j l j-8-Jl
16-07-08, 12:49 am
عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر و خمس عشرة دقيقة من ليلة البارحة سلكت طريقا لا أعرفه فضولا مني وحبا للاستطلاع وتخطيطا - معززا بخبرتي في مسالك وأزقة تلك البلدة - لاختصار الطريق .
الطريق كالعادة معبد ترابيا لما يتسع لسيارتين فقط ، يفتقد لأعمدة الإنارة لكنه لا يفتقد الضوء المتسلل إليه كخيوط العنكبوت من إنارة الطريق الرئيسي الذي تفرع ، منه ذلك الضوء لا يكاد يوضح معالم الطريق إلا للمترجل الماشي بتؤدة الحاسب لخطواته المتحسس لمواضع قدميه ، واصلت المسير بحذر الطريق ينحني يمينا ويسارا ويضيق تدريجيا ، ذلك الضوء المتسلل لا يصل إلى هنا ، سيارتي أصبحت غريبة بدأت ترتعد من الخوف ، معذورة فهي لم يسبق لها أن سلكت مثل هذا الطريق ولم تصنع له ، حاولت أن أهدئ من روعها أضأت المصابيح ذات الإنارة العالية لكنها ضلت مذعورة وما زالت ترتعد ، بعدها عرفت أنها ترتعد بسبب الحجارة التي على الطريق ولا يمكن رؤيتها لأن مياه الأمطار قد طمرتها ، رفعت قدمي عن دواسة البنزين ، السيارة تسير ببطء شديد - ليس من عادتي ذلك لكن الظروف أجبرتني - عن يميني جدار من الطين يحيط بأشجار نخيل لا أرى غيرها ، وعن يساري خو أثل يبدو أن ما بعده أرض ( حيالة ) ، أمامي على مدا ضوء السيارة وحل على الطريق خلفي ظلام دامس ، فوقي تتماسك عسبان النخل مع أغصان الأثل كأنهما تسلمان على بعضهما لتؤنسا وحشتيهما ، أو كأنهما تأخذان على بعضهم عهدا بخدمة أهل تلك المزارع الذين يتعبون من أجلهما طمعا لإنتاجها ، هناك في ذلك المكان عقلي سفينة شراعية تمخر عباب بحر من الخيال بحر لجي أمواجه عاتية ، هناك في تلك الثواني عشت مئة سنة مضت ، هناك أنا لست أنا هناك الزمن ليس الزمن هناك المكان هو المكان .
كم هي الحياة سهلة في تلك الأيام الخالية ، كم هي بسيطة لا تكلف فيها ، ومع ذلك كان أهلها يتعبون كما سمعت من كبار السن ، الفلاح يتعب في مزرعته ، التاجر يتعب في تجارته ، الوسائل في ذاك الزمن بدائية تطلب جهدا مضاعفا لتنتج اليسير ، أجل ما بالنا نحن أهل هذا الزمن نتعب مع توفر كل ما من خصه ترفيه الإنسان ، و البحث عن سبل راحته ، غريبة هذه الدنيا دائما تعب ، نعم فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان وقدر عليه ذلك في الحياة الدنيا ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) وطلب منه أن لا يقعد بدون عمل كما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ( فإذا فرغت فانصب ) إذن لا راحة جسدية في الدنيا ، الراحة المطلوبة هي راحة القلب وطمأنينته وهذه لا تطلب بما هو إعراض عن الله تعالى كالمعاصي ( ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) بل تطلب بطاعة الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
ما الأمر السيارة لا تتقدم إلى الأمام ، ما بالها ثابتة في مكانها ، يبدو أنني سافرت بعيدا بخيالي حتى نسيت واقعي ، الظاهر أن السيارة عالقة في الوحل - مغرزة بالطين - فتحت باب السيارة لأشاهد الحال وأتأكد الهواء بارد جدا ، يا الله نعم السيارة عالقة في الوحل ماذا أصنع ليس هناك من يساعدني فأنا بمفردي لم أدع اليأس يقتلني بل توكلت على الله ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وبدأت أحاول السيارة تتحرك وتبذل مجهودا جبارا في الحركة ، لكنها في مكانها عالقة فهي هنا مثل العرب يفعلون ويصنعون ويبذلون ويتحركون وحالهم هي حالهم لم يتغير شيء .
