s7ar
15-04-08, 04:22 pm
الغريب ان البعض مللنا من مطالباته باحترام التخصص واحترام الآخر الكافر والرافضي والمعتدي ، كثيراً ما يردد البعض رفض الاقصائية واتهام الآخر، طيب أين هذه المثالية تجاه العلماء الذين نختلف معهم في مسائل واجتهادات، لاسيما أننا قد نكون نحن لا نملك ما يملكون ، ومع ذلك نتهمهم ونتقدهم ، ونصفهم بالغلاء والالحاد
جريدة الوطن
الاثنين 8/4/1429هـ
توسعة المسعى ..رؤية الملك شرعية ورؤية الغلاة انشقاقية
محمد ناصر الأسمري
كان الدعاء وما زال لمن ولي أمرا من أمور المسلمين وفيه تيسير على الناس دعاء جميلا بالخيرية والبركة، بعكس من شق منهم فالدعاء عليه بالمشقة. وما برح الخيرون من خلق الله تواقين للتيسير والتخفيف وفق مبدأ: افعل ولا حرج، فكل فعل قاد إلى المشقة فالواجب على أهل الاختصاص تجاهه كشف كل مظنة باليسر وفق مراد الله جل وعلا "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" لقد أعطى الله من ولي الحكم والأمر في إدارة الشأن العام من وسائل التحقق والنظر ما يسند قراراته بسند أهل الاختصاص والرأي شرعا وقانونا وإجماعا. لذلك لم تكن الشورى والديموقراطية غضاضة على من جلبها لمهنية الاحتراف في الفصل والقرار سواء أكان القرار سياسيا أو اجتماعيا أو لمصلحة عامة.
والتقرير في شأن ما له علاقة بالمشاعر والشعائر أهم وأعظم مشقة ومسؤولية من التقرير في أي شأن آخر، لذا كانت ولاية الحاكم في بلاد الحرمين أشد في التحوط والبعد عن الحرج. ذلك أن الحرمين قبلة الإسلام ومعتنقيه في كل بقاع الأرض المصلحة لهما أوسع نطاقاً ومدارا، والأمانة هنا تقتضي البحث عن المصلحة لجمع المسلمين في أي شأن تطويري يراد منه خدمة أرقى وانتفاع أشمل. والملك عبد الله وهو يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، قد ورث ولاية خدمة الحرمين من قرابة قرن، وهو جدير أن يبذل كما كان أسلافه من الأمراء والملوك الذين توالوا على الحكم في أرض الحرمين. لقد كان القرار الذي اتخذه الملك عبد الله بتوسعة المسعى قرارا راجح الحجة والحجية، فقد جاء بعد مشاورة هيئة كبار العلماء، في السعودية الذين كان الإجماع منهم قوة في المضي في تجنب الحرج. والإجماع أمر فصل في القرار والتقرير، ولا مظنة أن الجمع لا يجمع على ضلال سيما إذا جاء ممن هم أهل لمظنة العدل والاعتدال. من اعترض فهم أقلية وقلة لهم التقدير فيما كان لهم من اجتهاد خالف الإجماع لكن الغلو والتشدد من أقلية لا يقود إلى تحقيق مصلحة الأمة التي تزايدت مشاق جد كبيرة عليهم ربما تقود إلى الموت بفعل تنامي أعداد الحجاج والعمار والزوار عاما بعد عام في ظل الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي الذي يسود البلاد السعودية التي تتشرف برعاية وخدمة الحرمين وكل وفود الله على مدار الساعة.
ليت الأمر قد توقف عند إبداء الرأي والنظر الشرعي، فلكل مجتهد نصيب، لكن بعضاً من قلة القلة هذه نحا منحى خطيرا، في إثارة القول بمنع العمرة والحج، في المسعى الموسع،
وهذا في ظني ربما يرقى إلى الظلم والإلحاد الذي نهى الله عنه ؟ فكيف يقال بعدم صحة الحج والعمرة بسعي في المسعى ؟؟ أليس هذا فيه فتنة الناس وإثارة بلبلة ما كان لها أن تكون ممن كان يحسن الظن بهم ؟ ونعوذ بالله أن يتبع أحد ما قال به هؤلاء الغلاة ويأتي أناس يصدون عن البيت ويعرضون عن السعي، فكم من متحذلق سوف يأتي بتحريم السعي في المسعى الموسع وتبدأ فتنة في دين الله، ما أحوج الناس إلى البعد عنها وعن المتنطعين وأهل الأهواء والإغواء. أليس من الحكمة -وهي ضالة المؤمن- أن يغلب أولئك مصلحة التوقف عن القول والتحفظ كما هو المتبع في المجالس العلمية والمجامع الفقهية المنتشرة في أرجاء الكون، فيكون صاحب الرأي قد قال بما يراه حقا، لكن لا يخذل رأي الإجماع ويضر بالناس؟؟
لقد كانت رؤية الملك عبد الله أعانه الله، أكثر عمقا وأبعد نجعة وأثرا، فقد شاور واستعان بالله في صنع القرار، ليس بالاعتماد على الفكر المحلي، بل بعولمة الفكرة حيث صدع علماء من مختلف أرجاء العالم الإسلامي بالتأييد الفقهي لما سعى له الملك في توسعة المسعى، تخفيفا على عباد الله في بيت الله، وغلب هذا رؤية الانعزال والانغلاق والتشدد والشق على الناس في أمر هو أقرب إلى التيسير منه لغيره.
