بندر الحمر
21-04-08, 12:56 am
عبدالله اليوسف / بندر الحمر / بريدة / عكاظ
العلامة اللافتة في الأحياء التي تجاوزتها التنمية بمدينة بريدة هي لوحات تعلن عن عرض عقارات للبيع مجسدة حالة نزوح شبه جماعي لسكان خرجوا من أسوار بريدة القديمة ويمموا وجوههم شطر احياء جديدة. النظرية القائلة ان المدن الواقعة شمال خط الاستواء بالكرة الأرضية تتجه شمالاً.. الحل الجاهز لدى المسؤولين حينما يراجعهم سكان الأحياء الجنوبية والمتوسطة للمطالبة بحقوقهم في التنمية وتحسين أوضاع أحيائهم. في أحياء الخبيب والتغيرة والتماس والعجيبة والهلال بوسط بريدة وأحياء الرفيعة والفاخرية والنقع والوسطى في شرقها قصص لا تحتاج إلى خبير لكي يبصم على غياب الاهتمام الذي ترتبت عليه هجرة اسر معروفة وتربط بينها وشائج اجتماعية منذ نشأة هذه الأحياء. تلك الأسر العريقة هجرت منازلها واتجهت شمالاً بحثا عن نسمة تنمية جديدة ومساحة خضراء تغير الأجواء وشوارع فسيحة ومسفلتة لم تحول عوامل التنمية حوافها لتشققات.
ماضٍ تليد ومستقبل مجهول
ولم يشفع للأحياء المنسية انبثاقها من رحم بريدة القديمة وارتباطها بالماضي التليد وثراء اهله ومجتمعه علماً ومالاً وتقارباً اجتماعياً حيث تحولت الحياة الاجتماعية فيها من حياة الأسرة الواحدة إلى حياة جيران متنافرين لا تربط بينهم سابق معرفة مع دخول وجوه جديدة واستقطب الايجار الرخيص للمنازل القديمة أعداداً كبيرة من العمالة الوافدة والمتخلفين والمخالفين للأنظمة خاصة الأفارقة.
وأمام سطوة الجديد والبحث عن الخدمات ضاعت آمال أهالي الأحياء القديمة ببريدة في البقاء رغم تمسك بعض كبار السن بمنازلهم واضطرار من لا يملكون بديلاً لإلغاء فكرة الهجرة إلى أحياء الشمال.
مشاكل أمنية
السمة المشتركة لمن تبقّى في تلك الأحياء من سكانها الأساسيين اصبحت متفاقمة في التضجر من تنامي المشاكل الأمنية وغياب الأمن المعنوي وقلة الألفة بين الجيران والخدمات.
وحسب الرصد الميداني لـ "عكاظ" خلال جولة في أحياء وسط بريدة لم يبق فيها سوى حوالى "10%" من السكان الذين عاصروا نشأتها - والسبب الرئيسي لبقائهم يتمثل في رفض كبار السن مغادرة منازلهم التي يمتلكونها منذ سنوات طويلة لارتباطهم نفسياً بها أو عدم القدرة على البحث عن بديل مناسب في ظل غلاء اسعار العقار بالأحياء الشمالية وارتفاع تكلفة البناء والايجارات.
المواطنون يرون أن أحياء بريدة القديمة مظلومة مقارنة بالأحياء الجديدة ويقولون إنه لا يحق لأي احد تهميش أحيائهم حتى وان كانت بوصلة التنمية تتجه شمالاً فبريدة تنمو بشكل كبير في جميع الاتجاهات وتعد من أسرع المدن نمواً.
ويأملون في اعادة تنظيم الأحياء المركزية عبر شركات متخصصة مثلما تم في الرياض خاصة في المواقع التي تعتبر نشأتها تجارية مثل الخبيب العصب التجاري الذي نشأ كامتداد لسوق الجردة الذي كان منطلقاً لتجارة العقيلات التي انتهت عملياً في بداية السبعينات بالقرن الهجري الماضي.
بثور مشوهة
المواطن عبدالرحمن الفلاج يقول إن الخبيب أول مكان نشأت به البنايات التجارية بمدينة بريدة مع بداية الطفرة العمرانية ويكفي أن جنبات طريق الملك عبدالعزيز العابر للخبيب شهدت بداية النهضة التجارية الحقيقية لعدد من رجال الاعمال وكانت تمثل نهضة عمرانية متميزة لكنها تبدو حالياً كالبثور المشوهة للوجه الحسن لبريدة بعد ان شوهت السنوات التي تصل الى اربعين سنة واجهات وأساسات هذه المباني في ظل الصمت الرسمي عن مطالبة ملاكها بتحسينها لكونها مبانَي تجارية شكلت عائداتها عوائد مضاعفة لهم منذ إنشائها.
