المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُغَ ــــام ــــَرة ٌ فِي بَح ـــرِ الحُ ـــــبِّ !!


الــبــاســل
07-08-08, 04:45 am
.
.


بِسمِ الله الرحمَنِ الرَّحيم


مُغَامَرةٌ فِي بَحرِ الحُبِّ !!


كُلُّ شَيءٍ أحبُّه إلا الحُب .. ذَاكـَ الذي أصبَحَ دُستُوراً للإحسَاسِ والَعَاطِفَة لِمَن أَحبَّ .

لَن أتَكَلَّمَ عَن حِكَايةِ أسطُورة .. ولَكنِّ سأحكِيَ عن مُغَامَرة

فِي إحدَى أيَّامِ الغُربَةِ .. كُنتُ أسِكنُ بَعيداً عَن ضَوضَاءِ المَدِينَة .. إستَأجَرتُ بَيتاً مُتَواضِعاً فِي الأريَافِ وَالتَيَ يَكسوهَا الهُدوءُ وَالحَياةِ البَسيطَة .

[ إفرَنْجٌ ] لا يَعلَمونَ فِي الحَياةِ سِوى الكَدِّ والبَحثِ عن لُقمَةِ العَيشِ والشَّهوةِ .. يَفِرُّونَ مِن مَا يُحزِنُهم بِكأسِ خَمرٍ أو إبرَةٌ مُخدِّرة .

حَياةٌ أتَأقلَمُ مَعَها سَرِيعَاً .. فُكلُّ شَيءٍ تستسيغه نَفسِيَ إلا الضَّوضَاءُ وَالأمَاكِنُ المُزدَحِمة .

كَانَ المَؤَجِّرُ عَليَّ يَسكِنُ بحقله ليسَ بعيداً عني .. شَيخٌ هَرِمٌ فِي سِنِّه .. لا إحدِودَابَ في ظَهرِهـِ كَأنهُ في عِزِّ شَبَابِه .

يَصحُو عَلى زَقزَقةِ الطُّيورِ .. فيُخرِجُ ومَعهُ آلَتُه المُوسِيقيَّةُ وَكُوباً مِن قَهوَتِه وسيجارته .. هَذهـِ في كُلِّ صَباحٍ هِي وَجبَتهِ المُفَضَّلَة .. لَمَ أُبيِّنُ لَهُ يَوماً انزِعَاجي مِن صَنيعِهِ ..

كُنتُ أتَمَتّعُ فِي مُشَاهدتي لَه عَبرَ النَّافِذَة .. بَل كِدّتُ أفرِشُ مَنَامِي عَليهَا

إرتَديتُ مَلابِسي وَنَزلتُ لأتَربَّعَ على الكُرسي الخَارجي.. بَادَرني بـ [ هَاي ] .

تَبَسَّمتُ فِي وَجههِ عَلامَةً لِقَبُولِ تَحيَّتِهِ .. فَدَخَلَ بيَتهُ وَحَملَ أمتِعَتِه ثُمَّ عَادَ لِيحكيَ مَعي ..

صَارَعتُ نَفسِي لأفَهَمَ مَا يَقُولهُ غَيرَ أنِّي فَهمتُ مِنهُ دَعوَة لِيَ للعَشاءِ مَعَه .. فَغيرَ أنِّي لَستُ مُلمَّاً باللُّغةِ لَكنَّ لَهجَتهُ ليسَت كاللَّهجَةِ التي تُقابِلُني في المَدينَة .

رَكبَ سيَّارَتَهُ وَخلَفَ لي غُبَارهـَ .. [ كَنَسَ الله أرضَهُ ]



يتبع ..

.
.

زوايا
07-08-08, 04:52 am
بانتظار حلقاتك والنهاية
بدايتي معطرةبرائحة الجيفنيشي

شمعة امل
07-08-08, 05:00 am
الباسل


كم تعجبني قوة أطلالتك دائماً ...


ننتظر البقة

نـور الـ ح ـيـاهـ
07-08-08, 05:04 am
متابعه لك

أيها الباسل

بإنتظار البقيه......!!

زيد الشمري
07-08-08, 09:46 am
الباسل


وبوح راقي


تقبل مروري

مجد88
07-08-08, 12:08 pm
مع المتابعين أنتظر يتبع..

أسلوب هادئ وجميل في المضمون وما حوى..

لك الشكر وتحية تقدير..
دمت بخير أخي الباسل...

..

.

الــبــاســل
08-08-08, 04:04 am
.
.





