مخرج تلفزيوني
10-01-08, 02:32 am
نتحاور كثيراً عن متغيرات العصر ..
وهذه الغربلة التي لا ترحم ..
فلما طال الحديث وزادت فاتورة الجوال ..
وعدني بإكمال الحديث برسالة وسائط ..
أحببت أن تقرؤها معي لعلكم تكملون معي سرد الحكاية..
أخي مخرج تلفزيوني ..
أسعدك الله بطاعته وأقر عينك بعفوه
آمين ...
خرجت من بيتك العامر وركبت بحر الذكريات
والذي أتلذذ فيه بشكل غريب...
فأيام الصفا والصدق والتربية الجادة
والتي توازن بين البدن والروح والحب الذي يضج إخلاصا".
والتعاون والإيثار والتنافس المثمر بصدور سليمة وعفوية...
بإيجاز أخي مخرج :
كنا نعيش مرحلة (الفطرة التي لم تخدش) أحصاه الله ونسوه...
أشياء وأشياء نسيناها ...
بعدها تبدلت الأحوال وسطت المادة فقاتل الله حضارة قتلت قيما"..
قلت مرارا "وتكرارا"
المشكلة ليست في تغير الزمن ونقلة الحضارة والمدنية
بل هي نعمة !!
بل المشكلة بنا نحن عندما رسبنا في الامتحان !
فالنواحي الاجتماعية من هجر الأقارب وإتباع أهواء السفهاء
والقسوة على النساء والتهكم بالمخالف وتقطيع الأرحام ..
كنا الرواد فيها..
فلا تعجب أخي أن تشاهد (شيخا") يتحدث في كل مسجد ومحفل
أول من يشكو منه أهله وزوجه...
أما المعاملات .. فقد كفتنا مكاتب العقار وملاك المساهمات ..
مؤنة البحث عن الأمثلة فقاتل الله التجارة بالأذقان !!!
أما العبادة .. فنظرة فاحصة لصلاة الفجر تجعلك تخجل من ربك .
لا أجد تفسيرا
" لشخص مثلا "يوزع محتسبا" مذكرة (تحرم لعب كرة القدم )
في حين يشاهده الجميع يوميا" هاربا"من الدوام
إلى صالة أسهم مشبوهة!!!
أخي مخرج تلفزيوني لا أدري حينما أستعرض حالنا أتذكر
نتائج ليلية ساجر حيث كتب تحتها (لم ينجح أحد) !!
نعم نحن نشارك في هذه النكسة ..
فالزواج بالأشكال ..والبيع والشراء بالمظاهر..
بل حتى مواقفنا تضج عاطفة" لاعقلا"..
هل تتذكر معي كيف أنتخب الناس مرشحيهم للمجالس البلدية!!
فلم يكن ثمة برامج واضحة وأفكار بل كل ما هنالك
مواصفات شكلية فحسب
كأننا نعدهم لمسابقة ملكة جمال الكون (miss worild )
...أتذكر جيدا" أن أحدهم جاء وهو يلهث ليقول لي
; أبو....... صوت لفلان لأن صوته جميل!!
قاتل الله الحمق..
أذكر في أول قدومي من ........... أن أحد الشباب وقف أمامي
يكاد يطير حماسا" ظننت أنه سيقول شيئا" ذا بال ..
فقال والاحتساب يكسو وجهه
(ليش تلبس عقال يا........)
فتبسمت في وجهه ومسحت حمرة أوداجه وقلت له :
(أقسم بربي لو ذكرت لي أركان الصلاة الأربعة عشر
لا ألبس شماغا"ماحييت فضلا"عن العقال)!!!
أخي مخرج تلفزيوني إن المشكلة هي أننا تربينا في عزلة تامة
فلما شبينا عن الطوق وخالطنا المجتمع (ضاعت الطاسة) ...
ولكن أبشرك ياأخي أن زمن جلد الذات قد ذهب
فنحن في عصر التصحيح والمعالجة ...
هناك عدد من الشباب الآن
قد عكف على (مشروع إعادة قراءة السيرة) بشكل حضاري
وسيتم تطبيق الفكرة على طلاب صغار
فالهدي كل الهدي في سيرته ونهجه ...
ولي عودة محبك ابو .........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوسائط الثانية :
أخي الكريم مخرج تلفزيوني ..
تحية عطرة وبعد...
لا أدري كيف جاءت رسالتي الأولى هكذا بلا عنوان ..
ولكن يبدو أني كتبتها بحماسي لا بيدي!!