الآن الساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربع فالوقت متأخر هنا ، فأهل هذه البلدة بعد الساعة العاشرة مساء لا يمكن لأحدهم أن يخرج فالمصالح تتعطل بعد هذه الساعة ، فلا جدوى مرجوة تحفز أحدهم على الخروج ، حتى أهل السمر - التعللة - بعدها بربع ساعة يكونوا جميعهم قد انقلبوا إلى بيوتهم ، أطفأت محرك السيارة وجلست أفكر في الأمر أنا بصراحة محتاج إلى المساعدة و يائس من قدوم أحد لمساعدتي فقررت أن أجري اتصالا على أحد من معارفي وأكلفه بالقدوم لمساعدتي رغم بعد هذه البلدة عن مدينتي قليلا أخرجت هاتفي الجوال ، مفاجأة أمر لا يصدق هنا لا يوجد تغطية للجوال يا إلهي هذا يزيد الطين بلة ، يا إلهي ماذا صنعت ليكون لي كل هذا إنا لله و إنا إليه راجعون .
بعد لحظات قلت لماذا لا أصعد فوق السيارة لعلي أستطيع أن أجد تغطية للجوال ، لماذا لا أحاول ، فتحت الباب كان في استقبالي لسعة الهواء البارد ، إنه برد شديد لا يطاق سوف ألبس فروتي ثم أصعد ، لبستها شعرت بالدفء فصعدت فوق السيارة ، ظلام دامس حتى النجوم لا تكاد تشاهد من شدة تماسك الأشجار مع بعضها ، هدوء رهيب صمت مخيف إلا من صوت الهواء الذي يزيد الموقف خوفا عندما يتسلل بين أغصان الأشجار محدثا أصوات كأنها إيقاعات الجن ، أخرجت جهاز الهاتف ، رفعته عاليا بيدي فلما أضاء نوره وإذا تغطية الجوال جدا ضعيفة استبشرت خيرا .
جال في ذهني عدة أسماء هم أهل للمساعدة - فزعة - وكلهم محبين للخير احترت بمن أتصل سوف أتصل بمحمد بحثت عن رقمه في السجل وأجريت الاتصال
ديييد . . . ديييد . . . ديييد
ابتسمت فأنا الآن أسمع صوت يؤنسني حتى لو كان جرس الهاتف ، بعد لحظات رد محمد على الهاتف أهلين وسهلين أبو سامي ، زادت ابتسامتي بعد سماعي صوت محمد ، فكلمته السلام عليكم فرد علي السلام ، فلم أدع له فرصة يتحدث لأن صاحبي محمد يحب السواليف وهذا الوقت ثمين ، شبكة ضعيفة التغطية الحال متعبة فباغته بالسؤال محمد حدد موقعك ولا تسأل ، فقال أنا الآن بالطريق السريع غدا الصبح إن شاء الله لازم أكون بالرياض ، أجل كان الله بعونك ومع السلامة بدأ صوته يرتفع أبو سامي وش بك عسى ما اخلاف أنهيت المكالمة ولم أرعه بالا .
يا ترى من يكون هذه الساعة ظروفه تسمح له بمساعدتي ، نعم إنه عبدالله لابد أنه الآن فاضي ويفرح باللي يكلمه ، خل مير أتصل به ، أخرجت رقمه من السجل فأجريت المكالمة لكن الحظ نايم شوي وصار جواله مغلق ، بدأت أفكر بشخص أخر يقوم بالمهمة ، ما لها إلا أحمد إن شاء الله يصير موجود و يجي يساعدني ، رفعت يدي عاليا وأنا ممسكا هاتفي الجوال - لكسب تغطية أفضل - أجريت الاتصال وبعد لحظات رد أحمد ، مرحبا كلمته بسرعة وبعد السلام أحمد الذيب بالقليب ، رد علي وبكل برود عمره ما طلع أحمد صح إن الساعة إثنعش بس أنا أكلمك ابجد أنا مغرز بطين وأبي أحد يسحب الموتر قال لي أبشر وصف لي مكانك .