بَعدَ العَصرِ البَابُ يُطرَقُ !!
عَجوزٌ قَد بَلَغَت مِنَ الكِبَرِ عتيَّاً أماميِ .. كُنتُ أعتَقدُ أنّها خَرجت مِن أوَّلِ مَنَازِلِ الدَّارِ الآخرةْ ..
تَبَسَّمتُ لَها .. لَكنَ إشارَاتِها بِيَدها تَقولُ تَعالَ إلينَا !!

خَرجتُ مَعَها ودَلفنَا إلى بَيتِهم .. رأيتُ مِن أبنَائهم مَا لم أَرهـُ مِن قَبل شَابَّةٌ وَشِبل .. عَلى مُحيّاهُم فَرحَةً تَغمُرهُم .


رُبََّمَا أني أوَّلُ مَن زَارَهم .


قَهوةٌ نَحتَسيها عَلى عَجَلٍ .. ثُم أخَذِ الأبُّ بِيدي عَلى مَهَل .. كانَ يَحكِيَ وَيَحكِيَ كِدتُ أمِلَّ .
نَسيرُ بينَ أشجَارٍ عَاشت عُمراً مِنَ الزَّمَن .. كَانتْ للأبِ في الصِّبا هِي المُحتَضَن .

يتَكلَّمُ فأعيَ قليلٌ مِن الكَلامِ وكَثيرٌ مِنهُ لا أفهَم .
ودَّعتُه واعتَذرتُ عَنِ العَشاءِ لأني سأدخُلُ لِلمَدينة .


عُدتُ مُتأخِّراً .. المَكانُ هَادِئاً .. واللَّيلُ سَاكِناً

جَميلٌ أن يَجلِسَ الإنسانُ مَع نَفسِه في هَذهـِ الأحوال .

جَلستُ عَلى نَافِذةِ غُرفتي .. لا شَيءَ يُشغِلُني ولاَ نَومَ يُسَيطِرُ عَلي .

كأنَّ القَمرَ يَنظُرُ إليَّ .. وإن تَكَلَّمتُ مَعهُ سَيَسمَعُني .. لا أحدَ سوانا سِوى خَالِقُنا .

تَحرُّكاتٌ شَعرتُ بِها في فِناءِ جَارِنا سَرقت إنتِباهي ، أسمَعُ هَمسٌ شَغَفَ قَلبي .. وأرَى مِنْ بَينِ الظَّلامِ شَعراً مُنسَدِّلاً يَتلاَعبُ بَين نَسمَاتِ الهَواءِ . . هَذا ما استَطَعتُ اقتِنَاصُه .

عَقلي طَارَ مِنِّي .. بَصَري لَيسَ بِيدِي .. ضِعتُ بَينَ سَرادِيبِ خَياليَ والمَنظَرَ الذي أمَامي .

تَسلّّلتُ بِهدوء وحَرَكاتٍ إختِلاَسِيَّة للأعلى .. لآخُذَ حُريَّتي بالنَّظرِ وَأتَمَعَّن .

يهٍ إلى مَاذا أنْظُر !!
أإلى جَمالٍ سَاحِرٍ .. أم إلَى مَلاكٍ بَاهر ..

رَفعتُ بَصري فنَظرتُ للقَمَر .. !!
إبِتسامَةٌ سَاخِرة له .. عَفواً فَانتَ يا قَمرُ لَن تَصِلَ مَقامَها ولا بِالحُلمِ !!

كُنتُ أحبِسُ أنْفَاسِيَ فِي كُلِّ نَظرَةٍ أرَاها .. وَبَعدَها تَخرُجُ الأنْفَاسُ بِتَنهِدَةٌ بَعيدٌ مَداها .

تَوارَت عَنِ الأنظَارِ .. وَقلبِي مِنَ الشَّوق كَمَن أضرَمَ فِيه النَّار .
نَزلتُ لأستَرخِيَ .. غَيرَ أنِّي سَارِحٌ في خَيالِيَ .


يتبع ..



.
.

شمعة امل
08-08-08, 04:19 am
يُتبع ..

وشوقنا معك يَتَبعَ

الــبــاســل
08-08-08, 10:02 pm
.
.



بَدأتُ أعِدُّ الأحلاَمَ والأمنيَاتِ .. تَارةً أتَمنى نَظرةً وَاحِدة وتَارةً أطمَعُ وأتمنَّى لِقاءات .

