اباتشي
02-11-07, 09:45 pm
فلسفة خاصة : مسودة الحياة
عندما أعبر خط الزمن في اتجاه معاكس .... متراجعاً لأكثر من ثلاثين عاماً مضت ... أحاول استرجاع شيئاً من تلك الذاكرة المثقوبة بعوامل الشيخوخة المبكرة ... أتوقف قليلاً على ذكريات الطفولة .... أستجمع قواي لتعود بي الذاكرة للخلف كثيراً .... وكيف حينها أن العالم ( كله ) لم يكن يعنيني بشئ .... أتذكر كم كانت دراجتي هي الهم الوحيد الذي يسكن في داخلي في ذلك الوقت ..... في تلك المرحلة غابت عني كل أنواع الترفيه ولم نحضى ـ أنا ومن هم في مثل عمري ـ على شرف معرفة العاب ( السوني ) أو حتى على التلفزيون ... وكان الراديو لمن يملكه يعني لنا الشئ الكثير من علامات ( التّمدن ) والتقدم .... لم تكن طموحاتي حينها تتجاوز أقدامي أو حتى تتوافق مع الطول الذي يتصف به ذلك الجسم النحيل الذي تضمه ملابسي ....كنت أصحو للمدرسة فقط .. وأنام لأعود إليها مرة أخرى ... ولا يشغل تفكيري غيرها ... كان جلّ تفكيري يتوقف عند ( حل ) الواجب .. وجدول الضرب ولم أسمح لأحلامي أن تتجاوز أكثر من شنطة ... ودفتر ... ( وتشكلة )
الحياة عندي تبدأ في الساعة السادسة صباحأً .. وتنتهي في مثلها من المساء .. لأعود أُبعث لعالمي من جديد في صباح الغد الباكر ... ولم أشعر بتغّير العالم من حولي وكأن عقارب الزمن تتوقف عند أول لحظة أضع فيها راسي على ( مخدتي ) وأدخل سباتي العميق !!!
كبرت .. وكبرت أحلامي ... وطموحاتي ... وليتنا لم نكبر .. مرت الأيام .. وبدأت التغيرات تدخل حياتي دون استئذان ... شعرت أنني أصبحت مُسيراً ... بعد أن كنت مُخيراً .... بدأ ذلك الطفل الوادع يكبر على كل شئ من حوله ... لا يسمح لأحد أن يصفونه بـ غير ( الرجل ) حيث لم تعد أحلامه كما كانت من قبل تتوقف عند حفظ جدول الضرب .... أو حتى نجاحه في مدرسته .... فتحولت همومه من دراجة إلى سيارة ومن دفتر إلى جوال .. ومن شنطة إلى محمول ... تزاحمت الأفكار برأسه .... ولم يعد يستطيع التفكير .... فعاش المتناقضات في كل مراحل حياته ... وتسرب الملل إليه في فراشه .. وتنازعته أحلامه .. حتى كاد أن يتمرد على أسرته ...
بدأت الحياة تأخذ صورة أخرى غير ما عرفتها ... أتذكر كيف كانت .. وكيف أضحت ؟ كنت أخال أننا نرسمها فتتشكل لنا وفق نريـد !! حتى تأكدت أنني أحلم ... وأسبح في بحر الحياة عكس التيار ... تمنيت لو توقفت قليلاً على شاطئ الحياة لأتوكأ على مجدافي وأغني للحب .. والأمل ..والحلم ..... والحياة ... ولكن ؟ تمنيت أن تكون الحياة بيدي كورقة بيضاء ... أكتب فيها ما أشاء ... فإن لم يعجبني أمسحه .. لأكتب ما أريده من جديد .. وعندما تكتمل تلك الصفحة ... أعلن ميلادي في الحياة ... ليكون ما مسحته هو مسودة حياتي ...التي عشت فيها ( للتجربة ) لأُبعث من جديد لأعيش حياتي التي أريد بين سطور تلك الورقة البيضاء ..
