أبوفالح
21-10-07, 02:51 am
مسّاكم الله بالخير جميعاً .. ياعلكم طيبين ومستانسين
تحذير .. تحذير .. تحذير
الموضوع طويل بعض الشي .. يعني المرش ما ينفع ولا يفيد لكونه مترابط السرد .. يا أنك تخاوينا حتى النهاية أو لا تضيع وقتك يا عم .. توكل على الله :)
نافذة ،،،
كثيراً ما أستحضر في ذاكرتي موقف ديل كارنيجي مع موظف الاستقبال والذي أورده في أحد كتبه الماتعة .. لست أتذكر عنوان الكتاب تحديداً .. لكن ذلك الموقف لست أنسى ومضة إرشاده ، وبين فترة وأخرى أحاول تمثله في تعاملاتي الحياتية .. والموقف باختصار ( وتصرف )هو كالتالي :
1
يقول كارنيجي .. دلفت إلى مكتب الاستقبال في فندق كبير جداً ويعج بنزلاء كثر .. وكانت بغيتي هي غرفة أحد النزلاء من أصدقائي ، ولأني لست أدري أين يقطن صديقي من هذا الفندق ، حيث ضربنا الموعد ولم يخبرني برقم الغرفة ولا حتى رقم الطابق .. وعندها قصدت موظف الاستقبال وسألته أين غرفة صديقي ( س ) وكنت أنتظر أن يبحث في أوراقه وسجل نزلائه .. ولكن الموظف لم يفعل شيئاً من ذلك بل أحدث مسرحية صغيرة أراد من خلالها إخباري عن حافظته القوية والبراعة الفائقة في مهنته الموكلة إلية .. فلم أكد أنتهي من النطق باسم صديقي حتى شخص ببصره عالياً ثم نقر قليلاً على رأسه طالباً مني إعادة الاسم مرة أخرى وحين فعلت ذلك ، أخذ يتمتم باسم صديقي وكأنه يستعرض ملفات النزلاء في ذاكرته الكمبيوترية ولم يستغرق غير قليل حتى التفت نحوي قائلاً وكلّه ثقة وحزم : .. هذا النزيل يسكن الطابق السابع في غرفة (403).. ولم يكد ينتهي من نطق رقم الغرفة حتى ابتسم بفرحة طفولية غامرة .
يقول كارنيجي .. بعدها يممت وجهي نحو مصعد الفندق لأذهب إلى حيث يتواجد صديقي دون التفوه بكلمة واحدة .. وحين هممت بالصعود داهمني إحساس البخل التشجيعي .. فلماذا تركته وشأنه .. أليس هذا الموظف يستعرض مهارته الفائقة في حفظ النزلاء أمامي .. فلماذا لم أمنحه كلمة إعجاب تضفي عليه السعادة ولا تضرني إطلاقاً .. وعندها رجعت إلى مكانه قي مكتب الاستقبال .. مبدياً دهشتي وإعجابي وذهولي من حافظته القوية .. كيف لا والفندق ضخم جداً ويعج بنزلاء كثر ... وعندها أخذ يتمتم موظف الاستقبال بكلمات الشكر والتواضع وأنّ هذا من صميم عمله .. بينما عيناه تشرقان بسرور عجيب وابتسامة عريضة جداً ترتسم على شفتيه .. وبعد هذا السيناريو التشجيعي القصير واصلت طريقي من جديد إلى حيث صاحبي .. ولكن في هذه المرة كنت أطلب المصعد وأنا أشعر بالرضى عن نفسي .. كيف لا وقد ساهمت في سعادة إنسان يضطرب في أشجان الحياة وتضاريس الشتات النفسي ، ومن يدري فقد يقتات سعادته ذلك اليوم على فتات كلماتي القلية
