الناقد1
09-11-07, 07:08 pm
أوصلتني عجائب وطرائف العالم الرقمي إلى كلام للدكتور أحمد شوقي إبراهيم " عضو الجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الأمراض الباطنية والقلب " ، نقلته عنه " مجلة الإصلاح " في العدد 296 سنة 1994 ، من ندوات جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة ، قبل أن يـُختلس كلامه لاحقا بطريقة حشرية ، و لكن المؤمن لا يـُعدم الخير ، فقد وجدت في أصل ما اختلس تفصيلا يستحق التأمل
يقول الدكتور أحمد : " الميول الإنسانية تنقسم إلى أربعة أقسام , ويختلف سلوك وتصرفات الأشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها "
أفهم من كلامه أن السلوك نتاج هذه الميول
يذكر حسب توصيفه القسم الأول فيقول :
" الميول الشهوانية وتؤدي إلى الثورة والغضب "
وأظن شهوانية المال داخلة في هذا فهي أكثر ما تؤدي إلى الثورة والغضب
ما أكثر الذين يعتريهم شبق شهواني جنوني نحو الفوقية أو الشهرة أو الجنس أو غيره ، لن أقف عند هذه كثيرا
القسم الثاني من الأقسام التي ذكرها الدكتور
الميول التسلطية وقال بأنها تؤدي إلى الكبر والغطرسة وحب الرياسة ..
إعتـَجـَبت من هذا الوصف من الدكتور ، برأيي قد أجاد به كثيرا ، فالمريض هنا حتى يشبع ميوله التسلطية ، لابد أن يوغل في نزعات الكبر والغطرسة والتعالي على الآخرين ، حتى يصل إلى حال تشبه الجنون ، تجده لا يعي بما حوله نهائيا ، لا ينظر إلا إلى ريشه و جمال طاووسيته السّرابي ، ولا يتأمل إلا في حماس جماهير طابوره التبعي " المصفقين البواسل " !
قد أعطب عقله مخامرة الميول التسلطية ، ونشوة الزعامة التي وهم أنه نالها بجدارة الكبر والغطرسة ، مع أنها لا تقوم إلا على الكذب والتزييف !
من شاء منكم أن يعيـ ** ش اليوم وهو مكرم
فليمس لا سمع ولا ** بصر لديه ولا فم
إن قيل : هذا شهدكم ** مر فقولوا : - علقم
أو قيل إن نهاركم ** ليل ، فقولوا : مظلم !
كيف وُجد هذا الميول ؟
ذلك كلام يحتاج إلى بحث ، حيث تتداخل فيه البيئة مع التربية مساهمة في إيجاد تلك الميول الدافعة نحو النزعات التسلطية " ما أريكم إلا ما أرى " وعلى رأي بوش اللعين " من لم يكن معنا فهو ضدنا " ، ومثل هذه المصطلحات الاستبدادية الشيطانية التي تمت تبيئتها " أو إعادة تبيئتها " في مجتمعنا المسلم للأسف ، حتى أصبحت جزء من متلازماتنا !
القسم الثالث مما ذكره الدكتور :
" الميول الشيطانية وقال بأنها تسبب الكراهية والبغضاء للآخرين "
طيب
أليست الميول الشهوانية التي تؤدي إلى الثورة والغضب ، هي ميول شيطانية ؟
و الميول التسلطية التي يقول بأنها تؤدي إلى الكبر والغطرسة وحب الرياسة ، أ أنزل الله بها من سلطان ؟ !
