المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (من ذكريات الطفولة 1/...) أنا، وإخوتي. . والبيب بيب!


زوج بريداوية
14-05-08, 09:37 pm
البيت عامر. . عامرٌ بحب يراه الأبناء متقاسم بين أبويهم، وحبٌ مبذول من الأبوين لأبنائهم
الأقوات ميسرة، كأواسط الناس يأكلون ويشربون ويلبسون. . ويسكنون

منزل الخال الأوسط لا يبعد كثيرًا عن منزلهم، وليس لهم في (الرياض) إلا هو من جهة الأم، وعمتين من جهة الأب

منزلهم دار وفادة وضيافة، لا يكاد يمر شهر دون وليمة كبيرة يجتمع فيها الأطفال ويتشاجرون عند الوداع، لفلسفة صنعوها: "حتى نطرد الاشتياق"!
أما الأمهات فكنَّ يتأهبن للساعة الأخيرة، ولا ينظرن إليها بنفس مقدار براءة الأطفال
اخترع أحدهم يومًا وسيلة لافتعال مشكلة الوداع، فأخذ أعز الألعاب وأقربها إلى نفسه، وأثمنها عنده. . وألقاها من نافذة الدور الثاني لينزل إليها مسرعًا ويجهز بقدمه على ما بقي من روحها
ذات الفلسفة لا يطبقها هو في منازلهم، فنحولة عظمه تجعله إلى تغليب الخوف أميل، وكثيرة هي المرات التي يخرج فيها يبعثر دموعه على حضن أمه، لترسل لهم الضربات اللاسلكية

غير أنه كان في منزلهم أسدًا هصورًا، ينتقم من أولئك بهؤلاء. .ويستعيد رجولته المنتظرة بعد عليهن بالضرب بلا سبب

كان يقسم المشاهد الكرتونية بينهم، وبالطبع الشخصية الغالبة له، وأحيانًا يخونه المخرج بإظهاره/ شخصيته مغلوبًا، فيستعيد النصر واقعًا لا كرتونًا أو خيالاً
حينًا تظهر أفلام كرتونية ذات شخصيات حيادية لا غالب فيها كهايدي وسالي، فيجبرهم على متابعة القناة الثانية الإنجليزية، فلم يكن الدش "مباحًا" آن ذاك، وإلا لما استطاعوا أن يغلبوه حتى في الأفلام الكرتونية

دخلت أمه يومًا وقد وجدته أجبر أخوه على وضعية الخيل، وجلس فوق ظهره مستعرضًا مهارته وعضلاته أمام الضيوف، فأجبرته على أن يجلس ودعت الآخر للاقتصاص، رفض. . ربما رغبة وطمعًا في إرضاء أخيه، ولكن المؤكد أنه يعرف أن والدته ستنصرف بعد قليل، فلا داعي لإثارة الأخ عليه

كانت الدنيا له، ولهم جميعًا. . استيقاظ على الصباح، فطور جاهز، قبلة عابرة على يد الأم (قال المدرس فيما بعد أنها تقليد غربي يجب تركه، والاستعاضة عنه بـ:السلام عليكم، والمصافحة، والقبلة على الرأس وأحيانًا)، ذهاب إلى المدرسة، العودة حيث الغداء وأفلام الكرتون، نوم إلى قبيل المغرب، عناية بالدروس واستعداد للاختبارات التي ما كانت لتنقطع حتى تبدأ (3اختبارات في الفصل الواحد+ اختبار نهائي). . عندما يعود الأب من مكتبه المسائي يتحلقون حوله لشرب الشاهي، ثم عشاء خفيف، ومنام طويل
الصلاة يقيمها الأبناء جميعًا، والإمامة بينهم بالدور. . حتى البنات لهن نصيب
إذا أدركه العصر ولم يكن قد أوى إلى فراشه فإنها فرصة لأن يصحبه والده إلى مسجد الحي
عرض عليه يومًا الالتحاق بحلقة تحفيظ القرآن، فواظب عليها أيامًا. . ثم انثنى بعد ضرب أحد الأساتذة له

أمه بفطرتها ورغم تعليمها الثانوي كانت تقرأ عليه أورادًا لازال يحفظ الكثير، وحينما تواصل مع القراءة والمعرفة وجد أن غالبها لا تعدوا أن تكون تمتات عجائز، قد توارثتها عن أمها ووجدت فيها نفعًا. . وربنا الكريم يعاملها بنيتها الحسنة، وقلبها الطاهر

كان ينافس ثوبها على الالتصاق بجسدها، ويحارب شعرها ليحظى بالمساحة التي بين عينيها، يلوذ بحجرها كثيرًا، وتؤويه إليها. . فقد كان الابن الأول بعد بنتين بعد صبر سنوات

يذكر أنه ذهب إلى ملاهي الخيمة وسط الرياض، ولم يدخل المدرسة بعد، وحينما كان يصطف في طابور "سيارات التصادم"، اقتربت منه إحدى النساء وسألته أنت فلان؟ وببراءة الأطفال أجابها بالنفي وباسمه، فقالت: نعم أنت من أردت، وزعمت أن أمه أرسلتها لتجلبه، فسمع وأطاع وأمسكت بيده لتخرج به خلف أسوار الملاهي وحينما وجد نفسه إلى جوار باب سيارة غريبة هرب باتجاه الباب عائدًا، ولاذت المرأة بالصمت. . لا يزال يذكر لون تنورتها البيضاء ذات الورود الحمراء، والبلوزة الحمراء الواسعة، رأى من خلالها جسمها الممتلئ، يزعم أنه لو رآها مرة أخرى لعرفها
أخبر والدته بالموقف، فضمته إليها. . وراح يومهم إلى جوارها خوفًا عليهم، احتاجت لأشهر حتى تسترد توازنها، وتسمح لهم بالخروج للأماكن العامة، وربما أنها استحضرت الموقف الذي حكته له جدته عما حصل حينما ذهبت للشرب من زمزم في الحرم المكي، حينما جرته وهو رضيع إحدى النساء، وحينما نهرتها قالت إنها لا تريد سوا تقبيله!

