د/جيهان
04-08-08, 12:05 am
نستكمل الليلة ما بداناه من حديث حول المرأةوالمرض النفسىوقد توقفنا فى الجزء السابق عند اخر اضطراب من الاضطرابات النفسية الخاصة بالمراة وهو اضطراب ما بعد انقطاع الدورة الشهرية او ما يسميه البعض سن اليأس وبالطبع هى تسمية خاطئة فليس الياس هو عدم الانجاب ولايقاس عطاء المرأة فى الحياة بقدرتها الانجابية فقط لكن العامة درجوا على تلك التسمية التى ربما تكون هى نفسها من اسباب الاضطراب النفسى فى تلك السن حيث تشعر المراة انها فقدت اهميتها خاصة لدى زوجها بتوقفها عن الانجاب مما يسهم بشكل او باخر فى اصابتها بالاكتئاب الا ان اغلب الابحاث اثبتت ان الاضطراب النفسى بعد انقطاع الطمث يرجع غالبا الى انخفاض مستوى الهرمونات الانثوية عند المراة خاصة هرمون الاستروجين حيث تحدث بعض الاعراض النفسية المصاحبة مثل الاكتئاب والقلق والصداع المستمر واضطراب النوم مع ضعف الشهية للطعام كما تحدث بعض الاعراض الجسدية مثل السخونة والبرودة والعرق الغزير وغالبا تكون الاعراض بسيطة فتمر بسلام وتخف حدتها مع الوقت ولكن فى احيان اخرى تكون شديدة مما يستدعى التدخل الطبى سواء العلاج الدوائى اوبالجلسات النفسية وقد يفيد العلاج التعويضى بالهرمونات فى تخفيف حدة الاعراض الجسدية والجنسية الا انه لا يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية وممايجدر الاشارة اليه من اسباب الامراض النفسية لدى المرأة وزيادة نسبتها بصفة عامة والامراض النفسجسدية منها بصفة خاصة من اهم تلك الاسباب هو ان المراة فى جميع انحاء العالم ما زالت تعانى من الاضطهاد والعنف الاسرى سواء الظاهر منه او السلبى فلا يزال ما يزيد على 50_70% من النساء يعانين من الضرب والعنف بدرجات متفاوتة قد تصل احيانا الى الموت او الاصابة بعاهات شديدة الاان العنف السلبى المتمثل فى التجاهل والاهمال والتحقير والقهر والاستعباد والمكايدة خاصة من جانب الزوج اقول ان العنف السلبى قد يكون له من الاثر على الحالة النفسية للمراة ما يفوق اثر الضرب او العنف الظاهر ومما يؤسف له ايضا ان العنف السلبى يظهر بصورة كبيرة فى التعامل مع المراة فى بلادنا العربية والاسلامية وهو ماتسبب فى كثرة انتشار الاضطرابات النفسية بين النساء مما نراه جليا فى العيادات النفسية خاصة اضطرابات الجسدنة والاضطرابات النفسجسدية فبينما تقهر المراة وتمنع من التعبير عن مشاعرها فى حالات كثيرة ويعجز لسانها عن الشكوى يتولى جسدها المهمة بالطريقة التى تتسنى له وهى الالام التى لا يجد الاطباء الباطنيين لها دواء حيث انها صرخة استغاثة واعتراض على موقف ما لا يسمح للانثى برفضه ولازال للحديث بقية فالى لقاء بأمر الله ومشيئته سبحانه