مطحس
23-10-07, 09:20 pm
بسم الله
سبق وان كتبت موضوع خلال شهر رمضان المبارك , انتقد فيه ما يطرح سلمان العوده من افكار ......الموضوع مع الاسف تم اغتياله وقتله قبل ان يرى النور
من قبل بعض المشرفين هنا بداعي عدم السماح بنتقاد الاشخاص المقدسين في ثقافة هؤلاء المشرفين
هاهو اليوم الشيخ سليمان الخراشي يوافقني فيما اقول ويطرح موضوعا كاملا ينتقد فيه الشيخ العوده وبنفس مضمون انتقادي المحذوف ويرد فيه على مشرفي هذا المنتدى :
.................................................. .................................
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - تعليقًا على إحدى المحاضرات :
( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسول الله - أما بعد: فقد سمعنا جميعا هذه الكلمة المباركة الطيبة التي تهم كل داعية في كل عصر ولا سيما في هذا العصر من أخينا الشيخ جعفر شيخ إدريس ، وفي الحقيقة كلامه في محله وقد أصاب وأجاد وأحسن جزاه الله خيرا في مثوبته ، هذه المسألة التي نبه عليها وهي مهمة الرسول ومهمة الداعية ؛ وهي البلاغ والبيان والإيضاح وإرشاد الخلق إلى ما خلقوا له ، أما الهداية وقذف النور في القلب وقبول الحق وإيثاره هذا إلى الله عز وجل ليس إلى الداعية وليس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . هذه الحقيقة مسألة عظيمة قد أحسن في التنبيه عليها ؛ فإن كثيرا من الدعاة يضيقون صدرا إذا لم يُستجب لهم وربما يئسوا فتركوا لضيق الأفق وعدم الصبر ، وليس هذا شأن الرسل عليهم الصلاة والسلام ولا من أخلاقهم بل أخلاقهم الصبر وعدم اليأس وعدم الحزن ، وقد نبه الله نبيه على ذلك عليه الصلاة والسلام ، فجدير بالداعية أن يتأسى برسوله صلى الله عليه وسلم وأن يتبع خطاه ، وأن يحذر التغيير والتحريف من أجل الرغبة في هداية الناس ومن أجل الرغبة في موافقتهم لما يقول ، وهذا باب عظيم وخطير جدا وقد نبه الله على ذلك في الآيات التي سمعتم ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً. وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا . إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ) . هذه الآيات فيها العظة العظيمة والتنبيه العظيم لرسولنا وللدعاة بعه ، وأن الواجب أن يبلغ رسالات الله كما هي وألا يزيد فيها ولا ينقص منها أسلم الناس أم لا ؟ قبل الناس أم لا ؟، الأمر بيد الله جل وعلا ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) . ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ) .
=================
أنقل هذا - لنستفيد منه - بعد أن رأيت الشيخ سلمان - وفقه الله - ينشر في موقعه " الإسلام اليوم " مقالاتٍ لكتاب الصحافة وأهل الإعلام يمدحونه فيها ويثنون عليه وعلى مسلكه الأخير . وتجاوزًا للحديث عن مسألة نشر الداعية أو طالب العلم ثناء الآخرين ، وهو أمرٌ معلوم حكمه شرعًا ، ولم يعرفه علماء هذه البلاد من الذين طُرح لهم القبول في الأرض ، ممن كانوا ينهون عن هذا المديح إذا قيل في حقهم ، بل يغضبون على المادح ، لما في ذلك من قدحٍ في النية ، وسببٍ لفتنة المادح أو الممدوح ، فإني أقول للشيخ : إن أمثال هؤلاء لا يُفرح بمدحهم ، ولا يُطلب رضاهم ، بل ينبغي على الداعية أن يتهم نفسه إذا ما رأى تتابعهم على ذلك ، وأن يبحث عن " سر " هذا التواصي بينهم ، فهم ليسوا مقياسًا في مجال القبول أو الصلاح ، إنما المقياس والمطلب رضا الله ، ثم الفرح بثناء الصالحين ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أنتم شهداء الله .. ) . وإليكم الأسماء التي أثنت على الشيخ ونُقلت مقالاتها في موقعه ، مع نقل بعض عباراتٍ لهم ، تكشف السر :
