تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدمعة الأخيرة


زيد الشمري
12-08-08, 09:42 pm
.
.
وأقبل العيد عليها ثقيلا واستقبلته كعادتها بترديد أبيات الشاعر العربي :
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهــم
فليت دونك بيدا دونها بيــــــد
وأغمضت عينيها لساعات طويلة وذلك ليس إلا لكون الساعات تمر عليها ببطء . . وبطء شديد جدا , فهي تهرب من طول الوقت وبطئه بالنوم أو بالأصح تقضي جل وقتها بالنوم لأنه ليس لديها ما تفعله بعدما أجبرت على المكوث داخل غرفتها وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى ! . . .
فجأة فتح باب غرفتها بهدوء وأطل طفل صغير برأسه ثم أغلقه بهدوء وهو يقول : " إنها نائمة "
رفعت رأسها وتناولت الصورة التي بجوارها وراحت تقبلها بحرارة وضمتها لصدرها وبللت خديها دموعا حارة وأغمضت عينيها مرة ثانيه بل ثالثه بل رابعة بل . . ونامت . . وأتى الطفل مرة أخرى ودخل غرفتها بهدوء وهو يمشي على رؤوس أصابع قدميه , وبما أن الغرفة يسودها الظلام تعثر بشيء ما مرمي على الأرض . . وبعد سقوطه رفع رأسه مسرعا ونظر إليها وقال : " الحمد الله لم أزعجها " . . .
وقام يمشي مرة أخرى على رؤوس أصابعه ثم وقف عند رأسها . . وقبلها قبلة تحمل ألف معنى وتمتم بكلمات منها " اعذريني جدتي سأذهب مع أمي إلى الملاهي فهذا ثاني أيام العيد . . صدقيني جدتي طلبت منها أن نأخذك معنا ولكنها كعادتها صرخت بوجهي ورفضت ! ! اعذريني جدتي سأذهب الآن " , وقبلها ثم خرج بهدوء لكي لا يزعجها دون أن ترد عليه فلقد كانت تلك إغماضتها الأخيرة .
فهي بعد وفاة ابنها الوحيد منذ أكثر من خمس سنوات استمرت بالعيش مع أرملته المتسلطة لكي لا يمر عليها يوم من غير أن ترى وتضم أبن ابنها . . ومن أجل ذلك تحملت جحيم أرملته وعذابها . . وها هي فارقت الحياة وعلى صدرها تضم صورة ابنها . . وما زالت دمعتها الأخيرة على خدها لم تجف . . نعم لم تجف . . لم تجف . .

لين الباحوث
13-08-08, 01:33 am
أخي زيد ...ثمة مشاهد كثيرة تلك
ربما حتى الدموع تكون متجمدة لا ترى بين الأضلاع
وربما يموت أبطالها آلاف المرات دون أن يلاحظ أحد موتهم

ولكن حين يكون عين المبدع أوأحساسه قريبا من المشهد
يكون نصيبه الأسر في برواز الكلمات ...
محتفظا بحرارته ...بروعته ...بألمه ....
بفضل تلك العين وذاك الأحساس

بأنتظار ما تهمي به كلماتك من مشاعر ...
قلمك متألق فأستمر بعطائك الأدبي الرفيع

لين الباحوث

شمعة امل
13-08-08, 01:42 am
تلك القلوب السوداء مصيرها سوف تجد سواد قلوبها يُمارسُ عليها ..!!



زيد الشمري

قصة مؤثرة .. رغم الحزن الذي تغشاها ألا أنها تملكُ أسلوباً قصصي جميل


دمت مبدعاً

معاهدات
13-08-08, 03:57 pm
جميل هذا العرض المختصر الذي يحمل رسائل عميقة..

دمت عارضاً مسرحياً بلا توقف ،

صالح الوشمي
13-08-08, 07:02 pm
يال قسوة ذلك القلب.. وكأن الرحمة نزعة منه انتزاعاً
عنصر المفاجأه كان حاضراً هنا
وقبلها ثم خرج بهدوء لكي لا يزعجها دون أن ترد عليه فلقد كانت تلك إغماضتها الأخيرة .
فقد جظ قلبي عندما قرأت ذلك السطر ياااااااه تغير الشعور وأصاب الجسم بقشعريره تضامناً مع ذلك المشهد المبكي بحرقه..
دم بهذا القلب الرحيم عزيزي

نـور الـ ح ـيـاهـ
15-08-08, 12:16 am
أخي

يزيد

أتلك حقيقه..!!..

