عبدالله السنيدي
03-11-07, 01:00 am
مدخل .. الموضوع ليس له انحياز فكري أو تعصب عقدي بل يصطحب معنا حريات الأديان ، منطلقاًً بقوله تعالى
( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لانعبد إلا الله ...) الآية
تمعن في استنباط الألفاظ المؤثرة للدعوة إلى الله ، تمعن في الخطاب المحترم "للكفار" ، فأسماهم "أهل الكتاب" حتى لا يزدري معتقدهم فقط في الدعوة وليس في البيان ..
إن فهم الآخر يتطلب منك إمعان فيما يقول أو يكتب الكاتب وليس بحثاً في ذاته أوتصنيفاً معتقداته !
وفهم الآخر لايتطلب عقل فذ ، فبقدر مايسعى الآخر إلى توصيل الفكرة ، تستطيع فهمها وإيجاز عبارات طرحها بل وعدم انتقادها حتى يفرغ من قولها ، حينئذ استأذنه في توضيح كلمة من جملها ..
إننا في طقوس تجمعنا "إلزامًا" للحديث مع الآخر ، للحديث مع الرافضي والنصراني والعلماني بل والمفكر الإسلامي على حد الأديان ، ويجمعنا للحديث مع المحلل السياسي والاقتصادي بل والمصلح الاجتماعي بل ويجمعنا
للحديث مع أطفالنا "مفكري المستقبل" ..
إن روح المخالفة من أهم مايتحلى به المتحاورين حتى لايكون جدله مراء ، فتُكون لنا قالب من التعصبات الفكرية الناشئة عن سذاجة الفكر "كما هو حال بعض كتابنا اليوم" ، أصبحوا يميلون إلى الطرف والأمثال السياسية دلالة بها دون دوافع عقلية ، والأفكار الاجتماعية بحثاً عما يشتهون في قلوبهم من اتباع للهوى دون عقولهم لاستخراج الحق "1" ..
وحتى تفهم الآخر يجب عليك أن تملي على نفسك مايقول ، بعيد عن الشطحات المبرقة التي يُزخرفها الكاتب بحجة أن قلمه أدبي ، ففهمك للفكرة هو طريقك لما يريد .. فهناك من يبحث في الكلمات فيجردها ويسوغها بمفهوم منزوي يريده حتى يصل إلى الكاتب أنه منتقد! ، والفائدة تكمن في السعي لما يريد الكاتب ، وحواره في فكرته المطروحة ، فهو جدير بانتهاز الفوائد ، فذوو النفوس الدنيئة يتلذذون في التفتيش عن أخطاء العظماء ..
إلى هنا يبقى كل من يكتب على صواب ومايطرح من أفكار لاجدال فيها ..
لا وألف لا ..
وقد عظمت "اللاء" لأن الكاتب يشتكي كثيراً من القارئ المقلد أكثر من "المنتقد الجائر"، فهو لايحمل رأي ولافِكر ولايجتهد لتحصيل الفوائد ، فوضَع حِمل عقله على الآخرين (كالحمار يحمل أسفاراً) الآية ..
إن التقليد لاينبغي أن يكون لمفكر ولا لطالب علم بل ولالمن أراد الفائدة ، وقد قال أحد مفكري الغرب "التقليد انتحار" ..
يندرج تحت المقلدين من تسوّغ له كلمة بطائل الفكرة ، فيغره المظهر ويدع أصل مايقول ..
كبعض"المشائخ" وماأكثرهم اليوم من يُوصف بـ"المشيخة" ، يرتدي "البشت" وهو يجهل أبسط أصول الفقه ، فلايغرنا المظهر أبداً ، وحفظ الله الشيخ عبدالكريم الخضير مارأيته مرتدياً له مع غزارة علمه وكذلك الشيخ الغديان وغيرهم وبالنقيض بعض من يرتديه ولايعقل مايقول! ، مع تحفظي لوجهة نظري نحو من يلبسه..
يبقى هدف الحياة ساعياً للبحث عن الناس الصادقين العاقلين ، فكم من صادق أحمق ، وكم من حاذق كاذب ، ولو كان في البومة خير ماتركها الصياد ، فالعقل صفاء النفس والجهل كدرها .
ويبقى عليك أنت .. أن تتحلى بأخلاق الكبار ، بعيد عن فعائل الأقزام والصغار ، فتبحر فيما يُملي وتدع منغصات فكرك والتشويش على ذهنك من شهرتك في إسقاط الآخرين ، فاحذر أن تنتطلق من الآخر .
ولكم جزيل الشكر والعرفان ..
. عبدالله السنيدي
.................................................. ..