1- عبده خال . 2- فهد السلمان . 3- تركي الدخيل . 4- ناهد باشطح . 4- سليمان الهتلان " مذيع قناة الحرة الأمريكية ! ( وفي ظني أن الشيخ سلمان العودة، بخطابه الجديد، يهيئ لظهور "مُجدد" حقيقي ربما أعطى فرصة ثمينة للخطاب الديني المستنير أن يصبح عملياً واحداً من أهم مقومات النهضة والحضارة ومنقذاً من مأزق التخلف والجهل والانغلاق ) . 5- علي الموسى . ( إنني أسير لرؤيته ولأطروحاته وقدراته الفائقة المبهرة ) . 6- أمل الحسين . ( الأفق المنفتح على النفس البشرية، القابل لطرح ونقاش ما يرفضه الأغلبية ويرون أن مجرد التفكير فيه تجاوز للحدود الشرعية والمجتمعية ) . 7 - محمد الدبيسي . ( حدثنا الشيخ سلمان العودة عن سفيان الثوري وبعض أئمة السلف بسنده.. ما معناه: أنه إذا استشكل عليك في الشريعة أمران فخذ بأيسرهما.. فهو الأقرب إلى الله ) .
الاعتبار بمقال حمزة المزيني
سيمدحونك ياشيخ سلمان مادمتَ موافقًا أهواءهم ؛ إما بتوسعك في العبارات ، أو دعوتك للتيسير غير الشرعي الذي - حتمًا - سيجدون فيه ما يهدفون إليه طوال السنين الماضية ، بل سيُقدَّم لهم على طبق من ذهب بواسطة " شيخ " ، وسيمدحونك أيضًا لنقدك أهل الخير ومناكفتهم.. الخ أهوائهم . كما قيل : " ليس حبًا في .. ، ولكن بُغضًا .. " . بل ستُشرع لك الأبواب ، وتُقلد الألقاب ، ويُغدق عليك المال .. إن أوغلت في هذا الدرب . أما إن تجاوزتَ هذا إلى ما يخالف هواهم ؛ إما بنقد المنحرفين أو التحذير من المنكرات أو .. غيرها من المواقف الشرعية التي لا تسير وفق رغباتهم ، فسيعود مدحهم ذمًا ، وستوصم عندهم بعدو التسامح ، والقبول بالآخر .. الخ . وقد أتى مقال المزيني الأخير عن الشيخ وموقفه الشرعي من الرافضة مُبينًا هذا ، حيث استاء المزيني من تبيين حقيقة الرافضة ( وهو مطلب شرعي ووطني لو كان المزيني يفهم ) ، يقول المزيني - الذي طار الرافضة بمقاله ونشروه في مواقعهم وراصدهم ؛ لما فيه من التزلف لهم - : ( واللافت للنظر في هذا المقال رجوع الشيخ العودة إلى استخدام مصطلحات طالما شكونا من استخدامها "التصنيفي" الذي أسهم طويلا في إذكاء حزازات النفوس والتأسيس للتنابذ والمفاصلة بين المسلمين وغيرهم، بل بين المسلمين أنفسهم ) !! لم تستذكر هذا يا مزيني عندما صنّفت ولمزت الدكتور عبدالله البراك ! ولم تقله للعودة إذا ما انتقد أهل الخير ! - أصلحك الله - .
تنبيه : قام موقع الإسلام اليوم - للأسف - بحذف العبارة التي أزعجت الرافضة في مقال الشيخ ! وهي : ( وللرافضة - أيضًا - أعيادهم، مثل عيد الغدير الذي يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع فيه عليًا رضي الله عنه بالخلافة، وبايع فيه الأئمة الاثني عشر من بعده، وللرافضة في هذا العيد مصنفات كثيرة، حتى إن منها كتابًا اسمه ( يوم الغدير ) يقع في عشرات المجلدات ) . وكنتُ أتمنى أن يثبت الموقع على الحق ، ولا يُجامل فيه ، متابعة لمسوغات غير مقبولة .
