أبو عبود السنافي
12-05-08, 05:31 pm
أردت التحرك بعد أن دفعت حساب الفاتورة في السوبر ماركت ، فاصطدم كتفي
بامرأة بشكل غير مقصود وقالت " sorry " عدت للبيت وأنا ضنكا مما فعلت ، فما
الذي منعني أن أحذر قبل الاصطدام ؟، وكنت جدا جدا جدا مستاء ، فعادت ذاكرتي
لذلك اليوم ، حينما لمست يدي امرأة لأول مرة من غير قصد ، تضايقت كثيرا
وقتها بل دمعت عيناي بعد عودتي لبيتي ، وعاتبت نفسي وإن لم يكن مقصود ا
ويحي لم لم أنتبه ؟!، وهكذا كنت يحدث ذلك .
سافرت حينما سافرت لأول مرة للخارج لغرض عمل ، وكانت تلك البلاد تحتضن
كل ما يغضب الله تعالى ، وكنت قبل السفر قد عاهدت المولى وقطعت على نفسي
ألا تلمس يدي امرأة ، أعرف مدى ضعف قلبي فلربما لمسة يظهرها الشيطان بمظهر
عفوي تجرني لفعل حرام ، وعدت من تلك البلاد ولله الحمد ومازل شخصي هو .
أتت السفرة التي تليها لبلاد أخرى تحتضن ما احتضنت أختها ، وكنا أربعة أشخاص
من بلدين ، لاحظت أنهم لا يبالوا حينما تمتد لأحدهم يد امرأة يبادلها المصافحة
مباشرة ، بل ويتعجبون من رفضي لمصافحة أحدهن .
كان الشيطان يبرر لي ويقول : يا أنت لاتهلك ضميرك فلمس امرأة لك بالخطأ لن
تحاسب عليه فهو لا إرادي ، المهم ألا تصافحها وزين لي تبريره حتى اتخذته
لي عذرا أقبله كي لا أعاتب نفسي وأئنبها ، وتماديت في ذلك لدرجة من الطبيعي
أن تلمس امرأة كتفي أو ماشابه ، وإن بدأت أتسائل مالذي يجري ؟!، تجيب نفسي
الأمارة بقولها : الأهم أنك لم تصافحها ، ثم لا تنسي أنها من لمستك ولست أنت
المبادر ، وهكذا انغمست في السخافات .
ولو لاحظتم أخوتي أن البداية كانت بتنازل عن مبدأ ، نعم تنازل عن عدم لوم
نفسي على فعل خاطئ وإن لم تكن تقصد ، فالشيطان هو الشيطان تتعدد مداخله
وتتنوع وساوسه ، كيف لا وقد قطع أن يبذل جاهدا في تكبير حزبه وتضخيمه .
عدت من تلك السفرة وأنا لست أنا بل أصبحت أنا الجديد ذو الاحساس البليد ،
واستمريت بذلك الحال حتى لاحظت أن حديثي مع الجنس الآخر لم يعد يحمل
تلك الجدية التي عهدتها ، بل أصبح في وقت الضرورة أو غيره ، ولم تعد تلك
الهيبة التي طالما أجبرت الجميع على احترامي ، علمت حينها أنها ضريبة التنازل
عن المبادئ .
احترت من من المشايخ أو طلبة العلم أسأل ؟! ، ومن من المربين أو المشرفين
أسنشير ؟! .
هما النفس والشيطان إن تحالفا ، فالنفس هي الأمارة والشيطان هو الشيطان ،
وأنا صاحب النفس المنقاد بخطوات تحقيق أهدافها الشيطانية ، حتى أفقت من
سكرتي التي أسقانيها الشيطان بكأس أعذاره ، وقلت ويحك يا أنا ماذا جرى بك ؟
هل استسلمت ووضعت درعك ؟! ، قم تحرك فما زالت معصيتك غبارا يسهل
نفضه .
أعدت إدارة تصرفاتي واسترددت مبدئي الذي عنه تنازلت ، وأصبحت أنا هو
ذلك السابق الذي عهدت والحمدلله ، وهاتفت مقدر الأقدار جل في علاه :
يـــــا ألله يـــــــا ألله يـــــــــــا ألله
علمت الصواب وتجنبته فتب علي
ورأيت الحق يعيني فتعامست فتب علي
وها أنا بوابل خطاياي أرجو رحمتك وأخشى عذابك
فجد علي من بحر عفوك .
أحبتي الكرام ، هذا هو الشيطان وهذه هي النفس وتلك المعصية
فالمعصية تبدأ بتنازل يهون من عظمته الشيطان كي يبدوا سهلا بسيطا
لتبدأ النفس بالإنجراف ، حتى تغرق إن لم تتدارك ...