أعطيته وصف المكان مع معاناة من صعوبة تحديد الموقع ، و كذلك سوء التغطية فالكلام يعاد مرات عدة عساه أن يفهم ، ثم لملمت نفسي داخل فروتي فنزلت إلى داخل السيارة ، جلست على مقعد السائق أنتظر قدوم أحمد مضى ساعة على انتظاري ولم يأتي أحمد ، إنا لله و إنا إليه راجعون لعلي أصعد فوق السيارة لأكلمه الله يستر عليه ، التعب بلغ مني مبلغه والنوم يدغدغ أجفاني استجمعت قواي واعتليت السيارة طلبت رقم أحمد وأنا قلق ، رد بسرعة أبو سامي تقطعت أصابعي من كثر ما دقيت عليك جوالك مسكر يا الله يا رجال أنا بعد ما وصفت لك المكان دخلت بالسيارة ولا به إرسال لكن حصل خير أنت قريب ، رد بغضب إيه قريب وين أنت به .
بدأت بإعادة الوصف بالتفصيل سمعت نغمة ليست غريبة علي شاهدت شاشة الجوال مفاجأة أمر جدا محزن ( البطارية فارغة ) يا الله ماذا أصنع ، ركبت داخل السيارة وجلست أفكر بحل لما أنا فيه ، وفي عمق التفكير سمعت صوت طرق على قزازة السيارة ، رفعت عيني وإذا برجل والصبح قد تنفس وبدت المعالم واضحة النخل جدار الطين الأثل الوحل الذي أمسك السيارة ، بسرعة نظرت إلى الساعة وإذا هي تشير على السادسة ، يا إلهي يبدو أني غفيت ولا دريت بشيء التفت إلى الرجل يبدو أنه من جنسية بنقالية ينظر إلي باستغراب ، فتحت الباب ونزلت من السيارة البرد قارص وملابسي ابتلت بسبب الوحل ، طلبت من الرجل أن يدلني على دورة مياه ، وإذا هي قريبة داخل الحائط الذي عن يميني ، توضأت وصليت الفجر ثم خرجت أتجول داخل الحائط لقيت البستاني فطلبت منه المساعدة ، لبى لي طلبي فأحضر جرافة - حراثة - وذهبنا سويا إلى سيارتي الجاثية في الوحل ، فربطناها بسلك معدني - واير - وتم سحبها بسلام حتى أوصلناها إلى الطريق المزفلت ، فرجعت إلى بلدي وأنا أندب حضي العاثر في ليلة البارحة .
الطريق كالعادة معبد ترابيا لما يتسع لسيارتين فقط ، يفتقد لأعمدة الإنارة لكنه لا يفتقد الضوء المتسلل إليه كخيوط العنكبوت من إنارة الطريق الرئيسي الذي تفرع ، منه ذلك الضوء لا يكاد يوضح معالم الطريق إلا للمترجل الماشي بتؤدة الحاسب لخطواته المتحسس لمواضع قدميه ، واصلت المسير بحذر الطريق ينحني يمينا ويسارا ويضيق تدريجيا ، ذلك الضوء المتسلل لا يصل إلى هنا ، سيارتي أصبحت غريبة بدأت ترتعد من الخوف ، معذورة فهي لم يسبق لها أن سلكت مثل هذا الطريق ولم تصنع له ، حاولت أن أهدئ من روعها أضأت المصابيح ذات الإنارة العالية لكنها ضلت مذعورة وما زالت ترتعد ، بعدها عرفت أنها ترتعد بسبب الحجارة التي على الطريق ولا يمكن رؤيتها لأن مياه الأمطار قد طمرتها ، رفعت قدمي عن دواسة البنزين ، السيارة تسير ببطء شديد - ليس من عادتي ذلك لكن الظروف أجبرتني - عن يميني جدار من الطين يحيط بأشجار نخيل لا أرى غيرها ، وعن يساري خو أثل يبدو أن ما بعده أرض ( حيالة ) ، أمامي على مدا ضوء السيارة وحل على الطريق خلفي ظلام دامس ، فوقي تتماسك عسبان النخل مع أغصان الأثل كأنهما تسلمان على بعضهما لتؤنسا وحشتيهما ، أو كأنهما تأخذان على بعضهم عهدا بخدمة أهل تلك المزارع الذين يتعبون من أجلهما طمعا لإنتاجها ، هناك في ذلك المكان عقلي سفينة شراعية تمخر عباب بحر من الخيال بحر لجي أمواجه عاتية ، هناك في تلك الثواني عشت مئة سنة مضت ، هناك أنا لست أنا هناك الزمن ليس الزمن هناك المكان هو المكان .