فقه التيسير الشرعي .. وغير الشرعي
يلاحظ المتابع أن الشيخ سلمان - عفى الله عنه - في الفترة الأخيرة يسير بل يؤصل لفقه " التيسير " ، وهذا مقصدٌ حسنٌ - لو كان الهدف تعميم التيسير الشرعي المُنضبط الذي يتضمنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( يسروا ولا تُعسروا ) ، والذي لا يُصادم نصًا شرعيًا أو إجماعًا ، ولكن هذه الكلمة " التيسير " مثلها مثل غيرها من الكلمات حمالة الأوجه : " كالإصلاح والتجديد .. الخ " . يستعملها الجميع ( صالحهم ومفسدهم ) ، فيختلف المراد منها باختلاف قائلها ومقاصده . ولذا قال تعالى : ( والله يعلم المفسد من المصلح ) . وأربأ بالشيخ أن يكون من المفسدين . ولكنني أنبهه - وفقه الله - إلى أنه في الفترة الأخيرة أصبح يخلط بين التيسيرين ، ويُردد في فتاواه كلمة ( اختلف فيه العلماء ) ونحوها ، ولو كان الدليل ظاهرًا ! ؛ وقد قال الشيخ محمد الخضر حسين - رحمه الله - : ( من قال للعامة إذا استُفتي : في المسألة قولان أو اختلف فيه العلماء .. فقد أفتى بالأيسر ! ) . ومنهج العلماء الثقات أن يذكروا القول الراجح بدليله الشرعي ( باختصار ووضوح ) ( تراجع فتاوى العلامة ابن باز رحمه الله ) . ومن يفرح بمنهج التيسير غير الشرعي من المنتكسين أو أصحاب الهوى ؛ لأن فيه تحليلا لبعض المُحرمات التي وقعوا فيها ، هو يُذكروني بالحكاية التي تقول : ( إن أحد الناس خرج مسرعًا إلى صلاة الفجر ، وكان المصلون قد فرغوا منها وخرجوا من المسجد ، فعاتبوه عن تأخره ، فقال : لم أتأخر .. ولكن الفجر اليوم طلع مُبكرًا ! ) . فبدلا من أن يعترف بتقصيره ويسأل الله أن يتوب عليه أصر واستكبر . فمن يقوم بتشكيل الشرع وفق هواه ، وتنازلاته ، وتساهلاته فقد وقع في الكِبر ، وسار على خطى إبليس - والعياذ بالله - ، وهذا الأمر خطيرٌ على دينه ؛ لأن فيه مشاقة للحكم الشرعي والحاكم به . فخيرٌ للمرء أن يأتي المعصية وهو مقرٌ أنها معصية ، ولا يأتيها - وهو يعلم في قرارة نفسه أنها معصية - ولكنه يتحايل عليها بشتى الحيل . فليجعل المقصر منا شعاره : ( لا تجعل أهواءك هي الحكم الشرعي . وإذا تساهلت أو فترت عن بعض الشرع فاعترف بتقصيرك ، وإن انزويت وبكيت على خطيئتك فهو أفضل لك عند الله من التصدر ، وتحليل المحرمات ) .
