عبدالله السنيدي
14-12-07, 02:18 pm
من أين أبدأ ، وكيف أبدأ ، ولماذا أبدأ بتخطيط كلمات لاتفيا بالغرض الذي أريد ، هل أبدأ من حيث كانت النهاية ، أم أعبر عن تفاصيل مأساة النهاية وأنسى بدايتها ! .
كيف أبدأ وأنا محطم الآمال ، متطلع إلى عنان السماء ، لا أرى إلا ما حولي ، وقد هاجت مهجتي ، فرأيت موقفنا كئيب ، وكلامنا عجيب ، ونحن بأظلم من الدياجير ، فمن هنا وهاهنا نحلق إلى سماء المجد ونبحر في عور السلام فنرى ونعجب.
بدايتي ، ليست كأي بداية بل هي نهاية لكل بداية أكتبها ، فهناك من يملك الشوق ويحطمه أمامه ، وهناك من يملك المال وتحرقه آلامه ، ولكني لست بذاك حائرا ، ولاعن اللهو سائلا ، بل عن مواقفنا المؤلمة.
البعض يرى من كلامي إني سأتكلم عن جراحات الأمة ، فبدايتي تنوه لذلك ، وتلك هي بوادر المواقف الحزينة بل السيئة ، نعم .. لن أنسى فلسطين الأبية ، والشيشان البلية ، وأفغانستان بلد المنية ، وعراقنا وغيرها من طعنات الأمة ، فأمواج كلماتي قوية ، ومع استمرار الرياح قد تبعد السفن إلى حيث لا تشتهي ، فمع كتابتي هذه ، ابتعدت عن المقصود ..
ونحن في خيمة الحزن ، نتذاكر آمالنا ونعيش آلامنا على وجه التشاؤم ، وينظر بعضنا الآخر ، أتانا نذير ، يُحرق القلوب ، ويهون المتفائل عن الصمود ، يقول قف فإنك ميت فغير الله قد نُفي عنه الوجود .
رحلوا فوا أسفي ويا إشفاقي *** والهمُّ في صدري إلى الأعماقِ
يا من لبعدهمُ تغيّر حالنـــــــا *** صمتَ الكـلامُ لتسمعوا إطراقي
لقد رحلوا ولم يبق سوى وجه أمهم يحدق في زوايا البيت يبحث عن بقاياهم ، جمعت بكاها على بقايا فوضاهم ، فذاك غبار الأمس لم يجلو خباياهم ، والأب ، حبس دموع العين لغد أظلم ، وشكا حرقة انطفأت عند مقابرهم فهل ينساهم ، وإن حذف التاريخ اسم مجدٍ ، لم ينسى تقاسيم محياهم .
جلس الأب على الأريكة أمام عيني مستلقياً للقدر ليفعل القدر ما طاب له ، فلقد أفجعه قدر الله بموت فتيان في عمر الزهور ، لم يعلموا ما خبأ الدهر لهما ، فتأمل ودموع عينيه تعجز عن التوقف ، كيف المسير ، كيف الخلاص من المصير ، ولا يكاد ينتهي إلا بصفعة (الموت) كلمة يعجز عن ردها الملوك والعظماء ، فبكى وحق له البكاء ، ليلثم وجهه البائس كي لايعيبه الناس ، تلكأ في مشيته ، يعدو أعظم المصائب في مسيرة حياته ، لينقشها مأساة في خضم ذكرياته .
أما أنا فلا قصيدة للشاعر بعد انتهاء المشاعر ، ولا مقالة للكاتب بعد ذهاب الخواطر ، إنما هو الدعاء راحة الميت ، وسبيل عونه على رحلته الأخروية ، فاللهم تغمدهم في رحمتك ، واسكنهم فسيح جنتك ، واجعل فردوسك العظيمة مآل عبديك ، أنت جواد كريم .
أعتذر في نهاية المطاف ، عن تكسير الجمل وبعثرتها ، فاجتهدوا رحمكم الله في فهمها ، فلكل منا جراح تلوج في القلب وتثقل الكاهل فيغص بها ، فقد تخرج كلمات لها معنى و أخرى ليس لها معنى ، دارت بي الجروح فأخرجت كلمات قد لا تكون مفهومة أو متصلة ببعضها لكنها همهمات قلبي رتبت منها شيئاً يسيراً لابني عمي عبدالله وصالح بن حمود السنيدي رحمهم الله
قالــــوا بكيـت على فراق أحبة *** ًكالنجم في هذا الوجود قد اختــــــفى
فتناثرت تــــلك الجسوم جريحة*** في حادث الله اكـــــــــــــبر ما جرى
في ظلـــــمة الليل الحزين تناثرت*** أجسادهم والبعض منهم قد غشى
يــــــا أخوتي صوتا يردد من هنا*** يـــــا أخوتي آواااااااه تسمع هاهنا
أين الرفاق تفقدوا إخوانــــــكم*** أين الحبيب أبو تميـــــــم لا يــــــرى
يا سألا أن الحبيب مضــــــرجا بدمائه*** والــــموت حق في الـــــورى
رحمـــــــن يا ربي علمت بما جرى *** رحمــــــن ارحم بالمصيبة مأتما
القصيدة منقولة
الفقير إلى ربه عبدالله السنيدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.
