مشاهدة النسخة كاملة : الركيان من مدير مدرسة إلى مدير عــام لتعليم البنات...!!!
راشد الصليحان
04-12-07, 09:48 am
الأستاذ او الدكتور عـبـد الله الركيان ..!
علم فوقه نار ...هذا الشاب الطموح ذو المواصفات المتوازنة خلقياَ وعلمياَ ..اصبح نواة لبدء مرحلة التحديث والتجديد بالمناصب الإداريــة العلياء (بالديرة )..فالطاقات الشابة المنفتحة والمتنورة تحتاج لإعطاءها الفرصـة كاملة لتقود الإدارات الرئيسية ...بأسلوب عصري وحديث ..بدلا من القيادات التي عمرت كثيراَ ولم يعد لديها سوى الإعتقاد انها ستدوم حتى الممات او التقاعد ..!
فالركيان مديرعام تعليم البنات بمنطقة القصيم ..الذي جاء إلى هذا المنصب التكليفي والتشريفي ...لم يأت من فرااغ ..او لأنه ابن العائلة الفلانية ..بل جاء توليه هذا المنصب ..لعصاميته وكفاحة ..وجدارته العقلية والعلمية التي نالها بعد ان تدرج بالمناصب القيادية والإدارية ..!
فمنذ ان كان مديراَ لمتوسطة مجمع الأمير سلطان بن عبد العزيز ببريدة قبل سنوات ..كنا نلمس في فكره وإدارته ونظاميته ..الرجل الطليعي الذي يحتاج إلى الدعم لكي يكون مبدعاَ كما هو الأن ..!
نسأل الله ان يوفق الدكتور عبدالله في قيادة هذه الإدارة التي تولاها ويحقق مزيداَ من النجاحات المأمولة والمنتظرة.. ويبعد عنه أهل التملق والإنتفاعية والمحسوبية..! وثقتي كبيرة في الأخ الغالي ابوراكان بعقليته وإدراكه ..بتمييزه بين الغث والسمين ..! فهؤلاإذا فتح لهم المجال سوف يؤثرون بمسيرته ويعرقلون إنطلاقته الناجحة والمبهجة للجميع ..!
بالتوفيق ..ابوراكان ..!
الحقيقة لا يسعني إلا أن أبارك للدكتور الركيان هذا المنصب وأتمنى من الله العلي القدير أن يوفقه
لكن الحقيقة أنني كنت أبحث عن سيرته الذاتية ووجدت من خلال البحث الإنترنتي أنه حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم والماجستير والدكتوراه في الإدارة التربوية .
حيث حصل سعادته الكريم على درجة الماجستير في «الادارة التربوية» بتقدير ممتاز. كما جاء في إعلان جريدة الرياض
يوم السبت 20 شعبان 1426هـ - 24 سبتمبر 2005م - العدد 13606
الركيان.. يحصل على درجة الماجستير في الإدارة التربوية
حصل الأستاذ عبدالله بن ابراهيم الركيان، مدير عام الاختبارات بوزارة التربية والتعليم «شؤون تعليم البنات» على درجة الماجستير في «الادارة التربوية» بتقدير ممتاز.
ويعتبر الأستاذ الركيان من القيادات التربوية المتميزة وله دور كبير في حوسبة وأرشفة وتأنيث أعمال الادارة العامة للاختبارات وتطويرها ألف مبروك لأبي راكان.. وعقبال الدكتوراه إن شاء الله.
وكذلك حصول سعادته على الدكتوراه في في الادارة التربوية بتقدير ممتاز كما أعلنت جريدة الرياض في تاريخ
الأحد 10 جمادى الأولى 1428هـ - 27 مايو 2007م - العدد 14216
وكان موضوع رسالته (دور الإدارة المدرسية في توظيف التقنيات التربوية وأثرها على التحصيل الدراسي للطلاب بمدارس التعليم العام في المملكة - دراسة مسحية -).
الدكتوراه في الإدارة التربوية بامتياز للركيان
كتب - راشد السكران:
حصل الأستاذ عبدالله بن ابراهيم الركيان مدير عام الاختبارات والقبول في وزارة التربية والتعليم - تعليم البنات - على درجة الدكتوراه في الادارة التربوية وأجيزت الرسالة بتقدير ممتاز وكان موضوع رسالته (دور الإدارة المدرسية في توظيف التقنيات التربوية وأثرها على التحصيل الدراسي للطلاب بمدارس التعليم العام في المملكة - دراسة مسحية -).
وقد اشرف على الرسالة الدكتور فتحي محمد أبوناصر أستاذ الادارة التربوية والتعليم الالكتروني في جامعة الملك فيصل في الاحساء.
واحتوت دراسته على ستة فصول حيث غطى الفصل الاول كمدخل للدراسة "خلفية الدراسة وأهميتها" وشمل على مشكلة الدراسة واهميتها واهدافها والتساؤلات التي تجيب عنها بينما احتوى الفصل الثاني على الاطار النظري للدراسة واحتوى الفصل الثالث على الدراسات السابقة ونظرة شمولية عليها وتناول الفصل الرابع منهجية الدراسة واجراءاتها، اما الفصل الخامس فقد تناول عرض وتحليل نتائج الدراسة متناولاً الاجابة على اسئلتها ومناقشة نتائجها وربطها مع نتائج الدراسات السابقة. بينما قام الباحث بتلخيص الدراسة وعرض اهم نتائجها وابرز توصياتها في الفصل السادس.
الدكتور الركيان تلقى التهاني والتبريكات من الاهل والاصدقاء والزملاء. متمنين له دوام التوفيق والمزيد من النجاحات - تهانينا وألف مبروك.
يستاهل ( الدكتور ) ابو راكان على الشهادات العليا التي حصل عليها ولم يحصل عليها إلا انه أهل لذلك
ومثل هذه القيادات التربوية في الحقيقة تجد نفسك مجبراً للتسمر أمام سيرهم الذاتية حيث الكفاح والعصامية للمراكز التي وصلوا إليها . حيث أنهم مضرب مثل أمام تلك الأجيال التي يقودونها
إلا أنني كنت أتمنى أن أعرف من أي جامعة حصل الدكتور الركيان على شهادة الماجستير وكذلك الدكتوراه لأن كلا الخبرين لم يذكر فيهما أسم الجامعة وهل الجامعة التي حصل منها على شهادة الماجستير هي نفس الجامعة التي حصل منها على شهادة الدكتوراه وكذلك ومن هم لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه وأين تمت المناقشة وهل أوصت اللجنة بطبع الرساله أم لم غير ذلك نرجو ممن يعرفون الدكتور الركيان أخذ المعلومات منه حتى تكون السيرة الذاتية لسعادته مكتملة .