أقول بعد هذا .. لقد أصبحت تصدر عن الشيخ سلمان مخالفات متكررة في فتاواه الأخيرة . وأمثلة هذا كثيرة يجدها القارئ في جديد الشيخ . وكأنموذج لها يبين مسلك الشيخ الأخير : كتابه ( افعل ولا حرج ) الذي طبعته مؤسسته الإسلام اليوم ، واختار مُقدمًا له ، ومؤصلا لمنهج التيسير " ابن بيّه " - هداه الله - ، وهو من رؤوس علماء التيسير غير الشرعي ، بجانب القرضاوي . ولهذا فقد استغرب كثير من العلماء وطلبة العلم كتاب الشيخ هذا ، وماحواه من تيسير مخالف للنصوص ، فصدر في تعقبه - هذه الأيام - كتابان مهمان :
الأول : ( كيف نفهم التيسير ؟ وقفات مع كتاب " افعل ولا حرج " ) للأخ الفاضل الشيخ / فهد أباحسين . وقدّم له الشيخ صالح الفوزان ، والشيخ عبدالعزيز الراجحي ، والشيخ عبدالله السعد . قال الشيخ صالح في مقدمته : ( إن التيسير فيما شرعه الله وبينه رسول الله ، لا باتباع الأقوال المخالفة لهدي الكتاب والسنة .. والمؤمل من الشيخ سلمان أن يرجع إلى الصواب ؛ لأن قصده - إن شاء الله - إصابة الحق ) . وقال الشيخ عبدالعزيز : ( ولقد أجاد الشيخ فهد وأفاد في هذا الحوار العلمي مع الشيخ الدكتور سلمان ، فينبغي للدكتور سلمان تأمل هذه الوقفات ، والأخذ بأحسنها ؛ كما قال تعالى : " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. " ) . وأما الشيخ السعد فقد أسهب في مقدمته في نقض منهج التيسير غير الشرعي ، وأحال على كتاب الأخ عبدالله الطويل " منهج التيسير المعاصر .. " وقال عنه : ( وهو كتاب قيم جدًا ، ونفيس في بابه ، وقد أفاض في الكلام على هذه القضايا والمسائل ) . الثاني : ( تنبيهات في الحج على الكتابة المسماة " افعل ولا حرج " ) ، للشيخ عبدالمحسن العباد - وفقه الله - .
أي تجديد ( في الدين ) تدعونا إليه يا شيخ سلمان ؟1- إن كان في العقيدة . فأنت - ولله الحمد - في مجتمع يدين أهله بمعتقد أهل السنة ، معتقد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قد أتاك صافيًا مُيسرًا ، لم يبق عليك إلا تسخير إمكانياتك في نشره ، ودعوة المنحرفين عنه إلى التزامه ، لا السكوت عنهم ، أو خلطهم بأهل الحق .
2- وإن كان في الفقه : فأنت - ولله الحمد - في مجتمع قد رباه علماؤه على اتباع الدليل . فماذا بعد هذا ؟ ولماذا التشغيب والمناكفة ؟ بدل نشر الحق وتوسيع دائرته ؟ فإن قلتَ : النوازل . أقول : قد كفاك كبار العلماء هذا الأمر ، وأفتوا - ولله الحمد - في كل نازلة .
ولهذا فلك في أمور الدنيا سعة عن إشغال الأمة عن الحق - بعد أن تبين لها واتضح - ، على سبيل المثال : جدد في " أمور الإدارة - استثمار الثروات - الأفكار النافعة ... الخ " .
أسأل الله الكريم أن يوفقك ومن معك إلى الرجوع للصواب ، وترك تأصيل منهج التيسير غير الشرعي ، واستبداله بالتيسير الشرعي ، مع الجد في نشر عقيدة أهل السنة ، وفقه الدليل ؛ واستثمار مواهبكم التي حباكم الله إياها في ذلك ؛ وأبشركم أن قلوب الأمة مُشرعة ومُقبلة على عقيدة أهل السنة ، وعلى لزوم الدليل في المسائل الفقهية ، فلم يبقَ على العلماء أو الدعاة إلا تقريب ذلك لهم ، دون كتمان شيئ منه أو تلبيسه ؛ كما قال تعالى : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) . واجتماع الأمة على هذا هو ما يُحقق وحدتها التي طالما أمّلها الدعاة والمفكرون ، فلماذا نساهم - ولو بنية حسنة - في إعاقة المسيرة ، وتشتيتها ، وتفريقها ؟ - ونحن في المقابل نردد أننا نسعى لوحدتها - ، وهذا يُذكرني بما يتهجم به بعض المنحرفين على دعوة الكتاب والسنة أنها مُفرقة للمسلمين ! ثم تجد - كمثال - أنها الوحيدة التي جمعت المسلمين على إمام واحد في الحرم ، بعد أن كانوا مشتتين بين أربعة أئمة ! ( وقس على هذا ) . والله الهادي .
