EL NINO
06-06-08, 10:12 pm
http://up3.m5zn.com/get-6-2008-90zihhd1y6i.jpg
انتظر مشجعو الفرق الـ16 المشاركة في نهائيات كأس أوروبا 2008 لكرة القدم بفارغ الصبر خروج المدربين لإعلان أسماء أصحاب الحظ السعيد الذين سيكون بإمكانهم تسجيل حضورهم في ثاني اكبر البطولات بعد كأس العالم.
وفي موازاة الإثارة التي اختلجت نفوس المشجعين، كان التوتر هو سيد الموقف عند اللاعبين وخصوصا عند أولئك الذين عاشوا مرحلة غير مستقرة مع منتخباتهم جعلتهم في حال ترقب طوال شهر كامل.
الاسباني راوول غونزاليز والفرنسي دافيد تريزيغيه والبرتغالي مانيش والايطالي فيليبو اينزاغي وغيرهم من النجوم المعروفين على الساحة العالمية لن يحزموا حقائبهم باتجاه سويسرا والنمسا بل سيكون جهاز التلفزيون رفيقهم الأول خلال البطولة القارية مع غصة وخيبة وامتعاض في آن معا من قرار مدربي منتخباتهم الوطنية الذين كانت لهم حسابات مغايرة هذه المرة.
وإذ تعددت الآراء حول صحة قرارات هؤلاء المدربين من عدمها فانه يمكن الجزم بأنهم اتخذوها بشجاعة تامة من دون إعارة أي اهتمام للانتقادات التي انهالت عليهم بشكل كبير، ربما متسلحين بتجارب سابقة لمدربين كسبوا رهاناتهم رغم انه معلوم أن قرارات الفنيين لا تكون دائما في محلها.
راوول وتريزيغيه
لا يختلف اثنان على أن قضيتي راوول وتريزيغيه هما الأكثر إثارة للجدل في اسبانيا وفرنسا على التوالي، وذلك بغض النظر عن اسمي اللاعبين والسمعة الطيبة التي أحيطت بهما طوال مسيرتهما.
المسألة الأساس في موضوع استبعاد مدرب منتخب اسبانيا لويس اراغونيس لراوول ومدرب فرنسا ريمون دومينيك لتريزيغيه، جاءت بعكس المنطق المعتمد بحسب البعض والقائل إن اللاعبين الذين يقدمون أداء طيبا مع أنديتهم يشقون طريقهم إلى منتخباتهم الوطنية.
وقد اختلف الأمر هذه المرة عندما سار المدربان بعكس التيار، إذ لم تشفع أهداف "الماتادور" الـ18 التي قادت فريقه ريال مدريد إلى الاحتفاظ بلقب الدوري الاسباني في إقناع اراغونيس بقدراته، كما أن أهداف "تريزيغول" الـ20 مع يوفنتوس في الدوري الايطالي لم تبدل من الرأي السلبي الذي رأه دومينيك في اللاعب منذ وصوله إلى سدة الإشراف على منتخب "الديوك".
لكن ما هي الأسباب التي ستحرم عشاق المستديرة حول العالم من رؤية نجمين اعتبرا في فترة من الفترات من العناصر التي لا يمكن مجرد التفكير حتى في إبعادها عن التشكيلة الأساسية؟
رؤية اراغونيس
يبرر اراغونيس قرار إبعاده لراوول بأن الأخير الذي سطع نجمه في سن صغيرة أخذ فرصته لإثبات جدارته على الساحة الدولية من دون أن يتمكن من رفع اسبانيا إلى مستوى التحدي.
ولم يعن للمدرب العجوز شيئا اضطلاع راوول بدور القائد للمنتخب الأحمر الذي نصب نفسه هدافا تاريخيا له (44 هدفا)، وقد اغفل تماما أن مشكلة ارتباط اسم صاحب القميص رقم 7 بالمنتخبات التي وجدت الخيبة دون سواها لم تكن منوطة به فقط بل بخيارات أسلافه المدربين والمجموعة التي لعبت حول راوول حيث كان الأبرز بين عناصرها في مناسبات عدة.