ويطالب بتشكيل لجنة لدراسة اعادة تخطيط الخبيب بدلاً من تركه للعمالة المخالفة للانظمة والتي وضعت يدها على اسواقه المتنوعة في ظل غياب الرقابة الذي ادى كذلك لنمو الجريمة التي لم يعد الاهالي يتفاجؤون بأخبارها.
والجهد الوحيد الذي قامت به البلدية منذ عدة اعوام هو اعادة سفلتة الطريق الرئيسي بالحي ورصفه واغلاق العديد من منافذه. ورغم أن ذلك مطلوب إلا أنه لم يضف جديداً يذكر.
ضغوط على الآباء
ويعزو المواطن محمد الحجاب "صاحب مكتب عقاري" رغبة الكثير من أهالي الأحياء القديمة ببريدة في بيع عقاراتهم لعدة أسباب ابرزها اهتمام المسئولين في الجهات المختصة بتنمية الأحياء الجديدة والمخططات الناشئة على حساب تلك الاحياء وتحرك الدعم المقدم من صندوق التنمية العقارية في العامين الاخيرين وزيادة أعداد الممنوحين واحساس جيل الشباب بضرورة مواكبة التطور الذي يشاهدونه في الاحياء الجديدة وممارستهم لضغوط على الآباء للبحث عن سكن بديل.. ويرى أنه بالرغم من وجود رغبة عارمة في البيع لا يوجد من يشتري عقارات الاحياء القديمة.. وهناك أحياء في شرق بريدة ليست بذات القدم لكنها اصبحت تسير على خطى الخبيب فمثلاً احياء الفاخرية والرفيعة والوسيطى صارت أفضل تنظيماً إلا أن غياب الخدمات بدأ يدفع أهلها لبيع عقاراتهم.
كما ان حي البساتين الحديث النشأة أصبح خارج اهتمامات الأمانة فالطريق الدائري الداخلي الذي يمر بهذا الحي متوقف العمل في تنفيذ مشروعه منذ سنوات.. وتوجد في الحي الكثير من الشوارع بلا سفلتة وهو على مرمى حجر من مرمى النفايات الذي تم نبشه مؤخراً مما أقلق المستثمرين.
http://file7.9q9q.net/img/55121761/BUR3.jpg (http://file7.9q9q.net/preview/55121761/BUR3.jpg.html)
http://file7.9q9q.net/img/74681353/BUR1.jpg (http://file7.9q9q.net/preview/74681353/BUR1.jpg.html)
http://file7.9q9q.net/img/62244539/BUR2.jpg (http://file7.9q9q.net/preview/62244539/BUR2.jpg.html)
العلامة اللافتة في الأحياء التي تجاوزتها التنمية بمدينة بريدة هي لوحات تعلن عن عرض عقارات للبيع مجسدة حالة نزوح شبه جماعي لسكان خرجوا من أسوار بريدة القديمة ويمموا وجوههم شطر احياء جديدة. النظرية القائلة ان المدن الواقعة شمال خط الاستواء بالكرة الأرضية تتجه شمالاً.. الحل الجاهز لدى المسؤولين حينما يراجعهم سكان الأحياء الجنوبية والمتوسطة للمطالبة بحقوقهم في التنمية وتحسين أوضاع أحيائهم. في أحياء الخبيب والتغيرة والتماس والعجيبة والهلال بوسط بريدة وأحياء الرفيعة والفاخرية والنقع والوسطى في شرقها قصص لا تحتاج إلى خبير لكي يبصم على غياب الاهتمام الذي ترتبت عليه هجرة اسر معروفة وتربط بينها وشائج اجتماعية منذ نشأة هذه الأحياء. تلك الأسر العريقة هجرت منازلها واتجهت شمالاً بحثا عن نسمة تنمية جديدة ومساحة خضراء تغير الأجواء وشوارع فسيحة ومسفلتة لم تحول عوامل التنمية حوافها لتشققات.
ماضٍ تليد ومستقبل مجهول
ولم يشفع للأحياء المنسية انبثاقها من رحم بريدة القديمة وارتباطها بالماضي التليد وثراء اهله ومجتمعه علماً ومالاً وتقارباً اجتماعياً حيث تحولت الحياة الاجتماعية فيها من حياة الأسرة الواحدة إلى حياة جيران متنافرين لا تربط بينهم سابق معرفة مع دخول وجوه جديدة واستقطب الايجار الرخيص للمنازل القديمة أعداداً كبيرة من العمالة الوافدة والمتخلفين والمخالفين للأنظمة خاصة الأفارقة.
وأمام سطوة الجديد والبحث عن الخدمات ضاعت آمال أهالي الأحياء القديمة ببريدة في البقاء رغم تمسك بعض كبار السن بمنازلهم واضطرار من لا يملكون بديلاً لإلغاء فكرة الهجرة إلى أحياء الشمال.
