في ليلة ماطرة

[شهرزاد]

في ليلة ساكنة ليست ككل الليالي..
سكون هذه الليلة يخيم المكان..
الكل يغط في نومه الا شمعتي وقلمي..
ووريقات هاهي حولي مبعثرة وقد امتلأ على صفحاتها خواطر قلبي..
وقرب زواياها رسومات مبعثرة تشاطر خواطري التعبير عن مكنونات نفسي ..
اتجهت نحو نافذتي فهي لا تبخل علي بسماع نداءات قلبي وقلمي..
أزحت عن نافذتي ستارة غطت جمال الليل..
اذ بقطرات من المطر تتساقط بقوة وتتابع عجيبين..
أدهش هذا المنظر عيني وتفاكير قلبي..
حير قلبي ووريقاتي المبعثرة وحرك لهيب شمعتي..
هاهي القطرات تغسل نافذتي وتزيح عنها الغبار الذي غطى لمعانها..
تمنيت مع رؤية تلك القطرات لو أنها تغسل القلوب..
الذي غطى عليها الحسد والكبر والحقد والكراهية..
تمنيت لو أنها تزيح عن النفوس آلامها وأحزانها ..
تمنيت لو أنها تغسل أرواح غطت عليها الأنانية والجفاء..
تراءى أمام ناظري رحمة الخالق البارئ..
فكم من كائن حي يترقب هذه القطرات الندية..
وكم من بذرة ستحيا من تلك القطرات..
وكم من مؤمن أيقضت في نفسه وروحه روعة التفكر في هذا الابداع
وكم من عبد سيناجي مولاه في هذه الساعة المستجابة
بعد ذلك ألا نغسل قلوبنا وأنفسنا وأرواحنا مع تلك القطرات!!!!!