دمتم
بامرأة بشكل غير مقصود وقالت " sorry " عدت للبيت وأنا ضنكا مما فعلت ، فما
الذي منعني أن أحذر قبل الاصطدام ؟، وكنت جدا جدا جدا مستاء ، فعادت ذاكرتي
لذلك اليوم ، حينما لمست يدي امرأة لأول مرة من غير قصد ، تضايقت كثيرا
وقتها بل دمعت عيناي بعد عودتي لبيتي ، وعاتبت نفسي وإن لم يكن مقصود ا
ويحي لم لم أنتبه ؟!، وهكذا كنت يحدث ذلك .
سافرت حينما سافرت لأول مرة للخارج لغرض عمل ، وكانت تلك البلاد تحتضن
كل ما يغضب الله تعالى ، وكنت قبل السفر قد عاهدت المولى وقطعت على نفسي
ألا تلمس يدي امرأة ، أعرف مدى ضعف قلبي فلربما لمسة يظهرها الشيطان بمظهر
عفوي تجرني لفعل حرام ، وعدت من تلك البلاد ولله الحمد ومازل شخصي هو .
أتت السفرة التي تليها لبلاد أخرى تحتضن ما احتضنت أختها ، وكنا أربعة أشخاص
من بلدين ، لاحظت أنهم لا يبالوا حينما تمتد لأحدهم يد امرأة يبادلها المصافحة
مباشرة ، بل ويتعجبون من رفضي لمصافحة أحدهن .
كان الشيطان يبرر لي ويقول : يا أنت لاتهلك ضميرك فلمس امرأة لك بالخطأ لن
تحاسب عليه فهو لا إرادي ، المهم ألا تصافحها وزين لي تبريره حتى اتخذته
لي عذرا أقبله كي لا أعاتب نفسي وأئنبها ، وتماديت في ذلك لدرجة من الطبيعي
أن تلمس امرأة كتفي أو ماشابه ، وإن بدأت أتسائل مالذي يجري ؟!، تجيب نفسي
الأمارة بقولها : الأهم أنك لم تصافحها ، ثم لا تنسي أنها من لمستك ولست أنت
المبادر ، وهكذا انغمست في السخافات .
ولو لاحظتم أخوتي أن البداية كانت بتنازل عن مبدأ ، نعم تنازل عن عدم لوم
نفسي على فعل خاطئ وإن لم تكن تقصد ، فالشيطان هو الشيطان تتعدد مداخله
وتتنوع وساوسه ، كيف لا وقد قطع أن يبذل جاهدا في تكبير حزبه وتضخيمه .
عدت من تلك السفرة وأنا لست أنا بل أصبحت أنا الجديد ذو الاحساس البليد ،
واستمريت بذلك الحال حتى لاحظت أن حديثي مع الجنس الآخر لم يعد يحمل
تلك الجدية التي عهدتها ، بل أصبح في وقت الضرورة أو غيره ، ولم تعد تلك
الهيبة التي طالما أجبرت الجميع على احترامي ، علمت حينها أنها ضريبة التنازل
عن المبادئ .
احترت من من المشايخ أو طلبة العلم أسأل ؟! ، ومن من المربين أو المشرفين
أسنشير ؟! .
هما النفس والشيطان إن تحالفا ، فالنفس هي الأمارة والشيطان هو الشيطان ،
وأنا صاحب النفس المنقاد بخطوات تحقيق أهدافها الشيطانية ، حتى أفقت من
سكرتي التي أسقانيها الشيطان بكأس أعذاره ، وقلت ويحك يا أنا ماذا جرى بك ؟
هل استسلمت ووضعت درعك ؟! ، قم تحرك فما زالت معصيتك غبارا يسهل
نفضه .
أعدت إدارة تصرفاتي واسترددت مبدئي الذي عنه تنازلت ، وأصبحت أنا هو
ذلك السابق الذي عهدت والحمدلله ، وهاتفت مقدر الأقدار جل في علاه :
يـــــا ألله يـــــــا ألله يـــــــــــا ألله
علمت الصواب وتجنبته فتب علي
ورأيت الحق يعيني فتعامست فتب علي
وها أنا بوابل خطاياي أرجو رحمتك وأخشى عذابك
فجد علي من بحر عفوك .
أحبتي الكرام ، هذا هو الشيطان وهذه هي النفس وتلك المعصية
فالمعصية تبدأ بتنازل يهون من عظمته الشيطان كي يبدوا سهلا بسيطا
لتبدأ النفس بالإنجراف ، حتى تغرق إن لم تتدارك ...
دمتم