لهم وأن مدينة بريدة ستعاني الأمرين من هذه السوق وقال: إن الأصوات بحت وهي تناشد بالتغيير والتصحيح والعلاج قبل استفحال الداء.
مشيراً إلى أنه يعلم كغيره أن الأمانة قطعت شوطاً في تجهيز سوق الماشية الجديدة ولكن لا يعني هذا أن تغييره أمر مستحيل حيث من الممكن والممكن جداً تحويله إلى متنزه عام أو مدينة ألعاب أو مقر لمعارض دولية وعرضه على شركات استثمارية متخصصة في صناعة الترفيه أو إقامة المشروعات التي تحتاجها مدينة بريدة فعلاً في هذا المكان تحديداً كمدينة للتمور فإن نخسر شيئاً محدوداً من المال أيسر من خسارتنا لصحة الإنسان وتشويه مدينة يفترض أن تكون من أجمل وأرقى مدن المملكة وأكثرها إشراقاً عطفاً على بيئتها ومناخها ومقومات الجمال فيها... فبدء العمل بالمشروع الحالي ليس مبرراً كافياً لإبقائه فالمواطنون ببريدة عارضوا ويعارضون بشدة اختيار هذا المكان للمشروع هذا، وقال الشيخ الراشد إنني باسمي شخصياً وباسم كل غيور بمدينة بريدة أناشد سمو وزير الشؤون البلدية والقروية وسمو أمير المنطقة وسمو نائبه للتدخل في هذا الموضوع ونقل السوق الجديدة إلى خارج دائري المدينة وفي موقع يراعى فيه اتجاه الرياح وسهولة وصول الماشية إليه سيرا على الأقدام.. فالموقع الحالي لا يمكن أصحاب وملاك الماشية من الوصول إليه بمواشيهم إلا عن طريق الشحن والتحميل.
كما تطرق إلى مداخل مدينة بريدة، وقال المداخل جعلت من بريدة الآن أشبه ما تكون بمحطة القوافل فماذا قدمت البلدية سابقاً والأمانة حالياً لمداخل ثاني أهم مدينة في المنطقة الوسطى وقاعدة المنطقة القصيم الإدارية التي يقطنها 65 % من سكان القصيم ويدخلها يومياً عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات والموظفين والتجار والزوار والمتسوقين الذين يتردون عليها... مشاهد مؤسفة، وأشكال مقززة ومناظر سيئة يباشرها الداخل إلى بريدة من جهاتها الأربع.. نعم البلدية سابقاً والأمانة حالياً تستخف بعقول الناس فلا تزال أشجار الهرم ومخلفات البناء والإنشاءات العشوائية تستقبل الزوار والقادمين إلى بريدة وكأن الأمر لا يعني الأمانة لا من قريب ولا من بعيد..
وشدد الراشد في معرض حديثه عن المداخل أنه لا عذر على الإطلاق لأمانة المنطقة إزاء هذا التهاون واللا مبالاة فإذا سلمنا بأن المدخل الجنوبي يحتاج إلى عمليات معقدة كما تقول الأمانة فماذا فعلت الأمانة بالمداخل الثلاثة الأخرى غرباً وشمالاً وشرقاً وهي مداخل حديثة؟ وماذا قدمت فيها من تحسينات وجماليات؟ ولماذا لم تهتم بتصحيح الإنشاءات العشوائية الواقعة عليها؟ فأين توحيد الأنماط الهندسية، ولمَ لم تعتمد الأمانة لكل مدخل شكلا هندسيا أو نمطا معماريا يعبر عن ثقافة المدينة وموروثها وتاريخها؟ نحن - المواطنين- نستغرب تماماً تثاؤب الأمانة وسكوتها إزاء هذه المداخل التي لا تليق أبداً أبداً بمدينة بريدة.
فوزارة النقل قامت بعمل المدخلين شرقاً وغرباً باختراق المدينة ومن الشمال حتى الدائري فالمنتظر من الأمانة أن تقوم بالدور المنوط بها وتعمل على تصحيح الوضع عاجلاً وتستثمر كل جزئية متاحة في هذه المداخل تحسيناً وتهذيباً وجمالاً.
