تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حارتنا زمان


الإبراهيمي
19-10-07, 12:41 am
كنا في أحد الإستراحات مجتمعين يوم العيد مع شيبانا أمد الله بعمرهم على عمل صالح , وأحد الصغار سأل وقال ياجدي كيف كانت أيامكم , عندكم إ.......

تنهتت الشيبان وجلست تتحدث عن الماضي " حارتنا إمنول (زمان) " وقال أحدهم ...

كل عيال الحارة يلعبون مع بعض , بكورة الصب كونوا فريق , وبالدنانة يتسابقون وبالحدل والملاحق (المطاردة) يستعرضون قوتهم وليلة العيد يتقاطون /يتجادعون (كل واحد يساهم بريال واحد ويشترون حلاو وملبس) أما الصلاة فالمذن كل فجر يعدهم (يحضرهم) ويويل اللي يغاب بدون عذر ويويل اللي يلعب وقت الصلاة أما الكورة النواب (الهيئة)تطارد هالشباب فإن مسكو الكورة (كورةصب مصنوعة من المطاط قيمتها إريالين) قطعوها وإن مسكوا أحد العيال إجلدوه بخيزران حتى يتوب ...

أما الأب تراه بالسوق صوته يلعلع يبيع ويشتري , إن كانه بالصيف , مطبقة التمر على راسه كل صبح أو ظهر جايبه إلبيته , وإن كان الله منعم عليه عنده إبقره تحصله كل يوم يجيب حزمة قت (برسيم) , وبريالين يشتري كومة جح ويحمله بعربية تجرها حمار وبريال , وإذا جاء الليل أظلمت الدنيا وكللن راح البيته وبعد صلاة الإخير (العشاء) يتبطحون كل أفراد العايلة بالطوايا (سطح المنزل) إنتظار لصحن الجح وكل السهر ما يتعدى ساعة زمان بعدين كل يغط في النوم ولا يصحيه إلا آذان الفجر , هذا إذا كان راعي سوق , أما الفلاح يقوم مع الآذان الاول ...

أما الأم بالعرجد تكنس البيت اللي كله رمل وتنظف مربط البقرة وفضلاتها تلصق على الجدران من شان تيبس (تجف) أو توضع على شكل قوالب طولية تحت الشمس حتى تيبس وبعد ما تيبس تستخدمها كبديل للحطب يرقون عليها أو يقرصون , والثوب هو نفس ثوب الرجل بس تصبغه بقشور رمان من شان يتحول للون الأحمر وتلبسه , و نادر ما تشوف المرة بالسوق , لكن إن إضطرت للخروج تكون لابسه مقطع (ثوب) أسود يسحب وراها متر وفوقها عبات جوخ من النوع الثقيل وغدفة ثلاث طبقات , وانت من مسافة بعيدة تعرف إن اللي قدامك ماشي حرمة لأن الغبار وراها من طول المقطع , وإذا أذن العشاء (المغرب الساعة 12) وصلوا تكب المرة المرقوق بصحن دائري كبير وكل أفراد العيلة ماعدا الحريم حولة يجتمعون والبلول يتقاطر من الإدين , ويرجع الصحن يلمع و أما الحريم فلهن القدر والحكاك (الجزء المحترق الملتصق بقاع القدر) وبعد ماتخلص الحريم من القدر يعطى للبقرة لإتمام تنظيفه لليوم التالي , عموما الكل شبعان , أما إذا أضنت (ولدت) البقرة تجلس المرة طول الليل تساهر البقرة حتى ماتروم ولدها ويويل المرة من الرجال إذا البقرة أكلت سنامها (المشيمه) لأنها ما رايح تحلب إلا ولدها معها , في ذاك اليوم يحتفل البيت , أول ما تحلب البقرة يسمى إلبات يطبخونه ويؤكل ويطعمون الجيران منه , وإن تغير أكل البيت يعرف الرجل إن مرته (زوجته) مريضة لأن هذا ماهوب طبخ المرة ولا الإيدام اللي جابه اليوم وإن هذا حتما من الجيران لأن البيوت إمفتحه على بعض والحياة فيها تكافل ....

