طوى
15-03-08, 10:28 pm
كالعادة ، حبيبات من الرمل , و طبقة من الغبار ، نفضتها من على غلاف المجلة ..
فمكتبتي شاحبة لسان حلها يقول (ألم الفراق يهز أعماق الفؤاد ،، و يقول يا صحبي الكرام تمهلواما كلنا ينوي فراقا و ابتعاد ،،، لكنها آهات صدر ،،، علها ترسم بسما أو تعيد لنا وداد :) )
قلبت صفحات المجلة ، لعلي أن أجد فيها ولو بضع كلمات أروح بها عن نفسي قليلاً , فأنا ثقيل المزاج ، ( كما هو الحال في الوزن أيضا http://buraydh.com/forum/images/icons/icon10.gif ) و لا تهوى ذائقتي سوى صفو الكلم .. و ماتع القول
وبعد تأمل العناوين ، وجدت عنوان هذه المشاركة و الذي فتح لي آفاقا واسعة
من التأمل و التفكير في عظمة العدالة الربانية ..!
أترككم مع القصة ( بتصرف مني ) ..:)
كانت الأمواج تتلقف تلك السفينة القابعة في عرض البحر ، فترفعها تارة لتعلق قلوب ركبها برحمة رب السماء ، و تهوي بها تارة أخرى فتخضع الرؤوس ذليلة بين يدي صاحب المشيئة و القضاء ..
الكل يبكي و يصرخ ، و يستنجد و يدعو ، فالموت أصبح قاب قوسين أو أدنى .. أجتمع ركاب السفينة حول ذلك الرجل ، المشهود له بالصلاح , وطلبوا منه أن يعاهد الله بما عنده من عمل صالح .. و لكنه أبى .. و قال إنما أنا عبد مذنب مقصر في حق ربه .. فألحوا عليه .. فقال " أعاهد الله على أن لا آكل لحم الفيل " فشعر البعض بخيبة الأمل ، و قالوا له أفي هذا الموقف تدعو بمثل هذا الدعاء !؟ وهل لحم الفيل يؤكل !؟ فما كان رده عليهم ...إلا أن قال .. وجدتها على طرف لساني فنطقت بها !!
هاجت الأمواج مرة أخرى ,,, و ألقت بالسفينة محطمة على ضفاف ذلك الشاطئ في جزيرة مهجورة ! وبينما هم على تلك الحال .. إذ بفيل صغير يخرج من بين أشجار الغابة المتدلية على البحر .. ففرحوا به أشد الفرح .. و قاموا وذبحوه و أكلوا لحمه .. ودعوا ذلك الرجل ليأكل معهم ... فرفض و قال إني قد عاهدت الله على أن لا آكل منه .. فقالوا له إنما قلتها و أنت مضطر .. فقال ليس بمثلي من يعاهد الله فينكث عهده ..
جاء الليل و خيام الظلام .. شعر الجميع بالنعاس و أسلموا الجفون للنوم .. إلا أن ذلك الرجل من شدة الإعياء و التعب و الجوع .. ظل مستيقظا .. يتفكر فيما أصابه و أصاب قومه ..
وبعد أن غط الجميع بسبات عميق ، و إذ بالرجل يسمع صوت وجلبة من داخل الغابة .. و فجأة تظهر فيلة كثيرة .. يقودها فيل ضخم .. كأنها تفتقد شيء ما .. فعرف الرجل أنها تبحث عن صغيرها ..
عثرت الفيلة أخيراً على بقايا من جلد و عظم ، فزمجرت واقتربت الفيلة من الجموع النائمة وبدأت تتحسسهم و تشم رائحة كل واحد منهم ، فما إن وجدت الرائحة عالقة في جسد أحدهم فتدهسه أو تضربه بخراطيمها حتى الموت .. فلم تبقي منهم عدا ذلك الرجل الصالح .. الذي يقف مشدوهاً يكاد أن لا يصدق ما تراه عيناه .. اقتربت منه الفيلة و تحسسته هو الآخر , فلم تجد فيه رائحة للحم صغيرها ..فأشار إليه كبير الفيلة بأن يصعد فوقه .. وبعد أن استوى جالساً فوق ظهره .. وإذ بها تسير في موكب عظيم ترتجف الأرض تحت أقدامها ..
