الــبــاســل
22-12-07, 03:44 pm
.
.
.:| أين هؤلاء من ربهم ؟؟ أين هم أين هم ؟! |:.
الحلقة الأولى
هُناك أسر ترفل بالنعيم والعيش الرغيد ، والهناء والسعادة .. فالكل يعيش بين أحضان أمه وأبيه .. أما أنا .. فوالدي مشغولٌ بدنياه .. أصبح يلهث خلفها .. فألهته مشاغلها عن العدل بين زوجاته .. حتى جاءت الساعة البائسة .. وأعلن أبي طلاقه من أمي ..
وبعد طلاقها أخذت أمي تلملم شتاتها .. وتجمع ما تفرق من أغراضها .. لترحل مع وحيدها الذي لم يرَ النور بعد ..
أخذت تُساير دنياها .. وتتجرع آلامها .. وتترقب الغد الآتي بحذر .. والمستقبل الذي ينتظرها .. فهي لا تأمنه ..
أتيتُ إلى هذهـ الدنيا ، وكبرت وأنا لا أعرف سوى أمي .. كلّلت أمي جُلَّ وقتها .. وبذلت ما في وسعها .. لتربي ابنها وقرة عينها .. فأنا الوحيد معها .. ومن سيقف بجانبها .. ومن سيعينها على مصائب الدهر ..
اجتهدت أمي في تربيتي .. ولم أكن أعرف إلا القليل من تصرفات الرجال .. لأني بالحقيقة لا أعرف من هو والدي ؟!! حتى وإن مر بجانبي فإني سأتجاهله .. لأني لا أعرف منه إلا اسمه .. حتى ملامحُ وجهه لا أعرفها ..
اجتزت الصفوف الأولية .. فتفتحت الدنيا أمام عينَيّ .. سمعت زملائي يتحدثون عن شيء غريب بالنسبة لي .. فسعيت جاهداً لأحصل عليه .. سألتُ أمي عنه مِراراً .. وكانت تسليني بحكاياتها .. بدأت أراهـ مع زملائي ولا أراهـ معي ..
بدأت الأسئلة تثور في خاطري .. وعلامات التعجب تقف أمامي
بعد انتهاء دوام المدرسة حملت حقيبتي .. ورجعت إلى منزلي .. وقد عزمتُ على أن أجد جواباً شافياً لسؤالي الحائر ..
دخلت المنزل مسرعاً .. واتجهت إلى غرفتي .. لحقت بي أمي قائلة : مالكـ يا بني ؟!!
نظرتُ إلى أمي نظرة التائه الحائر .. الذي يبحث عمن يُرشدهـ ويدله .. وقد سالت دموعي على خدي .. نظرتُ إليها وأطلقت العنان للساني ليبوح بما داخلي ..
.. أريد أباً مثل أصدقائي ..
هذا ما كانت تخشاهـ أمي .. فهي من السؤال حائرة .. لا تعلم كيف تنطق بالإجابة .. فهي ترى الحقيقة صدمةً عنيفةً بالنسبة لي .. سكوتها سيقتلني .. أخذت تتهرب عن الإجابة .. فأبي بعيد عني .. ولم يكلف نفسه بمصروفي .. بل حتى السؤال عني ..
واصلتُ تعليمي بتوفيق الله .. بعد أن عرفتُ الحقيقة المُرّة .. بعد أن علمت أن أبي أحد التجار المرموقين .. ولا يعلم عن ابنه شيئاً ، بعد تلكـ اللحظة المؤلمة .. لا يعلم أن له ابناً لا يعرف عن أبيه إلا اسمه ..
نعم .. فهو لا يعلم أن ابنه قد سجل اسمه في الجمعيات الخيرية .. يأكل من الزكاة وصدقات المحسنين .. وأبوهـ يتقلب في النعيم المقيم ..
بلغتُ المرحلة الجامعية .. وأوشكت على التخرج منها .. وأمي تقول لي دائماً :
" أقر عيني بزواجك لأرى أبناءك
لعل هذا يسليني عما مضى من حياتي المريرة
والتي نحرتها فداء لك "
فأنثني عن ذلك بدوامة أسئلة قائلاً لها :
كيف سأتزوج ؟؟ وماذا أقول لزوجتي حين تسألني عن الماضي ؟؟
أأخبرها أني وأمي سجلنا في الجمعيات الخيرية !! وأبي له من المال الشيء الكثير ؟؟
أم ماذا أخبرها عن أبي وإخواني وأخواتي وأعمامي وعماتي ممن أسمع بهم ولا أعرفهم ؟؟
ماذا أقول لأولادي حين يسألونني أين أعمامنا وعماتنا ؟؟ نُريد أعماماً كالآخرين ..
فما أن أفر من الموت حتى أقابله وجهاً لوجه ..
فتغرورق عيناي بالدموع .. وأُمضي يومي ذاك أبحث عن مخرج من ذلك المأزق البريء ..
وحتى هذا الوقت وأبي غافل كل الغفلة ..
لا يُقيم لرعيته التي استرعاه الله عليها أي اعتبار ..
دنياً تعصف بالكثير من هؤلاء ..
فأين هؤلاء الآباء من ربهم .. أين هم .. أين هم ؟؟!!
أخيراً .. فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. على الإطالة وركاكة الأسلوب
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته
.
