تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بطرس دبليو بوش للكاتب (يوسف الحجيلان )


فارس بريده
20-06-02, 07:27 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هذا المقال للكاتب يوسف الحجيلان الكاتب في موقع الاسلام اليوم

بسم الله الرحمن الرحيم
في الزمن الأول استطاع بطرس الناسك أن يؤلب أوروبا بقضها وقضيضها وباروناتها ونبلائها على المشرق الإسلامي في حملة صليبية شرسة وكانت الدعاية المظهرة أن بلاد المسلمين تفيض لبناً وعسلا ويومها كانت أوروبا تعيش حمأة التخلف وذروة نظام الإقطاع فكان باب الشرق منفس رحب يمكن من خلاله تفريغ الحقد وتصدير المشكلات ورفع المستوى المعيشي للعالم الغربي المعدم .
فلم يكن من الصعب حشد تلك القوى وتأليب الأمم إذ العملية كلها نتيجة مباشرة لمشكلات الغرب الاجتماعية والاقتصادية .
ولبوس الدين وإن كان هو الهدف إلا أنه لم يكن ليستهوى هواة التواسع من أمراء الرومان والرعاع من أبناء الفلاحين ورعاة البقر والخنازير من أهل القارة البيضاء .
واليوم هناك سؤال يفر ض نفسه على الواقع . ولا يزال جوابه صعب على الكثيرين من أهل النظر ناهيك عن غيرهم من الأتباع والعامة وهو كيف استطاع ( بطرس ) عفواً جورج دبليو بوش الناسك أن يحشد كل هذه الجنود ويظم كل هذه الأصوات ليكون هذا المزيج الغريب الذي تحالفت فيه أشد الأفكار تبايناً وأكثر الأيديولوجيات تنافراً . كما لغت بعضها من بعض تحت مظلمة أمريكا لينتج من هذا الخلط أكبر تحالف عرفه التاريخ تحت راية دولة لم يكلف مندوبها لدى الأمم نفسه أن يأخذ مظروف القرار الدولي من مجلس الأمن ليكسب عمله شرعية لا يحتاج في سبيل الحصول عليها إلى كبير عناء ؟
وهنا مجموعة من الأجوبة يمكن أن يكون أحدها مقنع وتستطيع مجتمعة أن تكون أرضية لحلم طالما ساور مخيلة صانع القرار الأمريكي الحالم بالهيمنة على العالم .
1- النقل الاقتصادي الأمريكي الكبير كأكبر سوق استهلاك وأكبر قوة مصنعة وأعظم بورصة مالية في العالم ، مما يؤهلها أن تفرض على الغير أن يكون شريكا لأمريكا في عمل لها غنمة وعلى غيرها غرمه .
2- الثقل السياسي ووجود المنظمات الدولية في نيويورك وواشنطن وحق النقض والمقعد الدائم في مجلس الأمن الأمر الذي يجعل كثيراً من دول العالم وحكوماته ينظر إلى الوضع القائم وكأنه فرصة لتقديم زلفى لأمريكا يؤخذ ثمنها نقداً أو بسند خزينة أو شيكاً مؤجلاً .
3- القوة العسكرية الضاربة وعقدة . (NO.1) ، والعقلية الأمريكية المتغطرسة التي سوغت لجورج بوش أن يقول : كل من ليس معنا فهو ضدنا .
4- المارد الذي ظل نائماً أو منوماً لقرون خلت لكن روحاً بدأت تدب في أوصاله فرضها تأريخ من التخلف والهزائم المرة والنكبات المتعاقبة التي أقنعت كل من يحمل شرف الانتساب للإسلام أن العود فرض لا مناص منه . نعم إنه الإسلام وعقلية الجهاد التي ربما تكون المسوغ الأكثر قدرة على جعل الفرنسيين والألمان والإنجليز وحتى الروس واليابانيين يتناسون صراعات الأمس ورح التحدي التي تفرض عليهم بغض أمريكا وعقليتها التي ما انفكت تبحث عن مسوغات الهيمنة على العالم ولكن عدو عدوي صديقي . وإن كانت السنة : تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى .
وإلا من كان يفكر أن تنصهر عقلية الكوميكاز والصليب المعقوف والمنجل في ذات الغالب الذي يرفرف عليه علم الإحدى وخمسين نجمة .
إن من السنن الثابتة سنة الدفع أقرها الله في قوله : "ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض" فلم يحدث أن استبدت قوة بالعالم تسوسه وفق رغباتها . بمثل ما مكنت أمريكا اليوم .
فهل القضية محض قدر أراده الله . أم نتاج تخطيط ودراسة ورصد . وثمرة للجهد الذي مكن من مسح الدب الأحمر من على الوجود وأفول نجم وضمور مدافع الحرب الباردة .
فلم يكن أحد ولو من وراء كواليس هوليود يفكر بواقع تنـزل فيه أمريكا قواتها على أرض أوربا الشرقية ناهيك عن آسيا الوسطى وعمق الأراضي السوفيتية حتى تصير مصانع القرار الروسي في مرمى النار الأمريكية .
تسارع في وتيرة التغير وقوة اندفاع لعجلة الأيام تقرر نظرية أبحت حلوق الكثيرين من مفكري المشرق الإسلامي .
وهي أن النظام العالمي الجديد والوفاق الدولي يفترض أو يجعل الغرب يفترض أن الإسلام عدو قادم لا محالة .
وإلا فما معنى أن يضل جنرالات حلف الناتو يسعون إلى توسيع دائرة الحلف ويبحثون له عن عمق حتى أتى على جل حلف وارسو وشذرات من آسيا حتى غازل الصين والهند واليابان دون أن يعرض على دولة مسلمة الانضمام باستثناء تركيا التي هي أوربية أكثر من أوربا ثم هي واقع فرضته الحرب العالمية الثانية توسع غير مبرر إلا على حد قول قائلهم إن الحفاظ عل القوة يمكن عند افتراض العدو .
لقد عرضت أمريكا قوائم تضم العشرات من الأفراد والجماعا ت المنضمة على إنها إرهابية .
ليس بينها غير المسلمين على الرغم من نحل وملل لا حصر لها تكن العداء لأمريكا فأين بارونات المخدرات والسلاح . وأين الصرب ورجالات الجيش الأحمر .
وأين المافيا الإيطالية . وأين منظمة الباسك واليمين النصراني أصحاب أكلاهوما وأين رجالات نورييغا واسكوبار وغيرهم .
إن كانت المسألة ترتيب أولويات فالأولى هو القضاء على الأصغر الضعيف وهم السابق ذكرهم على حد قول رئيس المخابرات الأمريكي الأسبق ليتم التفرغ لغيره . أما إن كان الأمر واقع يجب فرضه ، فقد أدانت المحاكم الأمريكية المتهم حتى قبل بدء التحقيق وهنا سؤال أختم به كلامي .
هل مقولة جورج دبليو الناسك نريدها حرباً صليبية على الإرهاب . ثم ما تبعها من هرج حول صراع الحضارات والهجمة الشرسة على الإسلام عبر وسائل الإعلام الغربي .
هل كل هذا محض صدفة ؟ وزلة لسان ؟ أم . ونطقوا بها واستيقنتها أنفسهم .

فارس بريده
24-06-02, 12:45 pm
يرفع ليستفيد الجميع