تأملات في مقدمة بن خلدون . .

[عبدالله السنيدي]

من المعلوم أن هذه المقدمة قد راجت بين الناس فأصبحت مشهورة لعِظم مضمون فحواها وماتحتوي من فوائد جمة يعجز العالم عن حصرها . .

هي مقدمة لكتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) للمؤلف العلامة عبدالرحمن بن خلدون رحمه الله.


قال فيه : "فإن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال ، وتُشد إليه الركائب والرحال ، وتسمو إلى معرفته السوقة والأغفال ، وتتنافس فيه الملوك والأقيال ، ويتساوى في فهمه العلماء والجهال".


قلت : وأمة ضيعت تاريخها ومجد حضارتها ، وتراب فتوحاتها لا تستحق أن تكون أمة ، إذ أنها لم تحافظ على تاريخ مجدها ، فالأمة الولود تتفاخر بها الأمم ، والأجيال تذكر لها وتضحي لاسمها عن كل حرف بدم ، فأمة بلا تاريخ كتاريخ بلا أمم.

...........................................


-2-


قال فيه : "أن الأمة إذا تغلبت وملكت ما بأيدي أهل الملك قبلها كثـُر رياشها ونعمتها فتكثر عوائدهم ، ويتجاوزون ضرورات العيش وخشونته إلى نوافله ورقته وزينته". وقال فيه " وينزعون مع ذلك إلى رقة الأحوال في المطاعم والملابس والفرش والآنية ، ويتفاخرون في ذلك ويُفاخرون فيه غيرهم من الأمم ، في أكل الطيب ولبس الأنيق وركوب الفار ِه".


قلت : وهذا حالنا اليوم قد انطبق على سالف الأزمان فيما يروي بن خلدون ، فالملوك لهم عوائدهم بحسب قِواهم ، ومُمَكن ذلك تكمن في عوائد من قبلهم في اتخاذ طريقتهم والسير على نهجها ، فليس عمر بن الخطاب رضي الله عنه كالمستعصم بالله ، أما عن ملوك عصرنا فحدث وتجاهل الحرج ! .


يتبع إن شاء الله . . .


. عبدالله السنيدي

[الكبري]

إن ما نحتاجه العمل على نهضة شاملة .

يقوم بها كل فرد من موقعه ويكون لبنة بناء في هذه النهضة .

شكراَ لك .

لكم أطيب المنى

[عبدالله السنيدي]

" الكبري" إضافة قيمة ، لك وافر التحايا . .

-3-


مما يُلفت الأنظار ، ويجعل القارئين مهووسين بالأفكار ، فيما تفرعت به الفنون ، في مقدمة بن خلدون ، من المجالات العديدة ، فحديث عن التاريخ والأمجاد ، وانتقال جذري عن العلوم والأفذاذ ، حتى ينتهي به المطاف ليُحدث الناس عن الصناعات المختلفة ، وخير صناعة من الصنائع الإنسانية هي الكتابة ، فتأمل فيما يكتب بن خلدون ، واشكر من صنع الكتابة ، قال تعالى "الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم" . . الآية

أعدد من الأقلام كل مثقف * * صلب يصوغ صناعة التحبير


قال فيه : "الكتابة من خواص الإنسان التي يميز بها عن الحيوان ، فهي تطلع على مافي الضمائر ، وتتأدى بها الأغراض إلى البلد البعيد ، فتُقضى الحاجات ، ويطلع بها –الكتابة- على العلوم والمعارف وصُحُف الأولين ، وماكتبوه في علومهم وأخبارهم ، فهي شريفة بجميع هذه الوجوه والمنافع ، فهي تعد من جملة الصنائع".


يتبع إن شاء الله . . .



. عبدالله السنيدي

[الناقد1]

أخي عبدالله

مقدمة ابن خلدون تلك آية من آيات العلم ، أتت في زمن كان الناس فيه شغوفين دوما بالمقدمة
أما اليوم فزمان المؤخرة !
زمن الشغف المؤَخـَري ، ابتداء بنانسي وهيفاء ، وانتهاء بجينيفرلوبيز التي فازت مؤخراً بلقت مؤخرة المؤخرات !
مما دعاها للتأمين على مؤخرتها بمبلغ سبعة ملايين ونصف المليون دولار !
تـُرى كم عائلة في القارة المنسية ستنقذ من موت محقق لو حصلت على جزء مما نالته تلك المؤخرة ؟

أيها العزيز
بدلا من أن يأتي الأعضاء بشروح للمقدمة أو ينتدوا حول تلك المتون الثمينة ، أو حتى تبقى هذه المتون زمننا طويلا في الصفحة الأولى من خلال " شكرا " و " ما قصرت " ، ها هي تنتشل من دهاليز النسيان ، لتزاحم كثيرا من الهراء !

أتابع متصفحك هذا بشكر واهتمام

دمت بخير

[عبدالله الحلوه]

عبدالله السنيدي

نحتاج لإعادة قرأة تلك المقدمة والتأمل فيما حملته من قيّم ومعاني كبيرة وكما اشار الناقد نحتاج اكثر للأهتمام بالطروحات القيّمة اكثر مما نراه الآن


تحياتي

[عبدالله السنيدي]

الناقد ، عبدالله الحلوه . .
أريد أن أنوه على وجود مثالب في المقدمة قد فُندت ، ومن أراد فله ذلك .