كم هي الحياة سهلة في تلك الأيام الخالية ، كم هي بسيطة لا تكلف فيها ، ومع ذلك كان أهلها يتعبون كما سمعت من كبار السن ، الفلاح يتعب في مزرعته ، التاجر يتعب في تجارته ، الوسائل في ذاك الزمن بدائية تطلب جهدا مضاعفا لتنتج اليسير ، أجل ما بالنا نحن أهل هذا الزمن نتعب مع توفر كل ما من خصه ترفيه الإنسان ، و البحث عن سبل راحته ، غريبة هذه الدنيا دائما تعب ، نعم فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان وقدر عليه ذلك في الحياة الدنيا ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) وطلب منه أن لا يقعد بدون عمل كما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ( فإذا فرغت فانصب ) إذن لا راحة جسدية في الدنيا ، الراحة المطلوبة هي راحة القلب وطمأنينته وهذه لا تطلب بما هو إعراض عن الله تعالى كالمعاصي ( ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) بل تطلب بطاعة الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
ما الأمر السيارة لا تتقدم إلى الأمام ، ما بالها ثابتة في مكانها ، يبدو أنني سافرت بعيدا بخيالي حتى نسيت واقعي ، الظاهر أن السيارة عالقة في الوحل - مغرزة بالطين - فتحت باب السيارة لأشاهد الحال وأتأكد الهواء بارد جدا ، يا الله نعم السيارة عالقة في الوحل ماذا أصنع ليس هناك من يساعدني فأنا بمفردي لم أدع اليأس يقتلني بل توكلت على الله ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وبدأت أحاول السيارة تتحرك وتبذل مجهودا جبارا في الحركة ، لكنها في مكانها عالقة فهي هنا مثل العرب يفعلون ويصنعون ويبذلون ويتحركون وحالهم هي حالهم لم يتغير شيء .
الآن الساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربع فالوقت متأخر هنا ، فأهل هذه البلدة بعد الساعة العاشرة مساء لا يمكن لأحدهم أن يخرج فالمصالح تتعطل بعد هذه الساعة ، فلا جدوى مرجوة تحفز أحدهم على الخروج ، حتى أهل السمر - التعللة - بعدها بربع ساعة يكونوا جميعهم قد انقلبوا إلى بيوتهم ، أطفأت محرك السيارة وجلست أفكر في الأمر أنا بصراحة محتاج إلى المساعدة و يائس من قدوم أحد لمساعدتي فقررت أن أجري اتصالا على أحد من معارفي وأكلفه بالقدوم لمساعدتي رغم بعد هذه البلدة عن مدينتي قليلا أخرجت هاتفي الجوال ، مفاجأة أمر لا يصدق هنا لا يوجد تغطية للجوال يا إلهي هذا يزيد الطين بلة ، يا إلهي ماذا صنعت ليكون لي كل هذا إنا لله و إنا إليه راجعون .
بعد لحظات قلت لماذا لا أصعد فوق السيارة لعلي أستطيع أن أجد تغطية للجوال ، لماذا لا أحاول ، فتحت الباب كان في استقبالي لسعة الهواء البارد ، إنه برد شديد لا يطاق سوف ألبس فروتي ثم أصعد ، لبستها شعرت بالدفء فصعدت فوق السيارة ، ظلام دامس حتى النجوم لا تكاد تشاهد من شدة تماسك الأشجار مع بعضها ، هدوء رهيب صمت مخيف إلا من صوت الهواء الذي يزيد الموقف خوفا عندما يتسلل بين أغصان الأشجار محدثا أصوات كأنها إيقاعات الجن ، أخرجت جهاز الهاتف ، رفعته عاليا بيدي فلما أضاء نوره وإذا تغطية الجوال جدا ضعيفة استبشرت خيرا .