أما البنات فهن يلعبن إلعاب (دمية من صنيع أياديهن) مع بعض والبيت المقتدر بنته تروح للقراية تقراء القرءان فإن ختمته تزف ويطول إعيال الحارة من هالزفة شويت ملبس وقريض وكل حريم الحارة تجي وتهني وتجيب معها المقسوم ....


أما بالأعياد كل يفرح فيه , بعض الأطفال يتحققون ( عيدية) ويكونون عجلين ويسمى هذا بحقاق الزولوقين وغالبا يكون قبل العيد بإسبوع أما حقاق التالين (غير المستعجلين الزولوقين) يكون قبل العيد بيومين وكل البيوت تستعد لها المناسبة لأن فيها فرحة طفل , العيدية عبارة عن قريض (حمص) وملبس وهبود (بذرة الشري المحموس)


عموما الشيبان أكملوا القصة فيما بينهم ونحن , أما الأطفال فلم يفهموا شيء وتركوا المكان وجلسوا يقلبون القنوات الفضائية ويتبادلون الرسائل و الصور عن طريق البلوتوث ...

وأقسم أحدهم أن حياتهم كانت الأفضل من حياة هؤلاء ....

هذا مما قالوه وليس الكل فكم كنت حينها ومن معي نتمنى أن كان معنا مسجل لتسجيل ما قالوه بالصوت والصورة ....

عبدالله الحلوه
19-10-07, 02:06 am
الأبراهيمي

جميل مانقلته عنهم والتفكير بالماضي يضعنا امام جروح الحاضر فالأنسان يبحث عن الراحه ويسخر كل شئ من اجل ذلك ليكتشف بأن كل ماسعى إليه ليس إلى التعب والشقاء وفقدان البساطه


تحياتي

العبرى
19-10-07, 05:15 am
جميلٌ ماذكرت..

على أننا لم نجرب ماذكر ولم نشهد ذلك الوقت..

إلا أننا كثيراً مانحن إلى البساطه..

الراحة فيها..والطيبه أساس حياة الماضي..

نحن..

مع التكلف نصنع تكلف..لنتعب..!





تحيتي,,,

الكبري
19-10-07, 05:25 am
صورة نحتاج لنتذكرها عندما نستغرق في الحظارة المستوردة ،

وعندما نرى الآخرين بإزدراء وخصوصاَ العمالة ،

لكم اطيب المنى

شقرديه
19-10-07, 05:33 am
وصفك دقيق جدا كأنا نشوف ونعيش يوم في زمن الأجداد

الله يعافي شيبانكم عشنا حياتهم من كلامهم

بس هم يتوجدون على زمانهم ويشوفون أن السنع أندثر معهم

وشبابنا الآن بيتوجدون على هالزمان ويعتبرون أنهم أفضل من شباب الزمن القادم.

اتحادي مووووت
19-10-07, 05:38 am
ما أجمل حياة الماضي وهي تروى لنا

كم كنت اتمنى ان أكون عشت ولو بعض

هذه اللحظات الجميلة التي تعرف فيها

منعى الصداقــة ومعنى الحب والاخاء

وتعرف فيها معنى التكافل والترابط

مع انها كان حياة بسيطة الا انها تحمل

معاني كثيرة لا يمكن لنا ان نحصيها




اما حياة اليومـ فهي حياة تعيسة بمعنى

الكلمة فالجار لا يعرف جاره ..

وتجد العداوة دائمة بين الجيران ولا نرى التواصل

بل كل واحد منهم يقول نفسي نفسي...




وفي الختامـ أشكركـ اخي الكريمـ عــ الموضوع

الجميل


ودمت بألف خير..