"1" لاتتعارض مع قوله تعالى (لهم قلوب يعقلون بها) الآية ..
( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لانعبد إلا الله ...) الآية
تمعن في استنباط الألفاظ المؤثرة للدعوة إلى الله ، تمعن في الخطاب المحترم "للكفار" ، فأسماهم "أهل الكتاب" حتى لا يزدري معتقدهم فقط في الدعوة وليس في البيان ..
إن فهم الآخر يتطلب منك إمعان فيما يقول أو يكتب الكاتب وليس بحثاً في ذاته أوتصنيفاً معتقداته !
وفهم الآخر لايتطلب عقل فذ ، فبقدر مايسعى الآخر إلى توصيل الفكرة ، تستطيع فهمها وإيجاز عبارات طرحها بل وعدم انتقادها حتى يفرغ من قولها ، حينئذ استأذنه في توضيح كلمة من جملها ..
إننا في طقوس تجمعنا "إلزامًا" للحديث مع الآخر ، للحديث مع الرافضي والنصراني والعلماني بل والمفكر الإسلامي على حد الأديان ، ويجمعنا للحديث مع المحلل السياسي والاقتصادي بل والمصلح الاجتماعي بل ويجمعنا
للحديث مع أطفالنا "مفكري المستقبل" ..
إن روح المخالفة من أهم مايتحلى به المتحاورين حتى لايكون جدله مراء ، فتُكون لنا قالب من التعصبات الفكرية الناشئة عن سذاجة الفكر "كما هو حال بعض كتابنا اليوم" ، أصبحوا يميلون إلى الطرف والأمثال السياسية دلالة بها دون دوافع عقلية ، والأفكار الاجتماعية بحثاً عما يشتهون في قلوبهم من اتباع للهوى دون عقولهم لاستخراج الحق "1" ..
وحتى تفهم الآخر يجب عليك أن تملي على نفسك مايقول ، بعيد عن الشطحات المبرقة التي يُزخرفها الكاتب بحجة أن قلمه أدبي ، ففهمك للفكرة هو طريقك لما يريد .. فهناك من يبحث في الكلمات فيجردها ويسوغها بمفهوم منزوي يريده حتى يصل إلى الكاتب أنه منتقد! ، والفائدة تكمن في السعي لما يريد الكاتب ، وحواره في فكرته المطروحة ، فهو جدير بانتهاز الفوائد ، فذوو النفوس الدنيئة يتلذذون في التفتيش عن أخطاء العظماء ..
إلى هنا يبقى كل من يكتب على صواب ومايطرح من أفكار لاجدال فيها ..
لا وألف لا ..
وقد عظمت "اللاء" لأن الكاتب يشتكي كثيراً من القارئ المقلد أكثر من "المنتقد الجائر"، فهو لايحمل رأي ولافِكر ولايجتهد لتحصيل الفوائد ، فوضَع حِمل عقله على الآخرين (كالحمار يحمل أسفاراً) الآية ..
إن التقليد لاينبغي أن يكون لمفكر ولا لطالب علم بل ولالمن أراد الفائدة ، وقد قال أحد مفكري الغرب "التقليد انتحار" ..
يندرج تحت المقلدين من تسوّغ له كلمة بطائل الفكرة ، فيغره المظهر ويدع أصل مايقول ..
كبعض"المشائخ" وماأكثرهم اليوم من يُوصف بـ"المشيخة" ، يرتدي "البشت" وهو يجهل أبسط أصول الفقه ، فلايغرنا المظهر أبداً ، وحفظ الله الشيخ عبدالكريم الخضير مارأيته مرتدياً له مع غزارة علمه وكذلك الشيخ الغديان وغيرهم وبالنقيض بعض من يرتديه ولايعقل مايقول! ، مع تحفظي لوجهة نظري نحو من يلبسه..
يبقى هدف الحياة ساعياً للبحث عن الناس الصادقين العاقلين ، فكم من صادق أحمق ، وكم من حاذق كاذب ، ولو كان في البومة خير ماتركها الصياد ، فالعقل صفاء النفس والجهل كدرها .
ويبقى عليك أنت .. أن تتحلى بأخلاق الكبار ، بعيد عن فعائل الأقزام والصغار ، فتبحر فيما يُملي وتدع منغصات فكرك والتشويش على ذهنك من شهرتك في إسقاط الآخرين ، فاحذر أن تنتطلق من الآخر .
ولكم جزيل الشكر والعرفان ..
. عبدالله السنيدي
.................................................. ..
"1" لاتتعارض مع قوله تعالى (لهم قلوب يعقلون بها) الآية ..