غير أن الاستيقاظ من الحلم الجميل
-والذي رأيت فيه جيلا"متربيا"مبادرا"قياديا" ناضجا"-
لأصدم بواقع مخجل له أثره ووقعه!
أخي مخرج تلفزيوني ..
أستحضر عاملا" أجزم أنه ساهم (بتجهيز الميت)
فان لم يكن فلا أظنه ترك (الصلاة عليه) وهو/
(المبالغة في الأشخاص) وماوصلوا اليه ..
فهذا أفضل قارئ رغم لحونه .....
وآخر عالم نحرير رغم حداثة سنه.....
وثالث متمكن فلما تحدث جاب العيد.....
فان تقهقر أو تراجع تبعه كثير.
أتذكر إجابة أحد (المربين ) عندما سألته
عن خطيب جامع يجيد الخطابة فقال لي :
لو يخطب في الميكانيكا لايفوتك!!!
لاحظ أخي أنني أستمع هذه الإجابة وأنا ابن التاسعة عشر !!
الطريف أن هذه الإجابة لم أضحك منها الا وأنا أبن الثلاثين!
كنا نجعل من الشخص رمزا" بلا مبرر
حتى كان لزاما"على طلاب الحلق الصغار أن يحاكوا مدرسهم في
شكله وهيئته وجلسته
بل حتى في حديثه..
ولا أدري إن كانوا يحاكونه نوما"!!!
وتناسينا أن الله فاضل بيننا.
فقد أملك مالاتملك كما أنك تجيد موهبة لا أحسنها !!
إنه بايجاز ((قتل المواهب في سبيل قدوة زائفة))
...هنا أدركت البعد الكبير عن هدي نبينا
فلم نعهد من الصحابة عليهم رضوان الله
أنهم ذابوا في شخصيته وقتلوا مواهبهم –
ولو فعلوا لما لامهم لائم لوجود القدوة شامخا" بينهم –
كما أنه عليه السلام لم يطالبهم بتهميش ذواتهم !!
بل قمة الإقتداء به من غير نسف لقدراتهم...
الغريب أنه مات عليه السلام ولم يتسم باسمه بعده إلا قلة !!
إنه الاتزان
والاعتدال
و التوازن
والذي به تميزوا فسادوا .
تحيتي محبك أبو.....
انتهى
وهذه الغربلة التي لا ترحم ..
فلما طال الحديث وزادت فاتورة الجوال ..
وعدني بإكمال الحديث برسالة وسائط ..
أحببت أن تقرؤها معي لعلكم تكملون معي سرد الحكاية..
أخي مخرج تلفزيوني ..
أسعدك الله بطاعته وأقر عينك بعفوه
آمين ...
خرجت من بيتك العامر وركبت بحر الذكريات
والذي أتلذذ فيه بشكل غريب...
فأيام الصفا والصدق والتربية الجادة
والتي توازن بين البدن والروح والحب الذي يضج إخلاصا".
والتعاون والإيثار والتنافس المثمر بصدور سليمة وعفوية...
بإيجاز أخي مخرج :
كنا نعيش مرحلة (الفطرة التي لم تخدش) أحصاه الله ونسوه...
أشياء وأشياء نسيناها ...
بعدها تبدلت الأحوال وسطت المادة فقاتل الله حضارة قتلت قيما"..
قلت مرارا "وتكرارا"
المشكلة ليست في تغير الزمن ونقلة الحضارة والمدنية
بل هي نعمة !!
بل المشكلة بنا نحن عندما رسبنا في الامتحان !
فالنواحي الاجتماعية من هجر الأقارب وإتباع أهواء السفهاء
والقسوة على النساء والتهكم بالمخالف وتقطيع الأرحام ..
كنا الرواد فيها..
فلا تعجب أخي أن تشاهد (شيخا") يتحدث في كل مسجد ومحفل
أول من يشكو منه أهله وزوجه...
أما المعاملات .. فقد كفتنا مكاتب العقار وملاك المساهمات ..
مؤنة البحث عن الأمثلة فقاتل الله التجارة بالأذقان !!!
أما العبادة .. فنظرة فاحصة لصلاة الفجر تجعلك تخجل من ربك .
لا أجد تفسيرا
" لشخص مثلا "يوزع محتسبا" مذكرة (تحرم لعب كرة القدم )
في حين يشاهده الجميع يوميا" هاربا"من الدوام
إلى صالة أسهم مشبوهة!!!
