عبدالله السنيدي
18-07-08, 03:27 am
أما قبلُ : هذا ردّ سابق نقلتُه في موضوع مستقل ، وأرجو أنْ لا يظن ظانّ أني أشُحّ فيما أكتبُ ، ولكنّي رجوتُ أن تعمّ الفائدة ، فأتكثّر بها الأجور.
ويلَكِ منّي أيّتها المقالة !
البيان لا يُعنى باللسان القويم ، والجمال لا يُعنى فيه بالمظهر فقط ، والسّلامُ لن يأخذه العرب أبداً ولن يفتأ أصحابهُ يتذاكرونه ويتمنوهُ ، إنّ الأحزانَ كانت سريرةً في خبإِ الصابر الحليم ، حتى نفذت في عصرنا شذرات الأسى من خلج الحكيم العليم ، فلم تبقى السعادة لأحدٍ سوى الأطفال الرضّع ينعمون بها على بكاء وعويل ! ، فيا ليت شعري هل أصرخ طالباً السعادة كما ينوح الصّغار !.
بسمتُ فقالوا ألا تحتشم ! .. صمتُّ فقالوا ألا تبتسم !!
هذه مقدمة .. وما عظُمَ خَطْبُهُ زانَ الحديث عنه ، ورنَتْ فيهِ أجمل مقدّمة ، أما بعدُ :
كنتُ راكباً ذات يوم على السيّارة ، أبتغي بها قضاء الحاجة لا كما يفعلهُ فتيان اليوم ! ، فأدرتُ إحدى يديّ ليتحدّث المذياع ، فتحدث وليتهُ لم يفعل ! ، كانت الصوت لفتاةٍ في عمرِ الزهور ، يندب حظّها البنات ، صوت شروهُ الأنجاس بثمنٍ زهيد ، فتسمعها تنغج بصوتها وتقول : (هادا الدين كوّيس بس لو كان فيه ناس فاهمين) !
قلتُ : تموت الأسد في الغاب جوعا * * ولحم الضأن تأكله الكلاب
ويح الفَهم إن كان من أحمقٍ أرقعٍ أصقع يزينُ كلامه بحسنِ صوته لا بجمال ألفاظهِ وقوّة براهينه ! ، فتُراها تنوح كالغانية ولسان حالها هلموا إليّ فأنا اليوم بأرخص الأثمان وغداً سأزيده عليكم ، كالشاة حامت حول الذئاب تطلبهم إليها ! . ألم تكتفِ مجاميع البُلهاء بالغناء والطربِ على مسامع العالمين ! فأردفوا ذلك المجون دخولهم على العلم والفِكر كأخفاف الأحلام ، فذات يوم قيل لي أن مُطرباً زعم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- (سعودي)! ، فقلتُ له إنّ ذلك ليس غريباً على أمثالهِ ، بل هذا هو المعهود عنهم ، ولكن العجيب في أمرهم أن يُصدَّروا بيننا كأسياد وتكون لهم دائرة التمجيد ! ، فهل لمجنونٍ أو سفيهٍ أن يُتقن التفكير قبل أن يصف لنا كيف نفكّر وبمن نقتدي ؟! ، ليت شعري لو جعلنا هؤلاء المطرّبون حرساً على الأبقار الميّتة والأغنام الهالكة لم يحُسنوا فعل ذلكَ !
إنّ الإعلام هو السبب لكلّ ما يحدث من آفاتٍ تراكمت علينا كتراكم البراكين بعضها على بعض ، فالإعلام هو الإخبار عمّا نفعلهُ وليس الأخبار عمّا يحدثُ في العوالم ! ، ففرقٌ بين هذا وذاك ، وأقول كما قال غيرُنا ، إذا صلُح الإعلام صلُح المجتمع ، وإذا فسدَ فسدت بهِ أُمم.
.
ويلَكِ منّي أيّتها المقالة !
البيان لا يُعنى باللسان القويم ، والجمال لا يُعنى فيه بالمظهر فقط ، والسّلامُ لن يأخذه العرب أبداً ولن يفتأ أصحابهُ يتذاكرونه ويتمنوهُ ، إنّ الأحزانَ كانت سريرةً في خبإِ الصابر الحليم ، حتى نفذت في عصرنا شذرات الأسى من خلج الحكيم العليم ، فلم تبقى السعادة لأحدٍ سوى الأطفال الرضّع ينعمون بها على بكاء وعويل ! ، فيا ليت شعري هل أصرخ طالباً السعادة كما ينوح الصّغار !.
بسمتُ فقالوا ألا تحتشم ! .. صمتُّ فقالوا ألا تبتسم !!
هذه مقدمة .. وما عظُمَ خَطْبُهُ زانَ الحديث عنه ، ورنَتْ فيهِ أجمل مقدّمة ، أما بعدُ :
كنتُ راكباً ذات يوم على السيّارة ، أبتغي بها قضاء الحاجة لا كما يفعلهُ فتيان اليوم ! ، فأدرتُ إحدى يديّ ليتحدّث المذياع ، فتحدث وليتهُ لم يفعل ! ، كانت الصوت لفتاةٍ في عمرِ الزهور ، يندب حظّها البنات ، صوت شروهُ الأنجاس بثمنٍ زهيد ، فتسمعها تنغج بصوتها وتقول : (هادا الدين كوّيس بس لو كان فيه ناس فاهمين) !
قلتُ : تموت الأسد في الغاب جوعا * * ولحم الضأن تأكله الكلاب
ويح الفَهم إن كان من أحمقٍ أرقعٍ أصقع يزينُ كلامه بحسنِ صوته لا بجمال ألفاظهِ وقوّة براهينه ! ، فتُراها تنوح كالغانية ولسان حالها هلموا إليّ فأنا اليوم بأرخص الأثمان وغداً سأزيده عليكم ، كالشاة حامت حول الذئاب تطلبهم إليها ! . ألم تكتفِ مجاميع البُلهاء بالغناء والطربِ على مسامع العالمين ! فأردفوا ذلك المجون دخولهم على العلم والفِكر كأخفاف الأحلام ، فذات يوم قيل لي أن مُطرباً زعم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- (سعودي)! ، فقلتُ له إنّ ذلك ليس غريباً على أمثالهِ ، بل هذا هو المعهود عنهم ، ولكن العجيب في أمرهم أن يُصدَّروا بيننا كأسياد وتكون لهم دائرة التمجيد ! ، فهل لمجنونٍ أو سفيهٍ أن يُتقن التفكير قبل أن يصف لنا كيف نفكّر وبمن نقتدي ؟! ، ليت شعري لو جعلنا هؤلاء المطرّبون حرساً على الأبقار الميّتة والأغنام الهالكة لم يحُسنوا فعل ذلكَ !
إنّ الإعلام هو السبب لكلّ ما يحدث من آفاتٍ تراكمت علينا كتراكم البراكين بعضها على بعض ، فالإعلام هو الإخبار عمّا نفعلهُ وليس الأخبار عمّا يحدثُ في العوالم ! ، ففرقٌ بين هذا وذاك ، وأقول كما قال غيرُنا ، إذا صلُح الإعلام صلُح المجتمع ، وإذا فسدَ فسدت بهِ أُمم.
.