أم هي شيطانية تفرز هذا السلوك ؟
ثم أليست كل هذه مسببة للكراهية والبغضاء للآخرين ؟
هل يقصد ميول شيطانية ، بمعنى أنها لم تخلقها أي مؤثرات " بيئية أو تربوية مثلا " ؟
لنقل " مثلاً " أنها نزعة إجرامية مجردة من المؤثرات ، هدفها الإجرام وحسب ؟ ... هل يوجد ذلك فعلا ؟
أسئلة أثارها كلام الدكتور فأحببت عرضها بين أيديكم لننتدي حولها
لكن أيضا هذا يجعلنا ننظر للاكتساب والجبلـّة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس " رئيس وفد هجر " حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة )) ، قال : يا رسول الله ، أهما خلقان تخلقت بهما أم جبلت عليهما ؟ قال : (( بل جبلت عليهما )) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله
هنا يؤكد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، أن الأشج مجبول على هذه الخصال ، فهل الجبلة تكون في مثل ذلك ، دون أن يكون هناك دافع ميولي لهذا السلوك ؟
بينما يؤكد عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه )
وهذا تأكيد على أن الإنسان إذا لم يجبل على الحلم والأناة بالفطرة " إن كان كذلك " ، فإنه على الأقل لديه استعداد للتغيـُّر ، و أظن المسألة في هذا نسبية و تختلف من شخص لآخر ، حسب طبيعة الإنسان وعقله وبيئته التي يعيش فيها ، فليس ابن المدينة كابن الخيمة مثلا
إنما أجد بيت القصيد في كلام الدكتور قوله : " ويختلف سلوك وتصرفات الأشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها "
إن المشكلة في بعض العقول " المتجلمدة " ، أنها لا تعي هذه الميول أصلا " فضلا عن السعي للسيطرة عليها " ، لأن حسّها الحواسّي والمعرفي غير قادر على اكتشاف تلك الميول الشيطانية التي تسكن ذواتها التي تشرّبت الصراع كمنهج حياة ، فلذلك تجد السلوك المشين " نتاج ذلك الميول " هو عنده صفة حميدة !
إن من يحدد وعي مثل هؤلاء ، هو وجودهم الاجتماعي وبيئتهم التي يعيشون فيها " فحسب " ، وعلى أي حال كانت ، حتى لو كانت مثل السوء ! ..
" قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "
فلذلك من نعيم الجنة أنك تتخلص من هذه الميول وتبعاتها ، فالشاعر يقول عن آدم حين أكل من الشجرة
منح الخلود ولا ميول ولا هوى ** فأبى وآثر غربة ورحيلا
ويقول البغوي في تفسير قول الله تعالى : " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن "
( "وقالوا"، أي: ويقولون إذا دخلوا الجنة: "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " < ثم ذكر أقوالا حتى أورد معنى الآية عند الزجاج > حيث يقول : أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش أو معاد )
إن الحزَن والألم الذي يعتري من صبر على أذى الناس الناهجين لمثل مخرجات هذه الميول من سلوكيات جاهلية شيطانية في زماننا هذا ، لا يخفف منه إلا الأمل بما عند الله من مثوبة الصبر على أذاهم ، بل إن من أعلى درجات الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك ، أحسن الله للجميع الخواتيم ، ووهبنا الصبر ، ورزق الصابرين أجرهم بغير حساب
إليكم كلام الدكتور بنصه كما ورد ، حتى تكتمل فكرة حديثه ، ومن وجد القسم الرابع فليورده مشكورا ، فلم أعثر عليه في حديثه هذا !