ها أنا أُفكر كم هي الأخطاء التي يمكن أن أتجاوزها لو عشت قبلها في
( مسودة الحياة )
وكم هي أحلامي وطموحاتي التي لم أتجرأ أن حلم بها لو مررت قبلها
بــ ( مسودة الحياة )
عندما أعبر خط الزمن في اتجاه معاكس .... متراجعاً لأكثر من ثلاثين عاماً مضت ... أحاول استرجاع شيئاً من تلك الذاكرة المثقوبة بعوامل الشيخوخة المبكرة ... أتوقف قليلاً على ذكريات الطفولة .... أستجمع قواي لتعود بي الذاكرة للخلف كثيراً .... وكيف حينها أن العالم ( كله ) لم يكن يعنيني بشئ .... أتذكر كم كانت دراجتي هي الهم الوحيد الذي يسكن في داخلي في ذلك الوقت ..... في تلك المرحلة غابت عني كل أنواع الترفيه ولم نحضى ـ أنا ومن هم في مثل عمري ـ على شرف معرفة العاب ( السوني ) أو حتى على التلفزيون ... وكان الراديو لمن يملكه يعني لنا الشئ الكثير من علامات ( التّمدن ) والتقدم .... لم تكن طموحاتي حينها تتجاوز أقدامي أو حتى تتوافق مع الطول الذي يتصف به ذلك الجسم النحيل الذي تضمه ملابسي ....كنت أصحو للمدرسة فقط .. وأنام لأعود إليها مرة أخرى ... ولا يشغل تفكيري غيرها ... كان جلّ تفكيري يتوقف عند ( حل ) الواجب .. وجدول الضرب ولم أسمح لأحلامي أن تتجاوز أكثر من شنطة ... ودفتر ... ( وتشكلة )
الحياة عندي تبدأ في الساعة السادسة صباحأً .. وتنتهي في مثلها من المساء .. لأعود أُبعث لعالمي من جديد في صباح الغد الباكر ... ولم أشعر بتغّير العالم من حولي وكأن عقارب الزمن تتوقف عند أول لحظة أضع فيها راسي على ( مخدتي ) وأدخل سباتي العميق !!!
كبرت .. وكبرت أحلامي ... وطموحاتي ... وليتنا لم نكبر .. مرت الأيام .. وبدأت التغيرات تدخل حياتي دون استئذان ... شعرت أنني أصبحت مُسيراً ... بعد أن كنت مُخيراً .... بدأ ذلك الطفل الوادع يكبر على كل شئ من حوله ... لا يسمح لأحد أن يصفونه بـ غير ( الرجل ) حيث لم تعد أحلامه كما كانت من قبل تتوقف عند حفظ جدول الضرب .... أو حتى نجاحه في مدرسته .... فتحولت همومه من دراجة إلى سيارة ومن دفتر إلى جوال .. ومن شنطة إلى محمول ... تزاحمت الأفكار برأسه .... ولم يعد يستطيع التفكير .... فعاش المتناقضات في كل مراحل حياته ... وتسرب الملل إليه في فراشه .. وتنازعته أحلامه .. حتى كاد أن يتمرد على أسرته ...
بدأت الحياة تأخذ صورة أخرى غير ما عرفتها ... أتذكر كيف كانت .. وكيف أضحت ؟ كنت أخال أننا نرسمها فتتشكل لنا وفق نريـد !! حتى تأكدت أنني أحلم ... وأسبح في بحر الحياة عكس التيار ... تمنيت لو توقفت قليلاً على شاطئ الحياة لأتوكأ على مجدافي وأغني للحب .. والأمل ..والحلم ..... والحياة ... ولكن ؟ تمنيت أن تكون الحياة بيدي كورقة بيضاء ... أكتب فيها ما أشاء ... فإن لم يعجبني أمسحه .. لأكتب ما أريده من جديد .. وعندما تكتمل تلك الصفحة ... أعلن ميلادي في الحياة ... ليكون ما مسحته هو مسودة حياتي ...التي عشت فيها ( للتجربة ) لأُبعث من جديد لأعيش حياتي التي أريد بين سطور تلك الورقة البيضاء ..
ها أنا أُفكر كم هي الأخطاء التي يمكن أن أتجاوزها لو عشت قبلها في
( مسودة الحياة )
وكم هي أحلامي وطموحاتي التي لم أتجرأ أن حلم بها لو مررت قبلها
بــ ( مسودة الحياة )