أخي مخرج تلفزيوني لا أدري حينما أستعرض حالنا أتذكر
نتائج ليلية ساجر حيث كتب تحتها (لم ينجح أحد) !!
نعم نحن نشارك في هذه النكسة ..
فالزواج بالأشكال ..والبيع والشراء بالمظاهر..
بل حتى مواقفنا تضج عاطفة" لاعقلا"..
هل تتذكر معي كيف أنتخب الناس مرشحيهم للمجالس البلدية!!
فلم يكن ثمة برامج واضحة وأفكار بل كل ما هنالك
مواصفات شكلية فحسب
كأننا نعدهم لمسابقة ملكة جمال الكون (miss worild )
...أتذكر جيدا" أن أحدهم جاء وهو يلهث ليقول لي
; أبو....... صوت لفلان لأن صوته جميل!!
قاتل الله الحمق..
أذكر في أول قدومي من ........... أن أحد الشباب وقف أمامي
يكاد يطير حماسا" ظننت أنه سيقول شيئا" ذا بال ..
فقال والاحتساب يكسو وجهه
(ليش تلبس عقال يا........)
فتبسمت في وجهه ومسحت حمرة أوداجه وقلت له :
(أقسم بربي لو ذكرت لي أركان الصلاة الأربعة عشر
لا ألبس شماغا"ماحييت فضلا"عن العقال)!!!
أخي مخرج تلفزيوني إن المشكلة هي أننا تربينا في عزلة تامة
فلما شبينا عن الطوق وخالطنا المجتمع (ضاعت الطاسة) ...
ولكن أبشرك ياأخي أن زمن جلد الذات قد ذهب
فنحن في عصر التصحيح والمعالجة ...
هناك عدد من الشباب الآن
قد عكف على (مشروع إعادة قراءة السيرة) بشكل حضاري
وسيتم تطبيق الفكرة على طلاب صغار
فالهدي كل الهدي في سيرته ونهجه ...
ولي عودة محبك ابو .........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوسائط الثانية :
أخي الكريم مخرج تلفزيوني ..
تحية عطرة وبعد...
لا أدري كيف جاءت رسالتي الأولى هكذا بلا عنوان ..
ولكن يبدو أني كتبتها بحماسي لا بيدي!!
غير أن الاستيقاظ من الحلم الجميل
-والذي رأيت فيه جيلا"متربيا"مبادرا"قياديا" ناضجا"-
لأصدم بواقع مخجل له أثره ووقعه!
أخي مخرج تلفزيوني ..
أستحضر عاملا" أجزم أنه ساهم (بتجهيز الميت)
فان لم يكن فلا أظنه ترك (الصلاة عليه) وهو/
(المبالغة في الأشخاص) وماوصلوا اليه ..
فهذا أفضل قارئ رغم لحونه .....
وآخر عالم نحرير رغم حداثة سنه.....
وثالث متمكن فلما تحدث جاب العيد.....
فان تقهقر أو تراجع تبعه كثير.
أتذكر إجابة أحد (المربين ) عندما سألته
عن خطيب جامع يجيد الخطابة فقال لي :
لو يخطب في الميكانيكا لايفوتك!!!
لاحظ أخي أنني أستمع هذه الإجابة وأنا ابن التاسعة عشر !!
الطريف أن هذه الإجابة لم أضحك منها الا وأنا أبن الثلاثين!
كنا نجعل من الشخص رمزا" بلا مبرر
حتى كان لزاما"على طلاب الحلق الصغار أن يحاكوا مدرسهم في
شكله وهيئته وجلسته
بل حتى في حديثه..
ولا أدري إن كانوا يحاكونه نوما"!!!
وتناسينا أن الله فاضل بيننا.
فقد أملك مالاتملك كما أنك تجيد موهبة لا أحسنها !!
إنه بايجاز ((قتل المواهب في سبيل قدوة زائفة))
...هنا أدركت البعد الكبير عن هدي نبينا
فلم نعهد من الصحابة عليهم رضوان الله
أنهم ذابوا في شخصيته وقتلوا مواهبهم –
ولو فعلوا لما لامهم لائم لوجود القدوة شامخا" بينهم –
كما أنه عليه السلام لم يطالبهم بتهميش ذواتهم !!
بل قمة الإقتداء به من غير نسف لقدراتهم...
الغريب أنه مات عليه السلام ولم يتسم باسمه بعده إلا قلة !!
إنه الاتزان
والاعتدال
و التوازن
والذي به تميزوا فسادوا .
تحيتي محبك أبو.....
انتهى