وعموما، يعتبر راوول بنظر الكثيرين مظلوما لأن اسبانيا أصلا لم تعرف منصات التتويج سوى مرة واحدة عندما أحرزت البطولة القارية العام 1964، وذلك رغم إنجابها وفرة من النجوم الذين تركوا ذكريات كروية رائعة.
فلسفة دومينيك
أما تريزيغيه فقصة أخرى لان دومينيك له فلسفة مغايرة عن بقية المدربين الذين مروا على المنتخب الفرنسي في الأعوام القريبة الماضية، فهو بدا أنه ليس لديه مشكلة حقيقية مع اللاعب بل استدعاه في بعض المناسبات للانضمام إلى زملائه في كليرفونتين (المقر التقليدي للمنتخب في فرنسا).
ويعتنق دومينيك فلسفة الاعتماد على اللاعبين الشبان قدر الإمكان وخصوصا أولئك الذين راقب نموهم خلال إشرافه على منتخب الشباب، وهو يهوى بشكل خاص تركيب خليط يجمع بين عناصر الخبرة الطويلة في الملاعب أمثال ليليان تورام وكلود ماكيليلي الذين رفض طلبهم الاعتزال دوليا، وحيوية الشبان المتحمسين لبلوغ ما سبقهم إليه ميشال بلاتيني وزين الدين زيدان.
وذهب تريزيغيه ضحية هذه الفلسفة ليحتل مكانه كريم بنزيما ومهاجم سانت اتيان الصاعد باتيفمبي غوميس، وهما نظرا إلى الأول مثالا أعلى بعد لعبه دورا مؤثرا في فوز فرنسا بكأس العالم 1998 على أرضها، وكذلك بتسجيله الهدف الذهبي في مرمى ايطاليا والذي منح الأولى اللقب الأوروبي بعد عامين أي 2000.
حيرة دونادوني
ولا يحسد مدرب ايطاليا روبرتو دونادوني على موقفه عندما قرر تسمية مهاجميه، وخصوصا أن التألق غير الطبيعي لاليساندرو دل بييرو هداف الدوري الايطالي وعودة انطونيو كاسانو إلى مستواه أجبرته على مراجعة حساباته الهجومية التي وضعها أصلا حول هداف الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ لوكا طوني والصاعد فابيو كوالياريلا الذي يعد مستقبل الكرة الايطالية.
من هنا، وجد اينزاغي الهداف التاريخي لمسابقة دوري أبطال أوروبا الباب موصدا أمامه، وهو القرار الذي لم يعجبه إطلاقا فانتقد دونادوني بشدة تماما على غرار ما فعله هاكان سوكور تجاه مدرب تركيا فاتح تيريم، لكن يبدو أن الاثنين نسيا سنة ولادتهما أي تقدمهما في السن.
حسم سكولاري
ولا يجد مدرب منتخب البرتغال البرازيلي لويز فليبي سكولاري عادة مشكلة في إبعاد النجوم عن صفوفه، إذ لا ينسى أحدا كيف تجاهل ضم الهداف المعروف روماريو إلى "السيليساو" في مونديال 2002 وعاد بعدها كاسبا رهانه بنجمة خامسة لبلاده.
لذا فهو أبدى جرأة في الاستغناء عن مانيش الذي كان احد ابرز لاعبيه في كأس العالم الأخيرة، لكن خيار الأخير الخاطئ في الانتقال إلى اتلتيكو مدريد الاسباني ومنه إلى إنتر ميلان الايطالي من دون أن يثبت نفسه كلفه مركزه في المنتخب "النبيذي" حيث سيحضر شقيقه جورج ريبيرو لاعب بوافيستا.
ولأسباب ليس لها ارتباط بقرارات المدربين سيفتقد لاعبون مميزون إلى طعم "يورو 2008"، ولعل أبرزهم على الإطلاق هداف التصفيات الايرلندي الشمالي ديفيد هيلي لعدم تأهل بلاده، ووصيفه الكرواتي البرازيلي الأصل ادواردو دا سيلفا بعد تعرضه لإصابة رهيبة مع فريقه ارسنال الانكليزي، لكن رغم ذلك بقي هناك بعض المفاجآت السارة وأبرزها على الإطلاق سيكون ظهور هنريك لارسون بالقيمص السويدي بعد سنتين على اعتزاله دوليا!