2
ليلة البارحة امتطيت صهوة سيارتي وذهبت قاصداً محل ( تماضر ) لبيع وصيانة الكمبيوتر .. فالجهاز المكتبي الذي اقتنيه يعاني من فيروس ( إعادة التشغيل ) على كيف كيفه .. وحين دلفت إلى جوف المحل سارعت إلى نافذة الصيانة مناولاً فني الصيانة ورقة الموعد والإصلاح .. فنظر فيها قليلاً ثم التفت إلى حيث جهازي .. ثم تمتم بكلمات قليلة راجياً مني الانتظار لبضع دقائق ريثما يتم تحميل بعض البرامج المهمة .. فلم أجد بداً من الموافقة وماذا عساني أفعل غير ذلك .. وحتى لا أقف أمام نافذة الإصلاح دون فائدة فقد ذهبت إلى ركن الشاي وجلسة الانتظار ريثما يدعوني لأستلم جهازي .. وكان ركن الانتظار هذا يجمع بين الراحة والأناقة والترفيه الذهني .. فالكراسي رائعة وخدمة الشاي الساخن متوفرة طوال الوقت ( خدمة ذاتية ) إضافة إلى عدد من الصحف اليومية والمترامية فوق طاولة تتوسط مقاعد الانتظار ، فتناولت إحدى الصحف ولم ألبث غير قليل حتى غرقت بين طياتها تشدني الصورة ويستهوني العنوان الظريف ولم أزل غارقاً في تصفحي حتى انتشلي من لحظات المطالعة و الفضول ذلك السؤال الغاضب ذو النبرة الصغيرة والقائل (ماحطّو عندك ملاعق) ؟
فأبعدت الصحيفة سريعاً عن وجهي لأستبين صاحب السؤال ولماذا السؤال .. وهل هناك غير ي يفترض من الإجابة ؟
فأدركت سريعاً أنّ شخصي هو المستهدف بالسؤال ، وليس هناك غيري حتى يفترض منه الإجابة .
لقد كان صاحب السؤال طفلاً صغيراً لا يتجاوز الحادية عشر أو الثانية عشر من عمره .. وكان يسألني وهو يتفحص ركن الشاي جيداً باحثاُ عن ملاعق بلاستيكية لتحريك السكر المذاب .. ولأني مكاني التصفحي هو بجانب غلاية الشاي فقد باغتني بهذا السؤال الذي كنت أجهل إجابته الصحيحة .. فأنا ببساطة لم أسكب لذائقتي كأساً من الشاي .. وكان هذا الطفل لا ينتظر مني رد السؤال .. بل ألقاه سريعاً بلهجة المسئول الغاضب .. ألقاه سريعاً وهو يتفحص جيداً جوانب الغلاّية الكبيرة وحين تأكد تماماً من خلو المكان من تلك الملاعق المهمة .. التفت نحوي بجديّة ثم اتسعت عيناه باهتمام كبير وأخذ يتفوه بصوت واثق جداً: ( أبعلّم عليهم أخوي عشان يأدبهم تأديب ) .. وكان يضغط على حروفه الأخير ( تأديب ) وكأن فيضان توسونامي قادم سوف يجتاح عامل المحل المسكين جزاء إهماله تفقد ركن الشاي جيداً .. كيف لا وملاعق البلاستيك لا تتواجد رهن الخدمة .. وبعد سماعي لعبارة التهديد الأخيرة لم أنبس ببنت شفة بل رفعت الصحيفة من جديد معاوداً التصفح وكأن شيئاً لم يحدث .