سبق وان كتبت موضوع خلال شهر رمضان المبارك , انتقد فيه ما يطرح سلمان العوده من افكار ......الموضوع مع الاسف تم اغتياله وقتله قبل ان يرى النور
من قبل بعض المشرفين هنا بداعي عدم السماح بنتقاد الاشخاص المقدسين في ثقافة هؤلاء المشرفين
هاهو اليوم الشيخ سليمان الخراشي يوافقني فيما اقول ويطرح موضوعا كاملا ينتقد فيه الشيخ العوده وبنفس مضمون انتقادي المحذوف ويرد فيه على مشرفي هذا المنتدى :
.................................................. .................................
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - تعليقًا على إحدى المحاضرات :
( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسول الله - أما بعد: فقد سمعنا جميعا هذه الكلمة المباركة الطيبة التي تهم كل داعية في كل عصر ولا سيما في هذا العصر من أخينا الشيخ جعفر شيخ إدريس ، وفي الحقيقة كلامه في محله وقد أصاب وأجاد وأحسن جزاه الله خيرا في مثوبته ، هذه المسألة التي نبه عليها وهي مهمة الرسول ومهمة الداعية ؛ وهي البلاغ والبيان والإيضاح وإرشاد الخلق إلى ما خلقوا له ، أما الهداية وقذف النور في القلب وقبول الحق وإيثاره هذا إلى الله عز وجل ليس إلى الداعية وليس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . هذه الحقيقة مسألة عظيمة قد أحسن في التنبيه عليها ؛ فإن كثيرا من الدعاة يضيقون صدرا إذا لم يُستجب لهم وربما يئسوا فتركوا لضيق الأفق وعدم الصبر ، وليس هذا شأن الرسل عليهم الصلاة والسلام ولا من أخلاقهم بل أخلاقهم الصبر وعدم اليأس وعدم الحزن ، وقد نبه الله نبيه على ذلك عليه الصلاة والسلام ، فجدير بالداعية أن يتأسى برسوله صلى الله عليه وسلم وأن يتبع خطاه ، وأن يحذر التغيير والتحريف من أجل الرغبة في هداية الناس ومن أجل الرغبة في موافقتهم لما يقول ، وهذا باب عظيم وخطير جدا وقد نبه الله على ذلك في الآيات التي سمعتم ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً. وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا . إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ) . هذه الآيات فيها العظة العظيمة والتنبيه العظيم لرسولنا وللدعاة بعه ، وأن الواجب أن يبلغ رسالات الله كما هي وألا يزيد فيها ولا ينقص منها أسلم الناس أم لا ؟ قبل الناس أم لا ؟، الأمر بيد الله جل وعلا ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) . ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ) .
=================
أنقل هذا - لنستفيد منه - بعد أن رأيت الشيخ سلمان - وفقه الله - ينشر في موقعه " الإسلام اليوم " مقالاتٍ لكتاب الصحافة وأهل الإعلام يمدحونه فيها ويثنون عليه وعلى مسلكه الأخير . وتجاوزًا للحديث عن مسألة نشر الداعية أو طالب العلم ثناء الآخرين ، وهو أمرٌ معلوم حكمه شرعًا ، ولم يعرفه علماء هذه البلاد من الذين طُرح لهم القبول في الأرض ، ممن كانوا ينهون عن هذا المديح إذا قيل في حقهم ، بل يغضبون على المادح ، لما في ذلك من قدحٍ في النية ، وسببٍ لفتنة المادح أو الممدوح ، فإني أقول للشيخ : إن أمثال هؤلاء لا يُفرح بمدحهم ، ولا يُطلب رضاهم ، بل ينبغي على الداعية أن يتهم نفسه إذا ما رأى تتابعهم على ذلك ، وأن يبحث عن " سر " هذا التواصي بينهم ، فهم ليسوا مقياسًا في مجال القبول أو الصلاح ، إنما المقياس والمطلب رضا الله ، ثم الفرح بثناء الصالحين ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أنتم شهداء الله .. ) . وإليكم الأسماء التي أثنت على الشيخ ونُقلت مقالاتها في موقعه ، مع نقل بعض عباراتٍ لهم ، تكشف السر :