وتطرق الشيخ على الراشد إلى المنطقة المركزية التي تحدثت الأمانة عن تطويرها وتحسينها وإعادة صياغتها من جديد وقال إن كلام الليل يمحوه النهار فقد سمعنا عن ذلك منذ سنوات ولكننا لم نر شيئاً على الأرض ألبتة.
بل إن الأمانة أقامت العام المنصرم وهذا العام ما أسمته (يوم الأمانة) للتعريف بمشروعاتها الجديدة التي لم نر منها سوى النزر اليسير من مراكز الأحياء التي جهزت بأقل الإمكانات المتاحة ما عدا ذلك فلا شيء يذكر.
كما ألقى الراشد باللائمة على الأمانة لضعف الاعتمادات المالية الخاصة بها، وقال أعلم أن الموافقة على الميزانيات لدى جهات أخرى بيد أن ذلك لا يعفي الأمانة من بذل جهود أكثر جدية وإقناعاً انطلاقاً من دراسات ميدانية تعتمد على الإحصاءات والأرقام التي تؤكد حاجة بريدة وأنها بالفعل مقبلة على مسغبة كبيرة في مجال التخطيط والطرق والمشروعات الملحة.... مؤكداً أن الدولة تمر ولله الحمد بمرحلة استثنائية من حيث توافر الموارد المالية التي أكدتها الميزانية العامة للدولة وما تضمنته من أرقام فلكية لدعم البنية التحتية وتوسيع دائرة المشروعات الخدمية والحضارية ولكن بكل أسف يبدو أن الأمانة لم تستثمر هذه الطفرة وظلت طلباتها خجولة وعلى استحياء فإذا لم تحل مشاكل بريدة المزمنة في هذا الوقت فإنني أجزم أنها لن تحل أبداً.
وأشار الراشد إلى أن الحركة الاقتصادية الهائلة التي تعيشها بريدة في الوقت الراهن تتطلب جهداً مضاعفاً من الأمانة لمواكبة ذلك من خلال المشروعات البلدية الجديدة... لافتاً إلى أن الاستثمار والقوة الشرائية في بريدة هو وحده من أعطاها هذا الوهج الحضاري فالمراكز التجارية الحديثة ومواقع الشركات وما تضمه من مرافق وأشكال ونماذج هندسية حديثة ساهم وإلى حدٍ ما في تعزيز الجوانب الجمالية ببريدة في حين ظلت الجهة المعنية تغط في سبات عميق.. وعن سوق التمور ببريدة تحدث الشيخ على الراشد حديثاً مفعماً بالأسى وقال: من الظلم أن تكون السوق الحالية هي سوق عاصمة التمور العالمية التي تستعد لاستقبال منتجات ما يقارب خمسة ملايين نخلة ستكون ضعفها بعد نصف عقد من الزمن... مؤكداً أن الأمانة كان يجب عليها أن تعالج الوضع قبل سنوات فسوق التمور ببريدة حالياً لا تستطيع بأي حال من الأحوال استقبال أكثر من 15 % فقط من منتجات نخيلها ونحن قد طالبنا بتصحيح الأوضاع قبل ما يزيد على ست سنوات تقريباً لأننا نستحضر الصورة المستقبلية للتمور التي نشاهدها اليوم.
وتحدث الراشد عن مدينة التمور الجديدة التي تزمع الأمانة تنفيذها قائلاً:
أولاً: هذه الأسطوانة سمعناها منذ عامين وحتى اليوم لا جديد في هذا الموضوع.
ثانياً: الأمانة لن تغير شيئاً في موضوع السوق فالموقع الجديد لا يتناسب أبداً ومستقبل التمور بمدينة بريدة لا من حيث المساحة ولا المخصص المالي ولا الموقع والمرافق.