الغضب وآثاره السلبية
يقول الدكتور أحمد شوقي ابراهيم عضوالجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الامراض الباطنية والقلب .. أن الميول الانسانية تنقسم الى أربعة أقسام , ويختلف سلوك وتصرفات الاشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها : الميول الشهوانية وتؤدي الى الثورة والغضب .. الميول التسلطية وتؤدي الى الكبر والغطرسة وحب الرياسة .. الميول الشيطانية وتسبب الكراهية والبغضاء للاخرين . ومهما كانت ميول الانسان فانه يتعرض للغضب فيتحفز الجسم ويرتفع ضغط الدم فيصاب بالامراض النفسية والبدنية مثل السكر والذبحة الصدرية . وقد أكدت الابحاث العلمية أن الغضب وتكراره يقلل من عمر الانسان . لهذا ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في حديثه لا تغضب وليس معنى هذا عدم الغضب تماما بل عدم التمادي فيه وينبغي أن يغضب الانسان اذا انتهكت حرمات الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمن يغضب واذا غضب أحدكم فليسكت .. لان أي سلوك لهذا الغاضب لا يمكن أن يوافق عليه هو نفسه اذا ذهب عنه الغضب ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان .. والقرآن الكريم يصور الغضب قوة شيطانية تقهر الانسان وتدفعه الى أفعال ما كان يأتيها لو لم يكن غاضبا فسيدنا موسى .. ألقى الالواح وأخذ برأس أخية يجره إليه .. فلما ذهب عنه الغضب .. ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح .. وكأن الغضب وسواس قرع فكر موسى ليلقي الالواح .. وتجنب الغضب يحتاج الى ضبط النفس مع ايمان قوي بالله ويمتدح الرسول صلى الله عليه سلم هذا السلوك في حديثه .. ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .. ولا يكون تجنب الغضب بتناول المهدئات لان تأثيرها يأتي بتكرار تناولها ولا يستطيع متعاطي المهدئات ان يتخلص منها بسهولة ولان الغضب يغير السلوك فإن العلاج يكون بتغيير سلوك الانسان في مواجهة المشكلات اليومية فيتحول غضب الانسان الى هدوء واتزان .... ويضيف الدكتور أحمد شوقي .. أن الطب النفسي توصل الى طريقتين لعلاج المريض الغاضب .. الاولى : من خلال تقليل الحساسية الانفعالية وذلك بتدريب المريض تحت أشراف طبيب على ممارسة الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة فيتدرب على مواجهتها بدون غضب أو انفعال .. الثانية : من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي وذلك لأن يطلب الطبيب من المريض أن يتذكر المواقف الصعبة واذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع ليعطيه فرصة للتروي والهدوء .. هذا العلاج لم يتوصل اليه الطب الا في السنوات القليلة الماضية بينما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه في حديثه .. اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فاذا ذهب عنه الغضب أو فليضطجع
بانتظار إضافاتكم المثرية
دمتم بخير
يقول الدكتور أحمد : " الميول الإنسانية تنقسم إلى أربعة أقسام , ويختلف سلوك وتصرفات الأشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها "
أفهم من كلامه أن السلوك نتاج هذه الميول
يذكر حسب توصيفه القسم الأول فيقول :
" الميول الشهوانية وتؤدي إلى الثورة والغضب "
وأظن شهوانية المال داخلة في هذا فهي أكثر ما تؤدي إلى الثورة والغضب
ما أكثر الذين يعتريهم شبق شهواني جنوني نحو الفوقية أو الشهرة أو الجنس أو غيره ، لن أقف عند هذه كثيرا
القسم الثاني من الأقسام التي ذكرها الدكتور
الميول التسلطية وقال بأنها تؤدي إلى الكبر والغطرسة وحب الرياسة ..
إعتـَجـَبت من هذا الوصف من الدكتور ، برأيي قد أجاد به كثيرا ، فالمريض هنا حتى يشبع ميوله التسلطية ، لابد أن يوغل في نزعات الكبر والغطرسة والتعالي على الآخرين ، حتى يصل إلى حال تشبه الجنون ، تجده لا يعي بما حوله نهائيا ، لا ينظر إلا إلى ريشه و جمال طاووسيته السّرابي ، ولا يتأمل إلا في حماس جماهير طابوره التبعي " المصفقين البواسل " !
قد أعطب عقله مخامرة الميول التسلطية ، ونشوة الزعامة التي وهم أنه نالها بجدارة الكبر والغطرسة ، مع أنها لا تقوم إلا على الكذب والتزييف !