لكن لم ألبث غير برهة زمن حتى تأملت سريعاً في عبارته الأخيرة : ( أبعلم عليهم أخوي يأدبهم تأديب ) .. فأدركت جلياً أنّ هذا الطفل يفتعل مسرحية الغضب العابرة حتى يخبرني ويذهلني بكونه شخص مهم في هذا المحل الكبير .. فهو ليس زبونا عادياً أو عابر سبيل .. كلا ثم كلا ... فهو شقيق صاحب المحل ، والذي يستطيع ببساطة أن يأدبهم تأديب .. إذا هو يشعر بالزهو والرغبة في اهتمامي لشخصه ولا شي غير ذلك .. وهنا ومض في ذهني موقف ديل كارنيجي مع موظف الاستقبال .. فأحببت تقمص الدور في تلك اللحظات السريعة ولأمنح هذا الطفل بعضاً من السعادة المؤقتة يستظل بها بقية يومه أو حتى ساعته ولحظاته .. وحتى أفعل ذلك ، فقد رميت الصحيفة جانباً وناديت عليه وهو يخطو مبتعداً بضع خطوات قائلاً : لحظة .. لحظة .... فالتفت الطفل سريعاً وأخذ يحدق في شخصي وهو ينتظر سبب مناداتي له .. فلم أتريث لحظة واحدة بل فتحت عيناي عن آخرهما وأنا أتساءل بنبرة المبهور وتضاريس المندهش : .. هذا المحل حق أخوك ؟؟ فظهر الاهتمام والفرحة في عينا هذا الطفل ثم خرجت كلمة من أقصى حلقة ( إيه ) وكان يشدد على حروفه وكأنها يخشى أن يتسرب شيئاً من دلالتها .. فأبديت إعجابي وانبهاري لروعة التنظيم وتكامل البضاعة وجودة الصيانة .. وعندها أخذني هذا الطفل في محاضرة شغوفة من وجدانه وحماس بيانه ليخبرني فيها عن توسعة المحل الجديدة وعن شقيقه الذي يذهب إلى الإمارات بين فترة وأخرى ووو .. ولم ينفك من حديثه حتى هاتفني فني الصيانة لأستلم جهازي وقد اكتملت برامجه .. فسارعت إلى أخذه وانصرفت من المحل وابتسامة عريضة كنت أرمقها على محيا ذلك الطفل .. ابتسامة عريضة لم يكلفني رسمها هللة واحدة .. تماماً كابتسامة موظف الفندق :)
وحين أصبحت في أحضان سيارتي .. صرت في أمواج متلاطمة من جلد الذات ومزيج متضاد من الرضي ومعاتبة النفس ..فالرضي لكوني أضفيت السعادة على هذا الطفل .. والعتب لكوني أفتعل مسرحية الإعجاب .. فهل هذا سيناريوا ( الزج والتوهيق ) ؟
وبين إضفاء السعادة والتوهيق .. خرجت بمحصلة تفريقية بينهما .. ولكن لن أنبس ببنت شفة حتى أنظر في وجهات النظر الأخرى .. وقد يعتنق المجتمع البريداوي إحداها فيصبح صاحبها الأستاذ العظيم دون منازع << عاد هاذي توهيقة زي الشمس :)
تحذير .. تحذير .. تحذير
الموضوع طويل بعض الشي .. يعني المرش ما ينفع ولا يفيد لكونه مترابط السرد .. يا أنك تخاوينا حتى النهاية أو لا تضيع وقتك يا عم .. توكل على الله :)
نافذة ،،،
كثيراً ما أستحضر في ذاكرتي موقف ديل كارنيجي مع موظف الاستقبال والذي أورده في أحد كتبه الماتعة .. لست أتذكر عنوان الكتاب تحديداً .. لكن ذلك الموقف لست أنسى ومضة إرشاده ، وبين فترة وأخرى أحاول تمثله في تعاملاتي الحياتية .. والموقف باختصار ( وتصرف )هو كالتالي :
1
يقول كارنيجي .. دلفت إلى مكتب الاستقبال في فندق كبير جداً ويعج بنزلاء كثر .. وكانت بغيتي هي غرفة أحد النزلاء من أصدقائي ، ولأني لست أدري أين يقطن صديقي من هذا الفندق ، حيث ضربنا الموعد ولم يخبرني برقم الغرفة ولا حتى رقم الطابق .. وعندها قصدت موظف الاستقبال وسألته أين غرفة صديقي ( س ) وكنت أنتظر أن يبحث في أوراقه وسجل نزلائه .. ولكن الموظف لم يفعل شيئاً من ذلك بل أحدث مسرحية صغيرة أراد من خلالها إخباري عن حافظته القوية والبراعة الفائقة في مهنته الموكلة إلية .. فلم أكد أنتهي من النطق باسم صديقي حتى شخص ببصره عالياً ثم نقر قليلاً على رأسه طالباً مني إعادة الاسم مرة أخرى وحين فعلت ذلك ، أخذ يتمتم باسم صديقي وكأنه يستعرض ملفات النزلاء في ذاكرته الكمبيوترية ولم يستغرق غير قليل حتى التفت نحوي قائلاً وكلّه ثقة وحزم : .. هذا النزيل يسكن الطابق السابع في غرفة (403).. ولم يكد ينتهي من نطق رقم الغرفة حتى ابتسم بفرحة طفولية غامرة .