غَفوةٌ لا أعلَمُ كَيفَ وَمتَى بدأتُ بِها .. غَيرَ أنِّ الإستِيقاظَ كَانَ مُتَأخِّراً .
جَمَعتُ مَا يَلزَمُني لأقضي فِيهِ يَومي .. وَعندَ فَتحيَ للبَابِ سَقطت أغراضي مِن يدي !!
هَاهي تَسيرُ بِكُلِّ ثِقةٍ وَشمُوخٍِ وَعزَّة .. تَركتُها وَتربَّعتُ عَلى العَتَبَةِ .

تَمُرُّ مِن جَانبي وتُثيرُ بِقدَمَيهَا الغُبارُ فأستنشقه كالعبِير .

تَسِيرُ وكأنَها تَتَحركُ على أنْغَأمٍ وإيقاعات ..
غُرورُ قَد فَرَضَ سَيطَرَتُه عَليهَا .. خُيلاءٌ لَن ألومَها عَليهِ بَل وَمن حَقِّها .

تَبَّا لَها ألاَ تَستَحي مِنِّي !!
لَو عَلِمَت مِا بِقَلبيَ لَما تَعدَّت أسوَارَ غُرفَتها .

عَجزتُ عن تَمَالُكـِ نَفسيَ فَفَضَّلتُ الذَهاب .. لَكن سُرعَانَ مَا عِدّتُ وأصبحت أسيراً لِنَافِذَةِ غُرفَتي !!
أحبَبتُ وَهويتُ الُغُرفَةَ مِن أجلِ العَشيقَة !!

كُنتُ أقرأُ أنَّ الحُبَّ دِفء الحَياة .. غَير أنِّيَ وَجَدتُ الحُبَّ هُوَ الحَيَاة
تُريني في عينَيها حِكَايَاتٌ مِن الحُبِّ والغرَام والخَيالاتِ والأحلاَم ..
أنظُرُ لِنَفسي تَارة فَأُشفِقُ عَلَيهَا وأقولُ يَا ليَ مِن مِسكينٌ مَغرورةٌ تَسوقُه .. وتَارة أقول شَرفٌ لي أن أسرِقَ مِن جَمَالِها ولو نَظرَة .

نَسيتُ ما جِئتُ مِن أجلِه .. حتَّى جَدولُ حَياتي مَزَّقته.
أصبَحت هي كُلُّ ما فِي حَياتي .. آمالي وَطمُوحاتي ..

هِي الألمُ في عَذَابِ الحُبُّ .. والشفاء لشَغفِ القَلب .

حتى مَن حَولي أحسُّوا بشيء غَريبٌ اجتاحني .. أَسيرُ ولا أبَالي بِمَن جَانِبي ..
يَتكَلّمونَ وَيضحَكون عينيَ مَعَهم لَكنَّ قَلبي وعَقلي مُسافرٌ مَعها .

يتبع ..


.
.

شمعة امل
09-08-08, 01:20 am
تشوووويق بلاحدود ..

ننتظرك ..

الــبــاســل
10-08-08, 01:54 am
.
.




غَابَت عَن نَاظِري بِضعَةَ أياًّم .. أحسستُ أن حياتي لَم تَكن بدونِها سوى أَوهَامٌ وحُطام .
تَمنَّيتُ يَومَاً أن أبَوحَ لها ما بِخَاطري .. لَكن سُرعَانَ مَا أترَاجعُ وأهذيَ عَلى نَفسي .


كَانتَ قَوامُها فَاتِنة .
عُنق وَعيونٌ وَشعرٌ جَعلَ الجَمَالَ لِغيْرِها مُجرَّدُ مُبَالَغة .. بِل الجَمَالُ عِنَّدها يَضيعُ قَدرهـُ .


حَاولتُ أن أُلهِيَ نَفسِي عَنها .. فَتَصرَعُني النَّفسُ وَتأخُذني إليها .
إنَّ الأحَزَانَ التي كَانت تأخذُ حيِّزاً كَبِيراً مِن قَلبي لَم تَكُنِ الآنَ سِوى حَوادِثٌ عَابِرة ..

عَادت إلينا المَغرورة .. أحبَبتُها وَعَشقِتُها رُغمَ غُرورِها
قَلَّ تَواجِدهَا بَينَنَا .. تَمُرُّ الدَّقائقُ وَ السَّاعَاتُ ويَديَ عَلى خدِّي جَالِسٌ أنتَظرُها !!
طَالَ الانتظار .. والصَّبرُ مِنِّي قَد نَفَد .

جَاءَ شِبلُ جَارِنا إليَّ .. رُبَّمَا أنَّه أشفَقَ عَليَّ لِتَواجدي وَجُلوسي وَحدي .
كَانَ يَحكِيَ وَيَحكِيَ ولا كَأنَّ أَحَدٌ بِجَانبي .