هنيئاً لنا بأبن بريدة الأستاذ الدكتور الركيان وعقبال المراتب العليا
بندر الحمر
04-12-07, 10:34 am
نتمنى لأبوراكان كل خير وأن نقف معه جميعا في بدايته ولاشك بأنه سيتقبل أي نقد هادف
وأي توجيه يرى بأنه سيعدل وسيرجح بالتعليم للصحيح
بالتوفيق للدكتور عبدالله.
ماشاء الله دكتوراه في سنة وعشرة شهور !!!!!!!!!!!!!
هنا وجدت جوابي
أبــوريـــان
04-12-07, 12:52 pm
يستاهل كل خير ابوراكان
انا من الناس الي درست على يده في متوسطة الوزاعي
حتى اصبح وكيل ثم مدير والان مديرعام تعليم البنات بمنطقة القصيم
ما شاء الله تبارك الله
وتراي يابوراكان ما نسيت جلدك لي في اول ايامي
في المتوسطة وانا والله ما سويت شي:6[1]:
بس مسامح يابوراكان :a1:
ومزيد من التقدم والتوفيق لك
تلميذك وعريف فصل 3\ب خالد إن كنت تذكرني:c9:
مع جزيل الشكر
لصاحب الموضوع
وصاحب المواضيع الشيقة
اخي راشد الصليحان
طخطيخ الشمال
04-12-07, 01:37 pm
بالتوفيق
للدكتور
عبدالله.
محب الحقيقة
04-12-07, 01:43 pm
اللي اعرفه ان حصل على الدكتوراه من مصر في ظرف سنة فقط وهذا سر الانجاز وياليت يخلص معاملات البشر بذات السرعة التي انهى بها الدكتوراه
عموما انا مبسوط بقيادة شابة و يستاهل ابوراكان ابن البلد
لكن ما رايح اسميه دكتوووووور فقط استاذ
راشد الصليحان
04-12-07, 01:54 pm
أشكر كل المتداخلين ...الذين قالوا رأيهم وباركوا للدكتور عبدالله بمنصبه الجديد
بعض المتداخلين ...وضعوا الدكتوراه شغلهم الشاغل باللمز والهمز ..!
للمعلومية ..هناك من القياديين من يزن بعقليته وقدراته عشرات الدكاترة والاكاديميين ..!
لذا اتمنى ممن يسعون إلى التشكيك واللمز حول الأخ عبــدالله ان يكفوا عن هذه الأساليب وعلينا بالدعاء له بمهمته الجديدة ..!
هين هين
04-12-07, 02:01 pm
راشد
الركيان ماكان مدرس أبتدائي بمدرسة شرق التلفزيون نسيت أسمها
الله يوفقه في عمله والمنصب الجديد
تحياتي
نجم النعايم
04-12-07, 02:11 pm
أشكر كل المتداخلين ...الذين قالوا رأيهم وباركوا للدكتور عبدالله بمنصبه الجديد
بعض المتداخلين ...وضعوا الدكتوراه شغلهم الشاغل باللمز والهمز ..!
للمعلومية ..هناك من القياديين من يزن بعقليته وقدراته عشرات الدكاترة والاكاديميين ..!
لذا اتمنى ممن يسعون إلى التشكيك واللمز حول الأخ عبــدالله ان يكفوا عن هذه الأساليب وعلينا بالدعاء له بمهمته الجديدة ..!
نعم علينا بالدعاء له بالتوفيق ....
البعض هنا لم يسره التقديم الجيد من لدنكم, لذا لمز بان الدكتور الركيان لديه صلة قرابه مع الاخ/ راشد, وكأن الاشاده لا تأتي الا من قريب فقط !!!!!؟
وسلامتكم,,,,,
جوان2007
04-12-07, 04:09 pm
بالتوفيق للدكتور عبدالله ..وللجميع
جلوي العتيبي
05-12-07, 02:14 am
بالفعل الدكتور عبدالله الركيان
رجل مشهود له بالإخلاص في العمل وبالتفاني في تأدية المهام .
نسأل الله أن يوفقه لتسيير دفة تعليم البنات للمسار الصحيح وتعديل المعوج فيها
شكراً راشد
الكادي11
05-12-07, 09:01 am
اللهم اعنه على ما كلف به والهمه الصبر والتوفيق والسداد
تستاهل هذه ميزة من لديه طموح موفق بأذن الله
بعض المتداخلين ...وضعوا الدكتوراه شغلهم الشاغل باللمز والهمز ..!
الأخ راشد أعتقد أنك تقصدني وإذا لم تكن تقصدني فانا اود أن استوضح أكثر حول الأستاذ الركيان مدير تعليم البنات والكثير من حملة الشهادات العليا الذين نتفاجا بهم دكاتره بريالين
كثيراً ما نتفاجا بحصول أحد الأشخاص على درجة الماجستير والدكتوراه وهو بيننا ولم يغادر البلاد بل أن العديد منهم يأخذونها وهم على رأس العمل والجريدة خير مثال حيث أنها تزف لنا بشرى حصول العديد من الناس على تلك الشهادات الجاهزة بل إنني أستغربت حينما حصل على شهادة الدكتوراه مشرفين في أحد مراكز التعليم التابع لتعليم الرياض على شهادة الدكتوراه وهم على رأس العمل وذلك نشر في جريدة الجزيرة ومن يأخذ تلك الشهادات السريعة نتمنى منه أن يتلطف علينا ويجيب على هذه الأسئلة:-
1- من أي جامعة حصل على درجة الماجستير والدكتوراه؟ وهل هي معترف بها من وزارة التعليم العالي ؟
2- وهل من أخذوا شهادة الدكتوراه والماجستير هل وافقت جهات عملهم وأعطهتم تفرغ علمي أم أخذوها عصراً بعد الدوام؟
3- من هم لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه وأين تمت المناقشة وهل أوصت اللجنة بطبع الرساله .
أنت تعلم أخي الكريم وجميع الأخوان أن وزارة التعليم العالي وضعت قواعد عامة للدراسات العليا في الخارج والداخل الذين يدرسون على حسابهم الخاص ومن هذه القواعد :
. أن لا تكون الدراسة قد تمت بإحدى الطرق التالية:ـ
- الدراسة بأحد المراكز أو الفروع الإدارية التابعة لجامعات أو كليات في بلد غير مقر بلد الجامعة الأم وفق نظام وأسلوب دراسي معين، بحيث تتم الدراسة بهذه المراكز أو الفروع ..وتمنح الشهادة من الجامعة الأم .