انتظر مشجعو الفرق الـ16 المشاركة في نهائيات كأس أوروبا 2008 لكرة القدم بفارغ الصبر خروج المدربين لإعلان أسماء أصحاب الحظ السعيد الذين سيكون بإمكانهم تسجيل حضورهم في ثاني اكبر البطولات بعد كأس العالم.
وفي موازاة الإثارة التي اختلجت نفوس المشجعين، كان التوتر هو سيد الموقف عند اللاعبين وخصوصا عند أولئك الذين عاشوا مرحلة غير مستقرة مع منتخباتهم جعلتهم في حال ترقب طوال شهر كامل.
الاسباني راوول غونزاليز والفرنسي دافيد تريزيغيه والبرتغالي مانيش والايطالي فيليبو اينزاغي وغيرهم من النجوم المعروفين على الساحة العالمية لن يحزموا حقائبهم باتجاه سويسرا والنمسا بل سيكون جهاز التلفزيون رفيقهم الأول خلال البطولة القارية مع غصة وخيبة وامتعاض في آن معا من قرار مدربي منتخباتهم الوطنية الذين كانت لهم حسابات مغايرة هذه المرة.
وإذ تعددت الآراء حول صحة قرارات هؤلاء المدربين من عدمها فانه يمكن الجزم بأنهم اتخذوها بشجاعة تامة من دون إعارة أي اهتمام للانتقادات التي انهالت عليهم بشكل كبير، ربما متسلحين بتجارب سابقة لمدربين كسبوا رهاناتهم رغم انه معلوم أن قرارات الفنيين لا تكون دائما في محلها.
راوول وتريزيغيه
لا يختلف اثنان على أن قضيتي راوول وتريزيغيه هما الأكثر إثارة للجدل في اسبانيا وفرنسا على التوالي، وذلك بغض النظر عن اسمي اللاعبين والسمعة الطيبة التي أحيطت بهما طوال مسيرتهما.
المسألة الأساس في موضوع استبعاد مدرب منتخب اسبانيا لويس اراغونيس لراوول ومدرب فرنسا ريمون دومينيك لتريزيغيه، جاءت بعكس المنطق المعتمد بحسب البعض والقائل إن اللاعبين الذين يقدمون أداء طيبا مع أنديتهم يشقون طريقهم إلى منتخباتهم الوطنية.
وقد اختلف الأمر هذه المرة عندما سار المدربان بعكس التيار، إذ لم تشفع أهداف "الماتادور" الـ18 التي قادت فريقه ريال مدريد إلى الاحتفاظ بلقب الدوري الاسباني في إقناع اراغونيس بقدراته، كما أن أهداف "تريزيغول" الـ20 مع يوفنتوس في الدوري الايطالي لم تبدل من الرأي السلبي الذي رأه دومينيك في اللاعب منذ وصوله إلى سدة الإشراف على منتخب "الديوك".
لكن ما هي الأسباب التي ستحرم عشاق المستديرة حول العالم من رؤية نجمين اعتبرا في فترة من الفترات من العناصر التي لا يمكن مجرد التفكير حتى في إبعادها عن التشكيلة الأساسية؟
رؤية اراغونيس
يبرر اراغونيس قرار إبعاده لراوول بأن الأخير الذي سطع نجمه في سن صغيرة أخذ فرصته لإثبات جدارته على الساحة الدولية من دون أن يتمكن من رفع اسبانيا إلى مستوى التحدي.
ولم يعن للمدرب العجوز شيئا اضطلاع راوول بدور القائد للمنتخب الأحمر الذي نصب نفسه هدافا تاريخيا له (44 هدفا)، وقد اغفل تماما أن مشكلة ارتباط اسم صاحب القميص رقم 7 بالمنتخبات التي وجدت الخيبة دون سواها لم تكن منوطة به فقط بل بخيارات أسلافه المدربين والمجموعة التي لعبت حول راوول حيث كان الأبرز بين عناصرها في مناسبات عدة.