إرتجف أضلعي منها..نهاية مؤلمه..وطفل راااائع...وأرمله حمقاء قاسيه

وإبن دفن تحت التراب وترك امه للظروف القاسيه

أبدعت في رسم تلك اللوحه المؤلمه


سلمت يمناك

دم سعيداً..

:)

زيد الشمري
15-08-08, 04:26 am
أخي زيد ...ثمة مشاهد كثيرة تلك
ربما حتى الدموع تكون متجمدة لا ترى بين الأضلاع
وربما يموت أبطالها آلاف المرات دون أن يلاحظ أحد موتهم

ولكن حين يكون عين المبدع أوأحساسه قريبا من المشهد
يكون نصيبه الأسر في برواز الكلمات ...
محتفظا بحرارته ...بروعته ...بألمه ....
بفضل تلك العين وذاك الأحساس

بأنتظار ما تهمي به كلماتك من مشاعر ...
قلمك متألق فأستمر بعطائك الأدبي الرفيع

لين الباحوث



الكاتبة لين


شكرا لمرورك العطر

وكلماتك الراقيه

دمتي بخير

زيد الشمري
15-08-08, 04:27 am
تلك القلوب السوداء مصيرها سوف تجد سواد قلوبها يُمارسُ عليها ..!!



زيد الشمري

قصة مؤثرة .. رغم الحزن الذي تغشاها ألا أنها تملكُ أسلوباً قصصي جميل


دمت مبدعاً








شمعة امل

شكرا لتواجدك العطر

زيد الشمري
15-08-08, 04:28 am
يال قسوة ذلك القلب.. وكأن الرحمة نزعة منه انتزاعاً
عنصر المفاجأه كان حاضراً هنا
وقبلها ثم خرج بهدوء لكي لا يزعجها دون أن ترد عليه فلقد كانت تلك إغماضتها الأخيرة .
فقد جظ قلبي عندما قرأت ذلك السطر ياااااااه تغير الشعور وأصاب الجسم بقشعريره تضامناً مع ذلك المشهد المبكي بحرقه..
دم بهذا القلب الرحيم عزيزي



صالح الوشمي

شكرا لتواجدك وكلماتك العطره

زيد الشمري
15-08-08, 04:29 am
جميل هذا العرض المختصر الذي يحمل رسائل عميقة..

دمت عارضاً مسرحياً بلا توقف ،

معاهدات


شكرا لمرورك العطر

زيد الشمري
15-08-08, 04:30 am
أخي

يزيد

أتلك حقيقه..!!..

إرتجف أضلعي منها..نهاية مؤلمه..وطفل راااائع...وأرمله حمقاء قاسيه

وإبن دفن تحت التراب وترك امه للظروف القاسيه

أبدعت في رسم تلك اللوحه المؤلمه


سلمت يمناك

دم سعيداً..

:)

نور الحياة

شكرا لك

دمتي بخير

مياسة
15-08-08, 08:16 am
زيد الشمري... وقلمٌ قادم بقوة... على شجر التفاح ,, وياسمين الواحة ,,
جميل هذا الصباح بعودتي إلى هُنا ,,

زيد الشمري
17-08-08, 12:30 pm
زيد الشمري... وقلمٌ قادم بقوة... على شجر التفاح ,, وياسمين الواحة ,,
جميل هذا الصباح بعودتي إلى هُنا ,,

مياسة

شكرا لمرورك العطر

مجد88
21-08-08, 01:19 pm
الفاضل زيد..

سرد جميل حرّك المشاعر الانسانية..

شكرا لك وتحية تقدير...


..

.

زيد الشمري
22-08-08, 05:03 pm
الفاضل زيد..

سرد جميل حرّك المشاعر الانسانية..

شكرا لك وتحية تقدير...


..

.

شكرا لك

مجد

دمت بخير

عبدالله الوشمي
25-08-08, 10:49 pm
كاتبنا الرائع / زيد الشمري

صورة حزينة رسمتها بإحتراف

من خلال قصة الجدة المسكينة

وكانت تلك الدمعة الأخير .. ستبقى جرحا يتجدد

شكرا لك يا عزيزي على هذه اللوحة الحزينة

تحياتي

زيد الشمري
27-08-08, 11:33 am
كاتبنا الرائع / زيد الشمري

صورة حزينة رسمتها بإحتراف

من خلال قصة الجدة المسكينة

وكانت تلك الدمعة الأخير .. ستبقى جرحا يتجدد

شكرا لك يا عزيزي على هذه اللوحة الحزينة

تحياتي

عبدالله الوشمي

شكرا لك اخي على تواجدك