حسنا فعلت مجلة الدعوة في عددها الشهري الأخير الذي خصصته لتسجيل وقائع أقوال 200 مفت من العالم الإسلامي، رأوا في توسعة المسعى مصلحة عليا، حيث ثم شرع الله.
كما أن شهادات أهل الاختصاص من المعماريين والجيولوجيين والمؤرخين جاءت بمعلومات موثقة من خلال ما ذكر من خرائط معمارية من العهد العثماني، وكذلك ثبوت وحدة مكونات الصخر في الصفا والمروة في الموقع الحالي مع ما كان لهما من امتداد في الشرق والغرب. وأهل مكة أدرى بشعابها، وكان لبحثي عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان والدكتور سعود الفنيسان ومداولات أمانة العاصمة ومعهد أبحاث الحج مفاصل رائعة في نهج التوثيق العلمي الذي ربما تزيده شهادة بعض المعمرين في مكة المكرمة
لقد بني دور علوي للسعي، ولم يكن هناك ضجة ولا غلو، ويجري الطواف في أدوار الحرم العلوية ولا حرج , وربما تنجح الدراسات البحثية في معهد أبحاث الحج في تطوير مسارات طواف معلقة وربما سعي بمسارات متحركة في مسارات منعزلة لمن كانت استطاعته الجسدية لا تقوى على السعي والطواف، فهل سيقف الغلاة ضد العقول التي تدرس وتطور وترتقي بأساليب خدمات الحج والحجاج، فطالما كانت العقول المفكرة والمبدعة قادرة على العطاء ففي ذلك عون لولي الأمر في الأمر بالمضي في الإصلاح
والتيسير.
منقول من الناصح
جريدة الوطن
الاثنين 8/4/1429هـ
توسعة المسعى ..رؤية الملك شرعية ورؤية الغلاة انشقاقية
محمد ناصر الأسمري
كان الدعاء وما زال لمن ولي أمرا من أمور المسلمين وفيه تيسير على الناس دعاء جميلا بالخيرية والبركة، بعكس من شق منهم فالدعاء عليه بالمشقة. وما برح الخيرون من خلق الله تواقين للتيسير والتخفيف وفق مبدأ: افعل ولا حرج، فكل فعل قاد إلى المشقة فالواجب على أهل الاختصاص تجاهه كشف كل مظنة باليسر وفق مراد الله جل وعلا "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" لقد أعطى الله من ولي الحكم والأمر في إدارة الشأن العام من وسائل التحقق والنظر ما يسند قراراته بسند أهل الاختصاص والرأي شرعا وقانونا وإجماعا. لذلك لم تكن الشورى والديموقراطية غضاضة على من جلبها لمهنية الاحتراف في الفصل والقرار سواء أكان القرار سياسيا أو اجتماعيا أو لمصلحة عامة.