.
.
.:| أين هؤلاء من ربهم ؟؟ أين هم أين هم ؟! |:.
الحلقة الأولى
هُناك أسر ترفل بالنعيم والعيش الرغيد ، والهناء والسعادة .. فالكل يعيش بين أحضان أمه وأبيه .. أما أنا .. فوالدي مشغولٌ بدنياه .. أصبح يلهث خلفها .. فألهته مشاغلها عن العدل بين زوجاته .. حتى جاءت الساعة البائسة .. وأعلن أبي طلاقه من أمي ..
وبعد طلاقها أخذت أمي تلملم شتاتها .. وتجمع ما تفرق من أغراضها .. لترحل مع وحيدها الذي لم يرَ النور بعد ..
أخذت تُساير دنياها .. وتتجرع آلامها .. وتترقب الغد الآتي بحذر .. والمستقبل الذي ينتظرها .. فهي لا تأمنه ..
أتيتُ إلى هذهـ الدنيا ، وكبرت وأنا لا أعرف سوى أمي .. كلّلت أمي جُلَّ وقتها .. وبذلت ما في وسعها .. لتربي ابنها وقرة عينها .. فأنا الوحيد معها .. ومن سيقف بجانبها .. ومن سيعينها على مصائب الدهر ..
اجتهدت أمي في تربيتي .. ولم أكن أعرف إلا القليل من تصرفات الرجال .. لأني بالحقيقة لا أعرف من هو والدي ؟!! حتى وإن مر بجانبي فإني سأتجاهله .. لأني لا أعرف منه إلا اسمه .. حتى ملامحُ وجهه لا أعرفها ..
اجتزت الصفوف الأولية .. فتفتحت الدنيا أمام عينَيّ .. سمعت زملائي يتحدثون عن شيء غريب بالنسبة لي .. فسعيت جاهداً لأحصل عليه .. سألتُ أمي عنه مِراراً .. وكانت تسليني بحكاياتها .. بدأت أراهـ مع زملائي ولا أراهـ معي ..
بدأت الأسئلة تثور في خاطري .. وعلامات التعجب تقف أمامي
بعد انتهاء دوام المدرسة حملت حقيبتي .. ورجعت إلى منزلي .. وقد عزمتُ على أن أجد جواباً شافياً لسؤالي الحائر ..
دخلت المنزل مسرعاً .. واتجهت إلى غرفتي .. لحقت بي أمي قائلة : مالكـ يا بني ؟!!
نظرتُ إلى أمي نظرة التائه الحائر .. الذي يبحث عمن يُرشدهـ ويدله .. وقد سالت دموعي على خدي .. نظرتُ إليها وأطلقت العنان للساني ليبوح بما داخلي ..
.. أريد أباً مثل أصدقائي ..
هذا ما كانت تخشاهـ أمي .. فهي من السؤال حائرة .. لا تعلم كيف تنطق بالإجابة .. فهي ترى الحقيقة صدمةً عنيفةً بالنسبة لي .. سكوتها سيقتلني .. أخذت تتهرب عن الإجابة .. فأبي بعيد عني .. ولم يكلف نفسه بمصروفي .. بل حتى السؤال عني ..
واصلتُ تعليمي بتوفيق الله .. بعد أن عرفتُ الحقيقة المُرّة .. بعد أن علمت أن أبي أحد التجار المرموقين .. ولا يعلم عن ابنه شيئاً ، بعد تلكـ اللحظة المؤلمة .. لا يعلم أن له ابناً لا يعرف عن أبيه إلا اسمه ..
نعم .. فهو لا يعلم أن ابنه قد سجل اسمه في الجمعيات الخيرية .. يأكل من الزكاة وصدقات المحسنين .. وأبوهـ يتقلب في النعيم المقيم ..
بلغتُ المرحلة الجامعية .. وأوشكت على التخرج منها .. وأمي تقول لي دائماً :
" أقر عيني بزواجك لأرى أبناءك
لعل هذا يسليني عما مضى من حياتي المريرة
والتي نحرتها فداء لك "
فأنثني عن ذلك بدوامة أسئلة قائلاً لها :
كيف سأتزوج ؟؟ وماذا أقول لزوجتي حين تسألني عن الماضي ؟؟
أأخبرها أني وأمي سجلنا في الجمعيات الخيرية !! وأبي له من المال الشيء الكثير ؟؟
أم ماذا أخبرها عن أبي وإخواني وأخواتي وأعمامي وعماتي ممن أسمع بهم ولا أعرفهم ؟؟
ماذا أقول لأولادي حين يسألونني أين أعمامنا وعماتنا ؟؟ نُريد أعماماً كالآخرين ..
فما أن أفر من الموت حتى أقابله وجهاً لوجه ..
فتغرورق عيناي بالدموع .. وأُمضي يومي ذاك أبحث عن مخرج من ذلك المأزق البريء ..
وحتى هذا الوقت وأبي غافل كل الغفلة ..
لا يُقيم لرعيته التي استرعاه الله عليها أي اعتبار ..
دنياً تعصف بالكثير من هؤلاء ..
فأين هؤلاء الآباء من ربهم .. أين هم .. أين هم ؟؟!!
أخيراً .. فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. على الإطالة وركاكة الأسلوب
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته
.
.