جال في ذهني عدة أسماء هم أهل للمساعدة - فزعة - وكلهم محبين للخير احترت بمن أتصل سوف أتصل بمحمد بحثت عن رقمه في السجل وأجريت الاتصال
ديييد . . . ديييد . . . ديييد
ابتسمت فأنا الآن أسمع صوت يؤنسني حتى لو كان جرس الهاتف ، بعد لحظات رد محمد على الهاتف أهلين وسهلين أبو سامي ، زادت ابتسامتي بعد سماعي صوت محمد ، فكلمته السلام عليكم فرد علي السلام ، فلم أدع له فرصة يتحدث لأن صاحبي محمد يحب السواليف وهذا الوقت ثمين ، شبكة ضعيفة التغطية الحال متعبة فباغته بالسؤال محمد حدد موقعك ولا تسأل ، فقال أنا الآن بالطريق السريع غدا الصبح إن شاء الله لازم أكون بالرياض ، أجل كان الله بعونك ومع السلامة بدأ صوته يرتفع أبو سامي وش بك عسى ما اخلاف أنهيت المكالمة ولم أرعه بالا .
يا ترى من يكون هذه الساعة ظروفه تسمح له بمساعدتي ، نعم إنه عبدالله لابد أنه الآن فاضي ويفرح باللي يكلمه ، خل مير أتصل به ، أخرجت رقمه من السجل فأجريت المكالمة لكن الحظ نايم شوي وصار جواله مغلق ، بدأت أفكر بشخص أخر يقوم بالمهمة ، ما لها إلا أحمد إن شاء الله يصير موجود و يجي يساعدني ، رفعت يدي عاليا وأنا ممسكا هاتفي الجوال - لكسب تغطية أفضل - أجريت الاتصال وبعد لحظات رد أحمد ، مرحبا كلمته بسرعة وبعد السلام أحمد الذيب بالقليب ، رد علي وبكل برود عمره ما طلع أحمد صح إن الساعة إثنعش بس أنا أكلمك ابجد أنا مغرز بطين وأبي أحد يسحب الموتر قال لي أبشر وصف لي مكانك .
أعطيته وصف المكان مع معاناة من صعوبة تحديد الموقع ، و كذلك سوء التغطية فالكلام يعاد مرات عدة عساه أن يفهم ، ثم لملمت نفسي داخل فروتي فنزلت إلى داخل السيارة ، جلست على مقعد السائق أنتظر قدوم أحمد مضى ساعة على انتظاري ولم يأتي أحمد ، إنا لله و إنا إليه راجعون لعلي أصعد فوق السيارة لأكلمه الله يستر عليه ، التعب بلغ مني مبلغه والنوم يدغدغ أجفاني استجمعت قواي واعتليت السيارة طلبت رقم أحمد وأنا قلق ، رد بسرعة أبو سامي تقطعت أصابعي من كثر ما دقيت عليك جوالك مسكر يا الله يا رجال أنا بعد ما وصفت لك المكان دخلت بالسيارة ولا به إرسال لكن حصل خير أنت قريب ، رد بغضب إيه قريب وين أنت به .
بدأت بإعادة الوصف بالتفصيل سمعت نغمة ليست غريبة علي شاهدت شاشة الجوال مفاجأة أمر جدا محزن ( البطارية فارغة ) يا الله ماذا أصنع ، ركبت داخل السيارة وجلست أفكر بحل لما أنا فيه ، وفي عمق التفكير سمعت صوت طرق على قزازة السيارة ، رفعت عيني وإذا برجل والصبح قد تنفس وبدت المعالم واضحة النخل جدار الطين الأثل الوحل الذي أمسك السيارة ، بسرعة نظرت إلى الساعة وإذا هي تشير على السادسة ، يا إلهي يبدو أني غفيت ولا دريت بشيء التفت إلى الرجل يبدو أنه من جنسية بنقالية ينظر إلي باستغراب ، فتحت الباب ونزلت من السيارة البرد قارص وملابسي ابتلت بسبب الوحل ، طلبت من الرجل أن يدلني على دورة مياه ، وإذا هي قريبة داخل الحائط الذي عن يميني ، توضأت وصليت الفجر ثم خرجت أتجول داخل الحائط لقيت البستاني فطلبت منه المساعدة ، لبى لي طلبي فأحضر جرافة - حراثة - وذهبنا سويا إلى سيارتي الجاثية في الوحل ، فربطناها بسلك معدني - واير - وتم سحبها بسلام حتى أوصلناها إلى الطريق المزفلت ، فرجعت إلى بلدي وأنا أندب حضي العاثر في ليلة البارحة .