- الدراسة بالانتساب .. (التي لا تتطلب الانتظام ، أو التفرغ ، أو الإقامة ) .
- الدراسة بالمراسلة .
- الدراسة أيام الإجازات أو عطل نهاية الأسبوع .
- الدراسة بواسطة التعليم عن بعد .
- الدراسة بواسطة برامج تصميم لفئة معينة من الدارسين.
- الدراسة بواسطة أشرطة الفيديو أو الكاسيت.
- الدراسة عن طريق الاتفاقيات التي تعقد مع بعض مراكز ومعاهد التدريب بالداخل والخارج ، وبعض الجامعات بحيث تتم دراسة بعض المواد بهذه المراكز أو المعاهد والجزء المتبقي من الدراسة يتم في الجامعة التي تمنح الشهادة .
- الدراسة بواسطة برامج التعليم المستمر .
- الدراسة عن طريق شبكة المعلومات الدولية (Internet) أو عن طريق البريد الإلكتروني (E-mail) .
أي أن من يحصل على الشهادة بأحد الطرق السابقة تعتبر شهادته غير معترف بها حالياً
هذا ماوددت الإستفسار عنه وإستفساري محدد ( عن نزيف الشهادات العليا )
أما الأستاذ الركيان مدير التربية والتعليم فنبارك له المنصب الجديد وهو ليس بغريب على المجتمع التربوي وإستفسارنا عن نقطة معينه ليس قدحاً في شخصه وإنما قدحاً في تلك الشقق الجامعية التي تهب الشهادات
شكرا
مقال له إرتباط
دكتوراه للبيع
فهمي هويدي
هذه فضيحة من العيار الثقيل، تضرب بقوة سمعة مصر الثقافية، وتسلط الضوء على المدى الذي بلغه الفساد حتى طال رأس الهرم التعليمي، وهتك عرض أعلى الشهادات وأرفعها، حتى حولها إلى سلعة مبتذلة تباع وتشترى على أرصفة سوق النخاسة الجديد.
(1)
كنت قد كتبت في الأسبوع قبل الماضي عن مأساة التعليم في مصر بمختلف مراحله، وتحدثت عن «الصفر الأكاديمي» الذي انحطت إليه جامعاتنا، حتى أخرجت من قوائم المؤسسات العلمية المحترمة. واستشهدت في ذلك بإعلان نشره أحد أساتذة الجامعات عن استعداده لتوريد الأبحاث العلمية اللازمة للراغبين في الحصول على الماجستير والدكتوراه، وقلت إن هذه ظاهرة تفشت في مصر خلال السنوات الأخيرة. غير أن الأسطر القليلة التي عرضت فيها للمسألة فتحت عليَّ باباً ما تمنيت أن ألج فيه، وكشفت لي وجهاً قبيحاً ما تمنيت أن أراه، ليس فقط لفداحة المعلومات التي توافرت لي، ولكن لان بعضها اسقط من عيني أناساً كنت احسن الظن بهم، حين أقرأ ما ينشر بأسمائهم أو أراهم يتحدثون بثقة وثبات على شاشات التليفزيون، في مختلف شؤون الكون.ادري أن ثمة ولعاً شديداً بالألقاب في مصر والعالم العربي بوجه أخص. وانه في أزمنة التراجع، وفي العالم الثالث عموماً، لا تقاس قيمة المرء بما يضيفه في مناحي الخير والبناء والمعرفة، ولكنها تقاس بمقدار وجاهته سواء استمدها من مال وفير أو ألقاب كثيرة. فسقراط وأبو حنيفة والعقاد واحمد أمين، لم يحتاجوا إلى ألقاب لكي يثبتوا حضورهم في التاريخ، لكن من دونهم بكثير، ممن ليست لهم أي بصمة على صفحات التاريخ ولن يكون لهم فيه ذكر، هؤلاء يتعلقون بأهداب الألقاب ولا يرون لأنفسهم حضوراً إلا من خلالها.من خبراتنا عرفنا أناساً اخذوا الدكتوراه بالنية، بمعنى انهم بدأوا الرحلة فعلاً ولكنهم لم يكملوها لسبب أو آخر. وبين رجال السياسة والإعلام والأعمال نماذج من ذلك القبيل. عرفنا آخرين أضافوا اللقب إلى أسمائهم بالمجان فور دخولهم إلى مجال العمل العام، وهم مطمئنون إلى أن أحداً لن يفتش وراءهم ويكشف الانتحال، وهؤلاء كثر أيضاً. عرفنا كذلك أن البعض اشترى الشهادة من دول أوروبا الشرقية أيام الاتحاد السوفييتي، أو أهديت إليهم لأسباب سياسية (رفاقية). كما عرفنا عدداً من الضباط حرصوا على اقتناء اللقب بعد ثورة يوليو 52، فحصلوا على الدكتوراه التي جرى «تفصيلها» لتتناسب مع الصدارة السياسية التي تبوؤوها، وكان ذلك على سبيل المجاملة في اغلب الأحوال.تعددت الحكايات في هذا الصدد، وطالت اطروحات الماجستير بطبيعة الحال، وفي هذا وذاك فان الأمر ظل ظاهرة استثنائية في المحيط الأكاديمي المصري.