يقول كارنيجي .. بعدها يممت وجهي نحو مصعد الفندق لأذهب إلى حيث يتواجد صديقي دون التفوه بكلمة واحدة .. وحين هممت بالصعود داهمني إحساس البخل التشجيعي .. فلماذا تركته وشأنه .. أليس هذا الموظف يستعرض مهارته الفائقة في حفظ النزلاء أمامي .. فلماذا لم أمنحه كلمة إعجاب تضفي عليه السعادة ولا تضرني إطلاقاً .. وعندها رجعت إلى مكانه قي مكتب الاستقبال .. مبدياً دهشتي وإعجابي وذهولي من حافظته القوية .. كيف لا والفندق ضخم جداً ويعج بنزلاء كثر ... وعندها أخذ يتمتم موظف الاستقبال بكلمات الشكر والتواضع وأنّ هذا من صميم عمله .. بينما عيناه تشرقان بسرور عجيب وابتسامة عريضة جداً ترتسم على شفتيه .. وبعد هذا السيناريو التشجيعي القصير واصلت طريقي من جديد إلى حيث صاحبي .. ولكن في هذه المرة كنت أطلب المصعد وأنا أشعر بالرضى عن نفسي .. كيف لا وقد ساهمت في سعادة إنسان يضطرب في أشجان الحياة وتضاريس الشتات النفسي ، ومن يدري فقد يقتات سعادته ذلك اليوم على فتات كلماتي القلية
2
ليلة البارحة امتطيت صهوة سيارتي وذهبت قاصداً محل ( تماضر ) لبيع وصيانة الكمبيوتر .. فالجهاز المكتبي الذي اقتنيه يعاني من فيروس ( إعادة التشغيل ) على كيف كيفه .. وحين دلفت إلى جوف المحل سارعت إلى نافذة الصيانة مناولاً فني الصيانة ورقة الموعد والإصلاح .. فنظر فيها قليلاً ثم التفت إلى حيث جهازي .. ثم تمتم بكلمات قليلة راجياً مني الانتظار لبضع دقائق ريثما يتم تحميل بعض البرامج المهمة .. فلم أجد بداً من الموافقة وماذا عساني أفعل غير ذلك .. وحتى لا أقف أمام نافذة الإصلاح دون فائدة فقد ذهبت إلى ركن الشاي وجلسة الانتظار ريثما يدعوني لأستلم جهازي .. وكان ركن الانتظار هذا يجمع بين الراحة والأناقة والترفيه الذهني .. فالكراسي رائعة وخدمة الشاي الساخن متوفرة طوال الوقت ( خدمة ذاتية ) إضافة إلى عدد من الصحف اليومية والمترامية فوق طاولة تتوسط مقاعد الانتظار ، فتناولت إحدى الصحف ولم ألبث غير قليل حتى غرقت بين طياتها تشدني الصورة ويستهوني العنوان الظريف ولم أزل غارقاً في تصفحي حتى انتشلي من لحظات المطالعة و الفضول ذلك السؤال الغاضب ذو النبرة الصغيرة والقائل (ماحطّو عندك ملاعق) ؟
فأبعدت الصحيفة سريعاً عن وجهي لأستبين صاحب السؤال ولماذا السؤال .. وهل هناك غير ي يفترض من الإجابة ؟
فأدركت سريعاً أنّ شخصي هو المستهدف بالسؤال ، وليس هناك غيري حتى يفترض منه الإجابة .