.
كيف أبدأ وأنا محطم الآمال ، متطلع إلى عنان السماء ، لا أرى إلا ما حولي ، وقد هاجت مهجتي ، فرأيت موقفنا كئيب ، وكلامنا عجيب ، ونحن بأظلم من الدياجير ، فمن هنا وهاهنا نحلق إلى سماء المجد ونبحر في عور السلام فنرى ونعجب.
بدايتي ، ليست كأي بداية بل هي نهاية لكل بداية أكتبها ، فهناك من يملك الشوق ويحطمه أمامه ، وهناك من يملك المال وتحرقه آلامه ، ولكني لست بذاك حائرا ، ولاعن اللهو سائلا ، بل عن مواقفنا المؤلمة.
البعض يرى من كلامي إني سأتكلم عن جراحات الأمة ، فبدايتي تنوه لذلك ، وتلك هي بوادر المواقف الحزينة بل السيئة ، نعم .. لن أنسى فلسطين الأبية ، والشيشان البلية ، وأفغانستان بلد المنية ، وعراقنا وغيرها من طعنات الأمة ، فأمواج كلماتي قوية ، ومع استمرار الرياح قد تبعد السفن إلى حيث لا تشتهي ، فمع كتابتي هذه ، ابتعدت عن المقصود ..
ونحن في خيمة الحزن ، نتذاكر آمالنا ونعيش آلامنا على وجه التشاؤم ، وينظر بعضنا الآخر ، أتانا نذير ، يُحرق القلوب ، ويهون المتفائل عن الصمود ، يقول قف فإنك ميت فغير الله قد نُفي عنه الوجود .
رحلوا فوا أسفي ويا إشفاقي *** والهمُّ في صدري إلى الأعماقِ
يا من لبعدهمُ تغيّر حالنـــــــا *** صمتَ الكـلامُ لتسمعوا إطراقي
لقد رحلوا ولم يبق سوى وجه أمهم يحدق في زوايا البيت يبحث عن بقاياهم ، جمعت بكاها على بقايا فوضاهم ، فذاك غبار الأمس لم يجلو خباياهم ، والأب ، حبس دموع العين لغد أظلم ، وشكا حرقة انطفأت عند مقابرهم فهل ينساهم ، وإن حذف التاريخ اسم مجدٍ ، لم ينسى تقاسيم محياهم .
جلس الأب على الأريكة أمام عيني مستلقياً للقدر ليفعل القدر ما طاب له ، فلقد أفجعه قدر الله بموت فتيان في عمر الزهور ، لم يعلموا ما خبأ الدهر لهما ، فتأمل ودموع عينيه تعجز عن التوقف ، كيف المسير ، كيف الخلاص من المصير ، ولا يكاد ينتهي إلا بصفعة (الموت) كلمة يعجز عن ردها الملوك والعظماء ، فبكى وحق له البكاء ، ليلثم وجهه البائس كي لايعيبه الناس ، تلكأ في مشيته ، يعدو أعظم المصائب في مسيرة حياته ، لينقشها مأساة في خضم ذكرياته .
أما أنا فلا قصيدة للشاعر بعد انتهاء المشاعر ، ولا مقالة للكاتب بعد ذهاب الخواطر ، إنما هو الدعاء راحة الميت ، وسبيل عونه على رحلته الأخروية ، فاللهم تغمدهم في رحمتك ، واسكنهم فسيح جنتك ، واجعل فردوسك العظيمة مآل عبديك ، أنت جواد كريم .
أعتذر في نهاية المطاف ، عن تكسير الجمل وبعثرتها ، فاجتهدوا رحمكم الله في فهمها ، فلكل منا جراح تلوج في القلب وتثقل الكاهل فيغص بها ، فقد تخرج كلمات لها معنى و أخرى ليس لها معنى ، دارت بي الجروح فأخرجت كلمات قد لا تكون مفهومة أو متصلة ببعضها لكنها همهمات قلبي رتبت منها شيئاً يسيراً لابني عمي عبدالله وصالح بن حمود السنيدي رحمهم الله
قالــــوا بكيـت على فراق أحبة *** ًكالنجم في هذا الوجود قد اختــــــفى
فتناثرت تــــلك الجسوم جريحة*** في حادث الله اكـــــــــــــبر ما جرى
في ظلـــــمة الليل الحزين تناثرت*** أجسادهم والبعض منهم قد غشى
يــــــا أخوتي صوتا يردد من هنا*** يـــــا أخوتي آواااااااه تسمع هاهنا
أين الرفاق تفقدوا إخوانــــــكم*** أين الحبيب أبو تميـــــــم لا يــــــرى
يا سألا أن الحبيب مضــــــرجا بدمائه*** والــــموت حق في الـــــورى
رحمـــــــن يا ربي علمت بما جرى *** رحمــــــن ارحم بالمصيبة مأتما
القصيدة منقولة
الفقير إلى ربه عبدالله السنيدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.
.