(2)
في إطار المتغيرات السلبية التي طرأت على مصر منذ عصر الانفتاح بوجه أخص، الأمر الذي احدث انقلاباً في منظومة القيم الاجتماعية السائدة، وتآكلاً في تقاليد مختلف المهن، لم تنج الجامعات من أصداء ذلك الانقلاب، وكان من تجليات تدهورها أن ظهرت في مدينة القاهرة وحدها اكثر من عشرة مراكز تتولى إعداد اطروحات الماجستير والدكتوراه للراغبين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية. (لم يتح لي أن أتقصى المراكز المماثلة التي تتعامل مع تخصصات الكليات العملية) - وما اعنيه بالمراكز هو تلك المؤسسات التي تتخذ مقاراً في شقق سكنية، ولها مديرون وجهاز إدارة وفريق من الباحثين الذين يتولون «طبخ» الرسائل المطلوبة. لكن المراكز ليست كل شيء، لان هناك آخرين - ليسوا قلة - يباشرون العمل من «منازلهم». ويستعينون في ذلك ببعض المعاونين، والذين يقومون على تلك الأنشطة هم بعض الأساتذة المخضرمين في الجامعات، منهم رؤساء أقسام ووكلاء كليات.حين تحريت الأسعار التي تدفع في تلك السوق الخفية وجدتها كالتالي: الدبلومات تتراوح بين ثلاثة وعشرة آلاف جنيه - الماجستير بين 20 و 40 ألف جنيه - الدكتوراه بين 40 و60 ألف جنيه. وفي كل الحالات فان السعر يصل إلى حدوده الدنيا أو القصوى حسب طبيعة الموضوع وشطارة الزبون.الأمر ليس مقصوراً على الاطروحات الجامعية، لان تلك المراكز تقدم خدماتها لأي راغب مطالب بتقديم ورقة بحث لأي مناسبة، ومعظم الندوات التي تقام في منطقة الخليج يعتمد المواطنون المشاركون فيها على أوراق أعدت لحسابهم في القاهرة، وتم شراؤها بقيمة تختلف من بحث إلى آخر.أكثر من ذلك، وجدت أن مسؤولي المراكز وفروا للبعض كتباً صدرت بأسمائهم دون أن يخطوا فيها حرفاً. وطبخوا لآخرين مقالات نشرت لهم بالصحف والدوريات، ومن هؤلاء أشخاص غير موهوبين أرادوا فقط إثبات الوجود والتطلع إلى الشهرة. مما سمعته في هذا السياق انه بعد الوفاة المفاجئة لأحد كبار الصحفيين، فان واحداً من المنسوبين إلى المهنة طلب من أحد المراكز إعداد كتاب عن الفقيد على وجه السرعة - ولان كله بثمنه، فقد تمت الاستجابة لرغبته، و«طبخت» مادة الكتاب خلال 24 ساعة، ثم صدر بعد أيام «بقلم» صاحبنا المذكور.
(3)
مجتمع المافيا الثقافية يعتمد في كل ما يسوقه على جيش صغير من الجنود المجهولين، الذين يقومون بتجميع المواد وصياغتها وتلفيقها، ثم إخراجها في أطروحة أو بحث أو مؤلف يحمل اسماً رناناً. هذا الجيش يأتمر بأمر الأكاديمي المخضرم الذي يدير المركز، ويعقد الصفقات مع الراغبين. وهؤلاء الجنود المجهولون من الشبان عادة، ويشتركون في ثلاث صفات أساسية، أولها انهم من أبناء الأقاليم الذين يفدون إلى القاهرة بحثاً عن العمل. ثانيها انهم من الفئات المسحوقة التي هدها الفقر وقسا عليها الزمن. ولان الجوع كافر، فقد اصبح هؤلاء مستعدين لفعل أي شيء يسد الرمق ويسترهم ومن يعولون. ثالثها انهم موهوبون يتمتعون بذكاء شديد وكفاءة عالية، لكنهم لم يجدوا فرصة طبيعية لاستثمار قدراتهم، فلم يترددوا في أن يبيعوا عرقهم لغيرهم بأي ثمن.إذا توافرت تلك العناصر في أي شاب، فانه يصبح مرشحاً نموذجياً مطلوباً للمراكز التي نتحدث عنها. لا يهم بعد ذلك أن يكون جامعياً أم لا، أو له صلة بموضوعات البحث التي يكلف بها أم لا.في رحلة تقصي الظاهرة، تعرفت على واحد من هؤلاء، سأشير إليه بحرف (س) على سبيل الاحتياط. وهو شاب موهوب، ظل متفوقاً على أقرانه طيلة سنوات دراسته، حتى كان الأول على مستوى الجمهورية في امتحان الشهادة الإعدادية. لكن الحاجة حالت بينه وبين التفكير في الالتحاق بالجامعة. فاكتفى بالحصول على دبلوم التجارة المتوسطة، وكان عليه بعد ذلك أن يخوض بسرعة غمار الحياة، ليدبر قوت أسرة مكونة من ثمانية أفراد، مات عائلها في وقت مبكر. طرق الفتى كل باب صادفه، وتقلب في أعمال كثيرة، بدت له مسلسلاً لا نهاية له، حفلت حلقاته بآياته القسوة والجشع والمهانة. أما أبطاله فكانوا نفراً من الأقوياء الذين استخدموا بعض ذوي النفوذ لقهر العاملين لديهم ومص دمائهم.بعد عذاب دام سنين عمل (س) فراشاً في أحد المكاتب الصحفية. حيث وجد نفسه في مسار له علاقة بالقراءة والكتابة. وعاش تجربة تعلم فيها أشياء كثيرة، واطلع على بعض خلفيات صناعة النجوم المزيفين. بأم عينيه شاهد ذات مرة حارس البناية، الذي كان بدوره من الفقراء النابهين، وهو يعرض على مدير المكتب محاولاته في كتابة بعض أفكاره التي كتم صاحبنا إعجابه بها، واحتفظ بالمخطوطة في مكتبه. وبعد حين أصدرها كتاباً باسمه، تحول في وقت لاحق إلى مسلسل إذاعي، تصدر مقدمته اسم «الكاتب الكبير»! (للعلم: صدر للكاتب المذكور اكثر من 17 كتاباً لم يضع بصمته في أي منها).في المكتب تعرف (س) على آخرين، أوصلوه إلى أحد المراكز «الأكاديمية» في مصر الجديدة، وبعدما نجح في الاختبار الأول، خضع مع زملائه لعملية تدريب على كيفية توفير المعلومات من مظانها في الكتب المهمة ومختلف المراجع. وتقدم بسرعة في وظيفته، حتى أتقن كيفية إعداد مشروع الرسالة، وكيف يساعد صاحبها على اجتياز المناقشة التي تسبق عملية تسجيلها. وبعد التسجيل اصبح بمقدوره تلفيق الرسالة وطبخها خلال اشهر معدودة، عن طريق الاقتباس ونقل الفصول والتوصيات من المؤلفات المختلفة، بعد التلاعب في كيفية صياغتها. وهو الفن الذي تعلمه من «الأستاذ» مدير المركز (في بعض الحالات كان ينقل فصولاً كاملة دون تعديل في الصياغة). وطبقاً لتوجيه الأستاذ فانه كان يحضر مناقشة الاطروحات التي يعدها، باعتباره الأدرى بمحتواها، لكي يتدخل لإنقاذ «الزبون» إذا تعثر أثناء مناقشته، وطرحت عليه أسئلة خارج نطاق التلقين الذي تدرب عليه. إذ كان على «الباحث» في مثل هذه الحالة أن يرطن بلهجته المحلية إذا كان عربياً، حتى يعد له (س) الإجابة المناسبة، وبعد ذلك يسقط الباحث أي شيء على الأرض، فيسارع (س) إلى التقاطه ومناولته إياه، وفي المناولة يدس له الإجابة.لدى (س) حكايات كثيرة حصلها من خبرته في إعداد الاطروحات، وتمريرها بامتياز مع مرتبة الشرف. وكيف أن اكثر تلك الاطروحات لا تقرأ من جانب لجان المناقشة، التي عادة ما يتم اختراقها بتقديم هدايا ثمينة لبعض أعضائها. ولأنه كان الأقرب إلى التفاصيل، فان بحوزته أسماء الأساتذة «المتعاونين» الذين يمررون الاطروحات بعد أن يغمضوا أعينهم عن مضمونها. ولديه معلومات كثيرة عن كيفية ترتيب ذلك «التعاون»، لضمان الفوز بالامتياز مع مرتبة الشرف.سألت (س) حامل دبلوم التجارة عن عدد الاطروحات التي أعدها خلال سنوات عمله الأربع في المركز، فقال أنها 12 رسالة ماجستير ودكتوراه، أعدها لثمانية أشخاص، نصفهم مصريون والنصف الآخر من أبناء الخليج، ممن اصبحوا يتولون مناصب مرموقة في أقطارهم، أحدهم صار نائب وزير، ورشحته بلاده لأحد مناصب الجامعة العربية.