لقد كان صاحب السؤال طفلاً صغيراً لا يتجاوز الحادية عشر أو الثانية عشر من عمره .. وكان يسألني وهو يتفحص ركن الشاي جيداً باحثاُ عن ملاعق بلاستيكية لتحريك السكر المذاب .. ولأني مكاني التصفحي هو بجانب غلاية الشاي فقد باغتني بهذا السؤال الذي كنت أجهل إجابته الصحيحة .. فأنا ببساطة لم أسكب لذائقتي كأساً من الشاي .. وكان هذا الطفل لا ينتظر مني رد السؤال .. بل ألقاه سريعاً بلهجة المسئول الغاضب .. ألقاه سريعاً وهو يتفحص جيداً جوانب الغلاّية الكبيرة وحين تأكد تماماً من خلو المكان من تلك الملاعق المهمة .. التفت نحوي بجديّة ثم اتسعت عيناه باهتمام كبير وأخذ يتفوه بصوت واثق جداً: ( أبعلّم عليهم أخوي عشان يأدبهم تأديب ) .. وكان يضغط على حروفه الأخير ( تأديب ) وكأن فيضان توسونامي قادم سوف يجتاح عامل المحل المسكين جزاء إهماله تفقد ركن الشاي جيداً .. كيف لا وملاعق البلاستيك لا تتواجد رهن الخدمة .. وبعد سماعي لعبارة التهديد الأخيرة لم أنبس ببنت شفة بل رفعت الصحيفة من جديد معاوداً التصفح وكأن شيئاً لم يحدث .
لكن لم ألبث غير برهة زمن حتى تأملت سريعاً في عبارته الأخيرة : ( أبعلم عليهم أخوي يأدبهم تأديب ) .. فأدركت جلياً أنّ هذا الطفل يفتعل مسرحية الغضب العابرة حتى يخبرني ويذهلني بكونه شخص مهم في هذا المحل الكبير .. فهو ليس زبونا عادياً أو عابر سبيل .. كلا ثم كلا ... فهو شقيق صاحب المحل ، والذي يستطيع ببساطة أن يأدبهم تأديب .. إذا هو يشعر بالزهو والرغبة في اهتمامي لشخصه ولا شي غير ذلك .. وهنا ومض في ذهني موقف ديل كارنيجي مع موظف الاستقبال .. فأحببت تقمص الدور في تلك اللحظات السريعة ولأمنح هذا الطفل بعضاً من السعادة المؤقتة يستظل بها بقية يومه أو حتى ساعته ولحظاته .. وحتى أفعل ذلك ، فقد رميت الصحيفة جانباً وناديت عليه وهو يخطو مبتعداً بضع خطوات قائلاً : لحظة .. لحظة .... فالتفت الطفل سريعاً وأخذ يحدق في شخصي وهو ينتظر سبب مناداتي له .. فلم أتريث لحظة واحدة بل فتحت عيناي عن آخرهما وأنا أتساءل بنبرة المبهور وتضاريس المندهش : .. هذا المحل حق أخوك ؟؟ فظهر الاهتمام والفرحة في عينا هذا الطفل ثم خرجت كلمة من أقصى حلقة ( إيه ) وكان يشدد على حروفه وكأنها يخشى أن يتسرب شيئاً من دلالتها .. فأبديت إعجابي وانبهاري لروعة التنظيم وتكامل البضاعة وجودة الصيانة .. وعندها أخذني هذا الطفل في محاضرة شغوفة من وجدانه وحماس بيانه ليخبرني فيها عن توسعة المحل الجديدة وعن شقيقه الذي يذهب إلى الإمارات بين فترة وأخرى ووو .. ولم ينفك من حديثه حتى هاتفني فني الصيانة لأستلم جهازي وقد اكتملت برامجه .. فسارعت إلى أخذه وانصرفت من المحل وابتسامة عريضة كنت أرمقها على محيا ذلك الطفل .. ابتسامة عريضة لم يكلفني رسمها هللة واحدة .. تماماً كابتسامة موظف الفندق :)
وحين أصبحت في أحضان سيارتي .. صرت في أمواج متلاطمة من جلد الذات ومزيج متضاد من الرضي ومعاتبة النفس ..فالرضي لكوني أضفيت السعادة على هذا الطفل .. والعتب لكوني أفتعل مسرحية الإعجاب .. فهل هذا سيناريوا ( الزج والتوهيق ) ؟
وبين إضفاء السعادة والتوهيق .. خرجت بمحصلة تفريقية بينهما .. ولكن لن أنبس ببنت شفة حتى أنظر في وجهات النظر الأخرى .. وقد يعتنق المجتمع البريداوي إحداها فيصبح صاحبها الأستاذ العظيم دون منازع << عاد هاذي توهيقة زي الشمس :)