1- عبده خال . 2- فهد السلمان . 3- تركي الدخيل . 4- ناهد باشطح . 4- سليمان الهتلان " مذيع قناة الحرة الأمريكية ! ( وفي ظني أن الشيخ سلمان العودة، بخطابه الجديد، يهيئ لظهور "مُجدد" حقيقي ربما أعطى فرصة ثمينة للخطاب الديني المستنير أن يصبح عملياً واحداً من أهم مقومات النهضة والحضارة ومنقذاً من مأزق التخلف والجهل والانغلاق ) . 5- علي الموسى . ( إنني أسير لرؤيته ولأطروحاته وقدراته الفائقة المبهرة ) . 6- أمل الحسين . ( الأفق المنفتح على النفس البشرية، القابل لطرح ونقاش ما يرفضه الأغلبية ويرون أن مجرد التفكير فيه تجاوز للحدود الشرعية والمجتمعية ) . 7 - محمد الدبيسي . ( حدثنا الشيخ سلمان العودة عن سفيان الثوري وبعض أئمة السلف بسنده.. ما معناه: أنه إذا استشكل عليك في الشريعة أمران فخذ بأيسرهما.. فهو الأقرب إلى الله ) .
الاعتبار بمقال حمزة المزيني
سيمدحونك ياشيخ سلمان مادمتَ موافقًا أهواءهم ؛ إما بتوسعك في العبارات ، أو دعوتك للتيسير غير الشرعي الذي - حتمًا - سيجدون فيه ما يهدفون إليه طوال السنين الماضية ، بل سيُقدَّم لهم على طبق من ذهب بواسطة " شيخ " ، وسيمدحونك أيضًا لنقدك أهل الخير ومناكفتهم.. الخ أهوائهم . كما قيل : " ليس حبًا في .. ، ولكن بُغضًا .. " . بل ستُشرع لك الأبواب ، وتُقلد الألقاب ، ويُغدق عليك المال .. إن أوغلت في هذا الدرب . أما إن تجاوزتَ هذا إلى ما يخالف هواهم ؛ إما بنقد المنحرفين أو التحذير من المنكرات أو .. غيرها من المواقف الشرعية التي لا تسير وفق رغباتهم ، فسيعود مدحهم ذمًا ، وستوصم عندهم بعدو التسامح ، والقبول بالآخر .. الخ . وقد أتى مقال المزيني الأخير عن الشيخ وموقفه الشرعي من الرافضة مُبينًا هذا ، حيث استاء المزيني من تبيين حقيقة الرافضة ( وهو مطلب شرعي ووطني لو كان المزيني يفهم ) ، يقول المزيني - الذي طار الرافضة بمقاله ونشروه في مواقعهم وراصدهم ؛ لما فيه من التزلف لهم - : ( واللافت للنظر في هذا المقال رجوع الشيخ العودة إلى استخدام مصطلحات طالما شكونا من استخدامها "التصنيفي" الذي أسهم طويلا في إذكاء حزازات النفوس والتأسيس للتنابذ والمفاصلة بين المسلمين وغيرهم، بل بين المسلمين أنفسهم ) !! لم تستذكر هذا يا مزيني عندما صنّفت ولمزت الدكتور عبدالله البراك ! ولم تقله للعودة إذا ما انتقد أهل الخير ! - أصلحك الله - .
تنبيه : قام موقع الإسلام اليوم - للأسف - بحذف العبارة التي أزعجت الرافضة في مقال الشيخ ! وهي : ( وللرافضة - أيضًا - أعيادهم، مثل عيد الغدير الذي يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع فيه عليًا رضي الله عنه بالخلافة، وبايع فيه الأئمة الاثني عشر من بعده، وللرافضة في هذا العيد مصنفات كثيرة، حتى إن منها كتابًا اسمه ( يوم الغدير ) يقع في عشرات المجلدات ) . وكنتُ أتمنى أن يثبت الموقع على الحق ، ولا يُجامل فيه ، متابعة لمسوغات غير مقبولة .