وقبيل الصباح .. أقبلت جموع الفيلة على قرية صغيرة فأنزلت الرجل و رحلت بعيداً عنه .. سار الرجل الى تلك القرية وأخذه أهلها الى ملكهم ..
سأله الملك عن كيفية وصوله الى هذه القرية النائية ، فقص عليه القصة بكاملها .. فقال له الملك هل تعلم أن المسافة التي قطعتها الفيلة حتى أوصلتك الى هنا تقدر بثمان أيام بلياليهن !!
انتهت القصة ..
سبحان الله ، لقد وقفت أمام هذه القصة مشدوهاً ، بين مكذب و مصدق .. و لولا أن العبرة في القصة كانت بمكانة عندي ، تغني عن تقصي حقيقتها من زيفها .. فقد خرجت منها بدرس و وقفة تأمل مع حال العبد مع ربه , و أن الصلة بينهما لا تنقطع حتى في أحلك الظروف .. !
لقد ألهم الله عزوجل ذلك الرجل و أدرج على لسانه ذلك العهد ، لسابق علمه سبحانه بما سيحدث له ، و كانت بمثابة اختبار لإيمانه و صدقه .. ! فأوجد له السبب ( العهد ) ثم أختبره مراعاته لعهده ( وفاءه بالعهد ) فكانت النتيجة أن حفظه و يسر له سبيل النجاة ..!
الأعظم من ذلك و الذي يجب على كل مسلم أن يتيقن منه و يؤمن به .. هو ارتباط الأسباب بالمسببات .. كيف ذلك ..؟
الله عزوجل قادر على انتشال ذلك الرجل بكلمة واحدة " كن فيكون " .. ولكن الحكمة الربانية أوجدت لكل شيء في هذه الحياة سبباً لإيجاده و سبباً لبقائه و سبباً لزواله .. ! و الرجل صاحب القصة رجل صالح " سبب إيجاد الرعاية الإلهية " إذا شرط الرعاية هو الصلاح و التقوى .. فعاهد الله عهداً فأوفى به " سبب في تحقيق تلك الرعاية " وكانت النتيجة هي الحفظ و السلامة من كل مكروه . ( الرعاية الربانية الكاملة ) ..:)
و هذه خلاصة " أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده أمامك " :)
تحياتي و فائق احترامي للجميع ..
طوى :)
فمكتبتي شاحبة لسان حلها يقول (ألم الفراق يهز أعماق الفؤاد ،، و يقول يا صحبي الكرام تمهلواما كلنا ينوي فراقا و ابتعاد ،،، لكنها آهات صدر ،،، علها ترسم بسما أو تعيد لنا وداد :) )
قلبت صفحات المجلة ، لعلي أن أجد فيها ولو بضع كلمات أروح بها عن نفسي قليلاً , فأنا ثقيل المزاج ، ( كما هو الحال في الوزن أيضا http://buraydh.com/forum/images/icons/icon10.gif ) و لا تهوى ذائقتي سوى صفو الكلم .. و ماتع القول
وبعد تأمل العناوين ، وجدت عنوان هذه المشاركة و الذي فتح لي آفاقا واسعة
من التأمل و التفكير في عظمة العدالة الربانية ..!
أترككم مع القصة ( بتصرف مني ) ..:)
كانت الأمواج تتلقف تلك السفينة القابعة في عرض البحر ، فترفعها تارة لتعلق قلوب ركبها برحمة رب السماء ، و تهوي بها تارة أخرى فتخضع الرؤوس ذليلة بين يدي صاحب المشيئة و القضاء ..
الكل يبكي و يصرخ ، و يستنجد و يدعو ، فالموت أصبح قاب قوسين أو أدنى .. أجتمع ركاب السفينة حول ذلك الرجل ، المشهود له بالصلاح , وطلبوا منه أن يعاهد الله بما عنده من عمل صالح .. و لكنه أبى .. و قال إنما أنا عبد مذنب مقصر في حق ربه .. فألحوا عليه .. فقال " أعاهد الله على أن لا آكل لحم الفيل " فشعر البعض بخيبة الأمل ، و قالوا له أفي هذا الموقف تدعو بمثل هذا الدعاء !؟ وهل لحم الفيل يؤكل !؟ فما كان رده عليهم ...إلا أن قال .. وجدتها على طرف لساني فنطقت بها !!
