المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُ ـــــقـــولٌ أنهكها الاستعمار !!


الــبــاســل
28-05-08, 07:00 pm
.
.


بسم الله الرحمن الرحيم

:x10:


إستعمارٌ الـعُ ـقـول !!

عقولٌ أنهكها الاستعمار .. وأفكارٌ للهاوية في انحدار ..
يغار الغرب بأفكارهـ محاولاً فرض هيمنته وسياسته اللا أخلاقية .. وأفكارهـ التي تروض للنفس شهوتها بعيداً عن التزامات الدين وحكمه بها لأن لا دين يحكمهم ولا عقل .. فهم كالذين قال الله عنهم { لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } الآية

استطاع الغرب أن يغزو بلدان المسلمين ويحتلها .. وأخرى قد عاث استعمارهـ فيها .. إلا أنه وقف عاجزاً عن بعضٍ منها .. فبلادٌ حماها الله تنبض بالعقيدة وسماء شقها الوحي مُبلغاً رسالات الله لنبيه .. لم تكن سهلة وطُعماً يسهل للغرب استعمارهـ واحتلاله .. أدام الله حفظه لهذهـ البلاد .. لكن الغرب قد استطاع أن يحتال في حربه .. فالحرب خدعة ومن له حيلة فليحتال .. غير أنه أصبح قادراً على استعمار بعض العقول .. التي لطالما بُحت أصواتها المزعجة بين أصوات الإيمان ورفع كلمة الحق ودروس العلم .. كنهيق الحمار أعزكم الله بين أصوات الأذان ..

وأصبح هؤلاء المُستعمرة عقولهم .. تحتضر أرواحهم باليوم ألف ألف مرّة .. فكم وقفت آيات الله وأحاديث نبيه شوكة في حناجرهم .. فإن كان الغاصُّ بشربة ماء يحل ما به .. فكيف به إن شرق بالماء ماذا عساهـ فاعل !!

إن الدين الذي هو عروة يُتمسك بها .. نرى من يجعله نصوصاً يُؤتى بها على ما تهواهـ الأنفس .. فبعدما كنّا نمشي على تعاليم العقيدة والدين .. نرى من يجعل الدين والعقيدة تمشي على ما يراهـ مُناسباً له .. متعللين بأن الزمن تغير .. والأحوال تغيرت .. ولا علموا أن النصوص لا تتغير مهما تغير الزمان والأحوال .. والنصوص بمعنى واحداً إلى قيام الساعة .. وصدق الله عز وجل حينما قال : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ } الآية

إن الذين قد جعلوا عقولهم أداة يُنخر بها بجسد عقيدتهم ودينهم .. بمختلف تسمياتهم علمانون ليبراليون أين كانت أفكارهم .. ليسوا بيننا إلا كمن يفتخر بشهادة حُسن للسيرة والسلوك قد أخذها من آمر السجن .

وليسوا بتيارات ولا أحزاب .. بل هم حثالة مجتمع وقمامته لا يتفاخر بها إلا من هم على شاكلتها .. وما أغرب ما في الأمر حينما يُقال بأن التيارات الدينية تُسيطر على المجتمع الفلاني .. ولا بيننا تيارات ولا أحزاب دينية .. لأن المجتمع قائم على هذا الدين .. ليس بحاجة لأحزاب وتيارات تُعلمه أمور دينه ..


إن العقول المستعمرة .. هي النفوس الإمّعة .. والتي تُحسن إن أحسن الناس وتُسيء إن أساءوا .. وكأن الأعمال للناس لا لله .. وكأنهم قائمين على مُحاسبة الناس لهم لا غيرهم .. والمقلد والإمعة .. هو من يُدخل علينا أفكار غيرنا بدعوى تقدمهم وتحضرهم .. وماذا نفعهم تقدمهم غير الإنحطاط في أخلاقهم وسلوكهم .

ورحم الله الحافظ ابن حجر حيث يقول شاكيًا ما يراه في زمانه من انتشار وصف الإمَّعَة حتى في صفوف المنتسبين للعلم، فيقول: "وقد توسّع من تأخّر عن القرون المفضّلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مَزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردّون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مُستكرَهًا، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتّبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأنّ من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامّي جاهل، فالسعيد من تمسّك بما كان عليه السلف، واجتنب ما أحدثه الخلف" انتهى كلامه.

يقول الشيخ سعود الشريم حفظه الله :

إن وقوع المجتمع المسلم في أَتُون التقليد الأعمى للأجنبي عنه لهو مَكمن الهزيمة النفسية والألغام المخبوءة التي تقتل المروءة بتقليد أعمى وغرور بَلِيد، حتى يتلاشى عن المجتمع المسلم جملة من ركائز التميّز التي خصّه الله بها بشِرْعته وصبغته، { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } [البقرة:138].
إن المجتمع المسلم إذا كان إمَّعَة يلهث وراء سراب الغَرْب ليُؤلّف نفسه على خُلُق جديد ينتزعه من المدنية الأجنبية عنه وعن دينه وتقاليده فإن عليه أن يدرك جيّدًا أن الخُلُق الطارئ لا يرسخ بمقدار ما يُفسِد من الأخلاق الراسخة، فتتغيّر رجولة بعض رجاله، وأنوثة بعض نسائه، كل ذلك بسبب الاندفاع المحموم وراء المجهول في ساحة التقليد الأعمى مهما كان لهذا التقليد من دواعي زُيِّفت أو زُيِّنت ببريقٍ وتزويقٍ ولَمَعانٍ يأخذ بلُبّ النُّظَّار لأول وَهْلة، فلا يلبث ويتلاشى سريعًا. وقديمًا قيل:
فلا تَقْنَعْ بأول ما تراه *** فأول طالعٍ فجرٌ كَذُوب