صلى في يوم من الأيام إلى جوار والده في جامع الراجحي شرقي مدينة الرياض، كان في الصف الثالث الابتدائي، وحين انتهت الصلاة نودي في الجمع: "الصلاة على المرأة والطفلين". . بطفولته يعرف الولادة، ولا يعرف الموت، أراد والده أن يزرع فيه قيمًا معينة حينما سأله عن المرأة الميتة، فقال: أولادها آذوها فماتت!، غاب عن المدرسة أيامًا ونحل جسده إضافة إلى نحوله، لم يكن يرغب في أن يفارق أمه دقائق، وحينما أخبرته برضاها. . هدأت نفسه وبدأ يستعيد توازنه

من مواقف الطفولة "حصة التربية البدنية" في الابتدائية، كانت أشق مهمة للأستاذ أن يرمي الكرة بين الطلاب ويصرخ فيهم: لا أسمع صوتًا. . بطبعه القيادي كان يتقدم الصفوف ليسأل: "مين معاي؟". . وكان الطلاب يسألون: "أنا مع من؟"، كان قائدًا للفريق، وأحيانًا تزداد سلطته ليتولى التحكيم بالإضافة إلى قيادة الفريق. . كان أساتذته يحبون فيه شغبه واجتهاده، لم يسمع لطالب نظام يومًا، ولم يرض أن يكون منهم

في ملفه المدرسي الذي استلمه قبل ستة سنوات حينما أنهى الثانوية العامة وجد ثلاثة صور، لا يجمع بينها إلا الاسم المدون خلف الصورة، ووجد من المعلومات شيئًا لا يزال برغم الاسم المستعار يقسم على كذبه، كتلك الشكوى الكاذبة من معلم اللغة العربية في المرحلة المتوسطة، ووجد شيئًا تقسم أمه على كذبه، فقد دون في بطاقة التسجيل للمرحلة الابتدائية: وزن الطالب 17كيلو!

التقى قريبًا بمدرس الصف الأول الابتدائي، ذهب ليحضر أصغر إخوته لأن سيارة السائق تعطلت وإذا بالأستاد محمد يخرج، وإذا هو هو. . حتى حول عينه لا زال معه، حتى اسم "العيارة" الذي يطلقه الطلاب عليه: شاورما. . ذهب إليه وسلم وقبل رأسه، وعرفه بنفسه. . العجيب أن الأستاد محمد يحتفظ بذكريات عن ذلك الطفل!
أذكر أنه كان يحدثنا عن الجمل الذي كان يقود سيارته ففوجئ بضب في صندوق الديدسن، وعن الحمار الذي يرضع أولاده، وعن الموزة المؤدبة بجميع آداب الإسلام !! ما أبسط الطفولة، وما أصعب معايشتها

كان لسرعة عدوه، وخفة وزنه، وشغبه المستمر والمستملح في آن واحد. . لأجل ذلك كله سمي في المدرسة: بيب بيب، أخبر والدته فأمرته بالإعراض عنهم، وحينما دخل أخوه الذي يليه في ذات المدرسة أصبح الاسم يطلق عليه في البيت وفي محيط الأسرة أيضًا
يحب شخصية البيب بيب هو، ولكن حينما تطلق على الشخص اسمًا لم يرتضه له أبوه، أو لم يرتضه هو لنفسه فإن الأمر متوقف حتى إشعار آخر، واليوم عاد بعض أصحابه ليسمونه بالبيب بيب، وعاد هو ليسترق النظر إلى (بيب بيب) و(بوباي) و(بيك بانثر) و(توم وجيري)، وقبل أيام حصل على النسخة الكاملة من (عدنان ولينا) و(يوميات هايدي).

للذكريات صلة

[عدد الكلمات لهذه المادة دون هذا التعليق 1000كلمة، وهو وكل مقالاتي غير مدققة، فهي فرصة لمن أراد تصيد الأخطاء، وأتقبلها بصدر رحب، وربما أتقصد بعضها لإعطاء البعض فرصة :) ]

الـخنساء
14-05-08, 09:48 pm
ذكريات جميله عرفت منها انك في صغرك تتمتع بجمال يطمع النساء بسرقتك
:)
بانتظار المزيد

ام ابراهيم
14-05-08, 09:49 pm
السلام عليكم ورحمة الله


موضوع جميل بارك الله فيك

مياسة
15-05-08, 12:27 am
يبدو وانك تتشارك مع ابنت عمي في حبها للأفلام الكرتونيه وولعها فيه حتى الآن
رغم ان عمرها في حدود 28


اسلوب جميل وومـــتع ,,
زدنـــــا .. زادك الله من التقى والصلاح

زوج بريداوية
15-05-08, 03:56 am
أميرة الفراشات. .

وربما على العكس: شكل رث قابل للتسول :)

اللهم كما جملت خـَلقي فجمل خـُلقي

أشكر لك حضورك. . وقراءتك

زوج بريداوية
15-05-08, 11:57 pm
أم إبراهيم. .


أشكر لك حضورك الذي زاد الذكريات جمالاً