(4)
صاحبنا (س) كان واحداً من ثلاثة، اجتمعت فيهم الأصول الريفية والفقر المدقع والذكاء الحاد. ولأنه كان يحمل شهادة دبلوم التجارة فلم يكن له طموح علمي كبير، وإنما كان مدركاً أن حلمه في دخول الجامعة قد أجهض مبكراً، وظل شاغله الأساسي هو كيفية تدبير نفقات المعيشة لأسرته. ومع ذلك فانه ظل مستشعراً وخز الضمير مما يفعله، فترك العمل عند أول فرصة لاحت له. الثاني كان متخرجاً في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لم يتح له أن يجد وظيفة غير التي حصلها، فاستسلم لقدره، ولا يزال يقوم بعمله في مطبخ المافيا حتى الآن. أما الثالث - اسمه عبد الحميد - فكان أشدهم فقراً وأكثرهم حساسية وأوسعهم اطلاعاً. ولأنه كان مدركاً لكفاءته، فقد ظل معذباً طول الوقت، لأنه كان عاجزاً عن إكمال دراسته العليا بسبب ضيق ذات اليد، في حين كان يعطي ثمار جهده لآخرين من القادرين، مقابل اجر متواضع يتقاضاه، ويقبله مضطراً لأنه يعتبره مالاً حراماً، وفي كل مرة كان يخرج منهاراً وساخطاً من مناقشة الرسالة التي أعدها ونال عليها غيره أعلى درجات التقدير. وكان يضاعف من سخطه اقتناعه بأنه إذا ذلل العقبات التي تعترضه، وقدم الرسالة ذاتها فانه لن يحصل على نفس التقدير المرتفع، بسبب فقره ومظهره البائس، هذا إذا قبل أعضاء اللجنة العلمية أن يحددوا موعداً لمناقشة فقير مثله.دأب الثلاثة على الالتقاء كل مساء في ركن بمقهى بمدينة نصر، أطلقوا عليه «ركن الفاشلين». وذات يوم افتقدوا عبد الحميد الذي لم يحضر على غير عادته. وحين تقصوا خبره عرفوا انه شهد مناقشة رسالة قدمت لمعهد البحوث والدراسات العربية، كان قد أعدها لأحد الأشخاص. وبعد مداولة اللجنة، قررت منح مشتري الرسالة تقدير الامتياز مع مرتبة الشرف، مع التوصية بطبعها على نفقة المعهد. وكما هي عادته خرج من قاعة المناقشة منهاراً وساخطاً، وبدلاً من أن ينضم إلى زميليه، قادته قدماه إلى أحد الجسور، في قلب القاهرة، حيث ألقى بنفسه في نهر النيل!ترى، من قتل عبدالحميد؟؟
*نقلا عن جريدة "الوطن" الكويتية
إلى الأخ العزيز راشد ...
أتمنى من قلبي كل التوفيق للأستاذ عبد الله .
وأنا حينما تطرقت لمسألة الدكتوراه في سنة وعشرة شهور إنما اردت أن أتساءل عن مثل تلك المسميات ( المزيفة ) التي إنتشرت بشكل رهيب مؤخراً وصار التشكيك ممتد حتى إلى الذين تغربوا سنوات من أجل تلك الشهادات وقبلها خدمة دينهم .
انا لاأقصد شخص الاستاذ عبد الله , وإنما كنت اقصد التطرق لموضوع شهادات المراسلات ( بين يوم وليله دكتور ) !!!!
لاأعلم هل تستشعر الفرق بين من يحصل على الدكتوراه وهو على رأس عمله وبين أهله وفي سنة إلى سنتين وبين من يحصل عليها متغرباً ست إلى سبع سنوات بين دراسة وبحوث غارق في تفكيكها ؟ !!!
شكرا جزيلاً اخي راشد على هالموضوع
بالتوفيق للدكتور عبدالله ..وللجميع
تحياتي
شديد الملاحظة
05-12-07, 01:54 pm
مقال له إرتباط
دكتوراه للبيع
فهمي هويدي
هذه فضيحة من العيار الثقيل، تضرب بقوة سمعة مصر الثقافية، وتسلط الضوء على المدى الذي بلغه الفساد حتى طال رأس الهرم التعليمي، وهتك عرض أعلى الشهادات وأرفعها، حتى حولها إلى سلعة مبتذلة تباع وتشترى على أرصفة سوق النخاسة الجديد.
