ابن أبيه
25-10-07, 07:50 pm
حراج وحده .. حراج ثنتين
(1405هـ )
صوت الدلال في ميدان الجردة يعلو فوق صوت الحشد
-حراج وحده
-حراج ثنتين
-من يسوم ..
-1500
-1600
-1750 لابومحمد
-من قال الفين ؟
الأصوات تهدأ
وجوه الحشد تهدأ
وشوشات متقاربه لا أكاد تمييزها
ابو محمد بوجهه المتأثر بأثر الجدري وعينه المفقوءه يمسمس لحيته الطويلة المستديرة
ينقل خطوته الرشيقة بين وجوه مختارة من الحشد
يوشوشهم بشكل خاطف
ثم تنتقل عدوى مسمسة اللحية إلى الشخص الآخر في تسلسل عجيب
بدلاً من التركيز على البضاعة ، ينتقل التركيز في شكل غير مفهوم على وجه أبو محمد
لا إله إلا الله ( يرددها أبو محمد بشكل لا ينم عن أي صدق )
عيناي الصغيرتان تنتقل بين وجوه الجميع دون أن يكون عقلي الطري قادراً على فهم ما يحدث
يعود صوت الدلال :
-1750 ريال
- من قال 1800 والله يربحه
أبو محمد بصوت مرتفع : 1800
يردد الجمع : نصيبه .. نصيبه ..
الدلال : الله يربحك .. الله يربحك ..
يبتسم أبو محمد ، ويغمز بعينه الوحيدة لذات الوجوه التي استقبلت وشوشته .
تنزل البضاعة في دكان أبو محمد ، ويتحلق الرجال حوله ، ويبدأ اللغز في حل نفسه ..
لقد كانت وشوشات أبو محمد تعني ( لا تزودون ) وحنا شركاء .. أما بقية الحضور فلم يكن لهم أي كلمة فهم أحد رجلين ؛ إما رجل لا يملك المال ؛ أو آخر مغلوب على أمره لا يستطيع مواجهة سلاطة لسان أبو محمد ..
في آخر النهار يغلق ( أبو محمد ) دكانه ويهرع لروضة المسجد مردداً بصوته الجهوري :
الصلاة .. الصلاة .. الصلاة يا عباد الله ..
وفي طريقة إلى المسجد يقف لمناصحة رجل رآه يدخن مستتراً خلف ( العربجية )
المشهد لا زال يتكرر في ذاكرتي كلما تذكرت المائة وخمسين ألف ريال التي ضاعت كما ضاعت ملايين غيرها في مساهمة عقارية لأحد أبناء ( أبو محمد ) ..
(( قالت أمي مرة
يا أولادي
عندي لغز من منكم يكشف لي سره
تابوت قشرته حلوى
ساكنه خشب والقشرة
زاد للرائح والغادي
قالت أختي التمرة
حضنتها أمي ضاحكة
لكني خنقتني العبرة
قلت لها :
بل تلك بريدة ))
(1405هـ )
صوت الدلال في ميدان الجردة يعلو فوق صوت الحشد
-حراج وحده
-حراج ثنتين
-من يسوم ..
-1500
-1600
-1750 لابومحمد
-من قال الفين ؟
الأصوات تهدأ
وجوه الحشد تهدأ
وشوشات متقاربه لا أكاد تمييزها
ابو محمد بوجهه المتأثر بأثر الجدري وعينه المفقوءه يمسمس لحيته الطويلة المستديرة
ينقل خطوته الرشيقة بين وجوه مختارة من الحشد
يوشوشهم بشكل خاطف
ثم تنتقل عدوى مسمسة اللحية إلى الشخص الآخر في تسلسل عجيب
بدلاً من التركيز على البضاعة ، ينتقل التركيز في شكل غير مفهوم على وجه أبو محمد
لا إله إلا الله ( يرددها أبو محمد بشكل لا ينم عن أي صدق )
عيناي الصغيرتان تنتقل بين وجوه الجميع دون أن يكون عقلي الطري قادراً على فهم ما يحدث
يعود صوت الدلال :
-1750 ريال
- من قال 1800 والله يربحه
أبو محمد بصوت مرتفع : 1800
يردد الجمع : نصيبه .. نصيبه ..
الدلال : الله يربحك .. الله يربحك ..
يبتسم أبو محمد ، ويغمز بعينه الوحيدة لذات الوجوه التي استقبلت وشوشته .
تنزل البضاعة في دكان أبو محمد ، ويتحلق الرجال حوله ، ويبدأ اللغز في حل نفسه ..
لقد كانت وشوشات أبو محمد تعني ( لا تزودون ) وحنا شركاء .. أما بقية الحضور فلم يكن لهم أي كلمة فهم أحد رجلين ؛ إما رجل لا يملك المال ؛ أو آخر مغلوب على أمره لا يستطيع مواجهة سلاطة لسان أبو محمد ..
في آخر النهار يغلق ( أبو محمد ) دكانه ويهرع لروضة المسجد مردداً بصوته الجهوري :
الصلاة .. الصلاة .. الصلاة يا عباد الله ..
وفي طريقة إلى المسجد يقف لمناصحة رجل رآه يدخن مستتراً خلف ( العربجية )
المشهد لا زال يتكرر في ذاكرتي كلما تذكرت المائة وخمسين ألف ريال التي ضاعت كما ضاعت ملايين غيرها في مساهمة عقارية لأحد أبناء ( أبو محمد ) ..
(( قالت أمي مرة
يا أولادي
عندي لغز من منكم يكشف لي سره
تابوت قشرته حلوى
ساكنه خشب والقشرة
زاد للرائح والغادي
قالت أختي التمرة
حضنتها أمي ضاحكة
لكني خنقتني العبرة
قلت لها :
بل تلك بريدة ))