من شاء منكم أن يعيـ ** ش اليوم وهو مكرم
فليمس لا سمع ولا ** بصر لديه ولا فم
إن قيل : هذا شهدكم ** مر فقولوا : - علقم
أو قيل إن نهاركم ** ليل ، فقولوا : مظلم !
كيف وُجد هذا الميول ؟
ذلك كلام يحتاج إلى بحث ، حيث تتداخل فيه البيئة مع التربية مساهمة في إيجاد تلك الميول الدافعة نحو النزعات التسلطية " ما أريكم إلا ما أرى " وعلى رأي بوش اللعين " من لم يكن معنا فهو ضدنا " ، ومثل هذه المصطلحات الاستبدادية الشيطانية التي تمت تبيئتها " أو إعادة تبيئتها " في مجتمعنا المسلم للأسف ، حتى أصبحت جزء من متلازماتنا !
القسم الثالث مما ذكره الدكتور :
" الميول الشيطانية وقال بأنها تسبب الكراهية والبغضاء للآخرين "
طيب
أليست الميول الشهوانية التي تؤدي إلى الثورة والغضب ، هي ميول شيطانية ؟
و الميول التسلطية التي يقول بأنها تؤدي إلى الكبر والغطرسة وحب الرياسة ، أ أنزل الله بها من سلطان ؟ !
أم هي شيطانية تفرز هذا السلوك ؟
ثم أليست كل هذه مسببة للكراهية والبغضاء للآخرين ؟
هل يقصد ميول شيطانية ، بمعنى أنها لم تخلقها أي مؤثرات " بيئية أو تربوية مثلا " ؟
لنقل " مثلاً " أنها نزعة إجرامية مجردة من المؤثرات ، هدفها الإجرام وحسب ؟ ... هل يوجد ذلك فعلا ؟
أسئلة أثارها كلام الدكتور فأحببت عرضها بين أيديكم لننتدي حولها
لكن أيضا هذا يجعلنا ننظر للاكتساب والجبلـّة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس " رئيس وفد هجر " حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة )) ، قال : يا رسول الله ، أهما خلقان تخلقت بهما أم جبلت عليهما ؟ قال : (( بل جبلت عليهما )) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله
هنا يؤكد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، أن الأشج مجبول على هذه الخصال ، فهل الجبلة تكون في مثل ذلك ، دون أن يكون هناك دافع ميولي لهذا السلوك ؟
بينما يؤكد عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه )
وهذا تأكيد على أن الإنسان إذا لم يجبل على الحلم والأناة بالفطرة " إن كان كذلك " ، فإنه على الأقل لديه استعداد للتغيـُّر ، و أظن المسألة في هذا نسبية و تختلف من شخص لآخر ، حسب طبيعة الإنسان وعقله وبيئته التي يعيش فيها ، فليس ابن المدينة كابن الخيمة مثلا
إنما أجد بيت القصيد في كلام الدكتور قوله : " ويختلف سلوك وتصرفات الأشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها "
إن المشكلة في بعض العقول " المتجلمدة " ، أنها لا تعي هذه الميول أصلا " فضلا عن السعي للسيطرة عليها " ، لأن حسّها الحواسّي والمعرفي غير قادر على اكتشاف تلك الميول الشيطانية التي تسكن ذواتها التي تشرّبت الصراع كمنهج حياة ، فلذلك تجد السلوك المشين " نتاج ذلك الميول " هو عنده صفة حميدة !
إن من يحدد وعي مثل هؤلاء ، هو وجودهم الاجتماعي وبيئتهم التي يعيشون فيها " فحسب " ، وعلى أي حال كانت ، حتى لو كانت مثل السوء ! ..
" قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "
فلذلك من نعيم الجنة أنك تتخلص من هذه الميول وتبعاتها ، فالشاعر يقول عن آدم حين أكل من الشجرة
منح الخلود ولا ميول ولا هوى ** فأبى وآثر غربة ورحيلا
ويقول البغوي في تفسير قول الله تعالى : " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن "
( "وقالوا"، أي: ويقولون إذا دخلوا الجنة: "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " < ثم ذكر أقوالا حتى أورد معنى الآية عند الزجاج > حيث يقول : أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش أو معاد )
إن الحزَن والألم الذي يعتري من صبر على أذى الناس الناهجين لمثل مخرجات هذه الميول من سلوكيات جاهلية شيطانية في زماننا هذا ، لا يخفف منه إلا الأمل بما عند الله من مثوبة الصبر على أذاهم ، بل إن من أعلى درجات الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك ، أحسن الله للجميع الخواتيم ، ووهبنا الصبر ، ورزق الصابرين أجرهم بغير حساب
إليكم كلام الدكتور بنصه كما ورد ، حتى تكتمل فكرة حديثه ، ومن وجد القسم الرابع فليورده مشكورا ، فلم أعثر عليه في حديثه هذا !
الغضب وآثاره السلبية
يقول الدكتور أحمد شوقي ابراهيم عضوالجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الامراض الباطنية والقلب .. أن الميول الانسانية تنقسم الى أربعة أقسام , ويختلف سلوك وتصرفات الاشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها : الميول الشهوانية وتؤدي الى الثورة والغضب .. الميول التسلطية وتؤدي الى الكبر والغطرسة وحب الرياسة .. الميول الشيطانية وتسبب الكراهية والبغضاء للاخرين . ومهما كانت ميول الانسان فانه يتعرض للغضب فيتحفز الجسم ويرتفع ضغط الدم فيصاب بالامراض النفسية والبدنية مثل السكر والذبحة الصدرية . وقد أكدت الابحاث العلمية أن الغضب وتكراره يقلل من عمر الانسان . لهذا ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في حديثه لا تغضب وليس معنى هذا عدم الغضب تماما بل عدم التمادي فيه وينبغي أن يغضب الانسان اذا انتهكت حرمات الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمن يغضب واذا غضب أحدكم فليسكت .. لان أي سلوك لهذا الغاضب لا يمكن أن يوافق عليه هو نفسه اذا ذهب عنه الغضب ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان .. والقرآن الكريم يصور الغضب قوة شيطانية تقهر الانسان وتدفعه الى أفعال ما كان يأتيها لو لم يكن غاضبا فسيدنا موسى .. ألقى الالواح وأخذ برأس أخية يجره إليه .. فلما ذهب عنه الغضب .. ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح .. وكأن الغضب وسواس قرع فكر موسى ليلقي الالواح .. وتجنب الغضب يحتاج الى ضبط النفس مع ايمان قوي بالله ويمتدح الرسول صلى الله عليه سلم هذا السلوك في حديثه .. ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .. ولا يكون تجنب الغضب بتناول المهدئات لان تأثيرها يأتي بتكرار تناولها ولا يستطيع متعاطي المهدئات ان يتخلص منها بسهولة ولان الغضب يغير السلوك فإن العلاج يكون بتغيير سلوك الانسان في مواجهة المشكلات اليومية فيتحول غضب الانسان الى هدوء واتزان .... ويضيف الدكتور أحمد شوقي .. أن الطب النفسي توصل الى طريقتين لعلاج المريض الغاضب .. الاولى : من خلال تقليل الحساسية الانفعالية وذلك بتدريب المريض تحت أشراف طبيب على ممارسة الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة فيتدرب على مواجهتها بدون غضب أو انفعال .. الثانية : من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي وذلك لأن يطلب الطبيب من المريض أن يتذكر المواقف الصعبة واذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع ليعطيه فرصة للتروي والهدوء .. هذا العلاج لم يتوصل اليه الطب الا في السنوات القليلة الماضية بينما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه في حديثه .. اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فاذا ذهب عنه الغضب أو فليضطجع
بانتظار إضافاتكم المثرية
دمتم بخير