والتقرير في شأن ما له علاقة بالمشاعر والشعائر أهم وأعظم مشقة ومسؤولية من التقرير في أي شأن آخر، لذا كانت ولاية الحاكم في بلاد الحرمين أشد في التحوط والبعد عن الحرج. ذلك أن الحرمين قبلة الإسلام ومعتنقيه في كل بقاع الأرض المصلحة لهما أوسع نطاقاً ومدارا، والأمانة هنا تقتضي البحث عن المصلحة لجمع المسلمين في أي شأن تطويري يراد منه خدمة أرقى وانتفاع أشمل. والملك عبد الله وهو يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، قد ورث ولاية خدمة الحرمين من قرابة قرن، وهو جدير أن يبذل كما كان أسلافه من الأمراء والملوك الذين توالوا على الحكم في أرض الحرمين. لقد كان القرار الذي اتخذه الملك عبد الله بتوسعة المسعى قرارا راجح الحجة والحجية، فقد جاء بعد مشاورة هيئة كبار العلماء، في السعودية الذين كان الإجماع منهم قوة في المضي في تجنب الحرج. والإجماع أمر فصل في القرار والتقرير، ولا مظنة أن الجمع لا يجمع على ضلال سيما إذا جاء ممن هم أهل لمظنة العدل والاعتدال. من اعترض فهم أقلية وقلة لهم التقدير فيما كان لهم من اجتهاد خالف الإجماع لكن الغلو والتشدد من أقلية لا يقود إلى تحقيق مصلحة الأمة التي تزايدت مشاق جد كبيرة عليهم ربما تقود إلى الموت بفعل تنامي أعداد الحجاج والعمار والزوار عاما بعد عام في ظل الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي الذي يسود البلاد السعودية التي تتشرف برعاية وخدمة الحرمين وكل وفود الله على مدار الساعة.
ليت الأمر قد توقف عند إبداء الرأي والنظر الشرعي، فلكل مجتهد نصيب، لكن بعضاً من قلة القلة هذه نحا منحى خطيرا، في إثارة القول بمنع العمرة والحج، في المسعى الموسع،
وهذا في ظني ربما يرقى إلى الظلم والإلحاد الذي نهى الله عنه ؟ فكيف يقال بعدم صحة الحج والعمرة بسعي في المسعى ؟؟ أليس هذا فيه فتنة الناس وإثارة بلبلة ما كان لها أن تكون ممن كان يحسن الظن بهم ؟ ونعوذ بالله أن يتبع أحد ما قال به هؤلاء الغلاة ويأتي أناس يصدون عن البيت ويعرضون عن السعي، فكم من متحذلق سوف يأتي بتحريم السعي في المسعى الموسع وتبدأ فتنة في دين الله، ما أحوج الناس إلى البعد عنها وعن المتنطعين وأهل الأهواء والإغواء. أليس من الحكمة -وهي ضالة المؤمن- أن يغلب أولئك مصلحة التوقف عن القول والتحفظ كما هو المتبع في المجالس العلمية والمجامع الفقهية المنتشرة في أرجاء الكون، فيكون صاحب الرأي قد قال بما يراه حقا، لكن لا يخذل رأي الإجماع ويضر بالناس؟؟
لقد كانت رؤية الملك عبد الله أعانه الله، أكثر عمقا وأبعد نجعة وأثرا، فقد شاور واستعان بالله في صنع القرار، ليس بالاعتماد على الفكر المحلي، بل بعولمة الفكرة حيث صدع علماء من مختلف أرجاء العالم الإسلامي بالتأييد الفقهي لما سعى له الملك في توسعة المسعى، تخفيفا على عباد الله في بيت الله، وغلب هذا رؤية الانعزال والانغلاق والتشدد والشق على الناس في أمر هو أقرب إلى التيسير منه لغيره.
حسنا فعلت مجلة الدعوة في عددها الشهري الأخير الذي خصصته لتسجيل وقائع أقوال 200 مفت من العالم الإسلامي، رأوا في توسعة المسعى مصلحة عليا، حيث ثم شرع الله.
كما أن شهادات أهل الاختصاص من المعماريين والجيولوجيين والمؤرخين جاءت بمعلومات موثقة من خلال ما ذكر من خرائط معمارية من العهد العثماني، وكذلك ثبوت وحدة مكونات الصخر في الصفا والمروة في الموقع الحالي مع ما كان لهما من امتداد في الشرق والغرب. وأهل مكة أدرى بشعابها، وكان لبحثي عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان والدكتور سعود الفنيسان ومداولات أمانة العاصمة ومعهد أبحاث الحج مفاصل رائعة في نهج التوثيق العلمي الذي ربما تزيده شهادة بعض المعمرين في مكة المكرمة
لقد بني دور علوي للسعي، ولم يكن هناك ضجة ولا غلو، ويجري الطواف في أدوار الحرم العلوية ولا حرج , وربما تنجح الدراسات البحثية في معهد أبحاث الحج في تطوير مسارات طواف معلقة وربما سعي بمسارات متحركة في مسارات منعزلة لمن كانت استطاعته الجسدية لا تقوى على السعي والطواف، فهل سيقف الغلاة ضد العقول التي تدرس وتطور وترتقي بأساليب خدمات الحج والحجاج، فطالما كانت العقول المفكرة والمبدعة قادرة على العطاء ففي ذلك عون لولي الأمر في الأمر بالمضي في الإصلاح
والتيسير.
منقول من الناصح