فقه التيسير الشرعي .. وغير الشرعي
يلاحظ المتابع أن الشيخ سلمان - عفى الله عنه - في الفترة الأخيرة يسير بل يؤصل لفقه " التيسير " ، وهذا مقصدٌ حسنٌ - لو كان الهدف تعميم التيسير الشرعي المُنضبط الذي يتضمنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( يسروا ولا تُعسروا ) ، والذي لا يُصادم نصًا شرعيًا أو إجماعًا ، ولكن هذه الكلمة " التيسير " مثلها مثل غيرها من الكلمات حمالة الأوجه : " كالإصلاح والتجديد .. الخ " . يستعملها الجميع ( صالحهم ومفسدهم ) ، فيختلف المراد منها باختلاف قائلها ومقاصده . ولذا قال تعالى : ( والله يعلم المفسد من المصلح ) . وأربأ بالشيخ أن يكون من المفسدين . ولكنني أنبهه - وفقه الله - إلى أنه في الفترة الأخيرة أصبح يخلط بين التيسيرين ، ويُردد في فتاواه كلمة ( اختلف فيه العلماء ) ونحوها ، ولو كان الدليل ظاهرًا ! ؛ وقد قال الشيخ محمد الخضر حسين - رحمه الله - : ( من قال للعامة إذا استُفتي : في المسألة قولان أو اختلف فيه العلماء .. فقد أفتى بالأيسر ! ) . ومنهج العلماء الثقات أن يذكروا القول الراجح بدليله الشرعي ( باختصار ووضوح ) ( تراجع فتاوى العلامة ابن باز رحمه الله ) . ومن يفرح بمنهج التيسير غير الشرعي من المنتكسين أو أصحاب الهوى ؛ لأن فيه تحليلا لبعض المُحرمات التي وقعوا فيها ، هو يُذكروني بالحكاية التي تقول : ( إن أحد الناس خرج مسرعًا إلى صلاة الفجر ، وكان المصلون قد فرغوا منها وخرجوا من المسجد ، فعاتبوه عن تأخره ، فقال : لم أتأخر .. ولكن الفجر اليوم طلع مُبكرًا ! ) . فبدلا من أن يعترف بتقصيره ويسأل الله أن يتوب عليه أصر واستكبر . فمن يقوم بتشكيل الشرع وفق هواه ، وتنازلاته ، وتساهلاته فقد وقع في الكِبر ، وسار على خطى إبليس - والعياذ بالله - ، وهذا الأمر خطيرٌ على دينه ؛ لأن فيه مشاقة للحكم الشرعي والحاكم به . فخيرٌ للمرء أن يأتي المعصية وهو مقرٌ أنها معصية ، ولا يأتيها - وهو يعلم في قرارة نفسه أنها معصية - ولكنه يتحايل عليها بشتى الحيل . فليجعل المقصر منا شعاره : ( لا تجعل أهواءك هي الحكم الشرعي . وإذا تساهلت أو فترت عن بعض الشرع فاعترف بتقصيرك ، وإن انزويت وبكيت على خطيئتك فهو أفضل لك عند الله من التصدر ، وتحليل المحرمات ) .
