آمـــال
06-06-08, 02:12 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثالث
قرأتُ هذه الكلمات:"ونصيحتي لجميع المسلمين - رجالا ونساء، جنا وإنسا، عربا وعجما، علماء ومتعلمين - أن يعتنوا بالقرآن الكريم، وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل، بالليل والنهار، ولاسيما في الأوقات المناسبة التي فيها القلوب حاضرة للتدبر والتعقل، والذي لا يحفظه يقرأه من المصحف، والذي لا يحفظ إلا البعض، يقرأ ما يتيسر منه؛ قال تعالى: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}" [ابن باز – رحمه الله - ]
فأثرت فيّ... فأحببت أن أستكمل لكم ما بدأته من ذكر فوائد لبعض الآيات ..
ولكنني خصصتها لسورة الكهف فقط حتى إذا قرأتَها يوم الجمعة تدبرتَ معانيها..
ويكفيني منكم قراءة متأنية علنا نتدبر أو نزّكى...
فالقرآن نزل على أعظم عضو في الجسم (القلب) ليستنهض بقية الجوارح للتدبر والعمل، قال تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك [الشعراء/93])، فمن لم يحضر قلبه عند التلاوة أو السماع فلن ينتفع بالقرآن حقا (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب [ق/37])"
فإليكم بعضا منها..
** نقل ابن عطية عن أبيه في تفسير قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا [الكهف:7]} قوله: "أحسن العمل: أخذ بحق، وإنفاق في حق مع الإيمان، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإكثار من المندوب إليه".
** في قوله تعالى: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}[الكهف:11] خص الآذان بالذكر هنا؛ لأنها الجارحة التي منها يأتي فساد النوم، وقلما ينقطع نوم نائم إلا من جهة أذنه، ولا يستحكم النوم إلا من تعطل السمع. [القرطبي]
** إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} [ الكهف:7] لقد اغتر بزخرف الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها، فصحبوا الدنيا صحبة البهائم، وتمتعوا بها تمتع السوائم، همهم تناول الشهوات، من أي وجه حصلت، فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت، قلق لخراب ذاته، وفوات لذاته، لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات. [ابن سعدي]
**{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} [الكهف:28] هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب؟ وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة! بل وحذره من تركهم طلبا لزينة الحياة الدنيا! إنه لدرس بليغ في بيان في ضرورة مصاحبة الصالحين، والصبر على ذلك، وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم، ولو كان حظهم من الدنيا قليلا! [د.عمر المقبل]
** في قصة أصحاب الكهف تكرر رد العلم إلى الله: {ربكم أعلم بما لبثتم}[19], {ربهم أعلم بهم}[21], {قل ربي أعلم بعدتهم}[22], {قل الله أعلم بما لبثوا}[26]؛ لأن العبرة هو العلم بثباتهم وتبرؤهم مما عليه قومهم، وأما غيره فالجهل به لا يضر. [د.محمد الخضيري]
** انظر الفرق! كيف نسب الله - في سورة الكهف - الكلب إلى الفتية لأنهم صالحين، بينما في سورة الفيل نسب أبرهة وجيشه إلى الفيل لحقارتهم عند الله.
** قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: {ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف:22] روي أنه عليه السلام سأل نصارى نجران عنهم فنهي عن السؤال، وفى هذا دليل على منع المسلمين من مراجعة أهل الكتاب في شيء من العلم.
ويقصد القرطبي: علم الشريعة.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه
أستودعكم الله.
الجزء الثالث
قرأتُ هذه الكلمات:"ونصيحتي لجميع المسلمين - رجالا ونساء، جنا وإنسا، عربا وعجما، علماء ومتعلمين - أن يعتنوا بالقرآن الكريم، وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل، بالليل والنهار، ولاسيما في الأوقات المناسبة التي فيها القلوب حاضرة للتدبر والتعقل، والذي لا يحفظه يقرأه من المصحف، والذي لا يحفظ إلا البعض، يقرأ ما يتيسر منه؛ قال تعالى: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}" [ابن باز – رحمه الله - ]
فأثرت فيّ... فأحببت أن أستكمل لكم ما بدأته من ذكر فوائد لبعض الآيات ..
ولكنني خصصتها لسورة الكهف فقط حتى إذا قرأتَها يوم الجمعة تدبرتَ معانيها..
ويكفيني منكم قراءة متأنية علنا نتدبر أو نزّكى...
فالقرآن نزل على أعظم عضو في الجسم (القلب) ليستنهض بقية الجوارح للتدبر والعمل، قال تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك [الشعراء/93])، فمن لم يحضر قلبه عند التلاوة أو السماع فلن ينتفع بالقرآن حقا (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب [ق/37])"
فإليكم بعضا منها..
** نقل ابن عطية عن أبيه في تفسير قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا [الكهف:7]} قوله: "أحسن العمل: أخذ بحق، وإنفاق في حق مع الإيمان، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإكثار من المندوب إليه".
** في قوله تعالى: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}[الكهف:11] خص الآذان بالذكر هنا؛ لأنها الجارحة التي منها يأتي فساد النوم، وقلما ينقطع نوم نائم إلا من جهة أذنه، ولا يستحكم النوم إلا من تعطل السمع. [القرطبي]
** إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} [ الكهف:7] لقد اغتر بزخرف الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها، فصحبوا الدنيا صحبة البهائم، وتمتعوا بها تمتع السوائم، همهم تناول الشهوات، من أي وجه حصلت، فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت، قلق لخراب ذاته، وفوات لذاته، لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات. [ابن سعدي]
**{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} [الكهف:28] هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب؟ وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة! بل وحذره من تركهم طلبا لزينة الحياة الدنيا! إنه لدرس بليغ في بيان في ضرورة مصاحبة الصالحين، والصبر على ذلك، وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم، ولو كان حظهم من الدنيا قليلا! [د.عمر المقبل]
** في قصة أصحاب الكهف تكرر رد العلم إلى الله: {ربكم أعلم بما لبثتم}[19], {ربهم أعلم بهم}[21], {قل ربي أعلم بعدتهم}[22], {قل الله أعلم بما لبثوا}[26]؛ لأن العبرة هو العلم بثباتهم وتبرؤهم مما عليه قومهم، وأما غيره فالجهل به لا يضر. [د.محمد الخضيري]
** انظر الفرق! كيف نسب الله - في سورة الكهف - الكلب إلى الفتية لأنهم صالحين، بينما في سورة الفيل نسب أبرهة وجيشه إلى الفيل لحقارتهم عند الله.
** قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: {ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف:22] روي أنه عليه السلام سأل نصارى نجران عنهم فنهي عن السؤال، وفى هذا دليل على منع المسلمين من مراجعة أهل الكتاب في شيء من العلم.
ويقصد القرطبي: علم الشريعة.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه
أستودعكم الله.