إن التقليد الأعمى ووصف الإمَّعَة وجهان لعملةٍ واحدة، وهما في الوقت نفسه لا يقتصران على السُّذَّج والرّعَاع من الناس فحسب، بل إن وصف الإمَّعَة يتعدّى إلى ما هو أبعد من ذلك، فكما أنه يكون في الفرد فإنه كذلك في المجتمع بفكره وعاداته وتقاليده، فقد يكون الفرد إمَّعَة، والمجتمع إمَّعَة، والناس إمَّعِين، وقولوا مثل ذلك عفي العامّي والمتعلّم والمنتسب إلى العلم، فإن مجرّد انتساب المرء للعلم لا يعفيه من أنه قد يكون ضحية التقليد الأعمى ومَعَرَّة الوصف بالإمَّعَة إذا ما كان كثير الالتفات، واهن الثقة بالصواب، وعلى هذا يُحمل ما يلاحظ بين الحين والآخر من اضطراب بعض المنتسبين للعلم في المنهج والفتوى، وكثرة التنقّل بين المذاهب والآراء بسبب المؤثّر الخارجي، وفق المزاحمة والضغوط والمحدثات التي تنهش من جسد التشريع، ما يجعل المنتسب للعلم يسير حيث سار الناس، فيُطَوِّع لهم الفقه، ولا يُطَوِّعُهم هم للفقه. يقول ابن مسعود –رضي الله عنه- في مثل هذا: (اغْدُ عالمًا أو متعلّمًا، ولا تغْدُ إمَّعَة فيما بين ذلك). قال ابن القيم رحمه الله معلّقًا: "انظر كيف أخرج المقلّد من زمرة العلماء والمتعلّمين، وهو كما قال –رضي الله عنه-، فإنه لا مع العلماء ولا مع المتعلّمين للعلم والحجة، كما هو معلوم ظاهر لمن تأمّله" انتهى كلامه رحمه الله.

وهذا أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- حينما أصَرّ على قتال المرتدّين وقد راجعه في ذلك بعض الصحابة غير أن الثقة بالله والقناعة بالدين كانت حافزًا قويًا في المُضِيّ قُدُمًا في نفاذ عزمه وعدم الالتفات إلى الآراء الأخرى نصرة للدين وإمضاءً للحق، وقد قال مقولته المشهورة: (والله، لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة)، فلم تكن كثرة الآراء والأصوات سبيلاً إلى إحْجَامه، وزعزعت قناعته عما كان عليه من الحق.

ولقد أشار ابن مسعود –رضي الله عنه- إلى مثل هذا الصنف في زمنه حينما ظهرت الفتن فقال: (كنا في الجاهلية نعد الإمَّعَة الذي يتبع الناس إلى الطعام من غير أن يُدعى، وإن الإمَّعَة فيكم اليوم المُحْقِبُ الناسَ دينَه)، أي: الذي يقلّد دينه لكل أحد، وقال أيضًا: (ألا لا يقلّدنّ أحدكم دينه رجلاً؛ إن آمن آمن، وإن كفر كفر؛ فإنه لا أسوة في الشرّ).

إن مما يُعزّز مكانة المرء المسلم وصدق انتمائه لدينه وثباته على منهاج النبوة ثقته بنفسه المُستخلَصَة من ثقته بربه وبدينه، فالمسلم الواثق بنفسه إنما هو كالطَّوْد العظيم بين الزَّوَابِع والعواصف، لا تعصف به ريح، ولا يَحطمه موج، وهذه هي حال المسلم الحقّ أمام الفتن والمتغيّرات، يرتقي من ثبات إلى ثبات، ويزداد تعلّقه بربه وبدينه كلما ازدادت الفتن، وادْلَهَمَّت الخُطُوب، وهو إبّان ذلك كله ثابت موقن، لا يستهويه الشيطان، ولا يلهث وراء كل ناعِق، حادِيه في هذا الثبات سلوك طريق الهدى وإن قلّ سالكوه، والنَّأي عن طريق الضلال وإن كثر الهالكون فيه.

إننا بحاجة للتحذير من المقلد الإمعة لاسيما في هذا العصر الذي كثر فيه موت العلماء، واتخاذ الناس رؤوسًا جُهّالاً، والذي فشا فيه الجهل، وقلّ فيه العلم، ونَطَق الرُّوَيْبِضَة، وأصبح فيه الصَّحفي فقيهًا، والإعلاميّ مُشَرِّعًا، وقَلَّت فيه المَرْجَعِيّة الدينيّة وهَيْمنتها على الفتوى الصحيحة السالمة من الشوائب والدَّخَن، بل أصبح فيه الحديث والنطق من دَيْدن الرُّوَيْبِضَة، وهو الرجل التافِه يتكلّم في أمور العامة. أ. هـ

أخيراً فإن كان صواباً فمن الله وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب
دمتم بحفظ الرحمن ورعايته



.
.

الكبري
28-05-08, 08:18 pm
الباسل ..

مرحباَ بك ..

من يحملون تلك الأفكار في الغالب هم أناس يبحثون عن الشهرة في مكان خطأ ..

وهي محاولة لتحقيق مكانة فردية ...

على أني أرى أن أهل الأفكار الأخرى في الغالب هم يتبعون الموضة الفكرية في العالم .. بجانب من يدفع أكثر ..

لكم أطيب المنى