هاجت الأمواج مرة أخرى ,,, و ألقت بالسفينة محطمة على ضفاف ذلك الشاطئ في جزيرة مهجورة ! وبينما هم على تلك الحال .. إذ بفيل صغير يخرج من بين أشجار الغابة المتدلية على البحر .. ففرحوا به أشد الفرح .. و قاموا وذبحوه و أكلوا لحمه .. ودعوا ذلك الرجل ليأكل معهم ... فرفض و قال إني قد عاهدت الله على أن لا آكل منه .. فقالوا له إنما قلتها و أنت مضطر .. فقال ليس بمثلي من يعاهد الله فينكث عهده ..
جاء الليل و خيام الظلام .. شعر الجميع بالنعاس و أسلموا الجفون للنوم .. إلا أن ذلك الرجل من شدة الإعياء و التعب و الجوع .. ظل مستيقظا .. يتفكر فيما أصابه و أصاب قومه ..
وبعد أن غط الجميع بسبات عميق ، و إذ بالرجل يسمع صوت وجلبة من داخل الغابة .. و فجأة تظهر فيلة كثيرة .. يقودها فيل ضخم .. كأنها تفتقد شيء ما .. فعرف الرجل أنها تبحث عن صغيرها ..
عثرت الفيلة أخيراً على بقايا من جلد و عظم ، فزمجرت واقتربت الفيلة من الجموع النائمة وبدأت تتحسسهم و تشم رائحة كل واحد منهم ، فما إن وجدت الرائحة عالقة في جسد أحدهم فتدهسه أو تضربه بخراطيمها حتى الموت .. فلم تبقي منهم عدا ذلك الرجل الصالح .. الذي يقف مشدوهاً يكاد أن لا يصدق ما تراه عيناه .. اقتربت منه الفيلة و تحسسته هو الآخر , فلم تجد فيه رائحة للحم صغيرها ..فأشار إليه كبير الفيلة بأن يصعد فوقه .. وبعد أن استوى جالساً فوق ظهره .. وإذ بها تسير في موكب عظيم ترتجف الأرض تحت أقدامها ..
وقبيل الصباح .. أقبلت جموع الفيلة على قرية صغيرة فأنزلت الرجل و رحلت بعيداً عنه .. سار الرجل الى تلك القرية وأخذه أهلها الى ملكهم ..
سأله الملك عن كيفية وصوله الى هذه القرية النائية ، فقص عليه القصة بكاملها .. فقال له الملك هل تعلم أن المسافة التي قطعتها الفيلة حتى أوصلتك الى هنا تقدر بثمان أيام بلياليهن !!
انتهت القصة ..
سبحان الله ، لقد وقفت أمام هذه القصة مشدوهاً ، بين مكذب و مصدق .. و لولا أن العبرة في القصة كانت بمكانة عندي ، تغني عن تقصي حقيقتها من زيفها .. فقد خرجت منها بدرس و وقفة تأمل مع حال العبد مع ربه , و أن الصلة بينهما لا تنقطع حتى في أحلك الظروف .. !
لقد ألهم الله عزوجل ذلك الرجل و أدرج على لسانه ذلك العهد ، لسابق علمه سبحانه بما سيحدث له ، و كانت بمثابة اختبار لإيمانه و صدقه .. ! فأوجد له السبب ( العهد ) ثم أختبره مراعاته لعهده ( وفاءه بالعهد ) فكانت النتيجة أن حفظه و يسر له سبيل النجاة ..!
الأعظم من ذلك و الذي يجب على كل مسلم أن يتيقن منه و يؤمن به .. هو ارتباط الأسباب بالمسببات .. كيف ذلك ..؟
الله عزوجل قادر على انتشال ذلك الرجل بكلمة واحدة " كن فيكون " .. ولكن الحكمة الربانية أوجدت لكل شيء في هذه الحياة سبباً لإيجاده و سبباً لبقائه و سبباً لزواله .. ! و الرجل صاحب القصة رجل صالح " سبب إيجاد الرعاية الإلهية " إذا شرط الرعاية هو الصلاح و التقوى .. فعاهد الله عهداً فأوفى به " سبب في تحقيق تلك الرعاية " وكانت النتيجة هي الحفظ و السلامة من كل مكروه . ( الرعاية الربانية الكاملة ) ..:)
و هذه خلاصة " أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده أمامك " :)
تحياتي و فائق احترامي للجميع ..
طوى :)