وعموما، يعتبر راوول بنظر الكثيرين مظلوما لأن اسبانيا أصلا لم تعرف منصات التتويج سوى مرة واحدة عندما أحرزت البطولة القارية العام 1964، وذلك رغم إنجابها وفرة من النجوم الذين تركوا ذكريات كروية رائعة.
فلسفة دومينيك
أما تريزيغيه فقصة أخرى لان دومينيك له فلسفة مغايرة عن بقية المدربين الذين مروا على المنتخب الفرنسي في الأعوام القريبة الماضية، فهو بدا أنه ليس لديه مشكلة حقيقية مع اللاعب بل استدعاه في بعض المناسبات للانضمام إلى زملائه في كليرفونتين (المقر التقليدي للمنتخب في فرنسا).
ويعتنق دومينيك فلسفة الاعتماد على اللاعبين الشبان قدر الإمكان وخصوصا أولئك الذين راقب نموهم خلال إشرافه على منتخب الشباب، وهو يهوى بشكل خاص تركيب خليط يجمع بين عناصر الخبرة الطويلة في الملاعب أمثال ليليان تورام وكلود ماكيليلي الذين رفض طلبهم الاعتزال دوليا، وحيوية الشبان المتحمسين لبلوغ ما سبقهم إليه ميشال بلاتيني وزين الدين زيدان.
وذهب تريزيغيه ضحية هذه الفلسفة ليحتل مكانه كريم بنزيما ومهاجم سانت اتيان الصاعد باتيفمبي غوميس، وهما نظرا إلى الأول مثالا أعلى بعد لعبه دورا مؤثرا في فوز فرنسا بكأس العالم 1998 على أرضها، وكذلك بتسجيله الهدف الذهبي في مرمى ايطاليا والذي منح الأولى اللقب الأوروبي بعد عامين أي 2000.
حيرة دونادوني
ولا يحسد مدرب ايطاليا روبرتو دونادوني على موقفه عندما قرر تسمية مهاجميه، وخصوصا أن التألق غير الطبيعي لاليساندرو دل بييرو هداف الدوري الايطالي وعودة انطونيو كاسانو إلى مستواه أجبرته على مراجعة حساباته الهجومية التي وضعها أصلا حول هداف الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ لوكا طوني والصاعد فابيو كوالياريلا الذي يعد مستقبل الكرة الايطالية.
من هنا، وجد اينزاغي الهداف التاريخي لمسابقة دوري أبطال أوروبا الباب موصدا أمامه، وهو القرار الذي لم يعجبه إطلاقا فانتقد دونادوني بشدة تماما على غرار ما فعله هاكان سوكور تجاه مدرب تركيا فاتح تيريم، لكن يبدو أن الاثنين نسيا سنة ولادتهما أي تقدمهما في السن.
حسم سكولاري
ولا يجد مدرب منتخب البرتغال البرازيلي لويز فليبي سكولاري عادة مشكلة في إبعاد النجوم عن صفوفه، إذ لا ينسى أحدا كيف تجاهل ضم الهداف المعروف روماريو إلى "السيليساو" في مونديال 2002 وعاد بعدها كاسبا رهانه بنجمة خامسة لبلاده.
لذا فهو أبدى جرأة في الاستغناء عن مانيش الذي كان احد ابرز لاعبيه في كأس العالم الأخيرة، لكن خيار الأخير الخاطئ في الانتقال إلى اتلتيكو مدريد الاسباني ومنه إلى إنتر ميلان الايطالي من دون أن يثبت نفسه كلفه مركزه في المنتخب "النبيذي" حيث سيحضر شقيقه جورج ريبيرو لاعب بوافيستا.
ولأسباب ليس لها ارتباط بقرارات المدربين سيفتقد لاعبون مميزون إلى طعم "يورو 2008"، ولعل أبرزهم على الإطلاق هداف التصفيات الايرلندي الشمالي ديفيد هيلي لعدم تأهل بلاده، ووصيفه الكرواتي البرازيلي الأصل ادواردو دا سيلفا بعد تعرضه لإصابة رهيبة مع فريقه ارسنال الانكليزي، لكن رغم ذلك بقي هناك بعض المفاجآت السارة وأبرزها على الإطلاق سيكون ظهور هنريك لارسون بالقيمص السويدي بعد سنتين على اعتزاله دوليا!