بريدة بحاجة ماسة إلى مدينة متكاملة للتمور على غرار المدن الاقتصادية الجديدة تتوفر فيها كل المقومات والإمكانيات التي نحتاجها خلال الخمسين عاماً المقبلة لتكون مصدراً لأمننا الغذائي ورافداً لاقتصادنا الوطني ومجالاً رحباً لإيجاد فرص عمل للشباب السعودي بحيث تضم هذه المدينة مراكز لأبحاث ودراسات النخيل ومواقع للمؤتمرات ومعاهد للتدريب في مجالات الزراعة والصناعات التحويلة المتعلقة بالتمور والنخيل إضافة إلى المصانع والمخازن وساحات العرض والمزادات الدولية وغيرها من المرافق الأخرى التي تجعل من الموقع مشهداً وإضافة وطنية ترتبط بأغلى وأنفس ثرواتنا التي نعتز بها (النخلة) مؤكداً أن مدينة التمور الحالية التي أعلنت عنها الأمانة ستبدأً ضعيفة نظراً لمخصصاتها المالية المتدنية جداً... كما أنها ستكون حلاً آنياً محدوداً إذا ما أردنا أن نستشرف المستقبل بصورة أكثر طموحاً وتطلعاً منوهاً إلى أنه بمجرد انتهاء السوق التي تتحدث عنها الأمانة مستقبلاً يكون الزمن قد تجاوزها بمسافات بعيدة عندها تكون مرحلة البحث من جديد عن حلول ومواقع أخرى وهنا نكرر أخطاءنا ونعيد سيناريو الإخفاق والمتضرر بريدة بالطبع وحركتها الاقتصادية والزراعية.
وأشار إلى أنه يطمح وكغيره من الغيورين إلى أن تقوم الأمانة بدور أكثر جدية في هذا الاتجاه وأن تتبنى فكرة مدينة عملاقة للتمور تكون في إحدى ضواحي بريدة القريبة لتحقق بذلك تطلعات القيادة التي تستحضر دوماً معنى التنويع والتنوع في مصادر الدخل والاعتماد على النفس وتعزيز العمل في إطار مفهوم الأمن الغذائي فما بين أيدينا الآن من النخيل ثروة بالغة الأهمية يجب أن نعمل على المضي قدماً في الاستفادة منها بشكل أكبر وبطرق ومجالات أوسع.
وفي مجالات الطرق الداخلية لمدينة بريدة أكد الراشد أن هذا الموضوع يحتاج إلى وقفة جادة وصادقة من قبل الأمانة لإقناع الجهات الرسمية ذات العلاقة بالجوانب المالية فإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن فإن بريدة ستكون أمام أزمة خانقة مستقبلاً نظراً للزيادة المطردة جداً في عدد السكان وما يترتب عليه من زيادة في الحركة ستفضي بالنهاية إلى اختناقات مرورية... مشيراً إلى أن هناك مجالات أخرى يجب على الأمانة الاهتمام بها كالتوسع في زراعة فسائل النخيل وزيادة المسطحات الخضراء وتحسين مستوى التصاميم للمنشآت الجديدة واستثمار المنتزهات الطبيعية والاهتمام بالطرق الهيكلية وغيرها.
مطالباً بتحسين صورة عمل الأمانة من خلال تدريب الكوادر البشرية فيها وزيادة فاعليتها.
واختتم الراشد حديثه داعياً إلى إنشاء هيئة عليا لتطوير وتحسين مدينة بريدة ذات استقلالية تامة فيما تملك قدراً كافياً من الصلاحيات الرسمية النظامية، والقيمة الاعتبارية التي تخولها اقتراح البرامج والمشروعات وإجازتها، وإعداد الدراسات الميدانية، ورصد الاحتياجات، واستعراض المشاريع البلدية وإقرارها في إطار تنظيمي بالتعاون والتنسيق بين هذه الجهات وأمانة المنطقة..
مؤكداً أنَّ الهيئات واللجان الأهلية حققت نجاحات كبيرة على المستويين المحلي والدولي فالتجارب المشجعة تعزز هذا الاتجاه في ظل حتمية تضافر الجهود نحو تحقيق مكتسب وطني متألق لواقع أكثر إشراقاً ونماءً.