(1)
كنت قد كتبت في الأسبوع قبل الماضي عن مأساة التعليم في مصر بمختلف مراحله، وتحدثت عن «الصفر الأكاديمي» الذي انحطت إليه جامعاتنا، حتى أخرجت من قوائم المؤسسات العلمية المحترمة. واستشهدت في ذلك بإعلان نشره أحد أساتذة الجامعات عن استعداده لتوريد الأبحاث العلمية اللازمة للراغبين في الحصول على الماجستير والدكتوراه، وقلت إن هذه ظاهرة تفشت في مصر خلال السنوات الأخيرة. غير أن الأسطر القليلة التي عرضت فيها للمسألة فتحت عليَّ باباً ما تمنيت أن ألج فيه، وكشفت لي وجهاً قبيحاً ما تمنيت أن أراه، ليس فقط لفداحة المعلومات التي توافرت لي، ولكن لان بعضها اسقط من عيني أناساً كنت احسن الظن بهم، حين أقرأ ما ينشر بأسمائهم أو أراهم يتحدثون بثقة وثبات على شاشات التليفزيون، في مختلف شؤون الكون.ادري أن ثمة ولعاً شديداً بالألقاب في مصر والعالم العربي بوجه أخص. وانه في أزمنة التراجع، وفي العالم الثالث عموماً، لا تقاس قيمة المرء بما يضيفه في مناحي الخير والبناء والمعرفة، ولكنها تقاس بمقدار وجاهته سواء استمدها من مال وفير أو ألقاب كثيرة. فسقراط وأبو حنيفة والعقاد واحمد أمين، لم يحتاجوا إلى ألقاب لكي يثبتوا حضورهم في التاريخ، لكن من دونهم بكثير، ممن ليست لهم أي بصمة على صفحات التاريخ ولن يكون لهم فيه ذكر، هؤلاء يتعلقون بأهداب الألقاب ولا يرون لأنفسهم حضوراً إلا من خلالها.من خبراتنا عرفنا أناساً اخذوا الدكتوراه بالنية، بمعنى انهم بدأوا الرحلة فعلاً ولكنهم لم يكملوها لسبب أو آخر. وبين رجال السياسة والإعلام والأعمال نماذج من ذلك القبيل. عرفنا آخرين أضافوا اللقب إلى أسمائهم بالمجان فور دخولهم إلى مجال العمل العام، وهم مطمئنون إلى أن أحداً لن يفتش وراءهم ويكشف الانتحال، وهؤلاء كثر أيضاً. عرفنا كذلك أن البعض اشترى الشهادة من دول أوروبا الشرقية أيام الاتحاد السوفييتي، أو أهديت إليهم لأسباب سياسية (رفاقية). كما عرفنا عدداً من الضباط حرصوا على اقتناء اللقب بعد ثورة يوليو 52، فحصلوا على الدكتوراه التي جرى «تفصيلها» لتتناسب مع الصدارة السياسية التي تبوؤوها، وكان ذلك على سبيل المجاملة في اغلب الأحوال.تعددت الحكايات في هذا الصدد، وطالت اطروحات الماجستير بطبيعة الحال، وفي هذا وذاك فان الأمر ظل ظاهرة استثنائية في المحيط الأكاديمي المصري.
(2)
في إطار المتغيرات السلبية التي طرأت على مصر منذ عصر الانفتاح بوجه أخص، الأمر الذي احدث انقلاباً في منظومة القيم الاجتماعية السائدة، وتآكلاً في تقاليد مختلف المهن، لم تنج الجامعات من أصداء ذلك الانقلاب، وكان من تجليات تدهورها أن ظهرت في مدينة القاهرة وحدها اكثر من عشرة مراكز تتولى إعداد اطروحات الماجستير والدكتوراه للراغبين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية. (لم يتح لي أن أتقصى المراكز المماثلة التي تتعامل مع تخصصات الكليات العملية) - وما اعنيه بالمراكز هو تلك المؤسسات التي تتخذ مقاراً في شقق سكنية، ولها مديرون وجهاز إدارة وفريق من الباحثين الذين يتولون «طبخ» الرسائل المطلوبة. لكن المراكز ليست كل شيء، لان هناك آخرين - ليسوا قلة - يباشرون العمل من «منازلهم». ويستعينون في ذلك ببعض المعاونين، والذين يقومون على تلك الأنشطة هم بعض الأساتذة المخضرمين في الجامعات، منهم رؤساء أقسام ووكلاء كليات.حين تحريت الأسعار التي تدفع في تلك السوق الخفية وجدتها كالتالي: الدبلومات تتراوح بين ثلاثة وعشرة آلاف جنيه - الماجستير بين 20 و 40 ألف جنيه - الدكتوراه بين 40 و60 ألف جنيه. وفي كل الحالات فان السعر يصل إلى حدوده الدنيا أو القصوى حسب طبيعة الموضوع وشطارة الزبون.الأمر ليس مقصوراً على الاطروحات الجامعية، لان تلك المراكز تقدم خدماتها لأي راغب مطالب بتقديم ورقة بحث لأي مناسبة، ومعظم الندوات التي تقام في منطقة الخليج يعتمد المواطنون المشاركون فيها على أوراق أعدت لحسابهم في القاهرة، وتم شراؤها بقيمة تختلف من بحث إلى آخر.أكثر من ذلك، وجدت أن مسؤولي المراكز وفروا للبعض كتباً صدرت بأسمائهم دون أن يخطوا فيها حرفاً. وطبخوا لآخرين مقالات نشرت لهم بالصحف والدوريات، ومن هؤلاء أشخاص غير موهوبين أرادوا فقط إثبات الوجود والتطلع إلى الشهرة. مما سمعته في هذا السياق انه بعد الوفاة المفاجئة لأحد كبار الصحفيين، فان واحداً من المنسوبين إلى المهنة طلب من أحد المراكز إعداد كتاب عن الفقيد على وجه السرعة - ولان كله بثمنه، فقد تمت الاستجابة لرغبته، و«طبخت» مادة الكتاب خلال 24 ساعة، ثم صدر بعد أيام «بقلم» صاحبنا المذكور.