مشاكل أمنية
السمة المشتركة لمن تبقّى في تلك الأحياء من سكانها الأساسيين اصبحت متفاقمة في التضجر من تنامي المشاكل الأمنية وغياب الأمن المعنوي وقلة الألفة بين الجيران والخدمات.
وحسب الرصد الميداني لـ "عكاظ" خلال جولة في أحياء وسط بريدة لم يبق فيها سوى حوالى "10%" من السكان الذين عاصروا نشأتها - والسبب الرئيسي لبقائهم يتمثل في رفض كبار السن مغادرة منازلهم التي يمتلكونها منذ سنوات طويلة لارتباطهم نفسياً بها أو عدم القدرة على البحث عن بديل مناسب في ظل غلاء اسعار العقار بالأحياء الشمالية وارتفاع تكلفة البناء والايجارات.
المواطنون يرون أن أحياء بريدة القديمة مظلومة مقارنة بالأحياء الجديدة ويقولون إنه لا يحق لأي احد تهميش أحيائهم حتى وان كانت بوصلة التنمية تتجه شمالاً فبريدة تنمو بشكل كبير في جميع الاتجاهات وتعد من أسرع المدن نمواً.
ويأملون في اعادة تنظيم الأحياء المركزية عبر شركات متخصصة مثلما تم في الرياض خاصة في المواقع التي تعتبر نشأتها تجارية مثل الخبيب العصب التجاري الذي نشأ كامتداد لسوق الجردة الذي كان منطلقاً لتجارة العقيلات التي انتهت عملياً في بداية السبعينات بالقرن الهجري الماضي.
بثور مشوهة
المواطن عبدالرحمن الفلاج يقول إن الخبيب أول مكان نشأت به البنايات التجارية بمدينة بريدة مع بداية الطفرة العمرانية ويكفي أن جنبات طريق الملك عبدالعزيز العابر للخبيب شهدت بداية النهضة التجارية الحقيقية لعدد من رجال الاعمال وكانت تمثل نهضة عمرانية متميزة لكنها تبدو حالياً كالبثور المشوهة للوجه الحسن لبريدة بعد ان شوهت السنوات التي تصل الى اربعين سنة واجهات وأساسات هذه المباني في ظل الصمت الرسمي عن مطالبة ملاكها بتحسينها لكونها مبانَي تجارية شكلت عائداتها عوائد مضاعفة لهم منذ إنشائها.
ويطالب بتشكيل لجنة لدراسة اعادة تخطيط الخبيب بدلاً من تركه للعمالة المخالفة للانظمة والتي وضعت يدها على اسواقه المتنوعة في ظل غياب الرقابة الذي ادى كذلك لنمو الجريمة التي لم يعد الاهالي يتفاجؤون بأخبارها.
والجهد الوحيد الذي قامت به البلدية منذ عدة اعوام هو اعادة سفلتة الطريق الرئيسي بالحي ورصفه واغلاق العديد من منافذه. ورغم أن ذلك مطلوب إلا أنه لم يضف جديداً يذكر.
ضغوط على الآباء
ويعزو المواطن محمد الحجاب "صاحب مكتب عقاري" رغبة الكثير من أهالي الأحياء القديمة ببريدة في بيع عقاراتهم لعدة أسباب ابرزها اهتمام المسئولين في الجهات المختصة بتنمية الأحياء الجديدة والمخططات الناشئة على حساب تلك الاحياء وتحرك الدعم المقدم من صندوق التنمية العقارية في العامين الاخيرين وزيادة أعداد الممنوحين واحساس جيل الشباب بضرورة مواكبة التطور الذي يشاهدونه في الاحياء الجديدة وممارستهم لضغوط على الآباء للبحث عن سكن بديل.. ويرى أنه بالرغم من وجود رغبة عارمة في البيع لا يوجد من يشتري عقارات الاحياء القديمة.. وهناك أحياء في شرق بريدة ليست بذات القدم لكنها اصبحت تسير على خطى الخبيب فمثلاً احياء الفاخرية والرفيعة والوسيطى صارت أفضل تنظيماً إلا أن غياب الخدمات بدأ يدفع أهلها لبيع عقاراتهم.
كما ان حي البساتين الحديث النشأة أصبح خارج اهتمامات الأمانة فالطريق الدائري الداخلي الذي يمر بهذا الحي متوقف العمل في تنفيذ مشروعه منذ سنوات.. وتوجد في الحي الكثير من الشوارع بلا سفلتة وهو على مرمى حجر من مرمى النفايات الذي تم نبشه مؤخراً مما أقلق المستثمرين.
http://file7.9q9q.net/img/55121761/BUR3.jpg (http://file7.9q9q.net/preview/55121761/BUR3.jpg.html)
http://file7.9q9q.net/img/74681353/BUR1.jpg (http://file7.9q9q.net/preview/74681353/BUR1.jpg.html)
http://file7.9q9q.net/img/62244539/BUR2.jpg (http://file7.9q9q.net/preview/62244539/BUR2.jpg.html)