قال فيه : " من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم من العجم ، وليس في العرب حملة علم ، لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية ، إلا في القليل النادر . وإن كان منهم العربي في نسبه ، فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته ، مع أن الملة عربية ، وصاحب شريعتها عربي ، والسبب في ذلك أن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة ، لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة ، وإنما كان أحكام الشريعة التي هي أوامر الله ونواهيه ، كان الرجال ينقلونها في صدورهم" .


قلت : وفي هذا الحديث صحة الأخبار ، فبداية بالإمام البخاري مؤلف أصح كتاب بعد كتاب الله ، وفي عصرنا هذا المحدث الألباني رحمه الله الذي ألهمنا بكم هائل من العلم في تصحيحه للأحاديث وتضعيفه حتى بلغ من أئمة المحدثين ، وكذلك إمام اللغة العربية الكبير سيبويه ، وينتهي مطاف عصرنا بالأعاجم ، في منطقة كانت تسمى "شنقيط" التي نبع منها الشناقطة الكبار ، أمثال الشيح محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان ، وإن كانت تُعد عربية الأصل ولكنها أعجمية المربى واللغة ، بهذا كله ظهر مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : "لو تعلق العلم بأكناف السماء ، لناله قوم فارس". ، وأما العرب فقد شغلهم التفاخر والمحاضر وحب الرياسة ، ولا يعني هذا هو دفن مآثر العرب الباقية إلى حاضرنا اليوم ، ولكن حالهم من ثـُقب ننظر والباب موصود .


يتبع إن شاء الله . . .

. عبدالله السنيدي

[راشد الصليحان]

قال فيه : " من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم من العجم ، وليس في العرب حملة علم ، لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية ، إلا في القليل النادر . وإن كان منهم العربي في نسبه ، فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته ، مع أن الملة عربية ، وصاحب شريعتها عربي ، والسبب في ذلك أن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة ، لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة ، وإنما كان أحكام الشريعة التي هي أوامر الله ونواهيه ، كان الرجال ينقلونها في صدورهم"

الإسلام جاء للبشر كافة ..وليس لجنس اونوع من البشر ..محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه بعث هادياَ للبشرية جمعاء ..لذلك من الطبيعي ان يؤمن بهذا الدين إيماناَ حقيقياَ ..يسارع في تعلمه وتفقهه ونشره بين الأمم ..! لو لاحظت الإمامين البخاري ومسلم ..تجدهما اكثر من حفظ السنة النبوية وحرصاَ على تنقيتها من الشوائب رغم انهما لاينتمون للعرب والأعراب بشيء ..! وغيرهم الكثير والكثير من علماء الإسلام والفاتحين كانوا من العجم ..!

مشكلة بعض العرب والأعراب انهم تمسكوا وتشدقوا بعروبيتهم والمتأصلة من الجاهلية الأولى ..ولايزال بعضهم يتوارثها ..! ويفتخر بها ..رغم ان الدين نبذها وشدد على حرمتها ..لكننا لانزال نسمعها ونشاهدها من صغارهم قبل عجائزهم ..!

لا نقول إلا اللهم اهد المسلمين كافة وردهم إلى عقيدتهم الصافية الخالية من شوائب الجاهلية الأولى..!

شكرا اخي على تناولك آراء العلامة ابن خلدون ..!

[قـُطبُ القوم]

مقال رائع وفكرة رائدة تستحق الإشادة من جهتين :

الأولى : ما قطفته لنا من كلا ابن خلدون رحمه الله ...

والثانية : ما نثرته علينا من جميل رأيك المبارك ...

فجزاك الله كل خير


محبكم \ قـُطبُ القوم

[خالد التويجري]

ولكنهم لا يريدون لنا أن نستذكر تلك المقدمات ..,؟!
ويحشدون الحشود لنتصدر "المؤخرات" ..,؟

والسعي حثيث لــــننفصل عن تاريخ المقدِمات .., فعلينا أن ننفض عن أنفسنا ذل المهانه ونسعى لرقي الهامه .


تحياتي .,’

[روان الورد]

أعدد من الأقلام كل مثقف * * صلب يصوغ صناعة التحبير

يعطيك العاافيه

[عبدالله السنيدي]

راشد الصليحان ، قطب القوم ، بريدواي ، روان الورد ، لكم وافر التحايا.

يشيد بن خلدون في مقدمته بالفكر الإنساني الذي ميز الله به على جميع العالمين ، فهو يمتلك طاقات يجب عليه توظيفها ، وبها أشيد بكل عقل أن يُفكر في نطاق أمته الإسلامية ، ليرفع عنها –بالعلم- الجهل والضلال ، إلى نور الهداية ، فلا ينبهر بما يرى من حضارات ، تُذهب العقل السليم ، فما أسكر كثيره فقليله حرام ، فينحرف عن جادة الصواب ، إلى الهذيان المقهقر إلى الدرك الأسفل ، وبها أختم هذه السلسلة البسيطة من التأملات ، فهي لفتة لقراءة مثل هذه الكتب المفيدة . .


قال فيه : "واعلم أيها المتعلم أني أتحفك بفائدة في تعلمك ، فإن تلقيتها بالقبول وأمسكتها بيد الصناعة ، ظفرت بكنز عظيم وذخيرة شريفة ، وأقدم لك مقدمة تعينك في فهمها ".



انتهى


. عبدالله السنيدي