(3)
مجتمع المافيا الثقافية يعتمد في كل ما يسوقه على جيش صغير من الجنود المجهولين، الذين يقومون بتجميع المواد وصياغتها وتلفيقها، ثم إخراجها في أطروحة أو بحث أو مؤلف يحمل اسماً رناناً. هذا الجيش يأتمر بأمر الأكاديمي المخضرم الذي يدير المركز، ويعقد الصفقات مع الراغبين. وهؤلاء الجنود المجهولون من الشبان عادة، ويشتركون في ثلاث صفات أساسية، أولها انهم من أبناء الأقاليم الذين يفدون إلى القاهرة بحثاً عن العمل. ثانيها انهم من الفئات المسحوقة التي هدها الفقر وقسا عليها الزمن. ولان الجوع كافر، فقد اصبح هؤلاء مستعدين لفعل أي شيء يسد الرمق ويسترهم ومن يعولون. ثالثها انهم موهوبون يتمتعون بذكاء شديد وكفاءة عالية، لكنهم لم يجدوا فرصة طبيعية لاستثمار قدراتهم، فلم يترددوا في أن يبيعوا عرقهم لغيرهم بأي ثمن.إذا توافرت تلك العناصر في أي شاب، فانه يصبح مرشحاً نموذجياً مطلوباً للمراكز التي نتحدث عنها. لا يهم بعد ذلك أن يكون جامعياً أم لا، أو له صلة بموضوعات البحث التي يكلف بها أم لا.في رحلة تقصي الظاهرة، تعرفت على واحد من هؤلاء، سأشير إليه بحرف (س) على سبيل الاحتياط. وهو شاب موهوب، ظل متفوقاً على أقرانه طيلة سنوات دراسته، حتى كان الأول على مستوى الجمهورية في امتحان الشهادة الإعدادية. لكن الحاجة حالت بينه وبين التفكير في الالتحاق بالجامعة. فاكتفى بالحصول على دبلوم التجارة المتوسطة، وكان عليه بعد ذلك أن يخوض بسرعة غمار الحياة، ليدبر قوت أسرة مكونة من ثمانية أفراد، مات عائلها في وقت مبكر. طرق الفتى كل باب صادفه، وتقلب في أعمال كثيرة، بدت له مسلسلاً لا نهاية له، حفلت حلقاته بآياته القسوة والجشع والمهانة. أما أبطاله فكانوا نفراً من الأقوياء الذين استخدموا بعض ذوي النفوذ لقهر العاملين لديهم ومص دمائهم.بعد عذاب دام سنين عمل (س) فراشاً في أحد المكاتب الصحفية. حيث وجد نفسه في مسار له علاقة بالقراءة والكتابة. وعاش تجربة تعلم فيها أشياء كثيرة، واطلع على بعض خلفيات صناعة النجوم المزيفين. بأم عينيه شاهد ذات مرة حارس البناية، الذي كان بدوره من الفقراء النابهين، وهو يعرض على مدير المكتب محاولاته في كتابة بعض أفكاره التي كتم صاحبنا إعجابه بها، واحتفظ بالمخطوطة في مكتبه. وبعد حين أصدرها كتاباً باسمه، تحول في وقت لاحق إلى مسلسل إذاعي، تصدر مقدمته اسم «الكاتب الكبير»! (للعلم: صدر للكاتب المذكور اكثر من 17 كتاباً لم يضع بصمته في أي منها).في المكتب تعرف (س) على آخرين، أوصلوه إلى أحد المراكز «الأكاديمية» في مصر الجديدة، وبعدما نجح في الاختبار الأول، خضع مع زملائه لعملية تدريب على كيفية توفير المعلومات من مظانها في الكتب المهمة ومختلف المراجع. وتقدم بسرعة في وظيفته، حتى أتقن كيفية إعداد مشروع الرسالة، وكيف يساعد صاحبها على اجتياز المناقشة التي تسبق عملية تسجيلها. وبعد التسجيل اصبح بمقدوره تلفيق الرسالة وطبخها خلال اشهر معدودة، عن طريق الاقتباس ونقل الفصول والتوصيات من المؤلفات المختلفة، بعد التلاعب في كيفية صياغتها. وهو الفن الذي تعلمه من «الأستاذ» مدير المركز (في بعض الحالات كان ينقل فصولاً كاملة دون تعديل في الصياغة). وطبقاً لتوجيه الأستاذ فانه كان يحضر مناقشة الاطروحات التي يعدها، باعتباره الأدرى بمحتواها، لكي يتدخل لإنقاذ «الزبون» إذا تعثر أثناء مناقشته، وطرحت عليه أسئلة خارج نطاق التلقين الذي تدرب عليه. إذ كان على «الباحث» في مثل هذه الحالة أن يرطن بلهجته المحلية إذا كان عربياً، حتى يعد له (س) الإجابة المناسبة، وبعد ذلك يسقط الباحث أي شيء على الأرض، فيسارع (س) إلى التقاطه ومناولته إياه، وفي المناولة يدس له الإجابة.لدى (س) حكايات كثيرة حصلها من خبرته في إعداد الاطروحات، وتمريرها بامتياز مع مرتبة الشرف. وكيف أن اكثر تلك الاطروحات لا تقرأ من جانب لجان المناقشة، التي عادة ما يتم اختراقها بتقديم هدايا ثمينة لبعض أعضائها. ولأنه كان الأقرب إلى التفاصيل، فان بحوزته أسماء الأساتذة «المتعاونين» الذين يمررون الاطروحات بعد أن يغمضوا أعينهم عن مضمونها. ولديه معلومات كثيرة عن كيفية ترتيب ذلك «التعاون»، لضمان الفوز بالامتياز مع مرتبة الشرف.سألت (س) حامل دبلوم التجارة عن عدد الاطروحات التي أعدها خلال سنوات عمله الأربع في المركز، فقال أنها 12 رسالة ماجستير ودكتوراه، أعدها لثمانية أشخاص، نصفهم مصريون والنصف الآخر من أبناء الخليج، ممن اصبحوا يتولون مناصب مرموقة في أقطارهم، أحدهم صار نائب وزير، ورشحته بلاده لأحد مناصب الجامعة العربية.
(4)
صاحبنا (س) كان واحداً من ثلاثة، اجتمعت فيهم الأصول الريفية والفقر المدقع والذكاء الحاد. ولأنه كان يحمل شهادة دبلوم التجارة فلم يكن له طموح علمي كبير، وإنما كان مدركاً أن حلمه في دخول الجامعة قد أجهض مبكراً، وظل شاغله الأساسي هو كيفية تدبير نفقات المعيشة لأسرته. ومع ذلك فانه ظل مستشعراً وخز الضمير مما يفعله، فترك العمل عند أول فرصة لاحت له. الثاني كان متخرجاً في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لم يتح له أن يجد وظيفة غير التي حصلها، فاستسلم لقدره، ولا يزال يقوم بعمله في مطبخ المافيا حتى الآن. أما الثالث - اسمه عبد الحميد - فكان أشدهم فقراً وأكثرهم حساسية وأوسعهم اطلاعاً. ولأنه كان مدركاً لكفاءته، فقد ظل معذباً طول الوقت، لأنه كان عاجزاً عن إكمال دراسته العليا بسبب ضيق ذات اليد، في حين كان يعطي ثمار جهده لآخرين من القادرين، مقابل اجر متواضع يتقاضاه، ويقبله مضطراً لأنه يعتبره مالاً حراماً، وفي كل مرة كان يخرج منهاراً وساخطاً من مناقشة الرسالة التي أعدها ونال عليها غيره أعلى درجات التقدير. وكان يضاعف من سخطه اقتناعه بأنه إذا ذلل العقبات التي تعترضه، وقدم الرسالة ذاتها فانه لن يحصل على نفس التقدير المرتفع، بسبب فقره ومظهره البائس، هذا إذا قبل أعضاء اللجنة العلمية أن يحددوا موعداً لمناقشة فقير مثله.دأب الثلاثة على الالتقاء كل مساء في ركن بمقهى بمدينة نصر، أطلقوا عليه «ركن الفاشلين». وذات يوم افتقدوا عبد الحميد الذي لم يحضر على غير عادته. وحين تقصوا خبره عرفوا انه شهد مناقشة رسالة قدمت لمعهد البحوث والدراسات العربية، كان قد أعدها لأحد الأشخاص. وبعد مداولة اللجنة، قررت منح مشتري الرسالة تقدير الامتياز مع مرتبة الشرف، مع التوصية بطبعها على نفقة المعهد. وكما هي عادته خرج من قاعة المناقشة منهاراً وساخطاً، وبدلاً من أن ينضم إلى زميليه، قادته قدماه إلى أحد الجسور، في قلب القاهرة، حيث ألقى بنفسه في نهر النيل!ترى، من قتل عبدالحميد؟؟
*نقلا عن جريدة "الوطن" الكويتية
يالَعار أمة اقرأ عندما تستبضع العلم سلعة رخيصة ..