هَمَّشتُ الجَميَعَ حَتَّى نَفسي .. فَبَعدَ حُبِّ هَذهـِ لا تَلوموني .
ضَرَبَ عَلى كَتفي علَّهُ يَلقى اهتِمَامَ مِنِّي !! لَكِن لا حَيَاة لِمَن تُنَادي .

كُنتُ أصَنِّفُ نَفسي ممن يُحبُّونَ بسهولةٍ وَيكرَهونَ بِصعُوبة .. وأحياناً تَنعَكِسُ هَذهـِ المُعادَلة ..
غَير أنِّي وَجدتُ أن الحُب يَقودُ صَاحِبهُ لا الصَّاحِبُ هو مَن يَقودهـ .

بَعد أيَّامٍ خَرَجَت إلينا ولا كَأن أحَدٌ مُتَعَلِّقٌ بِها .. كَانت تَضرِبُ بِقَدمِهَا عَلى الأرضِ مِن كِبريائها وغرورها وكَأنها تَضِربُ على قلبي .. خَرجَت وَكأن الشَّمسَ عن الدُّنيا قَد طَالَ غِيابُها .

بدونِ مُبَالاتٍ أسَرعتُ إليهاَ حتى تَشَبَّثتُ في عُنقها .. كالطفلِ حينما يرتمي في أحضَانِ أمه .

أحببتها وعشقتها وسَأبقى أُحبها حتَّى يُحثى عَليَّ الثَّرى فَهي الخَيرُ وَفي نَواصِيها الخيرَ إلى يومِ القِيَامة .

من بنات الريح لي صفرن جفول = كنها ظبي الفلا بجفالها

منوة الخيال عساف الخيول = زينها في دقها وجلالها

زينها ماشفت مثله بالمثول = الله اللي بالجمال اصخى لها

تستذير كحيلتي من كل زول = مايصخرها سوا خيالها

اذكر الله كل ماقامت تجول = واحمد الله خصني بحبالها

كنها تمشي على قرع الطبول = فتنة اللي خافقه يبرى لها

ضافي القصه على الطرف الخجول = تنكسر شمس الضحى بظلالها

وصفها وصف السحاب اللي = كل عينن تستخيل خيالها

او كما طاري على الخاطر عجول = صاحبه حقيقته ماطالها

كل رجلن في حياته له ميول = والهوايه تمتلك رجالها


( خالد الفيصل )

هَذهـ هي مُغامَرةُ الحب ..
فَمن أحبَّني يَوماً فليدفنُ حُبَّه لي في أحشَاء قَلبِه ويَجعلَ مَحبته لي حَادِثة عَابرَة مَرَّ بها .. وَمن أحبَبتُه سأعيشُ عَلى ذِكرَاهـ .


أدرَجتُ المُغَامَرَة مُختَصَرَة فعُذراً على الإطالة
أستَودِعُكم الله
دُمتم بِحفظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايِته




.
.

شمعة امل
10-08-08, 02:43 am
مغامرة رائعة بكل ماتحمله الكلمة من روعة


تشويق لاحدود ,,


وأسلوباً قصصي سلسل وجميل ,,,


عباراتٌ أدبية رائعة ,,,,



ورقي في الطرح لامثيل له..


أخي الباسل

الشكر كل الشكر على هذه المتعة الجميلة التي قضيتُها بين ثنايا هذا المتصفح ...


احترامي

معاهدات
11-08-08, 04:21 am
أخي الــبــاســل المحترف

أحييي فيك هذا الطرح التشويقي الجميل
استمتعت معك في توالي القصة ، وأن كنت أتوق لقراءتها دفعة واحدة _ فلا تعد لذلك !!_
بكل المعاني الدفينه داخل العرض غلا أن اتفقت أن الجمال هو العنوان العريض لها
راقت لي كثيرا

اشتاق لعرض بنفس قوة هذا الجمال

رددت معك كثيراً :
كُنتُ أقرأُ أنَّ الحُبَّ دِفء الحَياة .. غَير أنِّيَ وَجَدتُ الحُبَّ هُوَ الحَيَاة

قد يكون لامس حدثاً ما في الواقع !!!!


دمت ناجحاً باسلاً رائعاً

لين الباحوث
15-08-08, 01:36 pm
أعتذر عن وصولي المـتأخر وسعدت
لتداركي تواجد كاتب ناضح بمعنى الكلمة
وقاص رائع بكل المعايير .....

تواجد نصوصك طلب أتمنى أن يجد صداه

لين الباحوث