أقول بعد هذا .. لقد أصبحت تصدر عن الشيخ سلمان مخالفات متكررة في فتاواه الأخيرة . وأمثلة هذا كثيرة يجدها القارئ في جديد الشيخ . وكأنموذج لها يبين مسلك الشيخ الأخير : كتابه ( افعل ولا حرج ) الذي طبعته مؤسسته الإسلام اليوم ، واختار مُقدمًا له ، ومؤصلا لمنهج التيسير " ابن بيّه " - هداه الله - ، وهو من رؤوس علماء التيسير غير الشرعي ، بجانب القرضاوي . ولهذا فقد استغرب كثير من العلماء وطلبة العلم كتاب الشيخ هذا ، وماحواه من تيسير مخالف للنصوص ، فصدر في تعقبه - هذه الأيام - كتابان مهمان :
الأول : ( كيف نفهم التيسير ؟ وقفات مع كتاب " افعل ولا حرج " ) للأخ الفاضل الشيخ / فهد أباحسين . وقدّم له الشيخ صالح الفوزان ، والشيخ عبدالعزيز الراجحي ، والشيخ عبدالله السعد . قال الشيخ صالح في مقدمته : ( إن التيسير فيما شرعه الله وبينه رسول الله ، لا باتباع الأقوال المخالفة لهدي الكتاب والسنة .. والمؤمل من الشيخ سلمان أن يرجع إلى الصواب ؛ لأن قصده - إن شاء الله - إصابة الحق ) . وقال الشيخ عبدالعزيز : ( ولقد أجاد الشيخ فهد وأفاد في هذا الحوار العلمي مع الشيخ الدكتور سلمان ، فينبغي للدكتور سلمان تأمل هذه الوقفات ، والأخذ بأحسنها ؛ كما قال تعالى : " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. " ) . وأما الشيخ السعد فقد أسهب في مقدمته في نقض منهج التيسير غير الشرعي ، وأحال على كتاب الأخ عبدالله الطويل " منهج التيسير المعاصر .. " وقال عنه : ( وهو كتاب قيم جدًا ، ونفيس في بابه ، وقد أفاض في الكلام على هذه القضايا والمسائل ) . الثاني : ( تنبيهات في الحج على الكتابة المسماة " افعل ولا حرج " ) ، للشيخ عبدالمحسن العباد - وفقه الله - .
أي تجديد ( في الدين ) تدعونا إليه يا شيخ سلمان ؟1- إن كان في العقيدة . فأنت - ولله الحمد - في مجتمع يدين أهله بمعتقد أهل السنة ، معتقد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قد أتاك صافيًا مُيسرًا ، لم يبق عليك إلا تسخير إمكانياتك في نشره ، ودعوة المنحرفين عنه إلى التزامه ، لا السكوت عنهم ، أو خلطهم بأهل الحق .
2- وإن كان في الفقه : فأنت - ولله الحمد - في مجتمع قد رباه علماؤه على اتباع الدليل . فماذا بعد هذا ؟ ولماذا التشغيب والمناكفة ؟ بدل نشر الحق وتوسيع دائرته ؟ فإن قلتَ : النوازل . أقول : قد كفاك كبار العلماء هذا الأمر ، وأفتوا - ولله الحمد - في كل نازلة .
ولهذا فلك في أمور الدنيا سعة عن إشغال الأمة عن الحق - بعد أن تبين لها واتضح - ، على سبيل المثال : جدد في " أمور الإدارة - استثمار الثروات - الأفكار النافعة ... الخ " .
أسأل الله الكريم أن يوفقك ومن معك إلى الرجوع للصواب ، وترك تأصيل منهج التيسير غير الشرعي ، واستبداله بالتيسير الشرعي ، مع الجد في نشر عقيدة أهل السنة ، وفقه الدليل ؛ واستثمار مواهبكم التي حباكم الله إياها في ذلك ؛ وأبشركم أن قلوب الأمة مُشرعة ومُقبلة على عقيدة أهل السنة ، وعلى لزوم الدليل في المسائل الفقهية ، فلم يبقَ على العلماء أو الدعاة إلا تقريب ذلك لهم ، دون كتمان شيئ منه أو تلبيسه ؛ كما قال تعالى : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) . واجتماع الأمة على هذا هو ما يُحقق وحدتها التي طالما أمّلها الدعاة والمفكرون ، فلماذا نساهم - ولو بنية حسنة - في إعاقة المسيرة ، وتشتيتها ، وتفريقها ؟ - ونحن في المقابل نردد أننا نسعى لوحدتها - ، وهذا يُذكرني بما يتهجم به بعض المنحرفين على دعوة الكتاب والسنة أنها مُفرقة للمسلمين ! ثم تجد - كمثال - أنها الوحيدة التي جمعت المسلمين على إمام واحد في الحرم ، بعد أن كانوا مشتتين بين أربعة أئمة ! ( وقس على هذا ) . والله الهادي .