السواح 1
05-12-07, 05:39 pm
الأخ راشد بعد التحية
أشكرك على الموضوع الجميل
لكن مما يؤسف له أننا نبدأ بتحطيم الأشخاص وبأي أسلوب لأهواء تنتابنا
نحن نريد رجالا لهم جهودهم وإن كانت معهم شهادة دكتوراه من سوق النجارين
نحن بحاجة لأشخاص لهم طموح بالرقي والتطور والتطوير
ويكفي من الأستاذ الدكتور عبدالله أن لديه هذا الطموح بغض النظرعن مصدر شهادته
وعلى كل من أراد أن يتكلم بهذا الموضوع فلينظر ما يناسبه
بمعنى إن كان يشكك بالدكتوراه فيكفينا منه شهادة الثانوي بغض النظر عن شهاداته العليا
الطموح الطموح الطموح هو ما تحتاجه مدينتنا الغالية
فيا أيها المخذلون خفوا قليلا عن إخواننا وأرونا جهودكم
تحياتي لكل قارئ
الأخ راشد بعد التحية
أشكرك على الموضوع الجميل
لكن مما يؤسف له أننا نبدأ بتحطيم الأشخاص وبأي أسلوب لأهواء تنتابنا
نحن نريد رجالا لهم جهودهم وإن كانت معهم شهادة دكتوراه من سوق النجارين
يعلم الله ليس تحطيم للأستاذ الركيان وإنما فقط إستفسار عن مصدر الشهادة كما أستفسرنا سابقاً عن مصدر شهادة الأستاذ خالد الزعاق وأعتقد أن كلا الشهادتين من نفس ( الطبخة )
وحتى بعدما حصل الأستاذين الركيان والزعاق على ( شهادتيهما ) لا يعني ذلك الإنتقاص منهما مازلنا نرى ونتابع أراء الأستاذ الزعاق الفلكيه وسوف نستمر وكذلك سوف ننتظر إبداعات الأستاذ الركيان الإدارية في إدارته الجديدة .
بمعنى إن كان يشكك بالدكتوراه فيكفينا منه شهادة الثانوي بغض النظر عن شهاداته العليا
الطموح الطموح الطموح هو ما تحتاجه مدينتنا الغالية
فيا أيها المخذلون خفوا قليلا عن إخواننا وأرونا جهودكم
تحياتي لكل قارئ
هنا مربط الفرس لو إستمر الأستاذ الركيان على بكالوريوسه في العلوم لرحبنا بالمستوى العلمي والعملي الذي وصل إليه مع العلم أنه وصل لمنصب مدير إدارة الإختبارات في وزارة التربية والتعليم وهو لم يحصل على شهاداته العليا السريعه ونحن سعدنا وسررنا في ذلك الوقت كون أحد أبناء مدينة بريدة يمسك بزمام تلك الإدارة الهامة بالوزارة
مع العلم أن وزارة التعليم العالي لم ولن تعترف بأي شهادة سلق وهي المخوله بالإعتراف بشهادات الدراسات العليا
يالَعار أمة اقرأ عندما تستبضع العلم سلعة رخيصة ..
من أجل منصب وجاه
زهرة البراري
05-12-07, 06:58 pm
نسأل الله ان يوفق الدكتور عبدالله في قيادة هذه الإدارة التي تولاها ويحقق مزيداَ من النجاحات المأمولة والمنتظرة.. ويبعد عنه أهل التملق والإنتفاعية والمحسوبية..! وثقتي كبيرة في الأخ الغالي ابوراكان بعقليته وإدراكه ..بتمييزه بين الغث والسمين ..! فهؤلاإذا فتح لهم المجال سوف يؤثرون بمسيرته ويعرقلون إنطلاقته الناجحة والمبهجة للجميع ..!
من كلامك السنع يا راشد الصليحان
الرائد999
05-12-07, 07:07 pm
شكرا اخي راشد
الحقيقة يستاهل الدكتور الركيان والله يعينه على تأدية الامانة لان عمله تكليف وليس تشريف
صاحبة السموالفكري
06-12-07, 01:51 am
يــــــــــــــــــــاهالشهادة الي هقيتونا عنده ؟!!
الله واكبر عاد وش شفنامن الي كان معهم دكتوراه ولا عمرهم شافوا الميدان أو حتى عرفوا احتياجاته ؟!!
نعنبوابليسكم كانه حسد تراه لعلمكم مابه زود راتب !! يعني ارتاحوا وارقدوا وامنين !!
لله در الحسد ما اعدله .. بدأ بصاحبه فقتله ..
ابو راكان بحاجة دعم من أهل ديرته موب ما عندكم غير اللت والعجن بأمور ماله علاقة بأصل الموضوع ..
ابو راكان حصل المنصب لاستحقاقه وجهوده بالوزاره مهب بسبب شهادة الدال يالي ما يعجبكم العجب ..
بدرالوابلي
06-12-07, 02:17 am
الله يوفقه ... ونعم الرجل ابوراكان من أسرة الركيان الكريمه المعروفه بطموح ابنائها في العلم ولباقتهم ماشاءلله .... تتلمذت على يديه قبل حوالي 18 عاما في متوسطة ابي عبيده وكانت مرحلة من اجمل مراحل حياتي الدراسيه ....ان شاءلله يكون خير خلف لخير سلف .
vBulletin® v3.8.8 Alpha 1, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba